افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 1 تشرين الثاني 2023

حجم الخط

افتتاحية صحيفة النهار

في ذكرى الفراغ… رئاسة منسية أمام “طوارئ الحرب”

اليوم الموافق الأول من تشرين الثاني يصادف موعد ذكرى سنة كاملة على بدء الشغور في #رئاسة الجمهورية وسط أجواء وتطورات وظروف تشد ب#لبنان الى الأسوأ مما مر به طوال سنة الفراغ الرئاسي هذه. عشية هذا اليوم ، بدت الازمة الرئاسية برمتها كأنها منسية ولا تعوضها تصريحات قليلة ومتفرقة لا تقدم ولا تؤخر في تبديل الصورة القاتمة الموغلة في الغموض حيال ازمة تمادت الى حدود ان صارت في مرتبة هامشية الان امام صعود مخيف لاولويات مواجهة شبح الحرب الذي يقض مضاجع اللبنانيين. لم تشهد “مؤسسات” الدولة والسلطة ولا مؤسسات السياسة أي محطة توقف امام مرور سنة على لبنان بلا رئيس، ولبنان بلا نظام دستوري سوي بالحد الأدنى، ولبنان بلا ناظم ولا ضابط ولا مايسترو فيما البلد يتخبط في اخطر وأسوأ ما عرفه من أزمات تكاد تتسبب بانحلال شمولي في كل قطاعاته. مرت وتمر ذكرى سنة على الفراغ الرئاسي وسط اشتداد غير مسبوق في الانسداد والانفصال والانقسام السياسي العمودي بما ينذر بان تكون سنة الفراغ لم تكف، وبان العداد العبثي للازمة الذي لم توقفه كل الجهود والوساطات الداخلية والخارجية، أيا كانت، لوضع حد للفراغ المتمادي، ماض في استهلاك مزيد من اعمار اللبنانيين والتسبب بمزيد من المأسي لهم، هذا في حال افتراض الاحتمال “الإيجابي” بان يمر كابوس الخوف من الحرب بسلام ، فكيف لو…؟

 

لذلك ، وامام الخواء السياسي المخزي الذي استقبلت فيه الذكرى السنوية “الأولى” للفراغ الرئاسي ، ومع غياب أي ردات فعل داخلية او خارجية يعتد بها بما يعكس تهميشا مقلقا للغاية للازمة الرئاسية سيرتد حتما بمزيد من العقم الطالع، بدا المشهد ساخرا جدا وسط انغماس الوسط النيابي والسياسي “بمراجعة” خطة الطوارئ الحكومية تحسبا لوقوع حرب ولو ان هذه الخطة مطلوبة بإلحاح شديد. ولكن الكثير من ملامح الهروب من مواجهة ما يطلب اللبنانيون ان يعرفوه عن مستقبل معالجة الازمة الرئاسية كما عن سبل ضمان عدم توريط او تورط او استدراج لبنان الى حرب ، ارتسم على مشهد الذكرى السنوية للشغور الرئاسي.

 

“خطة الطوارئ”

 

في تلك الوقائع عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة لدرس خطة الطوارئ الحكومية برئاسة نائب رئيس المجلس #الياس بو صعب وحضور عدد من الوزراء وجمع كبير من النواب. ولعل التذكير بالازمة الرئاسية في ذكرى سنة من عمرها جاء على لسان النائب ملحم خلف الذي بادر الى طرح أن تتحول الجلسة إلى جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية مع وصول عدد النواب المشاركين في الجلسة إلى 86 نائباً وفقاً للمادتين 75 و76 من الدستور اللبناني والطلب إلى رئيس المجلس نبيه بري الحضور لتتحول الجلسة إلى جلسة انتخابية، فصفق له النواب. اما في المناقشات والمداخلات فاكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن “لبنان ما زال يستطيع تجنب الانجرار الى الحرب عبر نشر الجيش اللبناني بشكل كامل على الحدود اللبنانية ومنع أي محاولة لجرّ لبنان الى حرب لا يريدها اللبنانيون” مطالباً بأن تتركز المناقشات في مجلس النواب حول كيفية تجنب الكارثة بدل معالجة تبعاتها. وطالب النائب ميشال معوض بتحويل الجلسة إلى “مناقشة كيفية حماية لبنان وليس مناقشة خطة لمواجهة الحرب”. كما لفت النائب مروان حمادة، إلى أنه “ليس لدينا اموال لتطبيق هذه الخطة، لذلك أتمنى أن نضع كل الجهد لانتخاب رئيس للجمهورية ولحماية لبنان من الدخول بحرب”.

 

واجمل بو صعب خلاصة الجلسة موضحا ان “النواب طرحوا اسئلة عن دور الحكومة ورئيسها في تحييد لبنان عن الحرب، وذلك يعني ان يتحدث المجتمع الدولي بوقف الحرب انما هذا الموضوع لا يعني لبنان فقط بل العدو الاسرائيلي ايضا. وتحدث الزملاء عن كيفية التضامن وان يبقى لبنان خارج الحرب المباشرة ومدى جهوزيتنا والخطة الموضوعة. وحكي عن القرار 1701” . وقال: “كان تأكيد أنه في حال فرضت الحرب علينا فلبنان سيكون موحدا. وتطرق النقاش الى كيفية عمل الوزارات وفق الخطة الموضوعة”. وبدا لافتا انتقاد بو صعب “لغياب وزير الدفاع فهو متغيب عن هذا العمل وهذا خطأ. أقول ذلك من باب الملاحظات كي نبقى متضامنين، ونأمل ان يؤخذ ذلك بالاعتبار وان نعمل فريقا واحدا في مواجهة احتمال العدوان الاسرائيلي. صحيح أننا لا نريد الحرب ولكن الحكومة ستلام اذا لم تضع خطة، ومن الجيد انها فكرت بها وهناك اجوبة ستقدم في اللجان”.

 

وفي موازاة ذلك كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، ويبحث معه موضوع”خطة الطوارئ الوطنية” التي أعدتها”اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والازمات الوطنية” بالتعاون مع المنظمات الدولية.

 

اما في المشهد السياسي فرفض حزب الكتائب “أن يكون مصير لبنان رهن كلمة أمين عام حزب مسلّح من هنا أو وزير خارجية دولة أخرى من هناك”، وحمل الحكومة ورئيسها “مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إقحام لبنان في الحرب الدائرة والإيعاز للقوى الشرعية اللبنانية بوضع حدّ للدعوات إلى التسلّح ونشر السلاح وشرعنة إطلاق الصواريخ التي تقودها الفصائل المسلّحة والعمل فورًا على نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود لحماية البلد تطبيقًا للقرار 1701 بالتنسيق مع قوات حفظ السلام” . كما طالب رئيس مجلس النواب “بالدعوة إلى جلسة لمناقشة خطة لبنانية تحصن لبنان وحق الدولة بقرار الحرب والسلم وتحميه من أي انزلاقة إلى كارثة محتّمة عوض الدعوة إلى جلسات فرعية تناقش لملمة ذيول حرب لم يقرّرها اللبنانيون ولن تحمل إلى الشعب اللبناني سوى المزيد من المآسي والانهيار”.

 

“القوات” والتمديد للقائد

 

ووسط هذه المناخات ، شكل تقديم ” تكتل الجمهورية القوية” باقتراح قانون للتمديد لرتبة عماد “بما يبعد اي خضات عن المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق” مفاجأة حملت دلالاتها لجهة توفير التغطية المسيحية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والالتفاف حول محاولة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الحؤول دون هذا التمديد. وجاءت خطوة “القوات اللبنانية” هذه غداة اعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ان “#حزب الله” أيضا يمانع في التمديد لقائد الجيش مسايرة لباسيل. في المقابل أكد النائب جورج عدوان لدى إعلانه عن اقتراح التمديد ان “المصلحة الوطنية تقتضي التصرف بشكل استثنائي لذا تقدم تكتل “الجمهورية القوية” باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش لأن أي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد أمن لبنان القومي”. وأوضح ان “اقتراحنا مساره الهيئة العامة مباشرةً في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا ونتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح”.

 

وسرعان ما برز موقف سلبي لرئيس مجلس النواب نبيه بري من مشروع “القوات” عكسته اوساطه اذ نقلت عنه انه “لا يمشي a la carte وانه يتساءل لماذا استفاقت القوات الان على التشريع بعدما رفضته سابقا ولماذا تطرح التمديد لقائد الجيش ولم تطرحه في حالة حاكم مصرف لبنان والمدير العام للامن العام ” مستبعدا ان يمر هذا المشروع.

 

الوضع الميداني

 

على صعيد الجبهة الميدانية جنوبا، احتدمت المواجهات بعد الظهر بعدما ساد الهدوء النسبي صباحا. وتعرضت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب، لسقوط عدد من القذائف الفوسفورية مصدرها المواقع الاسرائيلية الحدودية. ثم قصف الجيش الاسرائيلي اطراف بلدة بليدا، قبل ان يعلن “حزب الله” ظهرا انه “تم اكتشاف كمين لقوة اسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، فقامت مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور باستهدافها بالصواريخ الموجهة ما ادى الى تحقيق اصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح”. كما اعلن “حزب الله” استهدافه موقع المرج الإسرائيلي في وادي هونين مقابل بلدة مركبا بالصواريخ الموجهة. واستهدف ايضا دبابة ميركافا بالصواريخ الموجهة لدى ‏تحركها في محيط ثكنة برانيت “ما أدى الى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل ‏وجريح”. وقرابة الثانية، تجدد القصف الاسرائيلي على محيط بلدة مروحين وترافق مع اطلاق قذائف حارقة على أحراج بلدة علما الشعب. كما تعرضت منطقة وادي العليق الواقعة ما يين بلدتي مروحين والبستان لقصف بالقذائف الفوسفورية والحارقة. واطلقت مسيرات إسرائيلية أربعة صواريخ على حديقة ايران في مارون الراس. وقصف الجيش الاسرائيلي مركبا وحولا رداً على قصف “حزب الله” مستوطنة حفات جلعاد.

 

ووزّع الإعلام الحربي في “حزب الله” مساء رسماً يُبيّن حصيلة العمليات العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول وحتى البارحة . وتُظهر الأرقام أنّ العمليات قُبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل وجرح 120 جنديّاً إسرائيليّاً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة إسرائيلية. كما أعلن “حزب الله” عن تنفيذ 105 هجمات منذ طالت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

البابا في رسالة غير مباشرة للمسؤولين: “إنتخبوا رئيساً لأزور لبنان”

قائد “فيلق القدس” في بيروت والتمديد لقائد الجيش يتقدّم نيابياً

 

وسط طوفان المخاطر التي تتهدّد لبنان تدريجياً بفعل اشتعال الحدود الجنوبية المستمر، وصل أمس الى بيروت قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني، في زيارة ليست الأولى منذ بدء حرب غزة، وتأتي قبل أيام قليلة من كلمة وصفت بأنها «مفصلية» للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد غد الجمعة.

 

وتعيد زيارة الجنرال الإيراني الى الأذهان الزيارات المماثلة لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني، كما أنها تأتي في ظل الحرب البرية التي انطلقت في قطاع غزة، والتي تعاملت معها طهران كـ»خط أحمر» يؤدي تجاوزه الى تحرّك الجبهات التي تعود الى حلفاء ايران، وفي مقدمهم «حزب الله».

 

وتزامناً مع وصول قآني، وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله» رسماً يُبيّن حصيلة العمليات العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول، وحتى اليوم. وتُظهر الأرقام أنّ العمليات قُبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل أو جرح 120 جنديّاً إسرائيليّاً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة إسرائيلية. كما أعلن «الحزب» تنفيذ 105 هجمات طاولت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً.

 

وليلاً، أفيد عن تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

ويتزامن وجود قائد «فيلق القدس» في لبنان، مع وصول كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ووزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الى بيروت بدءاً من اليوم.

 

داخلياً، تحرّكت أمس للمرة الأولى، مبادرة إستباقية لمعالجة الشغور في قيادة الجيش باقتراح قانون معجل مكرر تقدّم به تكتّل «الجمهوريّة القوية»، ويقضي بـ»تعديل سن التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش»، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60. وقاربت أوساط نيابية مواكبة ملفي قيادة الجيش والانتخابات الرئاسية ما يجري نيابياً، فأشارت عبر «نداء الوطن» الى أنّ «لدى فريق الممانعة موضوع واحد، هو الحرب. وهو يعلّق كل شيء على إنتهائها.

 

وقالت: «لو فرضنا أنّ «حزب الله» سيسمح الآن بإجراء انتخابات رئاسية، فهو سيفعل ذلك فقط كي يوصل مرشحه (سليمان فرنجية) الى قصر بعبدا». وسألت: «هل في لحظة حرب، حيث تحتشد أذرع إيران، وتصل أساطيل أميركية الى المنطقة، وتستنفر المملكة العربية السعودية، يمكن القبول بأن تصبح الشرعية في لبنان في يد ايران؟».

 

وأضافت الأوساط: «في هذا الظرف الاستثنائي والخطير، هناك موضوع قيادة الجيش التي هي آخر جوهرة تحمي استقرار اللبنانيين. لذلك ممنوع التلاعب بها، كي لا يدخل لبنان في الفوضى التي يحاول تفاديها، من أجل ذلك يجب أن تحافظ المؤسسة على هرميتها وتماسكها ووحدتها وقيادتها». وختمت: «من هنا تبرز الضرورة القصوى للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة الضرورات القصوى والأمن القومي، وببند واحد هو التمديد للقائد، لأنّ الجيش هو الضمان لمنع الفوضى في مرحلة خطيرة وشغور رئاسي متمادٍ».

 

وفي ظل التردي على كل المستويات نقل راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله عن البابا فرنسيس قوله: «إنتخبوا رئيساً لأزور لبنان»، في رسالة غير مباشرة للمسؤولين اللبنانيين.

 

وأشار المطران خيرالله الى أنه خلال أعمال السينودوس التي استمرت شهراً كاملاً، لاحظ أنّ الحبر الأعظم يولي مع مساعديه في الدوائر الفاتيكانية عملية السلام في المنطقة عموماً، ولا سيما لبنان، «أهمية كبرى».

 

*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

«حزب الله» يرعب الإسرائيليين… ماذا لو كرر ما فعلته «حماس»؟

في كيبوتس دفنة الواقع على مسافة كيلومترين من الحدود مع لبنان في شمال إسرائيل، يعيش سكان بهاجس أن تشتعل عندهم جبهة جديدة بعد الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحركة «حماس»، وفق تقرير أعدته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

وأُخليت منطقة دفنة الزراعية، وأُجْلِيَ جميع سكانها البالغ عددهم 1050 شخصاً تقريباً إلى فنادق بالقرب من بحيرة طبريا. وبقي نحو 15 رجلاً فقط يتولون حراسة المكان، إذ يخشى السكان أن يتعرّضوا لهجوم يشنه «حزب الله» اللبناني على غرار هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وتؤدي طريق ضيقة وغير مؤهلة يسميها الإسرائيليون «الطريق الشمالية القديمة» إلى الكيبوتس، وهي خالية تماماً، ويمكن منها رؤية مواقع لـ«حزب الله» بوضوح على الجانب الآخر من الحدود.

 

وقال إيريك يعقوبي (46 عاماً) الذي بقي في القرية: «خشي الناس العودة إلى هنا بسبب إمكانية أن يكرر (حزب الله) ما فعلته (حماس)» على الحدود مع قطاع غزة. ويأتي مزارعون مرتين يومياً لحلب الأبقار التي كانت تُحلب 3 مرات يومياً قبل الحرب. وأضاف يعقوبي: «إن لم نفعل ذلك فستموت الأبقار».

 

وشنّت حركة «حماس» في السابع من أكتوبر هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل مع قطاع غزة، وهاجمت بلدات حدودية وتجمّعات سكنية. ويقوم الجيش الإسرائيلي مذّاك بقصف مكثّف على قطاع غزة المحاصر.

 

وأسفر القصف، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، عن مقتل أكثر من 8500 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 3400 طفل. وبدت الممرات في كيبوتس دفنة خالية باستثناء عدد من الجنود. وتشير علامات كثيرة هناك إلى مغادرة السكان بسرعة؛ إذ تركوا وراءهم ألعاباً للأطفال في الحدائق، ودراجات هوائية أوقفت على عجل قرب جدران المنازل، وغسيلاً على حبال خارج البيوت، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

 

«لا أنام»

يعود بعض السكان أحياناً مدة وجيزة لري حديقة أو جمع بعض الأمتعة قبل أن يغادروا مجدداً. وتعبر الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي مديرة مركز «ألما» للأبحاث في شمال الجليل، عن قلقها على سلامة عائلتها.

 

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم أعد أنام. أفكر باستمرار بسياج المنزل الذي يجب أن أعززه. نعلم أن (حزب الله) يخطط للقيام بما فعلته (حماس) بالضبط».

 

وعرضت زيهافي المتخصّصة بشؤون المنطقة مقطعاً قصيراً مصوراً لـ«حزب الله» يعود تاريخه إلى عام 2014، ويعرض فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله مخططاً يرمي إلى «السيطرة على الجليل»، متحدثاً عن نقاط استراتيجية في البلاد، ومصانع، ومصاف، وطرق سريعة، ومراكز تسوق، ومطارات، وقواعد عسكرية، ولكن أيضاً بلدات وكيبوتسات.

 

وتحدثت عن نقاط تشابه بين هذا المقطع وهجوم «حماس»، وقالت: «إطلاق كميات هائلة من الصواريخ على شمال إسرائيل، وتقدّم قوات (كوماندوز) تابعة لـ(حزب الله) لتعبر الحدود الشمالية، وتتوغل عبر طرق إلى داخل البلاد بدعم من مسيّرات وزوارق سريعة». ورأت أن نصر الله «يريد من رجاله أن يدخلوا البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل لقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان».

 

ودفعت إمكانية دخول «حزب الله» الحرب السلطات إلى إجلاء 22 ألف شخص من سكان مدينة كريات شمونة المجاورة، وكذلك إجلاء سكان كل الكيبوتسات على طول الحدود، وبعضها أصبح خالياً اليوم، مثل حنيتا ودفنة اللذين أُنشئا في أواخر ثلاثينات القرن الماضي.

 

 

«مستعدون»

وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن اسمه: «نحن ننتشر هنا للدفاع عن حدودنا الشمالية ضد هجمات (حزب الله). نحن مستعدون لمواجهة أي هجوم. و(حزب الله) يشن هجمات كل يوم».

 

لكن الضابط السابق في المخابرات العسكرية والمتخصص في شؤون إيران آفي ميلاميد رأى أن تحرّك «حزب الله» ليس مؤكداً. وأوضح أنّ «الإيرانيين الذين يحرّكون (حزب الله) يواجهون معضلة: إما ألا يفعلون شيئاً ويطيلوا أمد الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وإما أن يتصرفوا ويخاطروا بأن يفقد كل من (حماس) و(حزب الله) قدرته على التحرك بعد رد إسرائيلي». وأضاف: «لهذا السبب، في هذه المرحلة، يشنون فقط هجمات محدودة لتجنب التصعيد».

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية : لبنان يشكو إسرائيل لاستخدامها الفوسفور… وحبس أنفاس بانتظار نصرالله

في ظلّ تتبع مجريات حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة وما تخلّفه من مجازر منذ عملية «طوفان الأقصى» التي نفّذتها حركة «حماس» في 7 تشرين الاول المنصرم، وعلى وقع استمرار المواجهات والقصف المتبادل على الجبهة الجنوبية بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، استمر حبس الأنفاس في انتظار ما سيعلنه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر بعد غد الجمعة، في وقت هدّدت اسرائيل بشن حرب على الحزب «بعد يوم واحد من القضاء على حماس».

 

وفي هذه الأجواء تناقضت المواقف الاقليمية والدولية بين داعية الى وقف اطلاق النار وادخال المساعدات الى غزة، وأخرى تشجّع اسرائيل على الاستمرار في حربها للقضاء على «حماس»، وأبرزها موقف للخارجية الاميركية رفضت فيه وقف النار لأنّ من شأنه، في رأيها، ان يمكّن «حماس» من تسليح نفسها استعداداً لشن هجمات جديدة على اسرائيل.

 

فيما تتبعت الأوساط السياسية على كل مستوياتها وقائع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وعلى ما يحصل على الحدود الجنوبية من مواجهات بين المقاومة والاسرائيليين الذين واصلوا قصف بعض المناطق الجنوبية، فيما هاجم رجال المقاومة مزيداً من المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود وفي بعض مناطق شمال فلسطين المحتلة، ظلّ الاهتمام منصّباً على اتخاذ كل ما يجنّب لبنان توسّع نطاق هذه الحرب، في وقت تركّز الاهتمام الحكومي والنيابي عشية جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم، على خطة الطورائ الوطنية التي اعدّتها الحكومة لمواجهة كل الاحتمالات.

وفي هذا الإطار بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذه الخطة، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، التي أعدّتها «اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والأزمات الوطنية» بالتعاون مع المنظمات الدولية.

 

وعُرضت هذه الخطة ايضاً في جلسة اللجان النيابية المشتركة التي انعقدت امس في المجلس النيابي، برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، الذي اكّد انّ النقاش «بعد الإجماع على التضامن مع فلسطين» تركّز على «طريقة تحييد البلد عن هذه الحرب في ظلّ الإجماع على انّ لا احد يريد الحرب».

 

وقال: «طرح الزملاء النواب اسئلة عن دور الحكومة ورئيسها في تحييد لبنان عن الحرب، وذلك يعني ان يتحدث المجتمع الدولي بوقف الحرب انما هذا الموضوع لا يعني لبنان فقط بل العدو الاسرائيلي ايضاً. وتحدث الزملاء عن كيفية التضامن وان يبقى لبنان خارج الحرب المباشرة ومدى جهوزيتنا والخطة الموضوعة. وحُكي عن القرار 1701، وأكّد اللواء محمد المصطفى (الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع) أنّه منذ حرب تموز بات هناك وجود للجيش اللبناني وأُنشئ قطاع جنوبي الليطاني وعدد من الأفواج موجودة على الحدود والجيش منتشر، واسرائيل لم توقف اعتداءاتها وخروقاتها».

 

وشدّد بو صعب على انّه «كان تأكيد على أنّه في حال فُرضت الحرب علينا فلبنان سيكون موحّداً». ولفت الى «انّ غياب وزير الدفاع كان ملفتاً، فهو متغيّب عن هذا العمل وهذا خطأ. أقول ذلك من باب الملاحظات كي نبقى متضامنين، ونأمل ان يؤخذ ذلك بالاعتبار وان نعمل فريقاً واحداً في مواجهة احتمال العدوان الاسرائيلي».

 

الموقف الخليجي

 

إلى ذلك تتركّز الأنظار على قطر التي استقطبت في الأيام القليلة الماضية عدداً من الموفدين والمسؤولين المعنيين بالحرب في غزة، ومن بينهم مسؤولون اسرائيليون كبار، أبرزهم رئيس جهاز الاستخبارات، موفداً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالاضافة الى موفدين اميركيين ومصريين وأردنيين، وكان زارها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاحد الماضي.

 

وقد حذّرت وزارة الخارجية القطرية في بيان مساء امس، من أنّ توسيع إسرائيل هجماتها في غزّة لتشمل أهدافًا مدنية «من شأنه أن يقوّض جهود الوساطة وخفض التصعيد»، مستنكرةً القصف الإسرائيلي لمخيّم جباليا للاجئين في شمال القطاع الذي اوقع 400 قتيل وجريح.

وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال في مؤتمر صحافي نهاراً: «إننا متفائلون بنجاح الوساطة القطرية لخفض التصعيد وضمان حماية المدنيين في غزة، لكننا ندرك أنّ التعقيدات على الأرض كبيرة جداً».

 

من جانبها، دانت الخارجية السعودية «بأشدّ العبارات الاستهداف اللاإنساني» لمخيم جباليا، مشيرةً في بيان إلى «تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على حكومة الاحتلال للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار والهدنة الإنسانية».

 

بدورها، استنكرت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية، قصف المخيم، معتبرةً أنّ «استمرارية القصف العبثي ستقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها».

 

الموقف الايراني

 

والى ذلك، افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «إرنا» انّ مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية للشؤون الدولية، الدكتورعلي اكبر ولايتي، قال امس خلال اتصال هاتفي بينه وبين نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «انّ التطورات الاخيرة داخل فلسطين، تحدث بدعم الولايات المتحدة الاميركية المباشر»؛ لافتاً الى «انّ المسؤولين الاميركيين أنفسهم اعلنوا بكل صلافة انّه، «لو لم يتمّ تأسيس اسرائيل، لأقدمنا على تأسيسها»؛ واصفاً هذه التصريحات بأنّها «تعيد الى الذاكرة الحروب الصليبية».

وتطلّع ولايتي الى «مزيد من الانتصارات لـ«حزب الله» في لبنان بقيادة أمينه العام المؤمن والشجاع والحكيم السيد حسن نصر الله، في ساحات الجهاد ضدّ العدو». وقال: «انّ الجمهورية الاسلامية والشعب الإيراني يفخران بحزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان». واكّد «اننا على يقين بأنّ الشعب الفلسطيني واهالي غزة وقادة المقاومة بمن فيهم السيد هنية والنخالة وغيرهم، سينتصرون في هذه الحرب الشرسة والحساسة».

 

ومن جهته قاسم «عبّر عن سعادته لقاء مواقف الجمهورية الاسلامية، ولاسيما سماحة قائدة الثورة، الداعمة لمحور المقاومة». واكّد «انّ المقاومة الاسلامية في لبنان هي جزء لن يتجزأ من محور المقاومة، ورغم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها، لكنها ماضية في نضالها حتى القضاء نهائياً على العدو».

 

 

خسائر اسرائيل جنوباً

 

وعلى الصعيد الميداني جنوباً، وفي خضم المواجهات المستمرة، كشف الإعلام الحربي في «حزب الله»، في «إنفوغراف» نشرها، عن خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية خلال 23 يوماً من «عمليات المقاومة الإسلامية على طريق القدس»، وفقًا لما نشره، انّ الخسائر التي تكبّدها الجيش الإسرائيلي شملت 120 جنديًا بين قتيل وجريح وتدمير ناقلتي جند و(2) هامر و9 دبابات، واستهداف 105 مواقع عسكريّة.

 

تهديد اسرائيلي

 

وفي المقابل، أكّد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في بيان صحافي، أنّ «اسرائيل تنتظر الانتهاء من الحرب على «حماس» للتفرّغ بشكل كامل لمواجهة «حزب الله» في لبنان». وقال: «إنّ إسرائيل تتخذ وضعاً دفاعياً على الجبهة اللبنانية لتفادي إرهاق قواتها، بينما تركّز على شن الحرب على حركة «حماس» في قطاع غزة». وأضاف: «بعد يوم واحد من القضاء على «حماس» ستطّبق إسرائيل الدروس المستفادة على مقاتلي حزب الله». وأردف قائلاً: «إنّ لذلك جوانب تتعلق بالعمليات»، من دون أن يخوض في تفاصيل أخرى.

 

خوف من هجوم

 

من كيبوتس دفنة الواقع على بعد كيلومترين من الحدود مع لبنان في شمال إسرائيل، كتب مراسل وكالة «فرانس برس» باتريك أنيدجار انّ السكان يعيشون في هاجس أن تشتعل عندهم جبهة جديدة بعد الحرب الدائرة راهناً بين إسرائيل وحركة «حماس».

 

وأُخليت منطقة دفنة الزراعية، وتمّ إجلاء جميع سكانها البالغ عددهم 1050 شخصًا تقريبًا إلى فنادق بالقرب من بحيرة طبريا. وبقي نحو15 رجلاً فقط يتولّون حراسة المكان، إذ يخشى السكان أن يتعرّضوا لهجوم يشنه «حزب الله» اللبناني على غرار هجوم «حماس» في 7 تشرين الأول. وتؤدي طريق ضيّقة وغير مؤهلة يسمّيها الإسرائيليون «الطريق الشمالية القديمة» إلى الكيبوتس، وهي خالية تمامًا، ويمكن منها رؤية مواقع لحزب الله بوضوح على الجانب الآخر من الحدود.

 

وقال أريك يعقوبي (46 عاماً) الذي بقي في القرية: «يخشى الناس العودة إلى هنا بسبب إمكانية أن يكرّر «حزب الله» ما فعلته حماس»، على الحدود مع قطاع غزة. ويأتي مزارعون مرتين يومياً لحلب الأبقار التي كانت تُحلب ثلاث مرات يومياً قبل الحرب. وأضاف: «إن لم نفعل ذلك ستموت الأبقار». وإذ أعرب عن قلقه، قال: «نريد العودة للعيش هنا، لكن المستقبل مجهول».

 

وعبّرت الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي مديرة مركز «ألما» للأبحاث في شمال الجليل، والأم لثلاثة أطفال لوكالة «فرانس برس» عن قلقها على سلامة عائلتها. وقالت: «لم أعد أنام. أفكر في استمرار بسياج المنزل الذي يجب أن أعززه. نعلم أنّ «حزب الله» يخطط للقيام بما فعلته «حماس» بالضبط».

 

وعرضت زيهافي المتخصّصة بشؤون المنطقة مقطعاً قصيراً مصوراً لحزب الله يعود تاريخه إلى العام 2014، ويعرض فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مخططاً يرمي إلى «السيطرة على الجليل»، متحدثاً عن نقاط استراتيجية في البلاد، ومصانع، ومصاف، وطرق سريعة، ومراكز تسوق، ومطارات، وقواعد عسكرية، ولكن أيضًا بلدات وكيبوتسات…

 

وتحدثت زيهافي عن نقاط تشابه بين هذا المقطع وهجوم «حماس»: «إطلاق كميات هائلة من الصواريخ على شمال إسرائيل وتقدّم قوات «كوماندوس» تابعة لحزب الله لتعبر الحدود الشمالية وتتوغل عبر طرق إلى داخل البلاد بدعم مسيّرات وزوارق سريعة». وأضافت: «هذه خطة حزب الله: ضرب نقاط استراتيجية، ولكن أيضاً القتل بهدف القتل»، مؤكّدة «انّ نصرالله يريد من رجاله أن يدخلوا البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل لقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان»، من دون أن توضح المصدر الذي حصلت منه على المقطع المصور «الموجّه لإرهابيي حزب الله»، على حدّ قولها. وقالت: «هذا ما يخيفنا. أن يقتلوا رجالاً ونساء وأطفالاً ورضّعاً ويخطفوا مدنيين وجنوداً لاستخدامهم كدروع بشرية. وهذا ما فعلته حماس».

 

وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم الكشف عن اسمه: «نحن ننتشر هنا للدفاع عن حدودنا الشمالية ضد هجمات «حزب الله». نحن (…) مستعدون لمواجهة أي هجوم. وحزب الله يشن هجمات كل يوم».

 

لكن الضابط السابق في المخابرات العسكرية والمتخصّص في شؤون إيران آفي ميلاميد، يعتبر أنّ تحرّك «حزب الله» ليس مؤكّداً. وأوضح أنّ «الإيرانيين الذين يحرّكون حزب الله يواجهون معضلة: إما لا يفعلون شيئاً ويطيلون أمد النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، أو يتصرفون ويخاطرون بأن يفقد كل من حماس وحزب الله قدرته على التحرّك بعد ردّ إسرائيلي». وأضاف: «لهذا السبب، في هذه المرحلة، يشنّون فقط هجمات محدودة لتجنّب التصعيد».

 

وبدت الممرات في كيبوتس دفنة خالية باستثناء عدد من الجنود. وتشير علامات عدة هناك إلى مغادرة السكان بسرعة، إذ تركوا وراءهم ألعاباً للأطفال في الحدائق، ودراجات هوائية أوقفت على عجل قرب جدران المنازل، وغسيلاً على حبال خارج البيوت. ويعود بعض السكان أحياناً لفترة وجيزة، لري حديقة أو جمع بعض الأمتعة قبل أن يغادروا مجدداً.

 

شكوى لمجلس الامن

 

وفي مواجهة استمرار اسرائيل في استخدام القنابل الفوسفورية والاسلحة المحرّمة، قدّم لبنان امس شكوى الى مجلس الأمن الدولي، وقال القائم بأعمال مندوب لبنان في الامم المتحدة هادي هاشم خلال جلسة الجمعية العمومية في الدورة الاستثنائية المعقودة والمخصّصة لمناقشة «الاعمال الاسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الاراضي الفلسطينية»: «إنّ الاعتداءاتِ الإسرائیلیة المستمرة على لبنان، والتي تطاولُ القرُى الآمنة على طول الحدود اللبنانیة، دفعت أكثرَ من عشرینَ ألف لبناني للنزوح عن بیوتهم طلباً للأمن والأمان.

 

كما أنّ الاعتداءاتِ المتكرّرة على مراكز الجیش اللبناني، وقواتِ «الیونیفیل»، التي لا تمُیزُّ بینَ عسكریینَ ومدنیین، وصحافیین وعاملي إغاثة، إضافة إلى استعمالهَا المواد المحظورة دولیاً كالفوسفور الأبیض، هي انتهاكٌ صارخٌ للقراراتِ الدولیة، والقرار1701، والقانونِ الدوليّ الإنساني». واضاف: «إنّ هذه الانتهاكات الإسرائیلیة التي یشهدهُا لبنان منذ ثلاثةِ أسابیع، تضُافُ إلى سجل إسرائیل الحافل بالانتهاكات ضدّ سیادةِ لبنان وأرضه التي لا یزالُ جزءٌ منها محتلاً في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وخراج بلدة الماري، التي تشمَلُ بجزءٍ منها التمدّد العمراني لقریة الغجر. الدعوة الیوم للمجتمع الدولي هي للضغطِ على إسرائیل لوقف عدوانها المدمّر، وانتهاكاتها المتكرّرة، واحتلالها المستمر».

 

وتابع: «عالمنا الیوم أمام خیارین: إما السكوت عن تحوّل غزة الى مقبرة جماعیة لأكثر من ملیوني فلسطیني، أو الوقفُ الفوريُ لهذه الحرب، وبدءُ مسار الحل السیاسي القائم على قرارات الامم المتحدة». وختم: «لبنان یطلق صرخة من على هذا المنبر الدولي، أوقفوا القتل، أوقفوا التدمیر، أوقفوا التهجیر، أوقفوا المجزرة وذلك قبل فوات الأوان».

 

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

لبنان يطالب واشنطن بـ«ضمانات» لجم العدوان الإسرائيلي

تكتل جعجع للتمديد لقائد الجيش.. وأسئلة نيابية عن مصادر تمويل خطة الطوارئ

 

مع تصاعد الحذر والترقُّب من تطور الحرب البرية في قطاع غزة، واحتمال توسع المواجهة في عموم الشرق الاوسط، بدءاً من الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط وصولاً الى البحر الاحمر وممرات النفط الدولية.

وقبل 48 ساعة من اطلالة متوقعة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد ظهر غد الجمعة، ازدادت الاسئلة ليس حول ما يمكن ان يعلنه في اول ظهور إعلامي وسياسي علني، وفي مناسبة إحياء ذكرى شهداء الحزب منذ 7 ت1 الماضي، بل حول المخاطر التي يمكن ان تسبق الكلمة أو تليها.

ووسط حالة الترقُّب هذه والغليان الذي يضرب الجبهات، يصل وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الى لبنان لزيارة وحدات بلاده العاملة في الجنوب، فضلاً عن زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارة ليف للاجتماع الى مسؤولين رسميين وعسكريين، على وقع انحياز فاضح لآلة الحرب التدميرية الاسرائيلية سواء في غزة او عند الحدود مع لبنان.

وحسب المعلومات، فإن الجانب اللبناني سيطالب الدبلوماسية الاميركية بـ«ضمانات» على واشنطن تقديمها للبنان، بأنها ستلجم اندفاعة الحرب الغرائزية الاسرائيلية المعادية ضد لبنان، والمدعومة بقوة الموقف والتسليح والادارة من الولايات المتحدة.

في هذا الوقت، يكاد اللبنانيون ان يقيموا «الاحتفالات» بذكرى مرور عام على «الفراغ الرئاسي»، وكأنهم براء مما صنعته ايديهم من خذلان للمجتمع والدولة، في جرّها من ازمة الى ازمة أخطر.. والاعتصام «بحبل التباعد» كقاعدة سلوك قبل عام، وخلال عام كامل..

وفي اجواء الفراغ المعتم، ينعقد مجلس الوزراء اليوم في السراي الكبير للبحث في جدول اعمال مالي، اداري، وظيفي، ويتخلله عرض من الرئيس نجيب ميقاتي لما آلت اليه اتصالاته في الداخل والخارج لمنع تفلت الوضع جنوباً، وامتداداً الى كامل الاراضي اللبنانية.

وكشف وزير بارز، أن الحكومة تبحث في جلستها موضوع الاعتمادات المالية المتوقعة بشأن خطة الطوارىء. اما بالنسبة إلى تحرك الكتل لمنع استجرار لبنان إلى الحرب، فقد اوضح نائب كتلة تجدد أديب عبد المسيح في تصريح لـ«اللواء» أن الكتلة تعمل من خلال جولتها على جمع القوى تحت شعار تحييد لبنان عسكرياً عن الصراع الحاصل حاليا، ويقول أن العمل يتركز على منع دخول لبنان في أتون النار المشتعل في فلسطين.

وفي شأن سياسي متصل، ‎أوضحت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء» أن الكتل المعارضة ستتابع موضوع التمديد لقائد الجيش بكثير من الاهتمام وإن عددا من النواب يظهرون في الإعلام للحديث عن اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة الجمهورية القوية بشأن هذا الملف، مشيرة إلى أن المهم هو ان يدخل الاقتراح حيِّز التنفيذ فلا يسقط أو يجمد كما غيره من اقتراحات القوانين، على أن هؤلاء النواب يدخلون في مواجهة جديدة تحت هذا العنوان بعدما أدركوا أن تحالف حزب الله التيار الوطني الحر يقف بوجه التمديد. ورأت أن هناك من يعتبر أن الملف ليس مستعجلا، الأمر الذي دفع بكتل المعارضة إلى التحرك تفاديا للأسوأ، داعية إلى انتظار المواقف التي ترد تباعا.

يشار الى أن تكتل «الجمهورية القوية» تقدّم امس باقتراح قانون يؤجل التسريح لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش.

وكشف رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان ان «اقتراح «الجمهورية القوية» مساره الهيئة العامة مباشرةً، وسنشارك في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا».

وتابع: «نتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح».

وفي حال لجأ وزير الدفاع الى اقتراح اسماء لقيادة الجيش للتعيين قال عدوان: لمن يدعي الحفاظ على الرئاسة، نقول لا يجوز ان نلزم رئيس الجمهورية المقبل بتعيينات عسكرية لا كلمة له فيها، وخارجة عن ارادته.

اما عن امكانية اندراج هذا الإقتراح على منصبي اللواء الياس البيسري واللواء عماد عثمان، رد بالقول: «نحن نرى ان الظرف اليوم هو لقيادة الجيش.

أسئلة نيابية: من أين التمويل

وتحولت جلسة اللجان المشتركة امس لدرس خطة الطوارئ الحكومية الى حوار متباعد، فالموضوع لم يناقش، في ظل عدم جدية مالية، ولاحظ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة ان «ليس لدينا الاموال لتطبيق هذه الخطة» داعياً الى بذل الجهد على انتخاب رئيس لحماية لبنان من الدخول بحرب.

وطالب النائب ميشال معوض بـ«مناقشة كيفية حماية لبنان، وليس خطة لمواجهة الحرب». واعتبر رئيس الكتائب ان تجنب لبنان الانجرار الى الحرب يكون عبر نشر الجيش اللبناني عند الحدود.

يشار الى ان الرئيس ميقاتي، اجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، وتم البحث في موضوع «خطة الطوارئ الوطنية» التي أعدتها «اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والازمات الوطنية» بالتعاون مع المنظمات الدولية.

ميدانياً، عاش الجنوب امس يوماً عنيفاً، وتمكنت المقاومة من الردّ على اعتداء اسرائيلي، وذكرت المقاومة ان مجموعة الشهيد حسين منصور استهدفت بالصواريخ الموجهة قوة اسرائيلية كانت على تلة الخزان في محيط موقع العاصي عند الحدود.

واعتبرت منظمة العفو الدولية ان استخدام اسرائيل قذائف مدفعية، تحتوي على الفوسفور الابيض الحارق والمحرم دولياً في جنوب لبنان، هو بمثابة جريمة حرب، معززة اتهامها بأدلة دامغة.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  الاحتلال يواصل اجتياحه البرّي لغزّة تحت غطاء كثيف من القصف الجوي والبحري

غزة تحترق ولا تسقط… مئات الشهداء في غارة على جباليا

تعتيم إسرائيلي حول مسار العملية وعدد الجنود القتلى… وتقدّم قتالي لـ«حماس»

 

بعد 24 يوماً من القصف المدمّر على قطاع غزة المحاصر، والتهديدات التي تطلقها قوات الاحتلال الاسرائيلي يومياً، شنّت في الامس هجومها البرّي على قطاع غزة، ضمن توغل واسع ومعارك ضارية تصدّت لها “كتائب القسّام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، واعلنت عن تدميرها عدداً كبيراً من الآليات العسكرية الاسرائيلية، ضمن كمائن وهجمات في محاور مختلفة، كما دكّت تل ابيب بوابل من الرشقات الصاروخية، وسجلّت وقوع إصابات ودمار هائل، وسط قصف اسرائيلي عنيف على قطاع غزة، ادى الى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، من ضمنهم عدد كبير من الاطفال. إضافة الى خوض” الجهاد الإسلامي” معركة كبيرة وغير مسبوقة، في تاريخ الصراع مع الجيش الإسرائيلي، وفق بيان صادرعنه.

الى ذلك، اطلقت ” اسرائيل” على هذا الغزو الوحشي تسمية ” المرحلة الثانية ” من هجومها على غزة، ووصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ “الحرب الثانية من أجل الاستقلال” التي تخوضها بلاده كما قال، والى جانب هذا الاجتياح ، تم تدمير حي سكني وسط مخيم جباليا وبشكل كامل من قبل الطائرات الاسرائيلية، وافيد عن سقوط ما يقارب 400 شخص بين شهيد وجريح، في ظل إدانة من الخارجية الفلسطينية لكل ما يجري، واصفة ذلك بالمجزرة التي استهدفت المدنيين.

في السياق يهدف الجيش الإسرائيلي الى فرض ما اسماه مناطق آمنة داخل غزة ، من خلال فصل شمال القطاع عن جنوبه، ومهاجمة معسكرات “حماس” في شمال القطاع، وأشار الى انه استخدم نظام الدفاع الجوي ” آرو” للمرة الأولى، منذ اندلاع الصراع مع حركة “حماس” في 7 تشرين الاول الماضي، لاعتراض صاروخ أرض- أرض فوق البحر الأحمر كان متجها نحو “إسرائيل”.

وعلى خط الخسائر الاسرائيلية، افيد وفق مصادر سياسية مواكبة للعملية اوضحت لـ “الديار” وجود تعتيم إسرائيلي، حول مسار العملية البرّية وحجم الخسائر البشرية، وقالت: “ليس الإعلان عن مقتل جنديين اسرائيليين يوم امس، الا جانباً من الحقيقة لأن الإعلان سيتوالى على مدى ايام عديدة، تمرير عدد الجنود القتلى الذي سيؤثر كثيراً في معنويات الجنود بشكل عام، ضمن إطار سلبي جداً، واشارت المصادر الى انّ حركة “حماس” تسجّل تقدّماً وحركة قتالية مهمة خلال الاشتباكات البرّية، الامر الذي ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى الاسرائيليين.

يونيسيف: غزّة تحولت الى مقبرة للاطفال

إنطلاقاً من المشاهد السوداء التي تلف قطاع غزة، حذر المتحدث باسم منظمة “يونيسيف” التابعة للأمم المتحدة جيمس الدر، من أنّ القطاع أصبح مقبرة لآلاف الأطفال، وتحول الى جحيم حي للجميع، مؤكدا أن مخاوف المنظمة بشأن مقتل العشرات ثم المئات، وفي نهاية المطاف الآلاف من الأطفال، تحققت خلال أسبوعين فقط، منبّهاً الى أن الأرقام مروّعة.

وقال الدر في مؤتمر صحافي: ” بحسب التقارير الواردة من قطاع غزة، قتل أكثر من 3450 طفلاَ، في الوقت الذي يرتفع فيه العدد بشكل ملحوظ يومياً، وشدّد على ضرورة الحاجة الى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وتدفق دخول المساعدات ووقف قتل الأطفال”.

ترقب واسع لخطاب السيّد نصرالله الجمعة

الى ذلك، يترقب الجميع خطاب الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي سيلقيه عند الثالثة من بعدد ظهر بعد غد الجمعة، لمعرفة ما هو القرار المتخذ، الذي زرع القلق والخوف في نفوس الاسرائيليين، بعد كل هذا الصمت الذي أطلق الحيرة، وطرح سلسلة اسئلة من قبل المسؤولين الاسرائيليين وغيرهم، ما شكل نوعاً من الحرب النفسية عند هؤلاء، والتي وصفها البعض بطريقة جديدة في كيفية إدارة المعركة، وزرع الخوف في نفوس الخصوم.

الاعتداءات الاسرائيلية لا تغيب عن قرى الحدود

وعلى خط الجنوب اللبناني، وفيما ساد الهدوء الحذر صباح امس، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي، استهدف خلال النهار القرى المتاخمة للخط الازرق، وموقعا للجيش اللبناني في وادي هونين، بـ 6 قذائف اسرائيلية من دون وقوع إصابات، إضافة الى المنطقة الواقعة بين بليدا وميس الجبل، وليلاً اطلقت القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والاوسط، كما قصفت مدفعية جيش العدو الإسرائيلي المشيرفة عند ‎رأس الناقورة، في محيط المنطقة التي يعمل فيها عناصر الاطفاء على اهماد النيران المندلعة، جراء القصف بالقذائف الفوسفورية، كما حلقت ليلاً طائرة مسيّرة اسرائيلية فوق الزهراني، وصولاً الى مدينة صيدا على علو منخفض، وطائرة استطلاع فوق مخيم عين الحلوة.

من جهته، اعلن حزب الله في بيان “ان عناصره استهدفوا قوة مشاة اسرائيلية قرب موقع الجرداح بالقذائف المدفعية ‏وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة” .‏

وأفاد الحزب في بيان آخر” بأنّ عناصره استهدفوا دبابة ميركافا بالصواريخ الموجهة، لدى ‏تحركها في محيط ثكنة برانيت، ما أدى الى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل ‏وجريح” .‏

شكوى لبنانية الى مجلس الامن

في غضون ذلك، أوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة، تقديم شكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي، لإدانة استخدام “إسرائيل” للفوسفور الابيض في اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان، وقيامها عمداً بحرق الأحراج والغابات اللبنانية.

عبد اللهيان: لاغتنام آخر الفرص لوقف التصعيد

في المواقف، اعتبر وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان “أنه من الطبيعي ألّا تسكت المجموعات الموالية لطهران في المنطقة، على تصاعد حدّة الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، ودعا الى اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف التصعيد، مع تحذيره من خروج الوضع عن السيطرة، وعندئذ لن يسلم أي طرف من العواقب” .

كلام عبد اللهيان جاء خلال زيارته الدوحة، حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وتزامنت الزيارة مع تبني الحوثيين في اليمن، إطلاق مسيّرات وصواريخ نحو جنوب “إسرائيل” .

لا اتفاق بشأن الإفراج عن الاسرى

على خط آخر، اعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي : “انه لا يوجد اتفاق يلوح في الأفق بشأن الإفراج عن الاسرى في غزة، وأنّ الهجمات التي تشنّها جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن على إسرائيل لا تحتمل” ، وقال: “المستشفيات المصرية يجب أن تكون بديلاَ لعلاج المصابين في قطاع غزة، حيث تتعرّض المستشفيات لضغوط وتعاني من انقطاع التيار الكهربائي، لكنه أشار الى ان إسرائيل تتفهّم قلق مصر بشأن تدفق اللاجئين الفلسطينيين الى أراضيها” .

بدورها حركة “حماس” اعتبرت أنّ الهجمات الإسرائيلية العنيفة تعيق أي مفاوضات حول الأسرى.

ليف ووزير الدفاع الفرنسي اليوم في بيروت

رئاسياً وفي الذكرى السنوية الاولى للفراغ الرئاسي، يغيب هذا الملف عن المشهد السياسي، فلا مبادرة مرتقبة ولا وساطات داخلية للتوافق، ولا زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان، الذي كان ينوي زيارة بيروت قريباً، لكن باريس حالياً تنتظر التطورات في المنطقة، ولذا أرجأت الزيارة الى اجل غير مسمى. لكن على الخط الاميركي الوضع مختلف، اذ تزور بيروت اليوم مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف، للقاء كبار المسؤولين السياسيين، وقائد الجيش العماد جوزف عون، كما يصل اليوم ايضاً وزير الدفاع الفرنسي.

جلسة حكومية اليوم

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة عند العاشرة من قبل الظهر في السراي الحكومي، لبحث جدول اعمال يضم 19 بنداً، ومن المرجّح ألا يحضر وزراء “التيار الوطني الحر” الجلسة، ومن ابرز النقاط، فتح اعتماد اضافي لتغذية معاشات التقاعد، وتعويضات نهاية الخدمة بقيمة 250 مليار ليرة لبنانية.

قمة عربية مرتقبة برئاسة المملكة

ديبلوماسياً، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أنها تلقّت طلباً رسمياً من فلسطين والسعودية، لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة، على مستوى القمة برئاسة المملكة التي تترأس الدورة الحالية (32) في الرياض بتاريخ 11 تشرين الثاني الجاري، وذكر الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، أنّ القمة المرتقبة ستبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

  حراك فرنسي -أميركي لتجنيب لبنان الحرب

وفي اليوم الرابع والعشرين على “طوفان الاقصى”، انطلق الهجوم البري الاسرائيلي الكامل على غزة من محاور عدة، والهدف القضاء على حماس .

هدف لن يكون من السهل تحقيقه، رغم الآلة العسكرية الوحشية التي ترتكب كل يوم مجزرة وآخرها اليوم في جباليا، حيث استهدف المخيم بـ 6 قنابل تزن كل واحدة طنا من المتفجرات، دمرت حيا سكنيا بشكل كامل وادت وفق اولى الاحصاءات الى سقوط نحو 400 شخص بين شهيد وجريح.

على خط الصراع، دخل الحوثيون ايضا، فأعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع، إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل. وتوعد المتمردون الحوثيون  بمواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل حتى يتوقف “العدوان” على قطاع غزة، معلنين شنّ 3 عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب.

اما حزب الله، فإصبعه على الزناد، بحسب مسؤوليه، وسط ترقب لخطاب امينه العام السيد حسن نصرالله يوم الجمعة، وما قد يحمله من مواقف في ضوء التطور المستجد اليوم في غزة. فهل يستمر في مراعاة الواقع اللبناني ونداءات شعب لبنان وبيئته الحاضنة  الرافضة الانخراط في الحرب ويرضخ للضغوط الدولية والتحذيرات، ام يقحم نفسه ولبنان في اتون النيران المشتعلة؟

قصف متبادل

على الجبهة الجنوبية، ساد الهدوء صباح امس في ظل تحليق للطيران الاستطلاعي الاسرائيلي. اما قبل الظهر فتعرضت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب، لسقوط عدد من القذائف الفوسفورية مصدرها مواقع الاحتلال الحدودية. لاحقا، قصف الجيش الاسرائيلي اطراف بلدة بليدا، قبل ان تعلن “المقاومة الاسلامية” أنه “عند الساعة (12:22) ظهرا وبعد رصد دقيق من قبل مجاهدي المقاومة الاسلامية لقوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود، تم اكتشاف كمين لقوة اسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، فقامت مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور باستهدافها بالصواريخ الموجهة ما ادى الى تحقيق اصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح”. واستهدف حزب الله موقع “المرج” الإسرائيلي في وادي هونين مقابل بلدة مركبا بالصواريخ الموجهة. واستهدف الحزب ايضا دبابة ميركافا بالصواريخ الموجهة لدى ‏تحركها في محيط ثكنة برانيت، ما أدى الى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل ‏وجريح. وقرابة الثانية، تجدد القصف الاسرائيلي على محيط بلدة مروحين وترافق مع اطلاق قذائف حارقة على أحراج بلدة علما الشعب. كما تعرضت منطقة وادي العليق الواقعة ما يين بلدتي مروحين والبستان لقصف بالقذائف الفوسفورية والحارقة. واطلقت  مسيرات إسرائيلية أربعة صواريخ على حديقة ايران في مارون الراس. وقصف الجيش الاسرائيلي  مركبا وحولا رداً على قصف حزب الله مستوطنة حفات جلعاد. وكان قد اعلن فجرا أنّه شنّ غارات جوية ضدّ منشآت ومواقع في جنوب لبنان تابعة لـ”حزب الله”.

لتجنب الحرب

وسط هذه الاجواء الضاغطة، عقدت  اللجان النيابية المشتركة جلسة برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب لدرس خطة الطوارئ الحكومية. وأكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مداخلة  في خلال الجلسة أن لبنان ما زال يستطيع تجنب الانجرار الى الحرب عبر نشر الجيش اللبناني بشكل كامل على الحدود اللبنانية ومنع أي محاولة لجرّ لبنان الى حرب لا يريدها اللبنانيون مطالباً بأن تتركز المناقشات في مجلس النواب حول كيفية تجنب الكارثة بدل معالجة تبعاتها. وطالب النائب ميشال معوض بتحويل الجلسة إلى “مناقشة كيفية حماية لبنان وليس مناقشة خطة لمواجهة الحرب”.  كما لفت النائب مروان حمادة، إلى أن “ليس لدينا الاموال لتطبيق هذه الخطة، لذلك أتمنى أن نضع كل الجهد لانتخاب رئيس للجمهورية ولحماية لبنان من الدخول بحرب”.

وعقب الجلسة، قال بو صعب: الجميع سيكون موحداً في حال تعرّض لبنان الى أي إعتداء ونشكر الحكومة على عملها على خطة الطوارئ.

بين ميقاتي وريزا

وفي السراي، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، وتم البحث في موضوع” خطة الطوارئ الوطنية” التي أعدتها”اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والازمات الوطنية” بالتعاون مع المنظمات الدولية.

التمديد لرتبة عماد

في الاثناء، وبما ان الاوضاع استثنائية، تقدم تكتل الجمهورية القوية  باقتراح قانون للتمديد لرتبة عماد بما يبعد اي خضات عن المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق. وفي السياق، أكد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب ان “المصلحة الوطنية تقتضي التصرف بشكل استثنائي لذا تقدم تكتل “الجمهورية القوية” باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش لأن أي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد أمن لبنان القومي”. اضاف “اقتراحنا مساره الهيئة العامة مباشرةً في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا”. وتابع “نتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح”. في السياق، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش عبر “X” : اقتراح تكتل الجمهورية القوية للتمديد لقائد الجيش قرار استثنائي في ظروف استثنائية وجزء من محاولات حماية البلد. ليتحمل الجميع مسؤولياتهم والا لا ينفع الندم لاحقا…كلنا نعلم.

لقاءات

في الشأن “العسكري” ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة،  وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم.

الى ذلك، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان Joanna Wronecka، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل