ردًّا على ألفرد الرياشي: المقاربة خطأ والتعميم خطيئة

حجم الخط

في حديث لموقع “الكلمة أون لاين”، تناول الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية السيد ألفرد الرياشي “الأحزاب المسيحية” عبر مقاربة انتفت منها الحقائق والموضوعية، ما يستدعي بعض التصويب، التزامًا باحترام مدارك الرأي العام.

أوّلًا، إنّ وضع الأحزاب المسيحية بإطار واحد، هو ذروة المقاربات الشعبوية والتضليلية، بحيث أنّه، وعلى سبيل المثال، من غير الجائز، وضع “القوات اللبنانية” الحزب الذي لا شبهة فساد عليه ويقف بصلابة بوجه السلاح اللاشرعي وواجه تسليم قرار السلم والحرب للدويلة، بمصافٍ واحد مع “التيار الوطني الحر”، المجموعة السياسية التي امتهنت تسليم قرار الجمهورية لميليشيا مسلّحة تربط مصير اللبنانيين بأجندة إيرانية.

ثانيًا، إنّ الكلام عن غياب الأحزاب المسيحية عن الساحة اللبنانية، مُستغرب شكلًا ومضمونًا، ويُشير إلى انفصال صاحبه عن الشأن العام، فقد تحوّلت “القوات اللبنانية” إلى رأس حربة في مواجهة محاولة فريق الممانعة الانقضاض على رئاسة الجمهورية وخطف ما تبّقى من مؤسسات الدولة.

ثالثًا، تساءل السيد الرياشي عن “موقف المسيحيين من الأحداث الاستراتيجية التي تحصل في المنطقة والتي أغلب قاداتهم تحولوا إلى إمّا غائبين أم محلّلين سياسيين”، فهل بإمكانه أن يُخبرنا عن موقف جامعة الدول العربية وفي مقدمتها دولًا كبرى ومؤثّرة كالمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، ومدى تأثيرها في أحداث المنطقة، كي يخرج علينا بتساؤله عن تأثير المسيحيين؟

رابعًا، اعتبر السيد الرياشي أنّ “الحزب يقوم بتأسيس مؤسسات إجتماعه واستشفائية وإنتاجية، بينما باقي الأحزاب المسيحية لم تقدّم أي شيء يذكر”، فهل فاته أنّ ميزانية الحزب التي يحصل عليها مباشرة من إيران تُقارب مبلغ الـ50 مليون دولار شهريًّا، تُضاف إلى قُرابة الـ30 مليون دولار شهريًّا والتي يجنيها من تجاراته غير الشرعية؟ وتوازيًا، على ماذا بنى السيد الرياشي، وهو كما يبدو البعيد كلّ البعد عن أرض الواقع، أحكامه الجائرة، أقلّه بحقّ “القوات اللبنانية”، التي تواصل مساندة المجتمع اللبناني في مشاريع إنمائية وصحية واجتماعية وحياتية، منها مؤخّرًا، مشروع الطاقة الشمسية في دير الاحمر، ومشروع الطاقة الشمسية لمستوصف الأرز الطبي في عاليه لاستمرار تقديم الخدمات الطبية المجانية، ومستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق الحكومي في بشري.

خامسًا، إنّ طرح “القوات” لوجوب تغيير التركيبة، يدحض ما تفضّل به السيد الرياشي عن الخوف من طرح “الفدرالية”، لأنّ المسألة لا تقتصر على الشعارات، واستطرادًا لا تبدأ وتنتهي عندها، لأنّها ستبقى في إطار الكلام، وما تبدّل كلّ اللغة السياسية والإعلامية والنخبوية والشعبية منذ تقدّم “القوات” بطرحها وتشريع المساحات الإعلامية لكلّ الخيارات المرتبطة بتغيير التركيبة، سوى الدليل على التأثير الذي نجحت “القوات” في إحداثه، والتي تعلم تمامًا متى وكيف تتّجه بهذا الملف قُدُمًا، كي يقترن بالجدّيّة والأفعال لا الفولكلور والاستعراضات الكلامية.

سادسًا، إنّ الحديث عن عدم تنفيذ “وعود الانتخابات”، يسقط تمامًا مع إغفال تركيبة المجلس النيابي، حيث نالت “القوات” 19 من أصل 64 نائبًا مسيحيًّا، بفضل لجوء العديد من “المنظّرين” إلى خيارات المكابرة وتمييع التوجهات الشعبية، وبالتالي محاسبة “القوات” على عدم اتخاذ خطوات إجرائية لخططها وهي خارج السلطة التنفيذية، لا يعدو كونه ذرًّا للرماد في العيون.

أخيرًا، إنّ حديث السيد الرياشي “التعميمي” و”التضليلي” عن “الغيبوبة” و”الأداء العاطل والتراجعي والانحداري” لدى القيادات المسيحية، وبناءً على كلّ الوقائع التي ذُكرت، تدفع باتجاه لفت نظره ومَن يعتمد مقاربته، إلى وجوب الحذر من تسويق ما دأبت قوى الممانعة على تناقله، قيادةً وإعلامًا، وإلى التأكيد أنّ التعميم خطيئة ويقود أصحابه نحو الشعبوية التي قتلت ثورة اللبنانيين لمرّات ومرّات.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل