الأفران تتحضر لنزوح الجنوبيين

حجم الخط

من الواضح أن اللبنانيين يعيشون في هذه الأيام حالة من القلق والخوف على مصيرهم، على خلفية الإشتباكات المندلعة على الحدود الجنوبية والخشية من تمددها إلى وضعية حرب شاملة على لبنان بأسره. والمخاوف تتناول كل نواحي حياتهم، أولها الخوف من انقطاع المواد والسلع الغذائية وفي مقدمتها الخبز. وما يعزّز الخشية من انقطاع الخبز، ما تشهده بعض الأفران خصوصاً في مناطق بيروت وجبل لبنان، فضلاً عن غيرها من المناطق، علماً أن القاسم المشترك بينها هو ما تشهده من حركة نزوح كثيفة إليها من المناطق الجنوبية الحدودية.

لا يمكن القول حتى الآن إن هناك أزمة خبز، فأبواب الأفران مفتوحة أمام المواطنين بشكل عادي، مع ملاحظة شيء من الزحمة في بعضها. لكن اللبناني المكويّ بنار الأزمات طوال السنوات الماضية يبقى في حالة الخوف من انقطاع الخبز، إذ من غير الواضح اتجاه التطورات حتى الساعة، علماً أن لا تطمينات جدية من المسؤولين. فهل المخاوف الحالية من انقطاع الخبز في مكانها الصحيح، أم أن في الأمر مبالغة على خلفية التجارب المريرة السابقة؟

رئيس نقابة صناعة الخبز في جبل لبنان طوني سيف، يؤكد لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الطحين والخبز مؤمَّنان”، لافتاً إلى أنه “بالنسبة للضغط الذي يحصل على بعض الأفران، فربما في بعض المناطق التي نزحت إليها عائلات كثيرة من أبناء المناطق الحدودية الجنوبية والتي تشهد اشتباكات وتوترات، هناك نوع من الضغط والزيادة في الطلب على الخبز”.

سيف يشدد، على أن “هذه المسألة المستجدة لا تدعو إلى الخوف، لأن الطحين مؤمَّن والخبز متوافر”، مشيراً إلى أن “الأفران المقصودة في بعض المناطق التي تشهد نزوحاً من الجنوب، سيكون لديها حصص زائدة من الطحين لتعمل وتنتج حاجة المستهلكين، والقدرة الإنتاجية لدى الأفران موجودة وهي جاهزة لتلبية الطلب، ولا خوف من انقطاع الخبز”.

في السياق ذاته، يوضح سيف أنه “تم الاتفاق مع وزارة الاقتصاد والتجارة على أنه في حال حصول خضات أمنية أو حرب في منطقة معينة وحصل نزوح منها إلى مناطق أخرى، تنتقل حصص الطحين التي كانت مخصصة للأفران في المناطق المتوترة أمنياً، (المحافظة أو القضاء)، إلى الأفران في المحافظة أو القضاء حيث يحصل النزوح، من أجل تغطية الزيادة في عدد السكان والمستهلكين فيها وتأمين الخبز لهم”.

سيف يكشف لموقع “القوات”، أن “الأفران تجهَّزت مسبقاً وتملك مخزوناً كافياً من جميع المواد الأولية التي تدخل في صناعة الخبز (من خميرة وسكر ومازوت وأكياس نايلون، وغيرها)، بحسب القدرة الإنتاجية لكل فرن والمساحة المتوافرة لديه للتخزين”، مشدداً على أن “المخزون من المواد الأولية يكفي لأشهر، من أجل أن تكون الأفران مجهزة في حال حصول أي خلل أمني لتلبية الحاجة وتأمين الخبز”.

يضيف: “الطحين يسلَّم للأفران أسبوعياً وبشكل دوريّ، واتفقنا مع وزارة الاقتصاد والتجارة على أن يكون هناك مخزون لدى الأفران يكفي لمدة أسبوع على الأقل. وذلك في إطار الجهوزية، أنه في حال أقفلت الطرقات وأصبح هناك صعوبة في الوصول إلى المطاحن، يكون هناك مخزون كافٍ من الطحين في الأفران”.

كما يلفت، إلى أن “الأفران التي تتعرّض للضغط حالياً في بعض المناطق حيث زادت الكثافة السكانية نتيجة النزوح من الجنوب إليها، ستزاد حصصها المخصصة المعتادة من الطحين، وتنتقل حصص الأفران في الأقضية التي حصل منها النزوح إليها لتغطية الزيادة في الطلب”، مشيراً إلى أن “لا مشكلة أبداً، والتنسيق متواصل مع وزارة الاقتصاد والتجارة والخبز مؤمَّن”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل