زيارة اردوغان لالمانيا ونتائجها والتسريبات الاعلامية عن خروج جبهة الخضرا من ادلب وتسليمها للنظام والتصعيد العسكري في الشمال والميليشيات الايرانية العراقية التي تنتشر على الحدود السورية الاردنية
والاستهداف لحقل كونيكو وحقل العمر والغارات الاميركية على مواقع ايرانية وتصريح وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الاخير الذي يهدد في حال استهداف قواتهم في سوريا برد ايران بشراسة.
بشار الاسد من جهته عاد من الصين فانزوى ثم حضر القمة العربية الاسلامية الاخيرة في الرياض وعاد الى جحره وانزوى مجدداً ولا شيء غير ذلك سوى انه اصدر عفوا عن 350 معتقل بجرائم جنائية عادية لا شيء سياسي في تهمهم.
في الشام فقر وطوابير تفتيش تشليح على الحواجز وغياب الدواء والكرامة والحرية والافق. فيما مناطق حمص على أسوأ ومناطق الساحل على اسوأ تتأرجح كلها بين فقر و”تعتير ” و”شحار ” وطوابير الذل فيما الرواتب لا تكفي ويسجل بالتزامن هروب جماعي من سوريا الى الخارج مهما كانت الكلفة والى اي مكان… عدا جهنم سوريا…
الشمال السوري يشهد عملية غربلة بين ميليشيات تركيا التي تتصارع فيما بينها بينما جماعة هيئة التحرير سيغادرون مدينة ادلب لتسليمها للنظام السوري .
حتى قناة اوريانت التي تبث من تركيا ابلغت ادارتها موظفيها بانهاء عقود عملهم الشهر المقبل والقناة متهمة منذ البداية بالطائفية والمذهبية وبث الكراهية والتطييف القومي ولم يعد لديها لا مال ولا ما تقدمه.
المعارضة السورية انتهت وبشار الاسد باقي في السلطة صورياً الى حين كغطاء لايران فيما سوريا برمتها ذاهبة اما الى تقسيم واما الى غزو عسكري اميركي لمناطق النظام وتغيير في السلطة من خلال تشكيل حكومة جديدة .
بشار الاسد مختبىء وباق لاتمام الغاية من وجوده وتمرير الوقت فيما الذي يجري في غزة والضفة يصل الى نهاياته… واليوم عبد اللهيان في تصريحه المهدد بالرد في حال استهداف مواقع ايران في سوريا ، لدليل على الاحتقان والتوتر السائد علما ان المواقع الايرانية استهدفت مرارا وتكرارا الى الان ولم تتحرك طهران .
بشار الاسد اذا كرئيس انتهى نظامه ولم يعد اكثر من والي او مدير ايراني لسوريا او ما تبقى منها تحت سيطرة ايران وميليشياتها والجنوب السوري متجه نحو فوضى خاصة لجهة استهداف السويداء التي لا تزال تتردد في الالتحاق بمشروع شرق الفرات وشمال شرق سوريا حيث علم ان ثمة قنوات مفتوحة مع النظام السوري وثمة ضغوط تمارس على الشيخ الهاجري وبعض رجال مشيخة العقل بضرورة العودة لكنف الدولة لوجود مخاطر تؤدي الى الفوضى مع دخول ميليشيات ايران كما حصل ويحصل في شمال سوريا ومع شرق الفرات قبل ظهور قوات سوريا الديمقراطية .
المظاهرات السلمية في السويداء لم تعد تكفي وعلى السويداء ودرعا تشكيل مجلس ادارة حكم ذاتي والتواصل مع الاردنيين خاصة وان ايران ارسلت ميليشيات لها على الحدود الاردنية لاشغال الاردن على جبهة العراق والجبهة السورية ما سيصعب الوضع في المستقبل القريب .
من هنا ضرورة انشاء منطقة آمنة في الجنوب تتوغل بالعمق السوري الى 80 كلم قرابة الكسوة وضم مجموعات اهالي حوران اليهم خاصة وان اوراق الروس في المنطقة احترقت ولم يعد ثمة تأثير روسي على ارض المنطقة الجنوبية من سوريا فالروس فشلوا في ضبط الايرانيين والسيطرة عليهم وفشلوا في تنفيذ الوعود التي اغدقوها على اهل حوران بالمصالحة والتسويات وتنفيذ القرار 2254 فلم ينفذ شيء من كل هذا .
في المعلومات ان سوريا دخلت مرحلة التشرذم والتقطيع وايران تستعد لمواجهة في سوريا والعراق ولبنان من خلال وكلائها في المنطقة والدول الثلاث.
المنطقة امام تطورات دراماتيكية آتية ويبدو ان ” الاسعار ” التي تعرض على الايرانيين لم تعد كافية ما سيؤدي وبدأ يؤدي الى تغليب منطق المواجهة على التسويات وما حديث وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الاخير من ان ايران ستفاجىء اعداءها ان تعرضت مصالحها في سوريا للخطر الا من باب التهديد من شخص عالم بخفايا ما يحاك ويتحضر .
فوتيرة استهداف قاعدة اميركية والرد الاميركي باستهداف مواقع ايرانية محددة لم تعد كافية وثمة استعدادات لعمليات برية واعلان منطقة حظر جوي من شرق الفرات الى القنيطرة وقيام تنسيق مع الجيش الاردني وقوات الاسد المتأهب والعزم الصلب وقوات سوريا الحرة وشيوخ العقل واعادة تنظيم صفوف اهل حوران وانشاء منطقة آمنة وعازلة جنوب سوريا تبدأ من القنيطرة الى درعا فالسويداء فالتنف وصولا الى شرقي الفرات واغلاق معبر البوكمال نهائيا ومن ثم التوغل 50 كلم داخل الاراضي العراقية بالتعاون مع الجيش العراقي لمنع الميليشيات.
فبديل كل هذه الخطة اعلاه استمرار حرب استنزاف لسنوات مديدة الامر الذي لا يناسب على الاطلاق الرؤية الاستراتيجية الاميركية خصوصا وان استغلال واشنطن لوجود ايران في المنطقة للضغط على دول الخليج ودول المنطقة لم يعد يجدي نفعا سياسات واشنطن بعدما اصبح “الضرب فوق الطاولة ” .
بالمقابل وفي المعلومات ايضا ان ثمة اتفاق وتكتل وراء الكواليس بين روسيا وما تبقى من النظام السوري وميليشيات الاخوان المسلمين شمال سوريا وايران لادارة المنطقة للاستفادة من الطريق البرية الممتدة من تركيا الى الساحل السوري ومناطق النظام لتتمكن بذلك روسيا وايران من “شفط ” ما تبقى من اموال النظام السوري بعدما “باعهم ” الاخير الموانىء والمطارات والاتصالات والثروات الطبيعية وبالتالي يقضيان على ما تبقى من مقومات دولة سوريا من خلال الاستحواذ على ما تبقى من الغاز والفوسفات واليورانيوم وسواها .
في شرق الفرات التشيع على اشده في دير الزور والبوكمال مع استمرار مسلسل الفتن في بعض القرى مع بعض العشاير التابعة لإيران والتداعيات مستمرة نحو الاسوأ ما لم تنفصل عن النظام وايران .
في كواليس واشنطن والتحالف كلام متقاطع عن ضرورة انهاء بشار الاسد ونظامه والقيام بعمل عسكري لانهاء الملف السوري لكن هذا الطرح لا يزال يواجه معارضة في المقابل خاصة من الجانب الاسرائيلي الذي يضع اولويته في انهاء حرب غزة وانشاء حكومة فلسطينية جديدة وإن حصل ذلك سيكون مدخلا لانهاء دور ايران في لبنان ثم الوصول الى سوريا .
التوجه العام السائد بقوة حاليا وبحسب المعطيات هو في الابقاء على الاسد ونظامه الى فترة ما والى حين يستطيع السيطرة على ما تبقى من شمال سوريا مع ما يعنيه ذلك من جر الاسد الى مواجهة مع المنظمات والفصائل الاسلامية المتطرفة في الشمال واستنزاف قواته او ما تبقى منها.
بالموازاة روسيا اتفقت مع ايران وتركيا على رفع يد انقرة عن ما يسمى هيئة تحرير الشام وما يسمى بالجيش الوطني السوري بحيث تتخلى عنهم تركيا في مقابل اعادة اللاجئين السوريين الى سوريا وانشاء نقاط حدودية للمراقبة في الشمال .
انطلاقا من مجمل هذه المشهدية السوداء لسوريا ومهما يكن من امر فالخيار العسكري الى الان يبقى الاقرب بدأ من سوريا لينتقل تباعا الى الحدود الاردنية فلبنان والجنوب السوري .
ايران بدأت ترسل ميليشياتها الى السويداء والجنوب السوري تحسبا للخطة المرسومة لان المطلوب اثارة الفوضى في السويداء وتنفيذ اعمال شغب وتصفيات واستهدافات كبيرة برعاية الاسد والايرانيين .
سوريا امام منعطف خطير جدا جدا ستنسحب آثاره ومفاعيله على لبنان والاردن بشكل دراماتيكي فاما ان يهب احرار سوريا من السويداء ودرعا ويشبكوا الايادي مع شرق الفرات وشمال شرق الفرات وقوات قسد والتحالف الدولي والتنف وكامل احرار شمال شرق الفرات في صياغة مبادرة انقاذية تبنى على القرار 2254 واستعادة الحل السياسي واسقاط نظام الاسد والانفصال عن ايران وانهاء احتلالها لسوريا واما حرب اهلية جديدة واشرس تفضي الى تقسيم سوريا وتهديد مصير لبنان وامن الاردن والمنطقة برمتها..