مع كل شتوة تتصاعد احتجاجات المواطنين من طوفان الطرق وتحوّلها إلى بحيرات لتجمّع مياه الأمطار، وتنهال الانتقادات على المسؤولين في الدولة وخصوصاً وزارة الأشغال العامة والنقل لعدم قيامهم بواجباتهم والاستعداد مسبقاً لفصل الشتاء منعاً لطوفان الطرق، عبر تنظيف مجاري المياه والأقنية وفتحها ومنع التعديات عليها من قبل بعض المواطنين غير المسؤولين.
مختلف المصادر المتخصصة في السلامة العامة، خصوصاً سلامة الطرق، التي استطلع موقع القوات اللبنانية الإلكتروني آراءها في الأسباب التي تحول دون معالجة أزمة طوفان الطرق مع كل شتوة، تجمع على أن “الأسباب عديدة، والمسؤولية الأولى بلا شك تقع على عاتق الدولة بمختلف مؤسساتها المعنية، بدءاً من وزارة الأشغال العامة والنقل المسؤولة عن سلامة الطرق، وأيضاً وزارة الطاقة والمياه المسؤولة عن مجاري الأنهر والسواقي، فضلاً عن البلديات وغيرها. لكن طوفان الطرق لا يمكن أن يرمى فقط على عاتق الدولة، وإن كانت تتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذه الحالة المتكررة التي تشل الطرق وتعطّل حياة المواطنين فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التي تتسبب بها”.
وفق المصادر ذاتها: “لا يجوز أن تتفاجأ الدولة مطلع كل فصل شتاء بالأمطار التي تهطل على لبنان، وتقف لتبرّر طوفان الطرق بحجج واهية، وكأنها حالة غريبة عجيبة، أو أن لبنان بلد صحراوي قاحل تزوره الأمطار مرة كل 10 سنوات مثلاً. لكن المواطن أيضاً مسؤول من خلال عدم احترام القانون وانحدار مستوى الحسّ المدني لديه أو ما يمكن تسميته (التربية المدنية السليمة)”.
تضيف: “المواطن أيضاً مسؤول، فالنفايات التي ترمى في الأنهر ومجاري المياه والأقنية لا تأتي من العدم، بل هناك مواطنون غير مسؤولين يرتكبون هذه الأفعال. بالتالي، من البديهي أن تلك النفايات ستصبّ في النهاية على الطرقات الساحلية والأوتوستراد وتسدّ مجاري وقساطل تصريف مياه الأمطار، ويتحوّل الأوتوستراد الساحلي إلى برك مياه متفرقة. بالإضافة إلى التعديات على مجاري الأنهر من خلال المخالفات وإقامة مشاريع سكنية أو صناعية أو غيرها. فهل نستغرب طوفان الطرق في هذه الحالة؟”.
على سبيل المثال، تتابع المصادر عينها: “منذ أقل من شهر تمّ تنظيف مجاري المياه والأقنية على جانبي أوتوستراد المتن السريع من النفايات والردميات بالكامل، بالإضافة إلى قصّ الحشائش والشجيرات التي كانت تغطي المجاري استعداداً لفصل الشتاء والأمطار. والمؤسف أنه على الرغم من ذلك، لم يسلم أوتوستراد المتن السريع من مشكلة طوفان الطرق، إذ غرق بالمياه وتوقف السير وتعطّلت أعمال المواطنين مع الأمطار التي هطلت صباح اليوم الثلاثاء. والسبب شهده المواطنون العالقون في سيارتهم على هذا الأوتوستراد بأمّ العين، من خلال أكياس النايلون والنفايات التي كانت تعوم بين السيارات، فيما جانبا الأوتوستراد يفيض بالنفايات. بالتالي، أنت أيضاً مسؤول يا مواطن”.