قضي الامر، وحسمت المعركة الدائرة منذ أشهر حول ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، لصالح هذا التمديد، بينما مني العاملون على خط إجهاض هذا الخيار، بخسارة موصوفة.
بنظرة موضوعية الى ما حصل، تقول مصادر سياسية معارضة لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، إن عبراً وخلاصات كثيرة يمكن استنتاجها من هذه التجربة: الفائز الاكبر من عدم المساس بالمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، خاصة في هذا الظرف، هو الشعب اللبناني. اما الجهة التي سمحت بهذا الفوز وقدمت للشعب اللبناني هذه الهدية، فهي القوات اللبنانية. الاخيرة أثبتت بما لا يرقى اليه شك، انها بعيدة كل البعد عن الشعبوية وأنها قادرة على تجاوز كل التفاصيل الصغيرة، عندما تقتضي المصلحة الوطنية ذلك، فأمنت نصاب جلسات التشريع ولم تشارك في التشريع كي تبقى منسجمة مع نفسها، لان هذه التضحية ضرورية لإنجاز التمديد. كما أثبتت انها تتقن اللعبة السياسية الدستورية، فعرفت، منذ لحظة تقديمها قانون تأخير سن التقاعد لرتبة عماد، كيف تخوض المفاوضات، مع الأطراف السياسية كلها، حليفة كانت ام خصماً، وصولاً الى مبتغاها.
ثاني الخلاصات، تتابع المصادر، يتمثل في أن مجلس النواب، فعلا سيد نفسه، وهو بالتالي قادر، من دون انتظار اي قوى خارجية، على التصرف وأخذ المبادرة في المحطات الحيوية.. والمقصود هنا، ان تجربة التمديد للعماد عون ومسار هذا التمديد، حصلا بإخراج لبناني صرف، فلماذا لا ينسحب الامر على الاستحقاق الرئاسي؟ ولماذا لا يتحمس رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة الى جلسات انتخاب، كما تحمس للدعوة الى التشريع، غير الدستوري في ظل الشغور الرئاسي؟
ثالث الخلاصات، ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كان “يبتسم” قبل حصول التمديد بساعات قليلة، هُزم هزيمة كبيرة بعد التمديد، لا لشيء الا لأنه كبّر “الحجر” كثيراً واتهم كل من ارادوا حماية الجيش، ومنهم بكركي مروراً بالقوات وصولاً الى قائد الجيش، بالانصياع للسفارات وبتنفيذ أجندات خارجية، كما أنه حوّل المعركة الى معركة كسر عظم، شخصية، بينه والعماد عون.. فكان ان بقي الأخير في منصبه.
اما “الحزب” الذي وقف الى حد كبير في موقع المتفرج، من دون ان يعمل للتمديد او ضده، فلم ينصر باسيل، كما انه من جهة ثانية، أيقن من جديد، انه لم يعد مسيطراً على مجلس النواب واكثريته.. الامر الذي يجب ان يدفعه الى مراجعة حساباته الرئاسية.
في عود على بدء، يمكن القول ان لبنان تجاوز قطوعاً كبيراً، وشعبُه، بعد التمديد، هو مَن يبتسم، تختم المصادر.