منذ بدء حرب غزة التي ستطوي شهرها الأول قريباً، وحزب الممانعة يتحفنا بأخباره وفيديوهاته عن تحرير العواميد من الكاميرات وأجهزة التجسس، ولا نعلم الى متى ستستمر هذه المعركة.
في هذا الوقت، أصبحت غزة شبه مدمرة ومعظم مدنها ركاماً، ما عُرف من الضحايا يناهز العشرة آلاف وربما هناك عدد يماثلهم تحت الأنقاض، الجرحى بعشرات الآلاف والوضع الإنساني كارثي بكل ما للكلمة من معنى، والعدو الإسرائيلي بدأ بالزحف البري بكل آلته العسكرية مع إستمرار قصفه الجوي والبري والبحري العنيف…
كل ذلك والحرب ما زالت في بداياتها والآتي أشنع بكثير من الذي رأيناه إذا إفترضنا أن العدو سائر بإتجاه الهدف الذي إلتزم بتحقيقه.
يوماً بعد يوم وبما أن الجميع في محور الممانعة يقول ويعترف بأن تبعات عملية 7 تشرين والرد عليها معروف تماماً من قِبلهم، تزداد الشكوك لدرجة اليقين بأن هذه العملية لم يكن مقدراً لها أن تكون يتيمة الزمان والمكان، بل كانت محوراً من عملية كبيرة وشاملة أكثر وأكبر، من دون أن تتضح بعد الأسباب التي أدت الى ذلك.
بعد كل هذا، ماذا يمكن أن ننتظر من هؤلاء أن يقولوا غداً أو بعد غد أو في أي وقت؟؟
فهذا المحور لا يتقن إلا إطلاق الشعارات وشحن النفوس، خصوصاً بعد كل عملية إغتيال تطال قادتهم أو بعد كل عملية قصف تطال مواقعهم ومخازنهم في سوريا ولبنان والعراق وحتى إيران.
لعل الصدق عملة أصبحت نادرة وبالية عند البعض، لكن الصدق يبقى هو المقياس الوحيد لتقييم كل إنسان بما ينطق وبما يوعد.
فكيف نصدق ما سيقول من برر يوماً تدخله في حرب سوريا بأن هذا التدخل هو للدفاع عن اللبنانيين على الحدود، ومن ثم تطور الى الدفاع عن المراقد المقدسة، ومن ثم محاربة المتطرفين، ومن ثم أصبحت طريق القدس عندهم تمر في كل المدن السورية المدمرة!!
فكل ما سيقال لن يتخطى حدود ما وضعه ولي الأمر الإيراني في تنصله من المساعدة والدعم والتخطيط لعملية 7 تشرين، ومن التهديد والوعيد بالرد في المكان والزمان المناسبين.
ولو لم يكن حزب الممانعة تابعاً بشكل عضوي وكامل لولي أمره الولي الفقيه، لكنا تمنينا عليه أن يدرس جيداً خطواته، لأن وطننا لا يحتمل أي نوع من المغامرات المحسوبة النتائج سلفاً، وهي نتائج كارثية مدمرة، لكن للأسف، وطنه هو الأمة الكبرى ومصالحها فوق كل إعتبار، وقراره كما إعترف أمينه العام مراراً بأنه حتى لا يناقش الأوامر التي تأتيه من وليه!!
يوماً ما ستنتهي كل الحالات الشاذة وسنكون قادرين على بناء وطن يليق بنا وبمستقبل أولادنا.