مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها الثاني، رغم الدعوات المتكررة لهدنة إنسانيّة في غزّة، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لإرسال المغرب آلاف الممرضين للعمل في المستشفيات الإسرائيليّة.
يعود الفيديو في الحقيقة لزيارة قامت بها وزيرة الداخلية الإسرائيليّة إلى المغرب عام 2022، بحثت خلالها استقدام يد عاملة مغربيّة في المجال الصحّي إلى إسرائيل.
يظهر الفيديو ما يبدو أنّه تقرير تلفزيوني لزيارة رسمية لمسؤولة إسرائيلية إلى المغرب، وجاء في التعليق المرافق “المغرب يرسل آلاف الممرضات والممرضين للعمل في المستشفيات الإسرائيليّة”.
ويأتي انتشار هذا الفيديو في إطار الانتقادات الموجّهة على مواقع التواصل الاجتماعي للسلطات المغربيّة بعد تطبيع علاقاتها الدبلوماسيّة مع إسرائيل في أيلول 2020 في إطار اتفاقيات أبراهام التي رعتها الولايات المتحدة.
تؤكد المملكة بانتظام التزامها بالقضية الفلسطينية تحت قيادة الملك محمد السادس الذي يرأس “لجنة القدس” المسؤولة عن الحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة.
وعرب المغرب الخميس عن أسفه إزاء “تقاعس المجتمع الدولي” في مواجهة “تفاقم الأوضاع الإنسانية” في قطاع غزة. ودعت الخارجية المغربية إلى “وقف لإطلاق النار وفتح ممرّات إنسانية”.
ومنذ بداية الحرب، يتظاهر المغاربة بأعداد كبيرة بشكل شبه يومي تضامناً مع الشعب الفلسطيني وضدّ التطبيع مع إسرائيل، مردّدين “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”. إلا أنّ الفيديو المتداول ليس حديث العهد.
فأوّل ما يثير الشكّ في أن يكون حديثاً هو ارتداء الأشخاص كمّامات طبيّة، ما يؤشّر إلى أنّه قد يكون مصوّراً خلال اعتماد إجراءات الوقاية من كوفيد-19 في السنوات الماضية.
ويرشد بالفعل البحث عن مشاهد من الفيديو إلى النسخة الأصليّة منه، وهي عبارة عن تقريرٍ لقناة فرانس 24 نشر عام 2022.
ويتحدّث هذا التقرير عن زيارة وزيرة الداخلية الإسرائيليّة إيليت شاكيد إلى المغرب، وأفادت وزارة الداخلية الإسرائيلية آنذاك أنّ تل أبيب والرباط تعتزمان إبرام اتفاق تعاون، لاستقدام مغاربة إلى إسرائيل، للعمل في قطاعي البناء والتمريض.
وقالت الوزارة في بيان إن شاكيد “اتفقت، خلال لقائها مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على توقيع اتفاقية ثنائية لجلب عمّال البناء والتمريض إلى إسرائيل”.