“الحزب”.. من اقتراب ساعة الصلاة في القدس الى الدعاء لها

حجم الخط

“نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران. نحن نعتبر أنفسنا – وندعو الله أن نصبح – جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام المهدي من أجل تحرير القدس الشريف”.

الرسالة المفتوحة الى المستضعفين في لبنان والعالم ـ البيان التأسيسي لـحزب الله ـ السيد ابراهيم أمين السيد ـ 16 شباط 1985.

على ما قرأنا وما سنقرأ فإن عبارتَي “تحرير القدس” و”إزالة إسرائيل من الوجود” بالنسبة لـ”حزب الله” منذ نشأته مروراً بكل مراحله وصولاً الى بيان الحزب بُعَيد الإعلان عن “عملية طوفان الأقصى”، هي من الشؤون العقائدية الشرعية الدينية والملزمة للمكلفين والمقلدين والملتزمين بولاية الفقيه في إيران من الإمام الخميني الى الخامنئي.

ومن الخطأ اعتبار العبارتين من الشعارات التي قد تتغيّر أو تتبدّل او حتى تُبدَل.

ولتنفيذ “أوامر الإمام بـ”تحرير القدس” و”إزالة اسرائيل من الوجود”، أنشأ نظام الولي الفقيه “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري في إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله، ولطالما تحدث “الحرس الثوري” و”المقاومة” عن قرب تلك “الإزالة” وذاك “التحرير”، فمنذ الثورة الإسلامية في إيران  تحدث هؤلاء عن “آلية” تحرير القدس وإزالة اسرائيل بشكل علني نورد بعض الامثلة منها:

في 12 تشرين الثاني من العام 2004 قال الأمين العام للحزب حسن نصرالله: “نحن الجيل الذي لدينا آمال طويلة وعريضة وكبيرة في أن نكون الجيل الذي سيصلي في القدس وبيت المقدس إنشاء الله”، وفي في 4 أيلول 2010 قال: “في يوم القدس نشعر أننا في المقاومة، في لبنان في الموقع الصحيح من المحور المنتصر، نحن اليوم عام 2010 أقرب ما نكون من القدس بعد 62 عاماً”، ليؤكد في 4 آذار من العام 2012 أن “التحولات الكبرى في العالم تشعرنا أننا أقرب الى تحرير القدس أكثر من أي وقت مضى”. وفي 20 أيار من العام 2020 قال نصرالله: “سنصلي في القدس ونحن اليوم أقرب ما نكون إلى تحريرها”، كذلك في 5 أيار من العام 2021 حين جزم بأننا “أقرب الى القدس من أي وقت مضى”…

بعد عملية طوفان الأقصى والتي تطلبت “التحام” جبهات المقاومة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، مع جبهة غزة على ما دعا اليه قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف، وبعد أسابيع من الصمت الذي رافق “الطوفان”، أصدر نصرالله   تعميماً داخلياً في رسالة خطّها بيده بتاريخ 25 تشرين الأول من العام 2023 ، ذكّر فيها  بأدبياته السابقة “عن تحرير القدس” إذ طلب في التعميم، إطلاق على من سقط على الحدود اللبنانية في معركة “احترام قواعد الاشتباك” مع العدو الإسرائيلي، تسمية “شهداء على طريق القدس”، وذلك “انسجاماً مع حقيقة المعركة القائمة الآن مع العدو الصهيوني منذ 7 تشرين الأول مع طوفان الأقصى”، وغيرها الكثير من الوعود والوعيد والمواعيد والمواقيت.

أما الأبرز فكان في الآلية الآيلة لإزالة إسرائيل من الوجود والتي شرحها أمين عام الحزب في مقابلته مع الصحافي عماد مرمل عبر قناة المنار، بتاريخ 12 تموز من العام 2019، فبالإضافة  لتأكيد نصرالله في المقابلة أن “الأعمار بيد الله وبحسب المنطق والزمن أنا من اللذين يملكون أملاً كبيراً في أن يصلون في القدس”، اوضح الآتي:

ـ “أي حرب جديدة ستكون أكبر بكثير من حرب تموز من العام 2006، وهذه الحرب ستضعهم على حافة الزوال”.

ـ في موضوع الجليل: “إخواننا أصبحوا محترفين ولديهم أكثر من سيناريو ودخول الجليل جزء من خطة الحرب”.

ـ “قدرة المقاومة الهجومية في الـ2006 كانت محدودة، أما اليوم فتملك قوة هجومية على مستوى المشاة مسلحة مزودة بأسلحة نوعية، وسلاح الجو المسير بات أكبر ومعتد به”.

ـ “المقاومة أقوى من أي زمن في قدرتها على استهداف وزلزلة الجبهة الداخلية للعدو”.

ـ “المقاومة تطال بصواريخها كل منطقة الشريط الساحلي لكيان العدو بعمق 20 كلم وطول 60 الى 70 كلم والتي تتواجد فيها المراكز الحكومية والمصانع النووية والموانئ، فهل يستطيع الكيان أن يصمد أو أن يتحمل”؟

كل ما أوردناه على لسان نصرالله بالإضافة الى تأكيدات مسؤولي الجمهورية الإسلامية في إيران عن قدرة “جيش الإمام” على تدمير إسرائيل بدقائق سبعٍ معدودات، دفعت  بالمراقبين المتتبعين لتلك المواقف ـ المبادئ، الى توقع سقوط سريع ومريع للكيان الصهيوني في الفرصة المؤاتية لكل من إيران والحزب والتي تمثلت  بعملية “طوفان الأقصى”.

وما الانتقادات والتعليقات التي ما زالت تصيب مقاربات السيد حسن نصرالله في خطابَيه وأداء حزبه الإعلامي السياسي والعسكري من خصوم المحور الممانع، أثناء وبعد عملية “طوفان الأقصى” وتطورات معركة “اجتياح غزة”، الا انكشافاً أمام الخصوم، وصدمةً وارتباكاً للحلفاء، أمام نقض إيران والحزب للعقيدة والالتزام ونكثهما للوعد والعهد المبيّنين آنفاً وبوضوح… وهنا يسجّل على الحزب حرجه وضيق صدره وعدم تقبله للانتقاد أو التعليق مشهراً بوجه منتقديه الخصوم سلاحه، مهدداً مخوّناً متهماً هادراً للدم، كما أظهر الحزب لومه وعتبه وغضبه من الحلفاء لتقاعسهم وعجزهم وإظهارهم حراجة وضع الحزب وموقفه.

وعليه أُخذ  على الحزب العقائدي الديني الملتزم، وسيؤخذ عليه، انتقاله  من “الكلام” عن دنو لحظة  “إزالة إسرائيل من الوجود” واقتراب الساعة الذي “سنصلّي فيها في القدس” الى “الفعل”، والذي عبّر عنه  نصرالله في 3 تشرين الثاني من العام 2023 قائلاً: “معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط، وكل الشعوب وحركات المقاومة احتاجت دائماً الى سنوات طويلة حتى الوصول الى نقطة يكون فيها المحتل مجبراً على الإقرار بالهزيمة”، وفي 11 تشرين الثاني من العام 2023: “لا تستهينوا بالدعاء. أدعوكم الى الدعاء بالنصر وتعجيل النصر واختصار الزمن والدعاء لأحبائكم في الضفة وغزة”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل