رصد فريق موقع “القوات”
كعادته، يواصل فريق التيار وحلفاؤه رحلتهم المستمرة في البحث عن طرق مبتكرة وغير مسبوقة لزعزعة أركان الدولة. فبعد سلسلة من التهديدات المتهورة التي تنذر بإقحام لبنان في حرب طاحنة ليس له فيها مصلحة، يتجلى اليوم إصرارهم المتجدد على تحطيم آخر عواميد الوطن، ألا وهي المؤسسة العسكرية، تلك التي ظلت واقفة في وجه طوفانات الأزمات التي كان سببها نفس الفريق. إذ يتمثل هذا الإصرار في موقفهم الرافض للتمديد لقائد المؤسسة العسكرية، العماد جوزف عون، مستندين في ذلك إلى خنفشارية بامتياز.
في السياق، اكدت “القوات اللبنانية” انها لم تبدل موقفها لجهة ان حكومة تصريف الاعمال لا يحق لها الاجتماع بجدول اعمال فضفاض، بل ان تجتمع للضرورة القصوى، فضلا عن رفضها للتشريع في ظل شغور رئاسي في حين ان التيار الوطني الحر هو الذي كان يرفض اجتماع الحكومة بالمطلق، الا بشرط واحد، وهو ضمن مرسوم يوقع عليه 24 وزيرا.
ومن هنا، اذا اجتمعت حكومة تصريف الاعمال ببند وحيد، وهو التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، فهذا امر يدخل ضمن تصريف الاعمال، وفقا لمصدر بارز في القوات اللبنانية الذي اكد لـ”الديار” ان القوات لا تعتبر التمديد لقائد المؤسسة العسكرية مرتبطا بتشريع الضرورة، بل يرى انها مسألة ترتقي الى الامن القومي وسط حرب دائرة في جنوب لبنان في اي لحظة يمكن ان تتوسع اضافة الى ان موقع الرئاسة الاولى شاغر، ولا بوادر لانتخاب رئيس في المدى القريب. واضاف المصدر البارز في القوات انه لا يجوز التلاعب بتراتبية الجيش بالذهاب الى اعلى رتبة. كما شدد على ان تعيين قائد للجيش هو من صلاحيات رئيس الجمهورية، واذا حصل ذلك في ظل الشغور فهناك انتهاك صارخ لحق رئاسة الجمهورية. اما النائب جبران باسيل فيريد ابعاد العماد جوزاف عون لمصلحة شخصية غير دارٍ بما سيحصل بالبلد.
وتابع المصدر ان القوات لا تزال تعارض التشريع في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لانه في حال حصل ذلك كأننا نقول ان لا لزوم لوجود رئيس للجمهورية ما دام ان هناك حكومة تصدر قراراتها ومجلس نيابي يشرع. وعلى هذا الاساس، تتمسك القوات اللبنانية بموقفها للضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
وعلمت «نداء الوطن» أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يستعد لإطلاق حملة في عظة الأحد، رافضاً المس بقيادة الجيش، ومطالباً بتمديد ولاية العماد عون. وبعد الكلام الذي حاولت بعض الجهات بثه عن قرب تعيين قائد جديد للجيش وعدم التمديد للعماد عون، أكدت مصادر بكركي رفضها المطلق هذا الاقتراح وتمسّكها بالتمديد، ورأت أنّ التعيين «يمثل ضربة قوية لموقع رئاسة الجمهورية، لأنه سيعتبر حينها أنّ البلاد تسير بلا الرئيس، ويمكن اتخاذ قرارات كبرى، وكذلك ترفض بكركي مثل هذا التعيين سواء اتى من جهة مسيحية أو غير مسيحية، وكل ذلك من أجل تصفية الحسابات الضيقة».
وتحدثت المعلومات عن أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «متمسك بالتمديد ولن يطرح أي تعيين إذا لم ينل موافقة بكركي فهو لا يريد تخطي أكبر مرجعية مسيحية في هذا الظرف الحساس».
جنوباً، نقلت معلومات “النهار” عن مسوؤل فرنسي رفيع ردا على سؤاله اذا كان باعتقاده ان ايران تشجع التصعيد في الوضع في لبنان عبر حليفها “الحزب ” ان “الانطباع السائد بين مختلف قيادات الغرب هو ان ايران تمارس ضغطا ولم تقرر بعد اذا كانت تريد المشاركة في التصعيد والكل يقول للقيادة الايرانية انها اذا قررت القيام بالخطأ الفادح في المساهمة في التصعيد على الجبهة اللبنانية فالنتائج ستكون عليها ثقيلة”.