لبنان اليوم: جبهة الجنوب تترنّح.. بري يعد “القوات” بالتمديد لقائد الجيش

حجم الخط

على وقع اشتعال المعارك جنوباً، ووسط ضبابية ترافق إمكانية انزلاق البلاد الى مستنقع حرب غزة، وفي خضمّ أسوء موجة نزوح غير شرعي مترافقة بوضع اقتصادي واجتماعي وأمني هشّ ومترنح، اختارت “القوات” الطريق الاستثنائي في ظلّ ظرف استثنائي، وحملت ملف التمديد لقائد الجيش لرئيس البرلمان نبيه بري أمس الإثنين، وانتزعت منه وعداً، ولو أنه يحبّذ رمي الكرة في ملعب الحكومة، بعقد جلسة نهاية الشهر الحالي إفساحاً بالمجال للحكومة بالتمديد لقائد الجيش.

في السياق ذاته، وصفت مصادر متابعة اللقاء بين وفد تكتل “الجمهورية القوية” ورئيس البرلمان نبيه بري، وفق “نداء الوطن”، بأنه كان جيداً وإيجابياً، وبرزت ملامح خارطة الطريق التي قد تُعتمد لحل هذا الملف من خلال تصريح النائب جورج عدوان بعد اللقاء، لجهة تفضيل بري أن يأتي الحل من خلال تأجيل التسريح بقرار من الحكومة، وإعطاء مهلة حتى نهاية الشهر لكي يحصل ذلك، وإلا بعدها سيُحدّد بري جلسة تشريعية بداية الشهر المقبل، ويكون أحد بنود جدول أعمالها وأول الاقتراحات المعجّلة المكرّرة، الاقتراح الذي تقدّم به تكتل “الجمهورية القوية” والرامي إلى تأجيل تسريح قائد الجيش، أي التمديد له لمدّة سنة. وفق معلومات “نداء الوطن”، إن جو اللقاء بين بري ووفد “القوات” كان ودّياً وصريحاً ومباشراً، تحدث خلاله بري بصراحة وبلا مواربة، خصوصاً حول أهمية دور الجيش اللبناني كونه رمزاً لوحدة الوطن ولا يمكن لأحد أن يُفرّط بها. كذلك أكّد أنه سيبذل جهده لكي يتمّ التمديد لقائد الجيش من خلال مجلس الوزراء، وأنّ المهلة التي تفصل عن نهاية الشهر الحالي هي لإفساح المجال أمام الحكومة وإعطاء الوقت الكافي لإتخاذ القرار المناسب.

في المعلومات أيضاً بحسب “نداء الوطن”، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكد في مجالسه، أن حكومته في صدد التوجه إلى اتخاذ قرار التمديد لستة أشهر لقائد الجيش، وبذلك يكون ميقاتي قد رمى وراءه إغراءات باسيل، بتعيين قائد جديد، في غياب رئيس الجمهورية، مقابل عودة باسيل إلى الحكومة “الفاقدة للشرعية الدستورية”. على المقلب الأمني، نقلت “النهار” عن مصادر ديبلوماسية غربية تتابع الوضع في الشرق الأوسط، تخوفها من احتمال تصاعد المناوشات بين “الحزب” وحلفائه من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بما بات ينذر بتصعيد نسبة اندلاع حرب شاملة على لبنان بحيث ستطال العمق اللبناني كما المناطق الحدودية مع إسرائيل.

المصادر عينها، حذّرت من أن إسرائيل تراهن على استدراج “الحزب” الى حرب شاملة، وفق “النهار”، مشيرة إلى أن “هذا ما تخشاه واشنطن، التي تطالب وتضغط بقوة لعدم تصعيد المواجهات في لبنان تجنباً لتوريطها في حرب إقليمية. وقالت المصادر إن المواجهة باتت مفتوحة على شتى الاحتمالات بعد المواقف التصعيدية الأخيرة بين إسرائيل و”الحزب”، وإن هناك تخوفاً حقيقياً من توسع قواعد الاشتباك، والخروج عن الهامش المعتمد بين الطرفين بما وسع مسرح العمليات العسكرية في الأيام الماضية وهدد الاستقرار الداخلي. كما لفتت المصادر الديبلوماسية الغربية نفسها، إلى أن “إسرائيل قد ترى فرصة الحسم واستهداف “الحزب” في لبنان وسوريا ملائمة لها، في ظل ما يوفره انتشار أساطيل وجيوش غربية من حماية لأمن اسرائيل التي ستتعرض في حال اتساع النزاع الى فتح جبهات قتالية عدة. أضافت: “ربما الحزب لا يريد الحرب وإسرائيل لا تريد فتح الجبهة الشمالية، لكن التصعيد اليومي للاشتباكات يهدد في أي لحظة بتفلت الأمور بما يهدد الاستقرار ويدفع إسرائيل الى اعتبار ان الفرصة مؤاتية كي تقوم بهجوم على مواقع الحزب الذي يهددها بجدية عالية في امنها الداخلي، ومحاولة اضعافه عسكرياً لتسهيل اعادة النظر في الخارطة الإقليمية”.

في الإطار نفسه، لا تخفي مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع لـ”اللواء”، ان لبنان تجاوز قطوعاً في غمرة التصعيد المتدحرج جنوباً، لكن الخطر لا يزال ماثلاً مع تسابق المسؤولين الاسرائيليين من مدنيين وعسكريين لرفع نبرة التهديدات لـ”الحزب” من دفع الثمن الكبير. في السياق، كرّرت المعارضة اتهامها “الحزب” بـ”محاولة جَرّ لبنان إلى حرب لا يستطيع مجاراتها ولا تحمّل أكلافها وآثارها التدميريّة”. وقالت مصادر المعارضة لـ”الجمهورية”، إن “الحزب” يضحّي بلبنان”، وأضافت: “أمامنا نموذج غزة، وقطعاً لا يمكن ان نقبل بذلك، ولا أن يجرّنا (الحزب) الى حرب على حساب كل اللبنانيين، تلبّي مصلحة إيران، تحت عنوان وهمي هو التضامن مع غزة. فالتضامن مع غزة لا يعني أن نضحّي بلبنان. ومن هنا جاءت رسالتنا الى القمة العربية، لردع (الحزب) ورفع يده عن لبنان، وفرض الالتزام بالقرارات الدولية لا سيما 1701 و1559 و1680، وتحييد لبنان عن الصراعات”.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل