افتتاحية صحيفة النهار
“لا كنسية” تسقط تبديل قائد الجيش قبل الرئاسة
مع ان موقف بكركي، كما شريحة واسعة من القوى السياسية والكتل النيابية من رفض تعيين قائد جديد للجيش واي تعيينات أخرى قبل انتخاب رئيس الجمهورية معروف وليس جديدا، فان إعادة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التشديد على هذا الموقف امس، وسط ظروف احتدام الخلاف السياسي حول ملف القيادة العسكرية ودلالاته، اكتسب طابعا مفصليا سيترك تأثيرات حاسمة على النقاش والجدل المتصلين بهذا الملف. بدا موقف البطريرك بمثابة تثبيت الـ”لا الكنسية” لخيار تعيين قائد جديد للجيش الذي اندفع به رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل أخيرا على خلفية محاولته محاصرة ووأد خيار التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وإذ شكل موقف بكركي اسنادا قويا لا يمكن تجاوزه لخيار التمديد للعماد عون وانتكاسة لاندفاعة في محاولة “تهريب ” تعيين قائد للجيش يدعم تسميته “التيار العوني” في جلسة سريعة وخاطفة لمجلس الوزراء جرى الترويج لمزاعم عقدها اليوم الاثنين، تهاوت كل هذه المحاولات وعاد الملف برمته الى نقطة التعقيدات والمراوحة خصوصا بعدما ثبت ان الرهانات على مماشاة الثنائي الشيعي لرغبة باسيل في التعيين كانت محصورة بموقف غير نهائي بعد لـ”حزب الله” من دون الرئيس نبيه بري الذي لم يعط أي موافقة على التعيين. كما ان موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لم يتبدل ابدا في اشتراطه التوافق على أي مخرج أولا، وعدم مصادمة المرجعية المسيحية الأساسية المتمثلة ببكركي ثانيا. عند هذه الخطوط العريضة بات في حكم المؤكد ان الـ”لا الكنسية” للتعيين صارت حاجزا محكما يمنع تعيين قائد جديد للجيش، ولكن ذلك لن يكفل في المقابل مرور التمديد لقائد الجيش بسهولة قبل ان يكفل موقف الثنائي الشيعي الموافقة على هذا الخيار بما يوفر له أكثرية كبيرة. ولعله كان لافتا في هذا السياق انه على رغم التصعيد الواسع المتدحرج في المواجهات الجنوبية افرد رئيس كتلة نواب “حزب الله” محمد رعد موقفا خاصا امس لملف وضع قيادة الجيش بنبرة مرنة ولو لم يكشف بوضوح أي خيار يؤيده الحزب.
واما الموقف الحاسم للبطريرك الراعي فجاء في سياق تكرار موقفه من موضوع تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية ثم قال: “إنّنا نؤكّد نداء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسّسات أخرى تجّنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار #مجلس الأمن 1701، فإي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة”.
وليس بعيدا من هذا المناخ اثار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة ملف الفراغ الرئاسي مجددا ولفت الى ان “الإصلاح الموعود تعثر لسبب نجهله، مسيرة النهوض توقفت، أموال الناس تبخرت، حتى تحقيق المرفأ عثر وصرف النظر عنه. لقد عجزوا عن انتخاب رئيس، والبلد يدار من حكومة تصريف أعمال تكبلها ارتباطات أعضائها أو مصالحهم، و#مجلس النواب لا يعمل، لا ينتخب ولا يشرع ولا يراقب ويحاسب، والشغور يكاد يعم معظم الإدارات العامة شبه المقفلة. والأخطر عدم احترام الدستور وتفسيره بما يناسب المصالح” وقال إن “الإستهانة بالموقع الأول في البلد يؤثر على الحياة الوطنية بأسرها، على وحدة البلاد ودورها، وعلى أداء المؤسسات وملء الشغور فيها. ألم يحن الوقت بعد لتخطي الأنا والإلتفات للمصلحة العامة، خاصة في هذا الظرف؟ “.
اما النائب محمد رعد فتحدث عن “الاستحقاقات الداهمة المرتبطة بمواعيد زمنية كالفراغ الذي يتهددنا حين تخلو قيادة الجيش من القائد مع انتهاء ولايته”. وقال “علينا ان نملأ هذا الفراغ لحفظ نظام الوضع القيادي في هذه المؤسسة الوطنية التي تقوم بدورها الوطني في لبنان.
هذا الانتظام مطلوب ان نصونه وان نحفظه، ولذلك قدمنا كل الخيارات التي تسهل اختيار الخيار المناسب لتأمين نظم وضع القيادة للجيش اللبناني. لم نتوقف لا عند نقطة ولا فاصلة تسهيلا لهذا الامر لكن بعض الحساسيات والتنافسات الصغيرة التي تحصل بين بعض الاطراف للاسف هي التي تعرقل وتمدد عمر انجاز هذا الاستحقاق، وهذا لا ينسينا على الاطلاق ان امامنا استحقاق اساسي تستند اليه والى معالجاته كل الاستحقاقات الاخرى وهو استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية”.
في غضون ذلك حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط خلال جولة له في المتن الأعلى من ان “الوضع اليوم قد يكون أصعب بكثير مما مررنا به زمن حصار بيروت واجتياحها، لذلك نطلب التضامن ووحدة الصوت والكلمة. واليوم خلافاً للماضي، لا نملك أي قدرة على التغيير في قرارات الدول، فهي لها حساباتها، ونرى كيف أن شعباً بأسره يُضحى به بالرغم من المظاهرات الكبرى خاصة في الغرب. إلا أن القرار يبدو استكمال حصار غزة وتدميرها، والله أعلم ما هو مصير الشعب الفلسطيني في غزة والضفة”. أضاف “نتمنى اليوم الا نُستدرج إلى الحرب، ولكن إن وقعت الواقعة فلا حول ولا قوة. إلا أنه لا يجب أن نُستدرج، والأمر يعود إلى الفريق المقاوم وإلى إسرائيل، وعندما نرى الكم الهائل من الأساطيل على المرء أن يحسب أن شيئاً آتٍ. وعندما تبدأ الحرب ما من أحد يستطيع أن يمسك بزمام انتهائها. هذه قاعدة تاريخية”. ولفت الى انه “في الداخل، كان الأجدى لو أن هناك حدا أدنى من الوحدة الوطنية وانتُخب رئيس أياً كان. اليوم الخلاف على تعيين قائد جيش، جيشنا صامد وكبير وضروري. لكن لا أفهم الخلافات لأجل رئاسة قد تأتي أو لا تأتي”.
تصعيد متدحرج
بعيدا من هذا المشهد الداخلي طبع التصعيد المتدرج الوضع الميداني في الجنوب وعند الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بحيث كان لافتا ارتفاع سقف الهجمات التي يشنها “حزب الله” على المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية على طول خط المواجهة فيما وسعت إسرائيل الدائرة الجغرافية لقصفها المدفعي والجوي الى عمق النبطية مع تكثيف لاعتداءاتها بالقصف على البلدات والقرى الحدودية .
وفي حصيلة البيانات المتعاقبة التي أصدرها “حزب الله” امس عن عملياته ضد المواقع والمركز والتجمعات العسكرية الإسرائيلية بلغ عدد هجماته الـ 14 هجوما التي استهدفت مواقع : الضهيرة ، الجرداح ، العلام ، المرج ، راميا ، حانيتا ، خلة وردة ، المطلة ، جل العلام للمرة الثانية ، ثكنة يفتاح ، ثكنة هونين ، المرج ثانية، ثكنة برانيت .
في المقابل تعرضت 18 بلدة حدودية لاعتداءات إسرائيلية بالقصف كما تعرضت سيارة مدنية للقصف كانت تستقلّها إمرأة تُدعى سناء رسلان وابنها حسين الأسمر على طريق كفركلا، ثم رميت بالفوسفور، ونجيا بأعجوبة بعدما احتميا في أحد المنازل مع بدء القصف وعمل الصليب الأحمر اللبناني على إخراجهما من البلدة. وسقطت 8 قذائف مدفعية على خراج مركبا ما أدى إلى تضرر منزل وقذيفتين في خراج بلدة حولا وقصف مدفعي على خراج برج الملوك محلة سهل الخيام وعلى محلة وطى الخيام محلة المسلخ خراج بلدة الخيام ومحلة الحمامص. وطاول القصف الاسرائيلي بعد الظهر المنطقة الواقعة بين حولا وميس الجبل وأطراف بلدة #كفرشوبا وشبعا.
وأفاد إعلام إسرائيلي ان ما حصل مقابل مستوطنة شتولا هو إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه المستوطنة وتمكنت المجموعة المنفذة على ما يبدو من الانسحاب .
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نيران الجنوب تُعطّل الإتصالات وتتخطّى الليطاني و”الحزب” يُطَمئن “الخائفين”
الراعي يربط التمديد للقائد بـ1701: أيّها المعطّلون لا تتلاعبوا بالجيش
الربط بين قيادة الجيش والقرار 1701، كما فعل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، هو الأول من نوعه في مرحلة صاخبة ترافق استحقاق المؤسسة العسكرية. فهذا الربط يأتي قبل 48 ساعة من انعقاد مجلس الأمن لتقييم مرحلة تطبيق القرار الذي يجتاز منعطفاً معقداً في المواجهات الدائرة على الحدود الجنوبية. فهل ثمة معطيات دعت الراعي الى رفع مستوى التنبيه من «التلاعب» بهذا الاستحقاق من خلال الذهاب الى تعيين قائد جديد للجيش؟
في حدود المعلومات المتداولة، فإنّ الاهتمام الدولي بتفعيل تطبيق القرار 1701 يأخذ في الاعتبار دور الجيش الأساسي على هذا المستوى. وكان هذا الأمر واضحاً في التحضيرات التي قام بها ممثلو الأمم المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية في لقاءات التشاور مع المسؤولين والقيادات السياسية.
وفي هذا السياق، قال البطريرك الراعي في عظته أمس إنّ موضوع القيادة مرتبط بـ»حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701»، وإنّ «أي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي، ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة». وحذّر الراعي «المعطّلين» فقال: «لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات، وعلى رأسها مؤسّسة الجيش…».
وفي سياق متصل، وضع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد التعقيدات التي ترافق بت ملف قيادة الجيش في إطار ما سمّاه «بعض الحساسيات والتنافسات الصغيرة».
ومن ملف قيادة الجيش الى ملف الجنوب الذي كان حاضراً في موقف رعد الذي «طمأن» من سمّاهم «الخائفين» من التصعيد الجاري جنوباً، فقال إنه «محسوب».
وفي سياق متصل، أعلنت أمس شركة «ألفا» للاتصالات الخلوية في لبنان على حسابها على انستغرام أنّ «محطة محيبيب الرئيسية في قضاء مرجعيون تعرّضت لتدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي». وهي محطة تغذّي خمس محطات أخرى.
وأدّى ذلك وفق الشركة إلى «تعطّل المحطات الست وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذّى من هذه المحطات».
ولاحقاً، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أنه «تمّ التعاون بين شركتي «تاتش» و»ألفا» لتفعيل خدمة التجوال المحلّي في ما يقارب عشرين موقعاً على طول الحدود الجنوبية، بهدف تلبية مستخدمي شركة «ألفا» الذين تأثرت الخدمة لديهم جراء الاعتداء على محطة «ألفا» في محيبيب، كما لتأمين اتصال بديل دائم لكل مستخدمي «تاتش» و»ألفا» في حال طرأ عطل آخر».
وسبق هذا القصف الاسرائيلي الأول من نوعه، إغارة الطيران الاسرائيلي السبت الماضي على مصنع للألومينيوم بين بلدتي الكفور وتول في قضاء النبطية، ما أدى الى احتراقه بالكامل طوال ساعات. ويقع المصنع على بعد حوالى 15 كيلومتراً من الحدود الجنوبية، ما يعني أن الضربة وقعت في عمق الأراضي اللبنانية، وتحديداً شمال الليطاني، أي خارج منطقة عمليات القرار 1701.
من جهته، أعلن «حزب الله» أمس أنه هاجم نحو عشرة مواقع إسرائيلية حدودية.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
السيسي وميقاتي لإحياء مسار السلام .. والمواجهات تتصاعد والوساطات تتعثر
ظلّت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية، وحرب التدمير التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة في صدارة المتابعة الداخلية، من دون ان تحجب الاهتمام عن القضايا الداخلية وفي مقدمها ملف الاستحقاق العسكري في ضوء اقتراب موعد انتهاء ولاية قائد الجيش في 10 كانون الثاني المقبل، فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي الذي لا تتوقف الدعوات الى إنجازه على رغم من انعدام التوافق حوله منذ بداية مهل لإنجازه وحتى الآن.
ساد الاوساط السياسية أمس انطباع مفاده انّ حرب غزة دخلت مرحلة جديدة مع اعلان حركة «انصار الله» اليمنية عن احتجاز سفينة تجارية اسرائيلية على الساحل اليمني، لتنبري اسرائيل الى اتهام ايران بالوقوف وراء هذه العملية كونها الداعمة لهذه الحركة الحوثية. الأمر الذي رفع احتمالات توسّع الحرب الى جبهات تتخطى غزة وحدود لبنان الجنوبية الى جبهات أخرى.
وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان مساء امس، انّ الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، تناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود المصرية للدفع في اتجاه تحقيق وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين، وكذلك نفاد المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الجهود الدولية الرامية للحيلولة دون توسّع دائرة النزاع في المنطقة، مع العمل على إحياء مسار السلام بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على النحو الذي يحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
الى الصين
الى ذلك يزور وفد يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة موفداً من القمة العربية الاسلامية الاخيرة التي انعقدت في الرياض، الصين اليوم وغداً للبحث في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، وفق ما أعلنت الخارجية الصينية أمس.
ويضمّ الوفد وزير الخارجية الفلسطيني ونظراءه في السعودية والأردن ومصر وإندونيسيا، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ في بيان أنه «خلال الزيارة، ستجري الصين تواصلاً معمّقاً وبحثاً مع الوفد المشترك لوزراء خارجية دول عربية ومسلمة في شأن الدفع نحو خفض التصعيد في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الراهن، حماية المدنيين، وحل القضية الفلسطينية بشكل عادل».
وتأتي زيارة الوفد للصين بعد اعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن قطاع غزة الساحلي والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل يجب أن يخضعا لإدارة فلسطينية واحدة «متجددة».
وقال بايدن في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» انه «ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة».
طاقات لم تفعّل
ونقل المتحدث باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي «ابو الفضل عموئي»، عن وزير الخارجية الايراني «حسين امير عبداللهيان» قوله خلال اجتماع اللجنة أمس: «انّ فصائل المقاومة (الفلسطينية) تواصل بكل ذكاء التحكم في الضغط الذي تفرضه على الصهاينة وحماتهم؛ مبيناً انه لا تزال هناك طاقات كامنة لم يتم تفعيلها بعد».
واوضح عموئي ان عبداللهيان «شارك في اجتماع لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية اليوم الاحد، لشرح آخر التطورات على الساحة الفلسطينية واجراءات الخارجية لوقف الهجمات التي يمارسها الكيان الصهيوني على رؤوس المدنيين في قطاع غزة».
واشار امير عبداللهيان الى «معاناة الشعب الفلسطيني من جراء المجازر التي يمارسها الصهاينة»، مؤكداً «ان اميركا هي الداعم الرئيسي وشريكة الاحتلال في هذه الجرائم، داخل غرف العمليات «الاسرائيلية» وايضا في الصعيد الدولي». وتوقّع توسّع دائرة الحرب في حال استمرار جرائم الكيان الصهيوني؛ مبّيناً «ان الصهاينة لم يحققوا اي نتائج في ساحات المعركة امام المقاومة الفلسطينية». ونوّه بـ»موجة التضامن المتزايدة لدى الرأي العام الدولي حيال الشعب الفلسطيني والظلم الذي يجار عليه، والمطالبة بوقف النار فوراً»؛ قائلا: «ان الرأي العام الدولي لن يتحمل مزيدا من المجازر بحق هؤلاء الابرياء، وما يروّج له الغرب واميركا في شأن الدفاع عن حقوق الانسان، فقدَ صُدقيته في الصعيد الدولي».
في الميدان
ميدانياً، وفيما اشتدّت العواصف والأمطار استمرّت العمليات العسكرية التي يشنها «حزب الله» ضد مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة، فمنذ صباح امس استأنف «الحزب» عملياته باستهداف مواقع وتجمعات لجنود بصواريخ موجّهة، بينما واصلت المدفعية الإسرائيلية استهداف مناطق جنوبية. وفي السياق، أعلن الحزب استهدافه «موقع الضهيرة ونقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة». وفي بيان ثانٍ، أعلن انّ رجال المقاومة «استهدفوا تجمعاً لجنود الاحتلال في مركز سَرية مستحدث في موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة». كذلك استهدفوا تجمعاً لأفراد وآليات العدو قرب موقع المطلة وأوقعوا فيه إصابات مباشرة، وقصفوا موقع جل العلام ومحيطه بالصواريخ وقذائف المدفعية بالاضافة إلى استهداف موقع حانيتا ونقطتين عسكريتين إسرائيليتين في كل من موقع راميا ومحيط موقع الراهب قرب الحدود.
في المقابل، تكثّف القصف الإسرائيلي على المناطق الجنوبية، اذ استهدفت بلدة كفركلا بعدد من القذائف حيث أصيبت سيارتان مدنيتان بنتيجة القصف من دون وقوع اصابات. وطاولَ القصف أطراف طيرحرفا، علما الشعب، ميس الجبل والناقورة ومحيبيب والضهيرة. وسقطت قذائف إسرائيلية على بلدتي دبل والقوزح في قضاء بنت جبيل، كما تعرضت منطقة اللبونة وأطراف طيرحرفا الجبين وأحراج الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي. وتعرضت تلة حمامص وسهل مرجعيون لقصف مدفعي اسرائيلي. كما أنّ الجيش الاسرائيلي استهدف بلدة الطيبة بـ3 قذائف قرب مشروع الطيبة، و3 قذائف أخرى على طلعة القليعة بالقرب من مشروع 800.
وسقط عدد من القذائف المدفعية في الأحراج الجنوبية لبلدة الناقورة، بالإضافة الى قصف مدفعي وغارة جوية صباحاً على أطراف عيتا الشعب. كما سجل قصف مدفعي للعدو الاسرائيلي على منطقة اللبونة وعلى أطراف طير حرفا الجبين لجهة بلدة الضهيرة في القطاع الغربي. وفي وقت سابق، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيليّ أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون.
وفي حين تحدث الجيش الإسرائيلي عن «اختراق مسيّرة لـ«حزب الله» الحدود وتم اعتراضها»، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى «الاشتباه بتسلّل مسيّرة ثانية في منطقة الجليل الغربي». وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن «دفاعاتنا الجوية تعترض طائرة مسيّرة عند الحدود مع لبنان».
كذلك، نفذت الطائرات الإسرائيلية غارة على منطقة الخرزة داخل بلدة عيتا الشعب. وكانت القناة الـ12 الاسرائيلية قد أفادت أنه «بعد دوي صفارات الإنذار في مستوطنة «شلومي» بالجليل الغربي تم رصد إطلاق 6 صواريخ من لبنان، سقطت في مناطق مفتوحة».
«حزب الله»
واعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في اسبوع الشهيد محمد علي عساف انّ «حزب الله سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم وهو يقوم بإشغال العدو وإرباكه وإيقاع الخسائر فيه ومَنعه من استخدام كل قوَّته في مكان آخر، بل جَعله في حالة قلق وسيبقى كذلك». أضاف: «نحن على أعلى جهوزية لأي احتمال يمكن أن يطرأ، كل هذه التهديدات التي يقولها العدو لا قيمة لها بالنسبة إلينا». وقال: «أصبح معلوماً لدى الجميع بأنَّه لا يوجد عدالة دولية ولا يوجد مجلس أمن حيادي أو يمكن أن يدير بطريقة موضوعية أو عادلة». واعتبر ان «المقاومة هي الحل الوحيد وكل كلام غير المقاومة لا ينفع في مواجهة هذه التحديات سواء على المستوى الدولي أو الإسرائيلي».
مواقف
وفي المواقف، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد إلى أنّ «المجلس النيابي لا يقوم عمداً بواجبه الأساسي بانتخاب رئيس للجمهورية، وحكومة تصريف الاعمال منقمسة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين وبالتالي تتعثّر، والشعب يتأثر فقراً بهذه الممارسات». ودعا إلى «عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: «لا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى تجنباً للفراغ فيها، فالأمر هنا مرتبط بحفظ الأمن على كامل الاراضي اللبنانية والحدود لا سيما في الجنوب بموجب قرار مجلس الأمن 1701».
من جهته دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط خلال جولة أمس في المتن الاعلى الى «التضامن ووحدة الموقف في هذه الظروف الصعبة»، مشددًا على ضرورة عدم الانجرار للحرب. وحذّر من أن «الأيام المقبلة صعبة جداً». وشدد على أنه «في الداخل، كان الأجدى لو كان هناك حد أدنى من الوحدة الوطنية وانتُخِب رئيس أيّاً كان»، مشيراً الى أن «اليوم يقوم الخلاف على تعيين قائد جيش، وجيشنا صامد وكبير وضروري، لكن لا أفهم الخلافات لأجل رئاسة قد تأتي أو لا تأتي». وتمنى «ان لا نُستدرج إلى الحرب»، لافتا الى أنه «إن وقعت الواقعة فلا حول ولا قوة، إلا أنه لا يجب أن نُستدرج، والأمر يعود إلى الفريق المقاوم وإلى إسرائيل، وعندما نرى الكم الهائل من الأساطيل على المرء أن يحسب أن شيئاً آتٍ».
ملف قيادة الجيش
وفي هذه الاجواء قالت مصادر حكومية لـ«الجمهورية» انّ «اتصالات هادئة تجري بعيداً عن الاضواء في شأن ما يمكن اتخاذه من خطوات لانجاز الاستحقاق العسكري على قاعدة في التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة، وعندما تستكمل هذه الاتصالات سيبنى على الشيء مقتضاه».
وعلمت «الجمهورية» من مصدر سياسي مطلع انّ موضوع تفادي الشغور في القيادة العسكرية سيترك الى الربع الساعة الاخير، وقال المصدر: «ما حصل في اليومين الماضيين لا يوحي بالاستعجال واعطاء الملف صفة العاجل والداهم». وكشف انّ «حزب الله» طلب التريث لعدم توتير الاجواء بينه وبين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في محاولة لاخراج الموضوع من الكباش السياسي والاستفزاز وايجاد حل خارج الضغط السياسي والاعلامي». واكد المصدر «ان التمديد لقائد الجيش لا يزال الاكثر طرحا خصوصا بعد بروز توافق مسيحي كبير حوله وإن كان التيار خارجه».
الى ذلك كشفت مصادر قريبة من ميقاتي انه على رغم من الحديث عن مجموعة الآراء السياسية والحزبية التي تناولت طريقة مقاربة ملف قيادة الجيش، او الدراسات القانونية التي أعدها قضاة أو قانونيون وغيرهم ممّن يحاولون التقرّب من المؤسسة العسكرية وحَرف الأنظار لتسليط الضوء عليهم، تبيّن أن الدراسة الوحيدة التي سيعوّل عليها في النقاش هي تلك الموجودة في أدراج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والتي أعدها الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، بتكليف من مجلس الوزراء».
واوضحت المصادر «أنها دراسة دستورية قانونية مفصّلة تتناول مختلف جوانب المسألة المطروحة وتعرض بالتفصيل للحلول القانونية التي يُمكن اعتمادها لتفادي الشغور المُرتقب في القيادة العسكرية، ومن ضمنها تأجيل التسريح على أن يُترك للسلطة السياسية ممثلةً بمجلس الوزراء تقرير ما تراه مناسباً، ليس فقط استناداً إلى ما ورد في الدراسة بل في مدى انسجام ما ستقرره في ظل الواقع السياسي».
وإذ توقعت مصادر مشاركة في الاتصالات انعقاد مجلس الوزراء الاثنين المقبل، نَفت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ما شاع أمس عن جلسة ستعقد اليوم، وقالت ان رئيس الحكومة كان قد لفت الوزراء الى ان الاتصالات ستبقى مفتوحة الى ان تأتي ساعة الدعوة الى الجلسة المقبلة، ولذلك لم يحدد اي موعد لجلسة حتى اللحظة».
وأكدت المصادر ان مصير أي جلسة مقبلة مرهون بوجود الوزراء في بيروت ليكون النصاب القانوني متوافرا، وهو امر متعذّر اليوم في ظل وجود 13 وزيرا فقط في بيروت وغياب 4 لن يعودوا من الخارج قبل 27 من الجاري.
والى هذه الملاحظات، أضافت المصادر عينها ان اي جلسة مقبلة ستبقى رهناً بإنجاز اي تقدم على مستوى القضايا البارزة المطروحة للبحث. فإن كان الامر الابرز يتصل بانتهاء الإتصالات الجارية لتحديد مصير التمديد لقائد الجيش او إجراء التعيينات الشاملة على مستوى القيادة واعضاء المجلس العسكري والتي لم تكتمل فصولها بعد، فإنّ البحث في ملفات أخرى دونه خطوات لا سيما منها تلك المتصلة بالتقرير الجديد الذي كُلِّفَ وزير الإتصالات جوني القرم اعداده حول ملف البريد، وهذه عملية ستستغرق ربما اشهراً عدة لأنه لم يعد الجو ضاغطاً لمجرد التمديد لشركة «ليبان بوست» الى اجل غير مسمّى. كما بالنسبة الى العرض الذي عليه ان يضعه مجددا في شأن الاستعانة بشبكة «ستارلينك» للاتصالات الدولية الخلوية في حال الطوارى ان وقعت الحرب في لبنان.
وانتهت المصادر لتقول: لربما امام الحكومة قضايا عدة إدارية ومالية واجتماعية وطبية وتربوية عليها البت بها على اكثر من مستوى، ولكن الجو السياسي حصر الاهتمامات في هذه الفترة بالوضع الميداني والامني نتيجة استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان كما بالنسبة الى ما سمّي «خطة الطوارى»، فهي عملية مستمرة يجري تَيويمها قياساً على ما هو منتظر من مساعدات وربما قروض تخصص للشأن الإجتماعي والانساني يجري العمل من اجلها وحجم ما هو متوقع من تطورات ميدانية في انتظار الجديد الطارىء.
ميقاتي الى راشيا
وعشية الإحتفالات بعيد الاستقلال بعد غد الاربعاء كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انه وللمرة الاولى سيشارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في البرنامج التقليدي لتكريم رجالات الاستقلال. وفي الوقت الذي توزّع الوزراء لوضع اكاليل على ضرائح رجالات الإستقلال غداً، سيزور ميقاتي قلعة راشيا التي شهدت على سجن القادة اللبنانيين قبَيل اعلان الاستقلال.
سفير روسيا
وفي إطار الحملة الديبلوماسية التي تخوضها وزارة الخارجية دعماً للشكاوى المرفوعة أمام مجلس الأمن الدولي وعشية الجلسة المخصصة لمناقشة الوضع في جنوب لبنان بعد غد الاربعاء، يلتقي وزير الخارجية عبد الله بوحبيب اليوم سفير روسيا في لبنان الكسندر روداكوف الذي يسعى الى شرح رؤية بلاده لأحداث غزة وموقفها من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، بصفتها دولة مُحتلة نازعاً عنها صفة الدفاع عن النفس.
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الطقس البارد لم يخفِّف حرارة الاشتباك المتصاعد جنوباً
بكركي تعتبر حزب الله يعطِّل التمديد لعون.. والتجاذب يطيِّر الجلسة
لا خلاف أن مشاهد القتل والمجازر والدمار، والتسابق على قطع المياه والدواء والغذاء والخبز، وهي أيضاً حقوق الانسان، ليس هي الصورة الوحيدة في المشهد الملتهب منذ 7 ت1، مع مرور ما يقرب من 46 يوماً على طوفان الأقصى، بل خسائر اسرائيل في البر والجو والبحر، من حدود لبنان الى ارض الصمود والبطولة في غزة، وصولاً الى البحر الأحمر.
ومع هذا الاحتدام للمعارك، ومضي اسرائيل، عبر مجلس الحرب فيها بالهروب الى الأمام، بقي الترصد لما يمكن أن يقدم عليه حزب الله، في الأيام أو الأسابيع المقبلة، إذا استمرت الحرب، ومضي الجيش الاحتلال في قصف القرى الجنوبية من عيتا الشعب الى كفركلا والعديسة والخيام وقرى العرقوب.
وإذا كان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي تجاهل تطورات الموقف عند الحدود الشمالية مع لبنان، واعداً المستوطنين الذين نزحوا عن المستوطنات قبالة الجنوب باعادتهم بعد اعادة الأمن، قال حزب الله، على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان الحزب «سيبقى على اعلى جهوزية، وفي استعداد دائم، وهو يقوم باشغال العدو وارباكه وايقاع الخسائر في صفوفه، ومنعه من استخدام كل قوته في مكان آخر، بل وجعله في حالة قلق، وسيبقى كذلك.
وسط حالة الترقب هذه، بات احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم معرضاً للإهتزاز، مع استمرار الخلاف حول اي حل يمكن اعتماده، ويحظى بقبول ما يزيد على الثلثين من الوزراء، عبر جلسة يشارك فيها الجميع بشأن مصير قيادة الجيش… منعاً لحدوث الفراغ على رأس المؤسسة العسكرية.
وحسب مصادر قريبة من السراي الكبير، فإنه لم يكن هناك موعد لجلسة تعقد اليوم الاثنين.
واستبعدت مصادر وزارية انعقاد مجلس الوزراء بداية هذا الأسبوع لوجود عدد من الوزراء غير المقاطعين، والذين يشاركون بالجلسات ويبلغ عددهم ما يقارب الاربعة خارج لبنان، ما يعني تأجيل طرح موضوع البت بموضوع التمديد لقائد الجيش لعام اضافي الى موعد لاحق بعد ان يكون قد تم التفاهم على الصيغة القانونية، التي ستعتمد لطرحها على المجلس، وان تكون صيغة تأجيل التسريح لعام كامل بسبب الظروف الاستثنائية السائدة حاليا ،هي التي تتقدم على ما عداها حتى اليوم من الصيغ الاخرى.
واشارت المصادر إلى ان اعتماد صيغة تأجيل تسريح قائد الجيش لعام كامل على طرح تعيين قائد جديد للجيش في مجلس الوزراء، تم بعدما حصلت اعتراضات ورفض من قبل البطريرك الماروني الراعي على هذا الطرح بغياب رئيس الجمهورية، وقد تم إبلاغ هذا الرفض إلى رئيس الحكومة، ما أدى إلى استبعاد البحث فيه او طرحه كليا على مجلس الوزراء، في حين لوحظ تشدد بوجوب التمديد لقائد الجيش عام كامل لتفادي الفراغ بقيادة الجيش، في ظل عدم وجود رئيس للاركان، وتمنع حصول اي خلل او اهتزاز بوضعية الجيش اللبناني ككل.
وكشفت المصادر ان الصيغة قد تشمل أيضا التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يحال على التقاعد في الربيع المقبل، بعد مطالبة العديد من النواب السنّة وغيرهم، انطلاقا من ضرورة المساواة ومنع اي خلل في مهمات قوى الأمن الداخلي بالحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
وفي اطار المواقف من التعطيل، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: لا يحق ان تتلاعبوا باستقرار المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة الجيش، بروح الكيدية والحقد والانتقام، داعيا الى وقف المغامرة بالدولة، مطالبا بالذهاب الى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واستناداً الى مصادر اعلامية (M.T.V) فإن البطريرك الراعي بعث بموفد الى حزب الله، معلناً معارضته تعيين قائد جديد للجيش، معتبرا ان اي مسّ بالقيادة في الظروف الحالية، هو انتهاك لميثاقية، مما يعني ان بكركي مع التمديد للعماد جوزاف عون.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن موقف البطريرك االراعي بشأن قيادة الجيش ليس الأول ولن يكون الأخير لجهة رفضه المساس بهذه القيادة قبل انتخاب رئيس الجمهورية، معلنة أن ما من داع لتفسير ما يرغب به البطريرك الماروني الذي يعارض أي تعيين جديد.
ورأت هذه المصادر أن هذا الموقف يفترض به أن يتفاعل ويعيد الزخم لملف التمدبد بعدما فرمل نتيجة ضغط التيار الوطني الحر وتقدم خيار التعيين، مشيرة إلى أن هذا الملف يحتاج إلى سلسلة اتصالات بين الكتل النيابية مع العلم أن التيار لن يسكت في الفترة المقبلة ومن هنا فإن عودة البحث في هذا الملف قد تفتح باب المناوشات السياسية بين الأفرقاء.
الادارة تهدّد مجدداً
وفي موقف مستجد، رفع مديرو المالية العامة، بعد اجتماع استثنائي عقدوه الصوت لانصاف «الموظف الاداري» الذي ترك لحاله، وطلب اليه أداء موجباته ويحاسب علي كامل الانهيار الحاصل في الادارة العامة، وتكال له الشتائم والاتهامات صعوداً ونزولاً، وكأن الاداريين لا يعانون بما فيه الكفاية..
وطالب المديرون الحكومة بالاسراع لمعالجة اوضاع الموظفين الاداريين، حتى لا يضطر الموظفون الى التوقف القسري عن العمل».
… وهيئة السير
وفي السياق، اعلن مستخدمو هيئة ادارة السير والآليات والمركبات «التوقف القسري» عن العمل بدءاً من اليوم، واعلان الاضراب المفتوح، من اجل «ايجاد صيغة قانونية يستحصل من خلالها المستخدم على نسبة «عادلة» وثابتة مما تجبيه الهيئة من بدلات الخدمات التي اقرت حديثا، ولم تتوضح الآن آلية صرفها، ويتساءلوا: هل يعقل ان يطلب الينا العمل تحت الضغط والقاء مقابل 50 دولاراً.
الوضع الميداني
وعلى الرغم من الطقس العاصف والماطر، وسيطرة الضباب، والعتمة صباحاً وعصراً، فإن جبهة الجنوب لم تهدأ، فبعد ان تخطى جيش الاحتلال حدود الاشتباك وقواعده، تجرأ على ضرب معمل للألمنيوم في منطقة غرب مدينة النبطية، كما ان استهدف منازل وسيارات لمدنيين وصحفيين أيضاً.
وتولى حزب الله الرد على الاعتداءات.
وليلاً، استمر التوتر، اذ قصف الجيش الاسرائيلي عند التاسعة مساء اطراف بلدة عيتا الشعب ومنطقة قطمون في خراج بلدتي رميش ويارون بقذائف حارقة مطلقاً قنابل مضيئة فوق عيتا الشعب.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«حزب الله» يقفل الطريق على أي نقاش لبناني بسلاحه
جنبلاط يتمنى ألا يُستدرج لبنان إلى حرب
قابل «حزب الله» مواقف خصومه الداعية للانسحاب من المنطقة الحدودية في الجنوب وتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني، بإقفال الطريق على أي نقاش متصل بسلاحه، إذ قال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إن «هذه المقاومة ليست للنقاش وليست للبازار السياسي»، فيما جدد الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط موقفه الداعي لعدم استدراج لبنان إلى الحرب.
وتكرر قوى سياسية لبنانية معارضتها لدخول «حزب الله» في المعركة الدائرة في غزة، وتطالب بتطبيق القرار الأممي 1701 الداعي لعدم انتشار الأسلحة في منطقة جنوب الليطاني، باستثناء سلاح الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وذلك في ظل معركة عسكرية يخوضها الحزب ضد الجيش الإسرائيلي ويتبادلان القصف على طول الحدود.
وقال قاسم في حفل تأبين مقاتل في الحزب: «(حزب الله) سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم وهو يقوم بإشغال إسرائيل وإرباكها وإيقاع الخسائر فيها ومنعها من استخدام كل قوَّتها في مكان آخر، بل وجعلها في حالة قلق، وسيبقى كذلك». وأضاف: «نحن على أعلى جهوزية لأي احتمال يمكن أن يطرأ. كل هذه التهديدات التي تقولها إسرائيل لا قيمة لها بالنسبة إلينا. نحن نخوض في الميدان، ونعبِّر عن إيماننا وعن قناعتنا في الميدان، ونُوقع الخسائر الكبيرة لإسرائيل في منطقة الجنوب مقابل فلسطين المحتلة».
وأكد قاسم أن «المقاومة هي الحلُّ الوحيد، وكل كلام غير المقاومة لا ينفع في مواجهة هذه التحديات، سواء على المستوى الدولي أو الإسرائيلي». وسأل: «هل تلاحظون كيف أنَّه في الفترات السابقة كانوا يقولون إنَّه ممنوع على المقاومة أن تملك سلاحاً معيناً، وممنوع أن يملك الأحرار إمكانات وقدرات للمواجهة، وممنوع أن تملك الدول الممانعة قدرات تفوق قدرات إسرائيل أو القوى الدولية، لماذا؟ لأنَّهم يريدوننا أن نبقى ضعفاء حتى يتمكنوا في أي لحظة يقررون فيها أن يَهزموا ويَقتلوا ويفرضوا الحلول التي يريدونها».
وتابع نائب أمين عام «حزب الله»: «نحن نؤمن بأنَّ المقاومة هي الحل وعمِلنا على هذا الأساس وتسلَّحنا، وسنزداد دائماً، وسنبقى في الميدان، هذه المقاومة ليست للنقاش وليست للبازار السياسي، هذه المقاومة هي صونٌ وحماية للبنان وخياراتنا ومنطقتنا، وستبقى قويَّة عزيزة وستبادر في قوتها إلى أقصى حد، كل ما نستطيع أن نملكه وأن نتدرب عليه من أجل أن نكون أقوياء سنقوم به رغم كل الأصوات التي لا يعجبها ذلك».
جنبلاط: شيء آت
ويأتي ذلك في ظل انتقادات للحزب، ومخاوف لبنانية من توسع رقعة الحرب من جنوب لبنان. وعبر النائب السابق وليد جنبلاط عن تلك المخاوف، بالإعراب عن أمنيته «ألا نُستدرج إلى الحرب»، وتابع: «لكن إن وقعت الواقعة فلا حول ولا قوة، إلا أنه لا يجب أن نُستدرج، والأمر يعود إلى الفريق المقاوم وإلى إسرائيل، وعندما نرى الكم الهائل من الأساطيل على المرء أن يحسب أن شيئاً آتياً. وعندما تبدأ الحرب ما من أحد يستطيع أن يمسك بزمام انتهائها. هذه قاعدة تاريخية».
وقال جنبلاط خلال جولته إلى جانب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، على قرى المتن الأعلى في جبل لبنان: «في الداخل، كان الأجدى لو هناك حد أدنى من الوحدة الوطنية وانتخب رئيساً أياً كان. اليوم الخلاف على تعيين قائد جيش، جيشنا صامد وكبير وضروري. لكن لا أفهم الخلافات لأجل رئاسة قد تأتي أو لا تأتي».
وانتقد جنبلاط الإفراج عن عنصر في «حزب الله» متهم بقتل جندي آيرلندي ضمن عداد «اليونيفيل» مقابل كفالة مالية، وقال جنبلاط: «أقول بصراحة إن الإفراج عن المشتبه به أو المُتهم بمقتل الجندي الآيرلندي (من قوات اليونيفيل) في الحادثة التي جرت منذ سنة هو خطأ كبير، فإذا كان هناك شعب بأكمله بقادته وسياسييه يقف إلى جانب القضية الفلسطينية والعرب، فهو الشعب الآيرلندي».
«القوات» و1701
وانسحبت الانتقادات للقضاء العسكري على قوى سياسية أخرى، وقال رئيس كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب جورج عدوان في تصريح تلفزيوني: «إخلاء سبيل المُتهم بقتل الجندي الآيرلندي في اليونيفيل ستكون له سلبيات عدّة علينا ويستمر بإعطاء الصورة السيئة في القضاء وكيفية التعاطي مع اليونيفيل والاستقرار في الجنوب وتطبيق قرار الـ1701».
وقال عدوان: «علينا المحافظة على المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة ولا يُمكننا المس بصلاحيات رئيس الجمهورية، ونُطالب بتطبيق القرار 1701»، معتبراً أن «المس بقيادة الجيش هو المس بالأمن القومي، ونحن مع التمديد لقائد الجيش».
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ضغوط محور المقاومة تبلغ مداها باحتجاز سفينة «إسرائيليّة»
حزب الله يُواصل عمليّاته على الجبهة الشماليّة… ويُحقق أهدافاً مُؤكدة
العدو يتقهقر في غزة… وارتفاع عدد جنوده القتلى الى 62
تطور كبير وخطير شهدته المنطقة يوم امس، قد يقلب المشهد رأسا على عقب، الا وهو لعب محور المقاومة وبالتحديد الحوثيين في اليمن ورقة الممرات البحرية، باقدامهم على احتجاز سفينة شحن مملوكة جزئياً لشركة «إسرائيلية» في البحر الأحمر والسيطرة عليها. ويُعتبر هذا التطور عامل ضغط كبير على المجتمع الدولي، كي يمارس بدوره الضغوط اللازمة على العدو الاسرائيلي لوقف مجازره في قطاع غزة.
ورقة الممرات المائية
وقال الحوثيون انهم اقتادوا امس الاحد سفينة «إسرائيلية» لشواطئ اليمن، فيما اعتبر جيش العدو الإسرائيلي الحادث «خطير للغاية عالميا»، لافتا الى ان «السفينة المختطفة غادرت تركيا في طريقها للهند بطاقم مدني دولي دون «إسرائيليين» وليست إسرائيلية».
وفيما وصفت رئاسة الوزراء «الإسرائيلية» الحادث بـ»العمل الإرهابي الإيراني»، معتبرة ان «حجز السفينة سيخلق تداعيات دولية تتعلق بأمن ممرات الملاحة العالمية»، قال قيادي حوثي ان «اقتياد السفينة جاء نصرة لأهلنا المظلومين بغزة» ، واشار الى انه «تم ابلاغ سفنًا متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بتغيير مسارها وقد استجاب بعضها».
ورجحت مصادر محور المقاومة ان «يشكل استخدام الحوثيين هذه الورقة، نقطة تحول في الحرب الدائرة في غزة ، وامكانية توسعها لتشمل المنطقة ككل، باعتبار ان امن الممرات المائية يؤثر على الاقتصاد العالمي، ويعني كل دول العالم المفترض ان تنتقل اليوم من موقع المتفرج والداعم للمجازر الاسرائيلية الى موقع الضاغط على العدو لوقف جرائمه»، وقالت المصادر لـ «الديار»: «في حال استمر العدو بالمكابرة والتصعيد، فذلك سيعني عمليا ان المنطقة تتجه الى المجهول».
معارك طاحنة في غزة
في هذا الوقت، تواصلت المعارك الطاحنة وقتال الشوارع في غزة. وافادت وسائل اعلام فلسطينية بان جيش العدو «تراجع وسحب آلياته من أحياء ومناطق في مدينة غزة في الساعات القليلة الماضية، عُرف منها: عسقولة، الصبرة، شارع الثلاثيني، وسبقها تراجعٌ من ميدان الساحة».
وبثت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشاهد نوعية وجديدة، أظهرت استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته وعتاده في مناطق مختلفة من مدينة غزة.
وأظهرت المشاهد تدمير عدد من الآليات من مسافات مختلفة، واستهداف تجمعات جنود الاحتلال في مناطق مكشوفة وداخل بنايات سكنية.
وعرضت الكتائب في المقطع كذلك ملابس عسكرية لعدد من الجنود «الإسرائيليين» وقلاداتهم ومعداتهم العسكرية، وأعلنت أن مقاتليها تمكنوا من قتل 6 جنود «إسرائيليين» في منطقة جحر الديك جنوب شرقي قطاع غزة، فيما أعلن جيش العدو امس الاحد مقتل ثلاثة جنود في غزة، ما يرفع الى 62 عدد جنوده القتلى في القطاع منذ أن بدأت «إسرائيل» هجومها الجوي على قطاع غزة في 27 تشرين الأول الماضي.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن «الاحتلال اقتحم مجمع الشفاء وحوّله إلى ثكنة عسكرية»، مشيرة إلى وجود 259 جريحا داخل المجمع لا يستطيعون الحركة.
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن استهداف الاحتلال مقراتها في القطاع لم يتم بالخطأ، لافتة إلى أن كميات الوقود التي دخلت غزة نقطة في بحر.
ورأى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن مستوى العنف في قطاع غزة في الأيام الأخيرة لا يمكن فهمه، مع هجمات على المدارس التي تؤوي نازحين وتحول مستشفى إلى «منطقة موت». وشدد تورك في بيان، على إن «الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة تفوق التصور».
هذا واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 1100 ناشط من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة من أصل أكثر من 1800 فلسطيني، منذ 7 تشرين الأول الماضي، تاريخ إطلاق عملية «طوفان الأقصى».
هدنة قريبة؟
على صعيد آخر، لا تزال مفاوضات اطلاق الاسرى تسير بوتيرة بطيئة نتيجة «التصعيد الاسرائيلي» داخل القطاع باستهداف المدارس والمستشفيات. وأعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، أن هناك تحديات «بسيطة» متبقية في مفاوضات التبادل المقررة، وأضاف أن جهود بلاده لإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل في قطاع غزة مستمرة، مشيرا إلى أن المحادثات حققت تقدما جيدا.
وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لـ»الديار» ان هناك امكانية كبيرة للتوصل لهدنة يتخللها اطلاق سراح عدد من الاسرى نهاية هذا الاسبوع او مطلع الأسبوع المقبل، لافتة الى ان العدو الاسرائيلي هو الذي يتراجع عن بعض التعهدات، كلما اقتربنا من تحديد ساعة الصفر.
في العراق ولبنان..
في هذا الوقت، واصلت فصائل المقاومة ضغوطها العسكرية لتسريع عملية وقف اطلاق النار في غزة. وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن «استهداف قـاعدة الاحتلال الأميركي «حرير» شمال العراق بطائرة مسيّرة أصابت هدفها بشكل مباشر، بعد ان كانت قد استهدفت يوم السبت، القاعدة الأميركية «التنف» شمال سوريا بطائرة مسيّرة، أصابت هدفها بشكل مباشر.
بدوره، أعلن حزب الله انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان مواقع عدة للعدو الصهيوني عند الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث قامت باستهداف موقع الضهيرة ونقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة، وقصفت تجمعاً لجنود الإحتلال في مركز سرية مستحدث في موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة ، وأوقعت فيه إصابات مؤكدة. كما استهدفت موقع المرج أثناء قيام العدو بأعمال الصيانة، واستهدفت المقاومة موقع راميا وتموضعات وكمائن العدو في خلة وردة وموقع حانيتا و تجمعاً لأفراد وآليات العدو قرب موقع المطلة وموقع جل العلام وحققت اصابات مباشرة».
وفيما أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان «حزب الله سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم، وهو يقوم بإشغال العدو وإرباكه وإيقاع الخسائر فيه، ومنعه من استخدام كل قوَّته في مكان آخر، بل وجعله في حالة قلق وسيبقى كذلك»، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد: «لا يخيفنكم ايها الناس التصعيد الذي يحصل، هذا التصعيد محسوب حتى يتيقن العدو انه لا مفر له من ان يذعن لارادة المقاومة في الساحة اللبنانية، نحن نحفظ امننا وندافع عن بلدنا، ونتضامن مع ابناء قضيتنا قضية القدس وفلسطين وبحسابات مدروسة تجعل يدنا هي العليا».
ملف قيادة الجيش
وبالسياسة الداخلية اللبنانية، لا يزال ملف قيادة الجيش الشغل الشاغل للمسؤولين اللبنانيين من دون ان يُحسم حتى الساعة، موضوع التمديد لقائد الجيش او تعيين قائد جديد ومعه اعضاء المجلس العسكري.
وقالت مصادر معنية بالملف انه شهد نوعا من التجميد خلال عطلة نهاية الاسبوع، على ان تعود النقاشات بقوة مع مطلع الاسبوع، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «هناك حديثا جديا بتعيين قائد جديد لقطع الطريق على اعتراضات بكركي على تسلم غير ماروني دفة القيادة». ويوم امس، اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد ان «المجلس النيابي لا يقوم عمداً بواجبه الأساسي بانتخاب رئيس للجمهورية، وحكومة تصريف الاعمال منقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر والشعب يتأثر فقراً بهذه الممارسات»، مضيفا: «لا يحق لكم أيها المعطلون الاستمرار في عدم انتخاب رئيس، ولا يحق لكم أن تخلقوا أزمات وعقد جانبية بدلا من المباشرة الفورية بإنتخاب رئيس فتحل عقدكم، ولا يحق لكم أن تتلاعبوا بإستقرار المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش».
انتخابات نقابة المحامين
نقابيا، فاز يوم امس مرشح حزب «الكتائب» فادي المصري نقيبا للمحامين في بيروت، كما فاز المحامين التالية أسماؤهم لعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت: لبيب حرفوش، عبدو لحود، إيلي اقليموس، إسكندر الياس ووجيه مسعد، وحلّ المرشح المحامي إسكندر نجار عضوا رديفا. كذلك فاز المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب محامي طرابلس بعد انسحاب منافسه صفوان المصطفى. كما فاز ابراهيم حرفوش بعضوية مجلس النقابة.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تغرق في حرب استنزاف في غزة والجنوب
على الرغم من الطقس العاصف والماطر تواصلت امس الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والبلدات الحدودية اللبنانية واطافها، في حين واصلت المقاومة رصد ودك مواقع ومراكز تجمعات العدو.
فبعد الهدوء الحذر الذي ساد الحدود الجنوبية فجرًا، عادت الاشتباكات على الحدود الجنوبية،واستهدف القصف الاسرائيلي سيارة مدنية كانت تستقلّها إمرأة وابنها على طريق كفركلا، ثم رميت بالفوسفور، ونجيا بأعجوبة بعدما احتميا في أحد المنازل مع بدء القصف وعمل الصليب الأحمر اللبناني على إخراجهما من البلدة، وسقطت 8 قذائف مدفعية على خراج مركبا ما أدى إلى تضرر منزل وقذيفتين في خراج بلدة حولا وقصف مدفعي على خراج برج الملوك محلة سهل الخيام وعلى محلة وطى الخيام محلة المسلخ خراج بلدة الخيام ومحلة الحمامص.
كما استهدف القوات الاسرائيلية قرية سردا بقذيفة سقطت بين المنازل، واستهدفت غارة اسرائيلية أيضاً منزل رئيس بلدية الجبين في القطاع الغربي،وطال القصف الاسرائيلي بعد الظهر المنطقة الواقعة بين حولا وميس الجبل وأطراف بلدة كفرشوبا وشبعا. وفي هذا الإطار، صدر عن «المقاومة الإسلامية» البيان الآتي: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (3:45) من عصر يوم الأحد 19-11-2023 ثكنة يفتاح (قرية قدس اللبنانية المحتلة) وموقع المالكية بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيهما إصابات مباشرة». وقال في بيان آخر: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (3:50) من عصر يوم الأحد 19-11-202 موقع العباد بالصواريخ الموجهة واصابوا التجهيزات الفنية المستحدثة فيه بشكل مباشر». وأعلنت في بيان أيضاً أن «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية بعد ظهر يوم الأحد 19-11-2023 تجمعات متعددة لجنود الإحتلال الإسرائيلي قرب موقع المرج وفي حرش راميم ومحيط ثكنة هونين اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة». كما اعلن الاعلام الحربي في حزب الله انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (12:40) من ظهر الأحد 19-11-2023 تجمعاً لأفراد وآليات العدو قرب موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مباشرة. واستهدف مجاهدو المقاومة عند الساعة (12:45) من ظهر امس موقع جل العلام ومحيطه بالصواريخ وقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات مباشرة». وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن اطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب تتعرض لقصف مدفعي اسرائيلي،كما اعلن الاعلام الحربي في بيان آخر ان «مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا عند الساعة (12:00) موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة». وأكدت معلومات استهداف نقطتين عسكريتين إسرائيليتين في كل من موقع راميا ومحيط موقع الراهب قرب الحدود، كما أشارت الى سقوط غارة اسرائيلية على منطقة الخرزة داخل بلدة عيتا الشعب. واعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن «دفاعاتهم الجوية اعترضت طائرة مسيرة عند الحدود مع لبنان»، وافادت بعدها وسائل إعلام إسرائيلية عن «الاشتباه في تسلل مسيرة ثانية في منطقة الجليل الغربي».
وكانت القناة الـ12 الاسرائيلية افادت بأنه «عقب دوي صفارات الإنذار في مستوطنة «شلومي» بالجليل الغربي تم رصد إطلاق 6 صواريخ من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة دون الافادة عن وقوع اصابات». بعدها نشر اعلام «الحزب» هذا البيان «استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (8:30) من صباح يوم الأحد 19-11-2023 موقع الضهيرة ونقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة»، وفي بيان ثانٍ، ان «مجاهدو المقاومة الإسلامية استهدفوا عند الساعة (8:35) تجمعاً لجنود الإحتلال في مركز سرية مستحدث في موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة». كذلك أصدر الاعلام الحربي بيانًا ثالثا، أعلن فيه «انه أثناء قيام العدو بأعمال الصيانة في موقع المرج استهدف مجاهدي المقاومة الإسلامية عند الساعة( 11:30) الموقع بالأسلحة المناسبة وتمت إصابته إصابة مباشرة». وأفاد مراسل «المنار» أنه «بسبب الضباب وهطول الأمطار وسوء الرؤية وغياب المسيرات تعبر قوات العدو عن هاجس التعرض للإستهداف بإستخدام الرشقات الرشاشة والقصف المدفعي المتقطع في محيط مواقعها الحدودية والاحراج المقابلة على طول الحدود بين لبنان و فلسطين المحتلة».
كذلك سقطت قذائف إسرائيلية على بلدتي دبل والقوزح في قضاء بنت جبيل، كما تعرضت منطقة اللبونة وأطراف طيرحرفا الجبين وأحراج الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي. بدورها أفادت «الوكالة الوطنية» بأن تلة حمامص وسهل مرجعيون يتعرضان لقصف مدفعي اسرائيلي، كما ان الجيش الاسرائيلي استهدف بلدة الطيبة بـ3 قذائف قرب مشروع الطيبة، و3 قذائف اخرى على طلعة القليعة بالقرب من مشروع 800. وأفادت قناة «المنار» عن سقوط عدد من القذائف المدفعية في الأحراج الجنوبية لبلدة الناقورة، بالإضافة الى قصف مدفعي وغارة جوية صباحاً على أطراف عيتا الشعب. كما سجل قصف مدفعي للعدو الاسرائيلي على منطقة اللبونة وعلى أطراف طير حرفا الجبين لجهة بلدة الضهيرة في القطاع الغربي. وفي وقت سابق، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيليّ أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون. وأمس نفّذ «حزب الله» سلسلة عمليات استهدفت مواقع الجيش الإسرائيلي عند الحدود، إثر تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
200 شهيد في مجزرتي الزعتر والفاخورة
الحرب في اليوم الـ 44.. الاحتلال يتكبد 12 قتيلا وينسحب من أحياء ومدير مقبرة يعترف بدفن 50 جندياً قتلوا في يومين
تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ44، وقد أعلن جيش الاحتلال بالتزامن مع دخولة المرحلة الثانية من الحرب البرية مقتل 3 ضباط وجنود بمعارك في شمال غزة ليرتفع عدد قتلاه إلى 5، في حين قالت كتائب القسام إنها قتلت 6 جنود إسرائيليين من مسافة صفر، واستهدفت منزلا في منطقة جحر الديك به عدد كبير من جنود الاحتلال، وأوقعت من فيه بين قتيل وجريح.
كذلك اكدت القسام تدمير 29 الية للاحتلال في جباليا وبيت لاهيا وحي الزيتون ومنطقة التوائم واكدت انها ردت على المجازر المتتالية بقصف بالصواريخ شمل تل ابيب وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اقر السبت بمقتل 6 من ضباطه وجنوده وإصابة 7 آخرين بجروح خطرة في قطاع غزة، في حين أعلنت كتائب القسام عن تمكنها من قتل وجرح عدد من الجنود، وتدمير 17 آلية إسرائيلية كليا أو جزئيا في غزة.
وكشف مدير مقبرة “جبل هرتزل العسكرية” ديفيد أورن باروخ عن أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في المعارك التي تدور في قطاع غزة كبير، مؤكدا أن 50 جنديا دفنوا في المقبرة التي يعمل فيها خلال اليومين الماضيين.
وأكد -في مقطع فيديو نشرته وزارة الأمن الإسرائيلية السبت أن المقبرة تستقبل عددا كبيرا من القتلى بمعدل جنازة كل ساعة أو كل ساعة ونصف الساعة.
وقال باروخ “نحن نمر الآن بفترة صعبة جدا، هناك جنازة كل ساعة، أو ساعة ونصف الساعة. يفترض مني أن أفتح عددا هائلا من القبور. فقط في مقبرة جبل هرتسل دفنا 50 جنديا خلال 48 ساعة”.
وأوضح أن عمله ينصَبُّ على تجهيز القبور لقتلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والعناية بها.
واستمر جيش الاحتلال بارتكاب المجازر فقد أظهرت مشاهد مصورة صباح الأحد آثار القصف الإسرائيلي العنيف على مربع سكني في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة، والذي تعرضت له خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، فيما تجري عمليات البحث تحت الأنقاض عن آخرين كما افيد عن تدمير 4 مساجد بالقصف على غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد أكثر من 200 فلسطيني في القصف الذي استهدف مدرستي الفاخورة وتل الزعتر.
واستشهد حتى الآن 12 ألفا و300 فلسطيني في غزة -بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة- فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء السبت.