حصار المستشفيات مستمر.. وهذا حال مجمع الشفاء

حجم الخط

يقبع مجمع الشفاء، أكبر المستشفيات في قطاع غزة وسط مواجهات واشتباكات مستعرة منذ أيام بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس، فيما يموت عدد من المرضى فيه والأطفال الخدج اختناقاً، بسبب انقطاع الكهرباء، وانتهاء آخر كميات الوقود.

كما يخضع لحصار مطبق من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي بات عند أبواب ومداخل هذا المجمع الذي لا يزال يضم المئات من المرضى. ما منع رفع مئات الجثث المكدسة في باحته، والتي تركت عرضة للنهش من قبل الكلاب، وفق ما أكد عدد من الأطباء والناشطين.

فيما رفض الأطباء في المستشفى الواقع شمال غزة تنفيذ أمر الإخلاء الإلزامي الصادر عن الجيش الإسرائيلي، لأنهم يخشون أن يموت نحو 700 مريض معرضين للخطر إذا تركوا، لاسيما في ظل عدم تواجد سيارات إسعاف لنقلهم.

فقد أكد الطبيب منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، أن “المشكلة ليست في الأطباء، بل في المرضى”.

أضاف: “إذا تركوا سيموتون، وإذا تم نقلهم سيموتون أيضا في الطريق، هذه هي المشكلة، نحن نتحدث عن 700 مريض”.

تابع في تصريحات صحافية: “رفض الأطباء حتى الآن المغادرة، لكن بعض النازحين وعائلاتهم غادروا بالفعل”.

من جهته، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل إلى “حماية مستشفى الشفاء، في وقت تستمر المعارك العنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس حول هذا المجمع”.

أضاف بايدن للصحافيين في المكتب البيضوي حين سئل عما إذا كان أعرب عن قلقه لإسرائيل بالنسبة إلى هذه القضية مساء أمس الاثنين، “ينبغي حماية المستشفى”.

كما أضاف “آمل وأتوقع إجراءات أقلّ تدخل في ما يتعلق بالمستشفى”.

وأكّد الرئيس الأميركي أنّه “على تواصل مع الإسرائيليين” حول هذا الموضوع.

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إنّ “الولايات المتّحدة أثارت مسألة مستشفيات غزة في محادثاتها مع حليفتها إسرائيل”.

وأضاف في مؤتمر صحافي أمس “لا نريد أن نرى معارك في المستشفيات”.

وتابع “نريد أن يكون المرضى محميّين، وأن تكون المستشفيات محميّة”،

مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ “الحكومة الإسرائيلية أكّدت خلال محادثاتها مع الإدارة الأميركية أنّها “تشاطرها هذا الرأي”.

وبحسب ساليفان فإنّ “الولايات المتّحدة تريد أن تكون فترات توقف إطلاق النار أطول بكثير أي أن تُعدّ بالأيام وليس بالساعات”.

ويعاني مستشفى الشفاء، من انقطاع الماء والكهرباء منذ أيام، ما اضطر الأطباء إلى رفع بعض الأجهزة عن العديد من الخدج، وعدد من المرض الآخرين أيضاً الذين يحتاجون إلى الكهرباء من أجل البقاء على قيد الحياة.

أما المدنيون الآخرون الذين ما زالوا عالقين في المجمع بعدما لجأوا إليه من أجل الاحتماء من القصف، فيأملون مغادرته، لكنّ القتال المحتدم بمحيطه يمنعهم.

كما تواجه مستشفيات أخرى الوضع نفسه.

في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي الذي كثف قصفه لعدد من المستشفيات ومحيطها في شمال القطاع، أن “تلك المستشفيات تضم بنى تحتية استراتيجية لحماس التي يتهمها باستخدام الغزيين دروعًا بشرية رغم نفيها”.

وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أعلنت عن “ارتفاع حصيلة الوفيات في مستشفى الشفاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ السبت إلى 34 بينهم 27 مريضًا في العناية المكثفة و7 من الأطفال الخدج”.

فيما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه “ينسق لنقل حضانات للأطفال الخدج من مستشفى في إسرائيل إلى الشفاء”.

أضاف في بيان عبر تليغرام “مستعدون للعمل مع أي طرف موثوق به للوساطة لضمان نقل الحضانات لمستشفى الشفاء في غزة”.

يشار إلى أن “الحرب التي دخلت يومها الـ 39 بين إسرائيل وحماس أدت حتى الساعة إلى مقتل 11 الفاً و240 فلسطينياً، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة بغزة، بينهم أكثر من 4600 طفل”.

أما على الجانب الإسرائيلي فسقط 1200 قتيل إثر الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حركة حماس في السابع من تشرين الاول. فيما احتجزت الحركة نحو 240 شخصاً لا تزال المفاوضات جارية بشأنهم من أجل إطلاق سراحهم.​

المصدر:
العربية

خبر عاجل