بولا أسطيح ـ الشرق الأوسط
عُقد أخيراً اجتماع بعيداً عن الأضواء بين المسؤول الإعلامي في البطريركية وليد غياض، وممثلين عن “الحزب” في لبنان، وهو جاء قبيل انطلاق الحملة على الراعي، كما يؤكد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان المونسنيور عبدو أبو كسم، لافتاً إلى أنه يندرج بإطار اللقاءات المتواصلة مع “الحزب” باعتبار أن القنوات غير مقطوعة معه.
ويشير أبو كسم في تصريح لـ”الشرق الأوسط” إلى أنه “بما يتعلق بالتواصل مع رئيس المجلس النيابي وحركة (أمل) نبيه بري فهو أسبوعي”، مؤكداً أن طرفي “الحزب” و”أمل” غير راضيين عن الحملة الأخيرة التي استهدفت البطريرك ويضعانها في إطار الأعمال الفردية، وقد تم التفاهم على وضع حد للموضوع؛ لأن إشاعة جو أن هناك شرخاً مارونياً – شيعياً في هذه المرحلة لا يخدم المصلحة الوطنية العليا، وهو أصلاً غير موجود.
ويشدد أبو كسم على أن “تصوير بكركي وكأنها مع الحرب على غزة تزوير وتشويه للحقائق؛ لأن مواقف البطريرك كانت واضحة منذ اليوم الأول وأدانت الحرب بكل حسم”، ويضيف: “أما بما يتعلق بالوضع جنوباً، فموقف البطريرك الراعي لم يتغير لجهة دعمه تطبيق القرار (1701) والدعوة لحياد لبنان.. إلا إذا شُنت حرب علينا فعندها يكون مجبراً على الدفاع عن نفسه”.
ويؤكد أبو كسم أن “الكنيسة تقف مع رعاياها في جنوب لبنان، والكهنة لم يتركوا بلداتهم وهم إلى جانب الأهالي الذين قرروا البقاء في منازلهم بمقابل أكثرية قررت النزوح إلى بيروت”، لافتاً إلى أن “دعوة البطريرك للمّ الصواني لجمع الأموال التي قامت حملة ضدها، هي لدعم كل أهالي الجنوب”.
وبما يؤكد سعي “الثنائي الشيعي” لاستيعاب الحملة على الراعي، أعلن رئيس البرلمان نبيه بري الجمعة رفضه “حملات الافتراء على مقام البطريرك الراعي، حيال دعوته الصادقة إلى دعم النازحين اللبنانيين”، لافتاً إلى أن “دعوة غبطته لدعم النازحين تعبر عن موقف رسالي وطني جامع”. وأضاف: “إنني إذ أنوه بدعوة غبطته في هذا المجال، نستنكر الحملة التي تعرض لها عن سوء فهم ليس إلا”.
ووقفت الأحزاب المسيحية إلى جانب الراعي في الحملة التي شُنت عليه. وتصدرت “القوات اللبنانية” الحملة الدفاعية، ورغم عدم الانسجام التام في المواقف بينه وبين جمهور “التيار الوطني الحر”، فإن هذا الجمهور وقف في صفه للدفاع عنه على وسائل التواصل الاجتماعي، كما فعل نواب عونيون.