خاص – أهل الجنوب لـ”الحزب”.. “لا تورّطنا ولا تتصدّق علينا”

حجم الخط

 

لم يلقَ تصريح النائب عن “الحزب” حسن فضل الله، قبل أيام، الاستحسان لدى أهل الجنوب كما كان يأمل “الحزب”، بعدما كلّف فضل الله بمهمة تولّي ملّف الأضرار البشرية والعمرانية والاقتصادية التي وقعت نتيجة توريط لبنان عامةً والمناطق الحدودية الجنوبية مباشرة في حرب غزة، ومتابعة هذا الملف والإطلالة الإعلامية للإعلان عن بدء “الحزب بدفع تعويضات للمتضررين”، مشيراً إلى أن “ما نقدّمه للمتضررين هو من مال وإمكانات وجهود الحزب”.

جولة ميدانية لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني على القرى الحدودية، تؤكد أن أهل الجنوب، خصوصاً في المناطق الحدودية، “يعيشون في ظل الخوف والقلق على مصير عائلاتهم وبيوتهم وأرزاقهم”، كما يقولون. والكلام الغالب لدى معظم من سألناهم عن أحوالهم في ظل الاشتباكات الدائرة بين “الحزب” وإسرائيل: “كنا بغنى عن تهديم بيوتنا وضياع مواسمنا وخراب أعمالنا، ألا يكفينا أننا أكثر المتضررين من الأزمة الاقتصادية وأننا منسيون من دولتنا، كي يجلب لنا “الحزب” الموت والدمار مرة من جديد؟ ألا تكفينا عقود من الزمن عشناها في ظل الموت والخوف خدمة لقضايا ومشاريع الآخرين؟”.

بعض أهل الجنوب لا يتردد في رفع الصوت أكثر، إنما بطبيعة الحال من دون الكشف عن هويته بشكل صريح، “فالكل في لبنان يدرك في ظل أي ظروف نعيش، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا ناكر الحق أو المسؤول عمّا نعيشه. فنحن لا نريد الحرب وأقصى أمنياتنا أن نعيش بسلام، ونريد من الدولة والجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية أن تكون وحدها المسؤولة عن أمننا وحمايتنا في مناطقنا، وهذه أبسط حقوقنا الإنسانية كمواطنين يعيشون في دولة مسؤولة عنهم”.

يضيفون: “نحن لسنا شحّاذين لا عند “الحزب” ولا عند غيره، ولا نمدّ يدنا لأحد ونعيش بكرامتنا من تعبنا ومجهودنا وصمودنا على الرغم من كل المآسي. ولا يحاولنّ أحد الاستثمار في موتنا ودمارنا وخسائرنا ومصائبنا لغاياته وأهدافه. ولـ”الحزب” نقول: “لا تضعنا قسراً ورغماً عنا في أتون الحرب ومن ثم تعود للاستثمار في موتنا ودمارنا والكوارث التي تسبَّبت بها. من الأساس، لا تورّطنا في الحرب ولا تتصدّق علينا”.

البعض من أهل المناطق الحدودية في الجنوب، يستعيد بيت الشعر المشهور ” لكِ الوَيْلُ لا تَزْنِي ولا تَتَصَدَّقي”، للتعبير عن “استهجانه للاستثمار الرخيص الذي يمارسه “الحزب” بحقهم، كما يقول. علماً أن هذا البيت نقله أبو الفرج الأصفهاني في “الأغاني” عن الشاعر اسماعيل بن عمّار الأسدي، وقاله يهجو رجلاً كان يتولى شيئاً من الوقوف للقاضي بالكوفة:

بَنَى مسجداً بُنْيَانُه من خِيانةٍ …… لَعَمْرِي لَقِدْماً كنتَ غيرَ مُوَفَّقِ

كصاحبةِ الرُّمّان لمَّا تَصَدّقتْ …… جَرَتْ مَثَلاً للخائن المتصدِّق

يقولُ لها أهلُ الصَّلاح نصيحةً …… لكِ الوَيْلُ لا تَزْنِي ولا تَتَصَدَّقي.

تجدر الإشارة إلى أن هذا البيت الشعري نسبه البعض أيضاً إلى أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وآخر إلى “ياقوت، وآخر إلى “المقريزي” أو لـ”السيد الحميري”.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل