“أدعو الحزب لوقف العمليات ضد إسرائيل من جنوب لبنان، لم أشعر رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشهداء وأهل الجنوب، أنها خففت من الضغط على غزة، بل استمر الضغط وزاد… ولم تحقق العمليات النتائج المتوقعة. الإسرائيليون منن بحاجة الى الفرقتين اللي حاطينن بشمال إسرائيل ولديهم ما يكفي من الجنود في حربهم على غزة. هذا الموضوع يضغط كثيرًا على لبنان وقد عطّل كل شيء في البلد وما فينا نكفي بتعطيل كل شيء في لبنان. خلص، تعبنا تعبنا سمر”.
رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في برنامج الحدث في 13 كانون الأول 2023.
وإزاء ما تقدم، سارعت جوقة محور الممانعة بالرد على الحليف وئام وهاب بـ”اجترار” السرديات والمفردات والاتهامات نفسها وإطلاق السهام التي سبق أن طالت الخصوم والأعداء و”يهود الداخل” من سياسيين سياديين وصحافيين وناشطين وثقافيين، فأصبح وهاب المحظي المحمي المدرج على لوائح محظيّي “الحزب”، عميلًا صهيونيًا فرنسيًا، وعلى الجدول الخليجي، بحسب مضبطة الاتهام “المعدّلة” “المحوّرة” غبّ الطلب.
لن نجد في أفعال التخوين وهدر الدم التي استهدفت هذه المرة “فصيلًا من سرايا المقاومة اللبنانية”، أفصح من رد كاتب “الممانعة” حسن عليق الذي غرّد بالتالي:
“وئام هذا لا يقول كلمة إلا بثمن. وحالياً لديه ثلاثة أرباب عمل: طحنون بن زايد، ومدير المخابرات الخارجية الفرنسية، وشيخ الصهاينة العرب في الجيش الإسرائيلي موفّق طريف. وهؤلاء احتفظوا بوئام وهاب ليوم كهذا، يستخدمونه فيه لتوهين عزيمتنا، والطعن في تضحيات شهدائنا وجرحانا وأهلنا في الجنوب. وئام هذا يريد وقف العمليات عبر الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية ليتمكّن جيش الاحتلال من نقل كل قواته النظامية (وكل مسيّراته وطائراته وقنابله ومحتوى مخازن السلاح) من حدود لبنان إلى غزة، حيث يضطر حالياً لاستخدام جنود الاحتياط في الهجوم البري (غالبية قتلى جيش الاحتلال في غزة من الاحتياط لا من النظاميين، لأنه اضطر إلى سحب جرء من النظاميين من الجنوب إلى الشمال، نتيجة عمليات المقاومة عبر الحدود).
على فكرة، هذا المدّعي جاهل بكل ما له علاقة بالحرب وجيش الاحتلال. مجدداً، ألف مرة وليد جنبلاط ولا ربع مرة وئام موفق طريف”.
إن قول “المغرّد” الممانع عن أن “وئام” هذا لا يقول كلمة الا “بثمن”، هو إدانة لكل من “الكتبة الممانعين” وللممانعة نفسها، قبل أن تكون لوئام وهاب، فوهاب كحسن عليق سبق ان اعْتُمِد ناطقًا بـ”كلمة” محور الممانعة، ومحاربًا بـ”سيف السلطان” الذي أكل وهاب من “خبزه”، ولا يزال عليق يأكل منه، والخبز هنا هو الثمن الذي تحدث عنه عليق في هجومه على وهاب، وهذا الأخير لم يجد مشكلة في الاعتراف والاقرار بتلقيه الأموال من إيران وحزبها في لبنان، وقد صرّح بذلك في 4 آذار من العام 2015.
في الخلاصة، قد تستعير الممانعة عنوان صحيفة الاخبار الناطقة بلسان السلطان المعروف، بتاريخ 21 تشرين الأول من العام 2021: “في بيتنا عدو …قاطعوا الوسيط الإسرائيلي”، للتصويب على الوسيط الأميركي الذي عاد وأصبح “نزيها مشكورًا”… ليصبح العنوان الحالي: “في محورنا عدوّ…” مستهدفًا وهاب، بعد أن كان ممانعًا مقاومًا محاربًا بسيف الممانعة و”الحزب”.
يبقى أن نؤكد المؤكد بأن الرأي الآخر يبقى محترمًا ومقبولًا، طالما لا يتعارض مع رأي منسّق محور الممانعة، وهذا ينطبق حتى على المنضوين الملتحقين بالمحور نفسه، على ما رأينا في الرد التخويني على وهاب، لا لشيء الا لتمايزه عن الخط “المُسقَط” المرسوم، الذي تحوّل الى نموذج كارثي يتفنن بإلغاء الآخر ورأيه.