بالمباشر يهدد المفتي أحمد قبلان الدكتور سمير جعجع ويقول له “إحذر”! يحذر ماذا يا شيخ؟! لا يخاف المناضلون الأحرار الا الله، وهم يخافون كثيراً على بلادهم، خصوصاً عندما تتلاعب بمصير أرضهم ميليشيات مسلحة تتحكم بالدولة، وتأخذ البلاد الى مغامرات عسكرية مروعة، أولى نتائجها تدمير لبنان وآخر نتائجها تدمير لبنان والسيطرة على مقدراته.
“اعتقدت أنّ مجلس الحرب الصهيوني يدلي بدلوه، فاحذر، لأنّ القضيّة قضية وطن وبلد ومنطقة وعظمة أرض وإنسان”، هدد المفتي أحد أكبر رموز النضال والصمود في لبنان، وذلك تعليقاً على بيان الحكيم الذي طالب بتنفيذ القرار1701 وعدم استعمال البلدات الحدودية، منصات لإطلاق الصواريخ خصوصاً أن لا اجماع لبنانياً على سلاح الحزب ودوره، كما طالب الحكيم الحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة كي لا يستخدم “حزب الله” هذه القرى التي لا تشكِّل بيئة حاضنة لسلاحه ودوره.
ممنوع التعبير عن الرأي الآخر في بيئة الحزب الحاضنة، لكل ذاك التقوقع وعدم قبول الشريك الآخر. ممنوع أن تصرخ وتعارض الحزب وبيئته، وإذا فعلت فأنت صهيوني بامتياز وبالتالي يهدر دمك! كل ما فعله سمير جعجع أنه طالب بتحييد القرى الجنوبية عن الصراع، ولذلك استفاض المفتي بتوصيفه، وهو يعلم علم اليقين في قرارة نفسه، أن لا عملاء بيننا، وأنه واضح عبر السنوات الماضية الى أي بيئة حاضنة، انتموا عملاء إسرائيل، ولعل ما يضني فعلاً قلب الشيخ الجليل، ما يتمتع به جعجع من مصداقية عالية، وأنه يمثل بفكره غالبية الشعب اللبناني من الطوائف كافة، ومن بينهم الكثير من الشيعة اللبنانيين الأحرار الخائفين مثل الحكيم وسواه كثر، على وطنهم.
هي أيام بائسة لا شك، إذ من يقرأ منصة إكس، يرى حرباً حقيقية بين الأكثرية العظمى من اللبنانيين الأحرار من جهة، والبيئة “الممانعة” من جهة ثانية. هي حرب عقائدية بالدرجة الأولى، حرب بين منطق الحرب ومنطق السلام، حرب بين المنطق الوطني اللبناني بحد ذاته، ومنطق اللامنطق المعتمد على التهديد والترهيب والجنوح صوب الحرب العبثية، والموت المجاني وثقافة التهديد.
الا يكفي تعمد حزب الله تحويل القرى الحدودية الى منصات متنقلة لإطلاق الصواريخ بهدف تدمير المنطقة وتهجير أهاليها؟ ألا يكفي تحويل سطح كنيسة مار جريس الى ساحة حرب ما أدى إلى تدمير جزء كبير منها بسبب إطلاق الصواريخ والرد الإسرائيلي الهمجي؟ ألا يكفي يا شيخ تحويل الناس الى دروع بشرية تُكوى بالنار الإسرائيلة وتصبح وقود الحرب العبثية تلك؟ كل ذاك التسيب المروع بطولة أم ماذا؟… حتماً تعرفون الجواب.
لبنان لا يريد الحرب، كلنا لا نريد الحرب فهل كلنا عملاء؟! عظيم، نحن اذاً نعلن “عمالتنا” لاستقرار لبنان، لعدم رميه بالنار والدمار لأجل لا شيء، لا شيء على الاطلاق الا المزيد من الضحايا من الطوائف كافة، والدمار الهائل في كل لبنان. نريد وطناً حراً من دون سلاح غير شرعي، وطن حر من سطوة حكم الملالي ومن الأفكار العقائدية السوداء التي تحتل وطن الأرز والنور، هذه عمالتنا التي اليها ننتمي وبها نفتخر يا… شيخ.