في دولة المزرعة يُغدر الأحرار.. شكا تودّع سليمان!

حجم الخط

ثمة عرس في شكا. عريس جديد كان تزوج منذ نحو الشهرين فقط، واحتفلت به بلدته وأصدقاؤه بالزغاريد والدبكة والفرح، وإذ منذ أيام تزفه للموت أيادي الإجرام، ليكون عريساً جديداً إنما للسماء هذه المرة… وتكررت الزغاريد الجريحة والرقصات فوق جمر القلب، فوق النعش الأبيض لسليمان سركيس. من قال بأن طموح العريس سليمان كان أن يموت ضحية إرهابي مسلّح؟ من قال إن سليمان سركيس ابن شكا، كان يريد أن يكون ملاكاً حارساً في السماء لوطنه وأهله، وليس حارساً بعز الحياة هنا لأرضه وعائلته، يحميهم من رعاع قتلة، كالذي قتله ببرودة ودم بارد؟! من قال إن طريق تحرير القدس كان يجب أن تعبر من رأس سليمان قبل أن تصل الى فلسطين؟!… وعبرت الرصاصات برأس العريس الوسيم علها تمهّد الطريق للنصر في غزة واقتحام القدس وتحريرها! استشهد سليمان برصاص مجرم “ممانع” غاضب، في دولة لا ترعى الا الذئاب والرعاع والفاسدين والمحتلين.

أفرغ المجرم “الممانع” الغريبة جذوره بالأساس عن لبنان، كل حقده ورصاصه برأس ابن شكا وأرداه، لأن أهالي البلدة، رفضوا عبور الأعلام الفلسطينية والسورية بقلب الساحات واستفزاز الاهالي، فانتقم منهم بقتل ابن بلدتهم! من يمنعه أساساً من اقتناء السلاح غير المرخص، ومن قتل من لا يعجبه، ومن التحريض على أبناء البلد الأصليين، ومن تحويل الوطن الى مزرعة فيها كثر من أمثال قاتل سليمان، ومن دون حسيب ولا رقيب، إنما بحماية “الرأس” الكبير راعي كل تفلّت وإرهاب وقتل الأحرار لمجرد أنهم أحرار؟!

تتوالى مشاهد الغدر، بالأمس القريب كانت غزوة عين الرمانة والاعتداء المباشر على الهواء على الأهالي، والتي انتهت بتوجيه الإدانة للأهالي لانهم دافعوا عن انفسهم! بعدها ليس بكثير، قناصون يغتالون شابين في القرنة السوداء، لتأتي حادثة الكحالة باعتداء جديد مباشر على الهواء على الأهالي وحتى الساعة لم يلق القبض على المعتدين المكشوفي الوجوه، وليس بعيداً من تاريخ ما جرى على كوع الكحالة، كانت حادثة عين ابل وقتل رفيقنا الياس الحصروني بدم بارد، واليوم تهديد الأحرار وهدر دم كل من يرفض سياسة “حزب الله”، وكل من لا يريد الحرب في لبنان. كلهم يدورون في فلك واحد، تتعدد وجوه المجرمين لكن الإطار والانتماء والفكر المستوحش الإرهابي واحد، ودائماً نحن الناس الأحرار الوطنيين الفعليين، نحن الضحايا. لماذا؟!!

من قال لكم إننا نريد أن نكون ضحايا حزب مسلح غير شرعي؟! من قال لكم إن سليمان يريد أن يكون شهيد الفوضى والدولة المجرمة المستسلمة لحكم الرعاع والمجرمين والميليشيات، الذين يسرحون بيننا ويتحكمون بنا ويزرعون الأرض فوضى وموتاً وإرهاباً؟! من قال لكم إن سليمان يريد تحرير القدس من شكا، ومن أرض لبنان تحديداً، وعبر حياة شباب لبنان وكرامة لبنان وعزة أراضيه؟!

أي دولة تلك نعيش في غابتها القاحلة، وتترك وحوشها الضارية تفلت على الناس، وتقتلهم بحسب انتماءاتهم وأفكارهم؟! أي دولة تلك تحكمها الميليشيات المسلحة، تترك القتلة يسرحون ولا تفعل سوى أن تمشي في جنازاتنا وتقدم لنا التعازي ويدها مغمسة بدمائنا؟! أي دولة ذليلة تلك تلهث حانية الرأس خلف محتلها، وعندما يهرع الأحرار لانتشالها من قعرها، تصوِب رصاص الغدر الى صدورهم وتقتلهم؟!

قتلوا سليمان سركيس، ورغماً عنه صار عريس السماء، ملاكاً حارساً من فوق. من قال إنه يريد ذلك، من قال؟!

الحزن الشديد والغضب يجعلنا لا نطلب له الرحمة من الرب، إذ ماذا فعل سليمان كي لا يرحمه الرب، ولكن نطلب الرحمة لنا، للبنان، لأهل لبنان الأحرار الى أي طائفة انتموا، ليرحمنا الرب من غابة الوحوش المفترسة تلك، من تلك الدولة البائسة التي يسكنها العار، ليرحمنا نحن ويساعدنا ويعطينا المزيد من وقود الغضب المغمس بالحب، لأنه خميرة الثورة، وللثورة وجوه كثيرة غير السلاح، اختبرناها سابقاً وفعلناها لما كنا ثوار الأرز الأحرار، وحدها الثورة على هؤلاء ستحرر لبنان منهم، من احتلال السلاح غير الشرعي المتفلت علينا، ومن تلك الدولة العميلة الذليلة التي تتفرَج على موتنا صامتة.

هذا قدرنا، أن نقاوم، أن نموت ليحيا منطق الدولة، أن نناضل ليبقى لنا أساساً كيان لبنان، هذه قضيتنا وستبقى الى أن يعود لبنان لنا. المسيح قام يا سليمان سركيس، حسبك أنك ارتحت من دولة العار تلك.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل