خاص ـ المطاعم والفنادق ليلة رأس السنة في لبنان.. بين “ولعانة” ومخيبة

حجم الخط

لن تغيب الاحتفالات عن لبنان ليلة رأس السنة. فعلى الرغم من كل الظروف الصعبة، سيودّع اللبنانيون بعد أيام سنة لن يأسفوا عليها ويحتفلوا ليلة رأس السنة بإطلالة سنة جديدة يحمّلونها كل آمالهم بأن تكون خيراً عليهم من الآفلة. وكل المؤشرات تدل على أن الحفلات في المطاعم والملاهي ستكون “ولعانة” ليلة رأس السنة، لكن وضع الفنادق والمؤسسات السياحية مختلف ولن تكون في أفضل حالاتها. فما السبب وراء ازدهار حركة المطاعم من جهة فيما بالمقابل وضع الفنادق مخيّب للآمال عملياً ليلة رأس السنة؟

رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر، يوضح أن “القطاع السياحي من شقين: الأول، يتكوّن من المطعم والمقهى والملهى وتأجير السيارات، والثاني من الفنادق والشقق المفروشة”، لافتاً إلى أن “الشق الأول شهد تحسُّناً وإقبالاً جيداً في الأسابيع الأخيرة ربطاً بقدوم المغترب اللبناني السائح إلى لبنان لقضاء فترة عيدي الميلاد ورأس السنة مع عائلته، والحجوزات للاحتفال برأس السنة في المطاعم والمقاهي والملاهي جيدة”.

يضيف الأشقر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “التحسُّن لجهة المطاعم والمقاهي والملاهي لا يمكن وصفه بأكثر من جيد، إذ أن بعض المناطق تمكنت من الاستفادة من قدوم المغترب اللبناني في هذه الفترة، فيما لم تشهد مناطق أخرى حركة تُذكر على هذا الصعيد. والسبب أنه حين يأتي المغترب، أو أي سائح إجمالاً، على فترة قصيرة ولأيام محدودة لكي يمضي الأعياد مع العائلة، لا يذهب إلى مناطق بعيدة وتبقى سياحته غالباً محدودة في بيروت وجبل لبنان”.

أما عن الشق الثاني المتعلق بالفنادق والشقق المفروشة، فيتأسف الأشقر “لأن وضعها لا يزال “عاطل”، كما يقول، موضحاً أن “هناك بعض الفنادق والمؤسسات الفندقية الكبيرة التي تُعَدّ ربما على أصابع اليد الواحدة، تقيم حفلات بمناسبة رأس السنة، وبطبيعة الحال الحفلات في مطعم الفندق ستكون ناجحة والحجوزات مكتملة فيها إجمالاً، أما غرف الفندق فهي فارغة ونسبة الإشغال لا تُذكر”.

في السياق ذاته، يشير الأشقر إلى أن “المغترب اللبناني السائح في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة لن يحجز غرفة في الفندق، فمنزله موجود وعائلته وأهله في لبنان، خصوصاً أنه يأتي على فترة قصيرة لا تتجاوز الـ10 أيام في أفضل الأحوال، ويقضي معظمها مع العائلة في المنزل خصوصاً في فترة عيد الميلاد. هو يخرج للسهر بطبيعة الحال في المطاعم والملاهي خصوصاً ليلة رأس السنة، لكنه لا يحجز غرفة في الفندق”.

يتابع: “القطاع التجاري أيضاً وبشكل عام يمكن أن يكون شهد تحسُّناً في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، لكن الفنادق والشقق المفروشة لم يتحسّن وضعها هذا العام في فترة الأعياد بشكل إيجابي يذكر”.

الأشقر يتأسف، لأننا “كموسسات فندقية وأصحاب فنادق ومشاريع سياحية نعاني منذ سنوات”، لافتاً إلى أننا “في حالة حرب دائمة ومتواصلة. ومهما حاولنا وسعينا وجهدنا للدخول إلى السياحة العالمية ووضع لبنان على هذه الخريطة، نُحبَط دائماً. وكلما وُجد أناس يجنّدون أنفسهم لتسويق لبنان في الخارج وجعله نقطة جذب للسائح، ولكي ينجحوا في ذلك عليهم الاستثمار في هذه الوجهة السياحية بطبيعة الحال، نخيّب آمالهم، مرة بانفجار، ومرة ثانية باغتيال، وثالثة بحرب، ومرات بتهديدات وتشنيج وتوتير الأوضاع، وقِس على ذلك”.

“السياحة المزدهرة وجعل لبنان نقطة جذب سياحية عالمية بحاجة إلى استقرار مستدام. وعلى سبيل المثال، ولنقل منذ نحو 10 سنوات فقط، أعطونا سنتين شهدتا استقراراً ثابتاً، لا يوجد كما يعلم الجميع. لبنان لم يعد يتحمّل، والمطلوب من المسؤولين المعنيين في الدولة القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم وعدم زجّ لبنان في الحروب المتتالية، فمن حق الشعب اللبناني أن يرتاح بعد عقود من الحروب التي لا تعرف نهاية، وله الحق بالحياة والتطور والنمو والازدهار”، يختم الأشقر.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل