ضيفي في Call 2 Face هذا الأسبوع النائب فادي كرم.
سر
*سر سياسي من فادي كرم
السر السياسي الذي سأكشفه يتعلق بي، إذ لم أكن أنوي الدخول في معترك الحياة السياسية لكن الظروف حكمت علي بأن أكون بالسياسة. كان لدي اهتمام كبير بالشأن العام وبالمجتمع لكن الظروف حكمت بأن أكون في مركز سياسي وأتحمل المسؤولية.
بالنسبة للأسرار السياسية في هذا الوطن، أنا أضعها في إطار مختلف، إذ هناك خداع كثير من قبل محور الممانعة وهناك حقائق كثيرة من قبل محور السيادة. والخداع يتكشف دائماً، أما حقائق فريق السيادة، وتحديداً القوات اللبنانية، سيكون هناك صفحات كثيرة تكشف عما كان يمرّ به هذا المحور السيادي من ظلم وحقائق مشوهة ضده.
الحرب في الجنوب
*الحرب الدائرة في الجنوب خطيرة جداً، إلى أي حد يمكن أن تتوسع لتطاول كل لبنان؟ وهل من حل في الأفق؟
الحل واضح وسهل جداً لكنه يتطلب قراراً سياسياً من محور الممانعة بأن يبدّي المصلحة اللبنانية على مصلحة إيديولوجيته ويتخلى عن مشروعه الإيديولوجي العقائدي الذي يخصه بشكل خاص فقط. ومن الطبيعي أن الإيديولوجيين يضحون دائماً بشعوبهم وبمصالح بلدهم من أجل استمرارية إيديولوجيتهم، لكن “الحزب” وصل إلى المكان الذي أصبح مدركاً فيه أن إيديولوجيته لن تستمر بفعل رفضها من قبل الشعب اللبناني وانكشاف شعاراتها المخادعة.
“الحزب” مثلاً الذي ادعى أنه يريد أن يزيل إسرائيل، دخل في تسويات من ترسيم بحري وحدودي وما بعد بعد غزة، وكل ذلك يدل على أن قضيته التي تبرر عمله العسكري والأمني انتهت بشكل كامل وخسر قضيته، وأصبح واضحاً أن سلاحه ليس لإزالة إسرائيل إنما السيطرة على لبنان وليمدد للمشروع التوسعي لإيديولوجيته المنطلقة من إيران.
هنا خطورة الأمر، وهو ما يدفعنا أكثر لنكون ساحة معرضة للدخول الى الحرب في أي لحظة من اللحظات، وهناك حلول كثيرة تُطرح من قبل أفرقاء وأصدقاء لبنان وموفدين دوليين لتطبيق الـ1701. وما يحاول أن يقوم به “الحزب” تحت الضغط الذي يتعرض له، هو الالتزام ببعض بنود الـ1701 التي تعني أمن إسرائيل لكن لا تؤدي للأمن في لبنان وانتهاء الدويلة لصالح الدولة.
*الجميع يعرف أن “الحزب” يستحيل أن يوافق على الانسحاب من الجنوب، وتطبيق الـ1701 بالقوة يعني اندلاع حرب. هل المطالبة به كلام إعلامي، أم ثمة نية جدية لتطبيقه مهما كان الثمن؟
من المعروف أن “الحزب” يدرك أن الحرب ستكون مدمرة عليه بشكل خاص وطبعاً على لبنان بشكل عام. ومن هذا المنطلق يحاول تحاشي الدخول في الحرب خشية منها، ولمعرفته أن إسرائيل اليوم تجنّد كل شعبها وكل طاقاتها السياسية والعسكرية وكل علاقاتها الدولية لتغطية أي حرب يمكن أن تشنها على “الحزب” وينال لبنان بسببها الدمار والقتل.
“الحزب” يدرك تماماً هذا الوضع، ومن هنا يحاول التشاطر على تطبيق الـ1701 فيتم تطبيقه بشكل معوجّ، ويدخله في عملية مقايضة بين الدول المهتمة بلبنان والمنطقة وحماية إسرائيل، والمقايضة مع إسرائيل بشكل غير مباشر، ما يعني أن يقدم “الحزب” التطمينات لشمالي إسرائيل لكن يضع يده في الوقت عينه على الدولة اللبنانية.
لا شك أن المعارضة والفريق السيادي وجميع السياديين مدركون لهذه المؤامرة ويفشّلونها خطوة تلو الأخرى.
ملف رئاسة الجمهورية
*يكثر الحديث عن أن رئاسة الجمهورية اللبنانية تُدرس ضمن صفقة إقليمية كمقايضة ربما تُعطى لحزب الله لتطبيق الـ1701، ما جدية هذا الطرح، وكيف ستواجهه المعارضة؟
لا أعتقد أن ثمة مبادرة خارجية بهذا المعنى، إنما هناك تسويق من قبل محور الممانعة بوجود هكذا طروحات. ومن هنا أعتقد أن محور الممانعة يحاول اعتبار أن هذا النوع من التسوية يريح إسرائيل، ويستخدم هذا الأمر كمناورة لعدم دخوله إلى الحرب لكن لنيله شروط تهدئة الأجواء العسكرية.
المعارضة جاهزة للمواجهة، وهي خاضت معركة كبيرة جداً وهي معركة التمديد لقائد الجيش بوجه محور الممانعة الذي لم يطل برأسه بشكل واضح إنما استعمل التيار الوطني الحر للقيام بهذه المعركة التي كانت بين أن يكون الجيش على الحياد أو وضع الجيش بوضع غير القادر على ضبط وتنفيذ القرار 1701.
المعارضة أثبتت أن للجيش دور بالغ الأهمية بتمكين القرار 1701، وتخوض المعركة بشكل مستمر لتنفيذ كافة بنود الـ1701 التي تخص بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والمعارضة مستعدة أيضاً لخوض معركة رئاسة الجمهورية في لحظة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متعددة.
*بعد حرب غزة تمّ تجميد كل المبادرات الدولية. هل ثمة مساع جديدة لإنقاذ رئاسة الجمهورية من الفراغ، أم أن الملف مجمّد في انتظار نتائج الحرب؟
كل الأفرقاء ينتظرون ما يمكن أن يحدث خلال الأسبوعين المقبلين، فإما الوصول إلى تهدئة للجبهات وتسوية تجنّب المنطقة الحرب الشاملة أو الدخول في هذه الحرب، وكل المبادرات اليوم تنتظر النتائج. ومن المعروف أنه في حال لم تهدأ الجبهات، محور الممانعة لن يفرج عن الرئاسة ونحن ننتظره منذ أكثر من سنة ليحضر جلسة مجلس النواب ولا يعطّلها.
قرصنة المطار
*كيف تقيّم موضوع القرصنة التي تعرض لها مطار رفيق الحريري الدولي؟ ومن المستفيد مما حصل برأيك؟
صراحة لست مطلعاً على الموضوع التقني ولا معلومات لدي في الحقيقة ولا أريد إعطاء رأي محصور في هذه النقطة، لكن من الطبيعي أن نشهد معارضة للحزب وأضراره على لبنان إن على الشاشات وإن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإن على الأرض، بغض النظر عن هذه الخطوة ومن كان مسؤولاً عنها.
الرفض للحزب ومشروعه الإيديولوجي ودويلته وخطواته السياسية والعسكرية والأمنية وتشريعه الأراضي اللبنانية لمنظمات تابعة لمحوره، عامّ وشامل وسيتكاثر ويتزايد.