لا يزال المشهد جنوباً متصدّراً، إذ نفّذ الجيش الإسرائيلي أعنف غارات منذ بدء الحرب والتي وصلت الى تخوم منطقة جزّين.
وإزاء الوضع المأزوم جنوباً، والمرشح لمزيد من الانحدار نحو ما لا تحمد عقباه، لا يزال الملف الرئاسي معلقاً تخرقه بعض التحركات الخجولة آخرها ما رشح من معلومات عن عودة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى لبنان.
وفي السياق، رأى عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر أن لا شيء جدياً يحصل على خط الملف الرئاسي، مشيراً إلى أن هناك طرفاً داخلياً يعتبر أن رئاسة الجمهورية هي جائزة ترضية وورقة من أوراق التفاوض.
على خطّ، آخر، وفي تطور قضائي مخزٍ، سحب القاضي صبّوح سليمان مذكرة التوقيف الصادرة بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس.
سياسياً، أكدت أوساط سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن الحركة السياسية المحلية خافتة وأن التركيز منصب على ترقب التطورات الحاصلة، فيما تبقى جبهة الجنوب في أولويات المتابعة، ولفتت إلى أن ما من تحضيرات محلية جدية في الملف الرئاسي وكل ما يحكى هو استئناف اللجنة الخماسية الاتصالات بشأن تفعيل هذا الملف، وقد يتظهَّر ذلك من خلال زيارة متوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان إلى بيروت لكنها لاحظت أن أي مستجد تصعيدي قد يؤدي إلى تعليق هذه الفكرة، ما قد يدفع إلى استمرار الشغور الرئاسي وجعل الملفات عرضة للتأخير او البت داخل حكومة تصريف الأعمال التي توجه لها انتقادات في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكشفت مصادر سياسية لـ”اللواء”، عن اتصالات أجراها كبار المسؤولين اللبنانيين مع الدوحة، وعلى هامش مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دافوس لدى لقائه رئيس الحكومة القطرية، لإرسال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى لبنان في اقرب وقت ممكن، لاستئناف مهمته مع كافة الاطراف السياسيين لإعادة الحرارة الى ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المتوقف ، واستكمال مساعيه التي قام بها سابقاً، انطلاقاً من الدور التوفيقي الذي تقوم به الدوحة منذ بداية ازمة الانتخابات الرئاسية وحتى قبل اندلاع حرب غزة قبل ثلاثة اشهر، بدعم من اللجنة الخماسية وتاييد معظم الاطراف السياسيين، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.
سياسياً أيضاً، وحول الحديث عن إمكانية انتخاب رئيس في وقت قريب، أكد عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر، “أن لا شيء جدياً يحصل على خط الملف الرئاسي، وعلينا توجيه السؤال إلى من يخطف الملف الرئاسي ولا يطرحه بالطرق الدستورية والقانونية، ولا يعمل على فتح مجلس النواب بدورات متتالية لانتخاب الرئيس، ويمكنني أن أؤكد أنه في حال تم فتح المجلس النيابي، وإن لم يكن هناك في الوقت الراهن أي توافق في الملف الرئاسي من الجلسة الأولى والثانية، أؤكد أنه في الحدّ الأقصى سيكون لنا رئيس من الجلسة الثالثة، لأن الناس تبدِّل خياراتها، وهناك من النواب من ينتظر حصول الإستحقاق لينتخب، وهذا الأمر بالنسبة لفريق الممانعة غير وارد، لأنهم يعتبرون أن الموضوع الرئاسي سيكون جائزة ترضية بعد التسخين الحاصل في المنطقة”.
ويشير الأسمر، الى ان “هناك طرفاً داخلياً يعتبر أن رئاسة الجمهورية هي جائزة ترضية وورقة من أوراق التفاوض، ولكنه تناسى أن هذا الأمر يعنيه شخصياً، وإذا قام بأي اتفاق جانبي فلن يتمكن من تحويله إلى أمر واقع، وهناك تجارب سابقة في رئاسة الحكومة وغيرها بعد تدخل دول غربية فشلت في فرض شروطها، لأنه في النهاية هناك أشخاص متّهمة بالتعامل مع السفارات، بينما هناك أطراف تنسّق مع السفارات في السرّ وتعمل لتحقيق المكاسب، ولا سيما إيران”.
توازياً وفي سياق منفصل، علمت “نداء الوطن” أنّ قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال اجتماعه أمس بمستشار الأمن القومي ومدير جهاز المخابرات القبرصي Tasos Tzionis، تلقى طلباً من المسؤول القبرصي بزيادة الاجراءات لوقف تدفق النازحين من لبنان الى الجزيرة. فكان جواب العماد عون أنّ الجيش يبذل قصارى جهده على هذا الصعيد.
كما طلب المسؤول القبرصي استئناف أعمال الترسيم البحري بين البلدين، فأجابه عون أنّ هذا الأمر في يد السلطة السياسية.
قضائياً، وفي قرارٍ مفاجئ، أصدر المحامي العام التمييزي (المدعي العام العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت) القاضي صبّوح سليمان، قراراً قضى باسترداد مذكرة التوقيف الغيابية التي أصدرها المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ، القاضي طارق البيطار، بحقّ وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس في 16 أيلول 2021.
وأوضح مصدر في النيابة العامة التمييزية لـ”الشرق الأوسط”، أن القاضي سليمان “اتخذ هذا القرار استجابة لطلب تقدّم به الوكيل القانوني لفنيانوس المحامي طوني فرنجية”. وأشار المصدر لـ”الشرق الأوسط”، إلى أن القرار “جاء أسوة بقرار إطلاق سراح الموقوفين في ملفّ المرفأ الذي اتخذه النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات في شهر شباط 2022 ونفّذه فوراً، بفعل توقّف التحقيق جرّاء الدعاوى المقامة ضدّ البيطار”. وكشف المصدر عن أن القاضي سليمان “أحال القرار إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي الذي استجاب للقرار ونفّذه على الفور”.
حرب الجنوب تطغى على الرئاسة.. قبرص تطلب من لبنان منع تدفق النازحين
المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية