الوفاء والاحترام لقلة الوفاء.. سعادة النائب!

حجم الخط

لا شك لا شك أن ثمة مفهوم خاطئ جدًا لعبارة “خيانة الأمانة وقلة الوفاء ومخالفة القانون”! وأكثر بعد، عبارة “مخالفة الدستور”! الأكيد الأكيد، بأن ليس قائد الجيش من يُتهم بهكذا مخالفات، أو تُوجّه اليه هكذا اتهامات، والأكيد الأكثر المؤكد، أن ليس شخصًا مثل النائب جبران باسيل تحديدًا، هو المؤهل لتوجيه اتهامات مماثلة لقائد الجيش جوزف عون!

في ضيعتي الصغيرة، كان كلما اشتد زمن البؤس والتفاهة، يضرب مختار الضيعة السابق، رأسه بكفه ويقول: “أف معشش لذة هالحياة”، تعبيرًا عن سخطه وغضبه من سلطة سياسية موغلة في الفساد والبؤس. معه حق مختارنا المهضوم الراحل، إذ أصبحنا نعيش بؤسًا لا يقارب، خصوصًا حين يلعلع صوت الفاسدين والمعطلين للاستحقاق الرئاسي تحديدًا، ولكل مقومات الدولة النظيفة المهفهفة، فوق أصوات الشرفاء والوطنيين الحقيقيين الأحرار السياديين.

يمكننا فتح ملف السيد باسيل لنقرأ المخالفات بالدزينات، منذ ما قبل استلام تياره للحكم على أيام ميشال عون، وفي الوزارات كافة، وصولًا حتى اللحظة. هي سلسلة لا متناهية من المخالفات الدستورية على أنواعها. أطلبوا تجدوا ما طاب لكم من تجاوزات، ابتداء من تعطيل عمه لتشكيل حكومة ومقولته الشهيرة “عمرا ما تكون حكومة بلا صهري جبران”، وصولًا حتى اليوم. والعيب الأكبر أن باسيل يظن أن عبر حملته المستعرة على قائد الجيش، سيكسب من جهة ود “الحزب” وغبرة رضاه، ومن جهة أخرى قد يسترجع المسكين شعبية منهارة تحت وابل البندورة والبيض، التي انهال بها على موكبه أهل طرابلس منذ أيام، رغم ارتفاع أسعار البيض والبندورة!

الاحترام والوفاء يا سيد باسيل، يكون في احترام المؤسسة العسكرية وفي الخوف على أمن البلاد في ظل وضع منهار أمنيًا وسياسيًا، ورفض التمديد لقائد الجيش، يُدخل لبنان في شغور المنصب الثاني الرئيسي بعد رئيس الجمهورية، الذي تساهمون بشكل مباشر ووقح، في تعطيله أنت وتيارك بأمر من “الحزب” مباشرة.

الاحترام والوفاء يا سيد باسيل يكون في مشاعر الخوف النبيلة، الخوف وليس الجبانة، الخوف الكبير على لبنان من انزلاقه نحو فوضى عارمة إذا خلي موقع قائد الجيش، وليس الخوف على موقع وحلم شخصي بالرئاسة، كل يوم يبعد أكثر فأكثر عن أحلامك المفترضة.

الاحترام والوفاء هو للوطن المحتل المنهك المنهوب من سلطة استعملته على مدى الـ15 عامًا الاخيرة، وتجلى فسادها في السنوات الست الأخيرة، في الصفقات التي أديرت ونفذت على حساب كرامة لبنان وسيادته.

كان الأجدى أن تتجلي معاني الاحترام والوفاء يوم كنت وزيراً للطاقة التي اختفت منها 45 مليار دولار ولبنان حتى الساعة غارق في الظلام. والأجدى أكثر في معاني الوفا والاحترام، هو عدم المتاجرة بمصالح المسيحيين ومواقعهم في الدولة والتخلي عنها تباعًا استرضاء للحليف المهيمن، عله يرضى عليك ويجهد في منحك موقع الرئاسة هدية، وكأن الموقع الأهم سلعة تباع وتشترى في سوق نخاسة السياسة التي امتهنها “التيار” على مدى ثلاثين عامًا ولا يزال.
ويبقى من كثير يقال، ان الاحترام والوفاء هو أن نعرف أيضًا متى ننسحب من المشهد السياسي، حين نصبح لعنة الشعب، وأمثولة بائسىة له في التجاوزات وتغطية الفساد وانعدام الوطنية، ليتسنى للشرفاء التدخل وتقويم الأوضاع وحماية لبنان، أولًا من الاحتلال، وثانيًا من أزلامه الفاسدين.

ربما صار ضروريًا ومستعجلًا، إعادة الاعتبار للغة العربية وما تحمله من أبعاد في كلماتها وتعابيرها، وأول تلك العبارات تحديد كلمة قلة الوفاء وقلة الاحترام، وحينذاك لن نجد لها مكانا سوى بناطقها. مع تحياتي للأوفياء…

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل