يوسف دياب – الشرق الأوسط
عاد ملفّ مزارع شبعا المحتلّة من قبل إسرائيل إلى الواجهة مجدداً، مع مطالبة لبنان بتحريرها، وتسويق هذا المطلب لدى المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار لبنان هذا الأسبوع، لنزع فتيل تفجير الجبهة اللبنانية مع إسرائيل، والانتقال إلى التنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن الدولي “1701”، الذي يجعل منطقة جنوب مجرى نهر الليطاني (المحاذية للحدود اللبنانية – الإسرائيلية) خالية من أي وجود عسكري لـح.ز.ب.ا.ل.ل.ه، ووضعها تحت سيطرة قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” والجيش اللبناني.
لكنّ مصادر وزارية دعت إلى عدم التفاؤل بإمكان تحقيق خرق في موقف الحزب، وأوضحت لـ”الشرق الأوسط”، أن “وضع تحرير مزارع شبعا شرطاً لوقف القتال على الجبهة الجنوبية، هو تفخيخ لمهمّة هوكشتاين”. وقالت إن “المبعوث الأميركي يحصر محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الـ13 المتنازع عليها فقط، في حين أن مزارع شبعا مرتبطة بالقرار (242) وليس بالقرار (1701)، ولا يمكن الربط بينهما”.
ومنذ دخول “الحزب” على خطّ المواجهة مع إسرائيل في الثامن من تشرين الأول الماضي، محولاً جنوب لبنان إلى جبهة مساندة لغزّة، تتسابق الوفود الأميركية والأوروبية في محاولة لنزع فتيل التفجير.
وثمة عقبة أساسية أمام الجانب اللبناني، تتمثّل بعدم تثبيت لبنانية مزارع شبعا قبل المطالبة بالانسحاب منها؛ ولذا دعا الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر، الدولة اللبنانية إلى “الفصل ما بين النقاط الـ13 موضوع النزاع مع إسرائيل وما بين مزارع شبعا المحتلّة”. وشدد في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، على أن “المطلوب من لبنان أن يثبت بالوثائق ملكيته لمزارع شبعا بالتواصل مع الجانب السوري”. وأكد أن “المطلوب من المسؤولين في لبنان أن يعرضوا على المبعوث الأميركي انسحاب إسرائيل من هذه المزارع، وأن تصبح منطقة خالية من السلاح، وتوضع تحت حماية قوات دولية إلى أن ينتهي من تثبت لبنانية هذه المنطقة”.
وعن إمكانية قبول “الحزب” بوضع مزارع شبعا تحت حماية دولية، قال العميد هشام جابر إن “تحرير المزارع من الاحتلال الإسرائيلي يعدّ مكسباً للبنان ويفترض بـ”الحزب” أن يقبل بذلك؛ لأنه يحقق مطلباً تاريخياً وهو تحرير هذه المنطقة، على أن يحدد لاحقاً لبنانيتها عبر اعتراف رسمي سوري أو عبر الأمم المتحدة”.