على الرغم من موقف بكركي الواضح في ملف قيادة الجيش، وقف أمس الأحد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي برسالة واضحة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل معلناً أنه لن يسمح بتكبيل رئيس الجمهورية المقبل مهما كلّف الأمر، مؤكداً أنه لا يحق للمعطلين أن يتلاعبوا باستقرار المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش اللبناني.
في هذا المجال، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة أن موقف بكركي في موضوع قيادة الجيش يمثّل الموقف الطبيعي الذي يحافظ على المؤسسات والذي يحاول قطع الطريق على الأجندات الشخصية والثأرية، فقيام التيار الوطني الحر بمحاربة قائد الجيش العماد جوزف عون ومنع التمديد له ليس لأسباب مبدئية بل لأسباب تتصل بأن العماد عون منع استغلال مؤسسة الجيش من قبل هذا التيار وتحديداً من قبل النائب جبران باسيل.
ويقول بشارة في حديث عبر موقع القوات اللبنانية إن “الحملة على قائد الجيش تتم برعاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ويريدون أن يصلوا إلى تعيين قائد جيش موالي لـ”الحزب” ولهم حصة فيه بحيث ينفذ خطتهم”.
ويوضح أنه بغض النظر عن الأسماء المطروحة فإن مبدأ تعيين قائد للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية يعني تكبيل يدي رئيس الجمهورية المقبل، خصوصاً وأن الصفقة التي كانت مطروحة تتصل بسلسلة تعيينات منها حاكم مصرف لبنان ومدير عام الأمن العام وتعبئة الفراغ بالمجلس العسكري.
ويضيف: “لهذا، فإن بكركي قد وضعت خطاً أحمر أمام استغياب رئيس الجمهورية المقبل، كما أمام هذه الهرطقات التي يمارسها التيار العوني التي حين تقتضي مصلحته، يرمي جانباً كل ما يطرحه هو من شعارات أولها شعار حكومة تصريف الأعمال التي لا يجوز أن تحلّ مكان رئيس الجمهورية، فإذا بسحر ساحر يدخل في صفقة متكاملة ويحاول تسويقها فقط لأنه يريد إزاحة العماد عون من قيادة الجيش”.
ويشدد بشارة على أن موقف بكركي مطلوب أن يستمرّ وأن يتطوّر أكثر منعاً لحصول هذه الصفقة وتفادياً للمزيد من إضعاب موقع رئاسة الجمهورية، ويقول: “أعتقد أن الكنيسة ماضية في هذا الطريق”.