التخلف المدمر

حجم الخط

وأنا أسمع مُكرهاً بعض الفيديوهات التي تُرسل على مواقع التواصل، والتي بالفعل تسبب لعيان وقرف بشكلها ومحتواها وقائليها، تذكرت ما قاله زماناً العقيد معمر القذافي في إحدى إطلالاته العصبية، “سنغزو العالم بأرحام نسائنا”.

طبعاً ما قاله هؤلاء السقيمي العقل والتفكير وما قاله القذافي، لا يعدو إلا ترسبات من أسس التراث القديم الذي عمره عشرات القرون من إحتقار المرأة العورة المملوكة التي شُبهت بالحيوانات وتساوت مع الشيطان في إغوائها وهي أكثر أهل النار وحضورها في الجنة كغراب أبيض بين الغربان…

لكن المُحزن أننا نسمع هذا الكلام السفيه في القرن الـ21 حيث من المفروض أن تكون المفاهيم التي كانت سائدة في قرون مجاهل التاريخ، تطورت وتسامت بروحيتها ومضمونها لتجاري كل التقدم والتطور الذي حصل على مدى فترات طويلة من الزمن، والتي شملت كل أوجه الحياة وأشكالها، إلا هؤلاء وأفكارهم، بقيت محنطة على مر العصور تأبى أن تتحرر من سلاسل عبوديتها.

لا عجب ان كل العالم تقريباً واكب وشارك في ثورات التقدم والتطور وتحرر المرأة التي كان لها دوراً كبيراً وريادياً في كل المجالات ومنذ مئات السنين، بينما منطقة بكاملها أغلقت على نفسها وأبت أن تخرج من قمقمها، وظلّت في موقع المتفرج والمستفيد بما لا يساهم في إخراجها من قوقعتها وإمعانها خصوصاً في الإستغلال والإستحقار وإستعمال المرأة كسلعة مملوكة، الى أن سبق السيف العُزل مؤخراً، وأصبحت الأنظمة والمؤسسات عاجزة عن التحكم الكامل بالحريات الشخصية والعقائدية والفكرية، وساهمت سهولة التنقل بين البلدان، وسهولة التواصل والثورة الرقمية التي دخلت كل بيت ووصلت الى كل فرد، ومع كل القيود التي ما زالت موضوعة عليها، ساهمت وتساهم ومع كل جيل جديد، الى إرتقاء وتطور كبير في النظرة الى الحياة بكل جوانبها، والأهم، إكتشاف طعم الحرية التي لا يوجد أي معنى لحياة أي إنسان في العالم من دونها، مهما كان دينه وجنسه ولونه وإثنيته.

فإلى متى سيظل هؤلاء قابعين في غياهب التاريخ السحيق، يجهدون بكل تفاهتهم وتخلفهم الى إسقاط وتطبيق مفاهيم بائدة على من أصبح يتحكم بالخريطة الجينية ويبحث عن كواكب قابلة للسكن داخل وخارج مجرتنا؟

سننهي بالقذافي كما بدأنا لنتعرف الى أحد أسباب هذا الإنحطاط المستمر على مدى القرون، الرجل الذي حكم بلاداً بطولها وعرضها لعشرات السنين، وهو واحد من كثيرين، تحكموا بمصير شعوب بعقول لا تصلح لأن تحكم مزرعة، فمن أشهر أقواله التي سيخلدها التاريخ:

الثورة هي أنثى الثور!!

لولا الكهرباء لجلسنا نشاهد التلفاز في الظلام!!

للمرأة حق الترشح سواء كانت ذكر أو أنثى !!

الفرق بين الرجل والمرأة هو ان الرجل ذكر والمرأة أنثى!!

فهل نسأل بعد عن سبب التخلف والإنحطاط الذي ما زال يتحكم ببعض العقول المريضة؟؟

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل