باسيل.. بين “الشبه والاشتباه”

حجم الخط

“لا يمكن للبنان إلا أن يقاوم ثقافة الموت، ومن أكثر فصول الجنون التي تسبَّبت بالانحلال العربي تلك التي اتَّهمت الذين واجهوا التطرّف، بالعمالة لإسرائيل”.

البرنامج الانتخابي لـ”التيار الوطني الحر” بعنوان الطريق الآخر ـ أيار 2005 ـ الكتاب البرتقالي ـ الصفحة 23.

كثيرة هي التناقضات في المواقف وأكثر منها “الانقلابات” على المبادئ التي عاشها “التيار الوطني الحر”، من مؤسسه الى خليفته الى قيادييه المحظيين ببركة المؤسس، حتى بات التيار يشبه الى حد التطابق، الحزب الذي لطالما وصفه واتهمه بأبشع الأوصاف والاتهامات.

تبنى رئيس التيار “ثقافة الموت” الممجوجة والمرفوضة أعلاه، واتهم من يعارضها بـ”العمالة لإسرائيل”، بقوله في مقابلته   بتاريخ 29 تشرين الأول من العام 2023: “وعندما يدعو أحدهم الجيش كي يسحب ما يسميه المسلحين في هذه المرحلة، فكأنه يدعو اسرائيل لتجتاح لبنان”، اذ وقع باسيل في الاشتباه، وبدل “مقاومة ثقافة الموت”، اتّهم من يواجه هذا التطرف بـ”العمالة لإسرائيل”، والأكثر والأخطر أنه تشبّه بناشر “ثقافة الموت” وكانه يكرر مطواعاً منصاعاً، كلام أمين عام الحزب حسن نصرالله الذي قاله في 3 تموز من العام 1991 في صحيفة “السفير”: “الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة. نحن قوم ننمو ونكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قرباناً”.

وبالنسبة لنشر الجيش وسحب المسلحين، اشتبه على باسيل الأمر كون مؤسس تياره، كما تياره، دأبا على تكرار “لازمات” الالتزام بالقرارات الدولية وبسط سلطة الدولة بجيشها وحده على كامل الاراضي اللبنانية من الـ1559 الى الـ1701 الى ورقة البنود العشر بين التيار والقوات، الى خطاب القسم للرئيس ميشال عون.

فأين وجه الشبه بين ما قاله جبران باسيل في الساعات الأخيرة وما التزم به أول من أمس؟

طبعاً لا يشبه موقف باسيل الملحق بالحزب، ما سبق أن أعلنه كـ”مشتبه به” في 28 كانون الاول من العام 2017: “لا خلاف ايديولوجياً بيننا وبين إسرائيل التي يحق لها العيش بأمان كما يحق لنا العيش بأمان”، ليصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، في 29 كانون الأول من العام 2017، “أن اسرائيل تلقت بإعجاب ومفاجأة موقف وزير خارجية لبنان الوزير باسيل”.

وكأني بباسيل الـ2017 يدين عملية “طوفان الأقصى 2023 كونها “عكّرت” وعرّضت “حق اسرائيل بالعيش بأمان”. من دون أن نغفل أسلوب باسيل الدائم باتهام خصمه بالاجتزاء والتحريف على طريقة “فليحكم الاخوان”، علماً أن تحالفات باسيل الانتخابية النيابية وفي دورتي 2018 و2022 كانت مع الإخوان المسلمين في لبنان، أي الجماعة الإسلامية في لبنان كما في تأييده المطلق للإخوان في فلسطين، أي حركة حماس.

وعن مزارع شبعا يتناقض ما قاله باسيل في 29 تشرين الأول من العام 2023، “مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة أكد الحزب بعملياته فيها حق لبنان باسترجاع أرضه وسقط له شهداء”، مع ما أورده تياره من مبادئ و”حقائق” في أيار من العام 2005 في كتابه البرتقالي الآنف الذكر، فنقرأ في الصفحة 20 منه: “… بعد الانسحاب الإسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلَح للحزب… وليس من شأن علاقة الحزب المعلنة مع أيران أن يبدَد الشكوك المحيطة بأهداف الحزب الحقيقية وبالمخاطر المتصلة باستراتيجيته… وليست ذريعة مزارع شبعا بالبرهان المقنع… فأراضي شبعا هي سورية من وجهة نظر القانون الدولي، وإذا ما أرادت سوريا التنازل عنها فعليها إبلاغ الحكومة اللبنانية رسمياً بذلك”.

ونختم بمدلول ـ نموذج عن أوجه الشبه والاشتباه بين الملحقين بالحزب، بالتوقف عند ما صدر عن لقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجبة أثناء لقائه رئيس التيار العوني عن الاتفاق على 99% من الأمور بين “اللدودَين”، وتفسير هذا الاتفاق بمُهندسه ومنسقه الثنائي الشيعي، وذلك بإقرار فرنجية بالتكافل والتضامن الاتفاق بنسبة الـ99% مع باسيل: “لسنا أحرص من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري على البلد”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل