تمخض الجبل!!

حجم الخط

كان متوقعاً أن يكون الكلام للتجييش وتحميس الآخرين من بعيد، لكن على الأقل بالمنطق والعقل وليس في الوعود الإلهية والمقاربات العقائدية العاطفية الشعبوية الفارغة التي لا تقدم شيئاً للفلسطينيين، ولن تخيف أطراف الصراع أبداً، خصوصاً الأميركيين الذين كان لهم نصيب كبير من الكلام.

عظيم، إذا حقاً إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، فلماذا الإنتظار؟؟

هلموا الى ملاقاة المقاومين الفلسطينيين من كل صوب لتدمروا إسرائيل وتزيلوها عن الخارطة وترموها في البحر، لتكونوا منسجمين مع شعاراتكم منذ 40 سنة الى اليوم.

هل يجوز أن تُبنى النظريات على الدعم الغربي وإرسال البوارج وحاملات الطائرات الى شرق المتوسط دعماً لإسرائيل، للتأكيد على أنها أوهن من بيت العنكبوت؟ هل هذه هي قراءتكم لما يجري؟ هل هذا هو الهدف الحقيقي لهذا الحشد غير المسبوق؟؟

أتحفنا أمين عام “الحزب” بأن حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة تتحرك بحسب أوامر قادتها فقط ولا تتدخل القيادة الإيرانية بهذا الموضوع!! “طيب يا أخي، على الأقل إعتذر عن ما قلته سابقاً وقل أنه صدر عنك سهواً لحماستك وحبك الأعمى وتبعيتك للقيادة الإيرانية، وبعدها أخرج علينا وقل إن قرارك تأخذه لوحدك كقيادة مستقلة لحزبك”.

للتذكير، ولأننا لا ننسى، نذكرك بما قلته سابقاً بفمك الملآن، “أفتَخِر أن أكونَ فرداً في حزب ولاية الفقيه، ولاية الفقيه أن نأتي ونقول، قيادتنا وإرادتنا وولاية أمرنا وقرار حربنا وقرار سلمنا وكذا… هو بيد الولي الفقيه”.

“موازنة الحزب ومعاشاتو ومصاريفو وأكلو وشربو وسلاحو وصواريخو من الجمهورية الإسلامية في إيران”!!

كل العالم تعرف وتسلم بأن، Qui donne ordonne، ولهذا لا يكفي فقط نفي التبعية بالأوامر من الولي الفقيه فقط، وإنما بنفي ما تصرفه إيران عليكم في أكلكم وشربكم ومعاشاتكم وسلاحكم وصواريخكم…

المحزن المبكي أن مصير وطن وشعب بكامله، لا بل منطقة بكاملها بشعوبها وبلدانها، معلق على مزاج شخص ما أو مجموعة ما مربوطة عضوياً بنظام ديني متطرف لا يمكن التنبؤ بقراراته وتصرفاته وأفعاله، في غياب تام لما يسمى دولة ومؤسسات عندنا، وهذا من المستحيل أن نتعايش معه أبداً، من المستحيل أن يبقى مصيرنا بيد هؤلاء المتزمتين المتعصبين الذين لا يتجرأون على مناقشة أوامر أوليائهم.

كلا وألف كلا، لن نقضي حياتنا بإنتظار زمرة نعرف جيداً أهدافها المُعلنة وغير المُعلنة، نعرف جيداً مشروعها وإيديولوجيتها وتعصبها الديني الذي يكفر كل ما هو مُختلف عنها، نعرف جيداً أن هدفها الأمة الكبرى بغض النظر عن سحق كل الباقين، ولا تختلف بتاتاً في إجرامها عن غيرها، فقط الإختلاف في وسائل القتل المتوفرة، وكانت رائدة في إستعمال ما تمتلك منها.​

خبر عاجل