تؤكد مصادر سياسية مطلعة مواكبة، أن “النائب جبران باسيل بدا خلال جولته الأخيرة على عدد من المسؤولين والقيادات، كالمهجوس بالقوات اللبنانية، إذ تعمّد استحضار القوات في لقاءاته، بسبب ومن دون سبب، للتصويب والهجوم عليها”، لافتة إلى أن “باسيل حاول تقديم نفسه بصورة سلسة وناعمة وتوفيقية، بعكس القوات كما حاول تصويرها وتزوير وتشويه صورتها، انطلاقاً من كونها تتعاطى في السياسة والشأن العام من قواعد ومواقف مبدئية وصلبة وثابتة استناداً إلى المصلحة الوطنية وعلى قاعدة (لبنان أولاً)”.
لا تتردد المصادر المطلعة المواكبة لجولة باسيل، بالقول مباشرة لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إن “هذه الألاعيب والمناورات التي حاولها باسيل خلال لقاءاته، لم تنطلِ على أحد ممّن التقاهم، بل عملياً هي لم تكن مفاجئة. فباسيل يحاول استعطاف الآخرين واسترضائهم وطرح أوراقه في سوق السياسة أمامهم، بمعنى أنه جاهز دائماً للصفقات والمحاصصات والتسويات المصلحية السياسية، بعكس القوات التي لا تسبّب سوى وجع الرأس لكونها لا تساوم ولا تتنازل في القضايا المبدئية المتصلة ببناء الدولة والمؤسسات والمصلحة اللبنانية العليا”.
أما عن مواقف المسؤولين المعنيين الذين التقاهم، تلفت المصادر إلى أن “قراءتهم العامة أن باسيل يقوم بجولة استعراضية محاولاً تحيّن أي فرصة لإيجاد حضور له في الساحة السياسية، للقول إنه موجود ولا يزال يتمتع بدور كبير”، معتبرة أن “هجومه على القوات إلى حدٍّ ظهر فيه كالمهجوس بها، وإن كان يأتي في سياق ممارساته المعتادة، لكنه في هذا الظرف بالذات يعكس في مكان ما خشيته المتصاعدة من الدور الكبير الذي باتت القوات تلعبه على الساحة السياسية، خصوصاً موقعها المتقدم في صفوف المعارضة”.
تضيف: “لعلّ أكثر ما يخشاه باسيل، أن القوات منذ الانتخابات النيابية الأخيرة والنتائج التي حصدتها، وصولاً إلى الأمس القريب باجتياحها الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة والتي كان يعتبر باسيل بعضها (قلاعاً عونية)، تبدو كـ(البولدوزر) الساحق الذي لا يقف شيء في طريقه. خصوصاً أن كل المؤشرات تؤكد بالنسبة إليه، أن هذا التمدد القواتي على المستوى الشعبي في مسار تصاعديّ متنامٍ. من هنا، يمكن تفسير استحضار باسيل للقوات في لقاءاته الأخيرة والهجوم عليها، من دون سبب، وتحريض الآخرين وتحذيرهم من دورها المتنامي، والقول إنه البديل الليّن عنها والحاضر للتسويات والصفقات دائماً”.