منذ عملية طوفان الاقصى التي نفذتها حركة حماس ودخول قطاع غزة في حرب مدمرة مع اسرائيل، توجهت الانظار نحو إيران كونها المشغل الاساسي للمنظمات والمجموعات التي تثير التوترات في المنطقة، فالعبض رأى أن تنفيذ عملية طوفان الاقصى اتى بأوامر إيرانية وأن طهران هي من خططت لتلك العملية كونها تدعم حماس مادياً وعسكرياً.
وتوالت المواقف الايرانية التي وضعت في خانة التهديد والتلويح باتساع رقعة الحرب في حال لم توقف اسرائيل هجومها على غزة، إلا أن التهديدات الايرانية بقيت حبراً على ورق.
مصادر مواكبة للتصريحات والمواقف الصادرة عن طهران، ترى عبر موقع القوات اللبنانية الالكتروني، أنه “منذ اللحظة الأولى، سارعت واشنطن الى ابعاد التهمة عن طهران، وقالت إنه لا يوجد أي دليل على أن ايران هي التي اعطت الاوامر بتنفيذ عملية طوفان الاقصى، ولهذا التصريح دلالة كبرى على تحييد ايران وإيصال رسالة تطمئن طهران.
تضيف المصادر: “رسالة واشنطن وتصريحاتها لم تأتي من فراغ، بل لها علاقة باتصالات أجرتها إيران بواشنطن عبر قنواتها الدبلوماسية أكدت خلالها أن لا علاقة لها وليست معنية بما يحصل بين غزة واسرائيل”.
وتقول المصادر: “على الرغم من التهديدات الايرانية والتصعيد عبر اطلاق يد الحوثيين والقوات العراقية باستهداف القواعد الاميركية، إلا أن هذه التهديدات تأتي ضمن إطار الحفاظ على ماء الوجه، لأن إيران تحمل شعار وتتذرع بتحرير القدس، وهذا يضعها أمام مسؤولية تجاه حركات المقاومة التي تدعمها”.
وتشير المصادر إلى أن التصريحات المتناقضة لقادة حماس والتململ الذي ابدوه تجاه ردة فعل الايرانية الخجولة وعدم تدخل “الحزب” بالشكل المطلوب يدل على أن لدى ايران نية بعدم الدخول بالحرب القائمة، بالتالي الحرب التي نشهدها في الجنوب ليست الا ضمن قواعد اللعبة التي تتبعها ايران ولن تكون لها اي تداعيات خطيرة.
وحول آخر التصريحات التي أدلى بها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي خلال لقاء اسماعيل هنية، والتأكيد على أن إيران لن تخوض الحرب نيابة عن الفلسطينيين، فهذا يعتبر دليلا قاطعا على أن لا نية بتوسيع الحرب، وأن الحرب ستظل محصورة في غزة، وكل الجهود الايرانية منصبة الآن حول كيفية حماية قادة حماس وتأمين الخروج الآمن لهم بعدما لمست إيران نية دولية جدية بانهاء حماس عسكرياً.
وتؤكد المصادر أن تصريحات الأمين العام للحزب حسن نصرالله تدل على أن الأوامر الايرانية صارمة وواضحة بعدم خوض الحرب مع اسرائيل، وحصر المواجهة في غزة، لأن النظام الايراني قرأ الرسالة الأميركية بدقة وأيقن أن أي محاولة لتوسيع الحرب سيكون الرد عليها مدمراً وسيصيب قلب النظام الإيراني، وطهران ليست مستعدة للتضحية بنظامها مقابل بقاء حماس.