عند كل مناسبة وعيد يدب الهمّ في نفوس اللبنانيين، ويبدأ التفكير حول تكاليف مستلزمات العيد، لأننا نعيش في وطن يتحكم فيه الغلاء على كافة الأصعدة، ولا قدرة لدى جميع اللبنانيين لشراء تلك المستلزمات. ومنذ الأزمة المعيشية الخانقة التي تعصف بلبنان، تحولت الأعياد إلى أعباء مضافة على كاهل اللبنانيين الذين يؤمنون لقمة عيشهم بصعوبة.
معروف بأن اللبناني شعب مضياف، والضيافة هي من شيمه التي رافقته منذ ولادة لبنان، واليوم وبعدما استعرض موقع “القوات اللبنانية” في السابق أسعار الهدايا وتكلفة الألعاب وزينة عيد الميلاد وكل اللوازم المرتبطة بهذا العيد المجيد، قمنا بجولة على أسعار الشوكولا، وكالعادة، رحلة البحث عن الأسعار كانت صادمة.
وكأي سلعة من السلع التي تم فيها الاستغناء عن الماركات العالمية نتيجة الأزمة الاقتصادية، ودخول سلع من نوعية غير جيدة، أتى دور الشوكولا الذي يستعمل للضيافة، فالأنواع كثيرة، وتأتي من الخارج، لكن ليس من أوروبا أو تركيا، وحتى المعامل المحلية تأتي بالمواد الأولية من دول آسيوية، وبما أن المراقبة غائبة، هناك خوف على نوعية الشوكولا المستوردة ومدى خضوعها للمواصفات الصحية.
وحتى تلك النوعية غير الجيدة لا تعتبر ذات أسعار متدنية، اذ يتراوح سعر كيلو الشوكولا بين 700 ألف ليرة ومليون ليرة لبنانية، وهذه النوعية غير معروفة ويتم تغليفها في لبنان، وفي كثير من الأحيان يتم تغليفها بماركة عالمية لكنها تبقى غير أصلية.
أما النوعية الجيدة الأوروبية فهي حكماً باتت للأغنياء القادرين على شراء كيلو الشوكولا بـ50 دولاراً وما فوق، وهناك أنواع تبدأ أسعارها بـ100 دولار، وصدقوا أنها تصل إلى 500 دولار للكيلو الواحد.
إنها نقمة الأزمات التي حرمت اللبنانيين لقب الكرم وحسن الضيافة، وجُرد هذا اللقب من اللبنانيين، فالأولوية لم تعد للشوكولا والضيافة في بيوت كثيرة باتت تعتمد على أمور مصنوعة منزلياً أو الاكتفاء “بالملبس”.