مع وصول زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى نهايتها، اتضح بأن ملف الاستحقاق الرئاسي بات في خبر كان، ليتربّع ملفي الـ1701 وقيادة الجيش على عرش أولويات المجتمع الدولي. وبدا واضحاً ان الدفع الفرنسي تضاعف من اجل إعادة الوضع في الجنوب الى مندرجات القرار 1701 وسط تصاعد نبرة لودريان من الاخطار المحدقة بلبنان في حال انزلاقه الى حرب.
وفي هذا المجال، تؤكد مصادر معارضة بان مطالب “الحزب” معروفة وهي العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل حرب 7 تشرين الأول، بمعنى انه لا يريد أن تبدّل هذه الحرب في قواعد اشتباكه مع إسرائيل وفي تموضعه الاستراتيجي الإقليمي، وبالتالي يريد إبقاء القديم على قدمه، وأن يبقى مسيطراً على جنوب الليطاني وأن تبقى الحدود تحت سيطرته.
وتقول المصادر في حديث عبر موقع القوات: “بما أنه اندلعت حرب غزة، وأصبح هناك تحد كبير أمام محور الممانعة، يدرك “الحزب” أن المطالب الدولية ارتفعت في التطبيق الفعلي للـ1701، كونه يُطبّق شكلياً ولأنه يعلم أن الضغط بات كبيراً، يحاول “بَلف” اللبنانيين والمجتمع الدولي ويريد الدخول على الـ”menu” الأميركي، وهو تطبيق القرار 1701، وذلك عن طريق انتخاب مرشحه رئيساً، وبذلك يمتنع عن تطبيق القرار 1701 وينتخب مرشحه رئيساً للجمهورية، وتعود الأمور على ما كانت عليه سابقاً في الجنوب”.
وتضيف: “أما المعارضة وفي طليعتها “القوات” التي دفعت ثمن اعتقال رئيسها لأنها قالت الطائف لم يُطبّق بسبب وجود ميليشيا وهي “الحزب”، وواصلت مواجهتها بعد الـ2005 تحت مسمى تطبيق القرارات الدولية، وبالتالي ستواصل العمل على تطبيق ما لم يُطبّق وبالتالي اليوم هناك فرصة في تطبيق القرار 1701، وبالتالي “الحزب” لا يستطيع القول هناك مؤامرة علي لأن وزراء “الحزب” وافقوا عليه وأمين عام “الحزب” وافق عليه ومن واجبه تنفيذه، وبالتالي هناك فرصة جدية خصوصاً أن جميع اللبنانيين أدركوا في حال عدم تطبيق هذا القرار سيبقى لبنان مهدداً بالفوضى والحرب لذلك الحل الوحيد أن تبقى هذه المنطقة تحت سيطرة القوات الشرعية والدولية، وبالتالي هناك دفع بهذا الاتجاه”.
وتشدد المصادر على أن “الحزب” يحاول تفريغ القرار 1701 من مضمونه على غرار ما أفرغه منذ العام 2006 لحد الآن ويريد تخويف سكان الجنوب بالكلام الكاذب بأنه هناك محاولة لتهجيرهم وهذا كلام غير صحيح. وهذه الفرصة تشكل مصلحة عليا للبنانيين من أجل منع الحرب لأن تكون هذه الحدود ممسوكة من قبل القوات الشرعية والدولية.