تنهال العروض والإغراءات والتخفيضات بالجملة على اللبنانيين في هذه الفترة، لترغيبهم بالاستهلاك وشراء السلع والبضائع والمنتوجات على أنواعها، (غذائية، أدوات إلكترونية مختلفة، ملابس، ألعاب للأطفال، وغيرها). واللافت في جولة لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني على الأسواق، أن التخفيضات والعروض تكاد لا تستثني أي سلعة أو خدمة، ومن بينها السوبرماركت والمطاعم.
الملاحظ في جولتنا، أن بعض العروض والتخفيضات أشبه بالخيالية، نسبةً إلى الفترة القريبة الماضية في موسم الصيف الفائت. فعلى سبيل المثال، تتنافس معظم السوبرماركت في تقديم الإغراءات للمستهلكين وجذبهم لشراء السلع والبضائع، والحسومات يمكن أن تصل على سلع معينة إلى أقل من 50% من السعر الأصلي للسلعة وأحياناً إلى 70%. بالإضافة إلى عروض من قبيل: اشترِ سلعتين من صنف معين وادفع 50% فقط من سعر السلعة الأصلي على السلعة الثانية، وما شابه.
معظم المطاعم وسناك بيع السندويش وبعض أفران المعجنات دخلت أيضاً على خط المنافسة وتقديم عروض وتخفيضات مختلفة على الأسعار، علماً أن هذه الظاهرة تلاحظ في مناطق معينة أكثر من غيرها. على سبيل المثال، أطلب همبرغر واحصل على الثاني مجاناً، أو 2 سندويش دجاج واحصل على المشروب الغازي مجاناً، أو 3 سندويش شاورما وادفع دولاراً واحداً لكل سندويش واحصل على علبة بطاطا مقلية مجاناً، وقس على ذلك.
في شرح أسباب هذه الظاهرة غير المألوفة كثيراً على باب موسم الأعياد، (الميلاد ورأس السنة)، وهذا التنافس الشديد بين المحال التجارية والسوبرماركت والمطاعم والسناك على تقديم أفضل العروض والتخفيضات على الأسعار، يوضح عدد من أصحاب هذه القطاعات لموقع “القوات”، أن “الانكماش الاقتصادي الآخذ في التمدد، خصوصاً منذ توريطنا رغماً عنا في حرب غزة، أجبرنا على البحث عن كل الوسائل المتاحة للاستمرار قدر المستطاع، ومنها العروض والتخفيضات على الأسعار، ريثما “يفرجها الله ونخلص من هالورطة”. فالناس لا تشتري ولا تستهلك اليوم إلا الضروريات بالحد الأدنى”.
بعض أصحاب المطاعم يقولون: “لم يتركونا نهنأ بعدما تنفسّنا قليلاً في موسم الصيف الفائت المزدهر الذي ساعدنا على تعويض جزء من الخسائر الضخمة التي أصبنا بها منذ اندلاع الأزمة في تشرين العام 2019، فقاموا بالقضاء على موسم الخريف والأعياد المقبلة كما بات معروفاً للجميع. لذلك نحاول مع العروض والتخفيضات التي نقدّمها للزبائن الصمود باللحم الحي من أجل الاستمرار وعدم إقفال مؤسساتنا وطرد موظفينا. نحن اليوم لا نفكّر بتحقيق أرباح بل فقط بالصمود، لقد أوصلونا إلى هذه الحالة للأسف وحطمّوا كل أحلامنا بتطوير وإنماء مؤسساتنا التي باتت مهددة بالإقفال التام”.