بعد حرب غزة.. هل يسلك “التطبيع” مساره بين إسرائيل والسعودية؟

حجم الخط

في ظل الاحداث المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول الماضي، وفي سياق البحث الدولي في مرحلة “ما بعد الحرب” يبدو أن هناك تباينًا في الرؤية بين الحكومة الإسرائيلية الحالية وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية ومسألة “غزة” والعلاقات الإسرائيلية العربية. هذا التوتر يمكن أن يؤثر على الجهود الرامية لتحقيق السلام الإقليمي والتعاون.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة لم تخطط بشكل نشط لمرحلة ما بعد نتانياهو، مما يعكس ربما الحرص على الحفاظ على العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية الحالية بغض النظر عن التغيرات السياسية.

ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، الأربعاء، نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رفض عرضاً سعودياً لتطبيع العلاقات بعد الحرب”.

ووفقا للشبكة الإخبارية الأميركية، فإن “ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقية إعادة إعمار غزة، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأخيرة إلى المنطقة، لكن فقط إذا وافقت إسرائيل على توفير طريق للفلسطينيين لإقامة دولتهم”.

وقال المسؤولون الأميركيون الذين لم تكشف “إن بي سي نيوز” عن هويتهم، إن “نتانياهو رفض العرض، وأخبر بلينكن أنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية”.

وأشار المسؤولون الأميركيون الكبار أيضا في حديثهم لـ “إن بي سي نيوز”، إلى أن “بلينكن بدأ عمداً رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، وهي الرابعة له منذ اندلاع الحرب في غزة، بزيارة الدول العربية أولا بدلا من إسرائيل، من أجل تقديم اقتراح عربي موحد لنتانياهو لمرحلة ما بعد الحرب”.

وفي مقابلة، الثلاثاء، مع شبكة “سي إن بي سي” في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، قال بلينكن إنه “كي يتم تطبيع علاقات السعودية مع إسرائيل، عليك حل القضية الفلسطينية”.

وأضاف أن “الدول العربية تقول.. إننا لن ندخل في عملية إعادة بناء غزة على سبيل المثال، ثم تسوى بالأرض مرة أخرى خلال عام أو 5 أعوام، ثم يطلب منا إعادة إعمارها مرة أخرى”.

ونتيجة لذلك، اعترف أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بأن “تطلعات الرئيس (الأميركي جو بايدن) لتحقيق سلام إقليمي دائم، قد تضطر إلى انتظار حكومة ما بعد نتانياهو”، حسب الشبكة ذاتها.

وأصبحت “الانقسامات بين إدارة بايدن ونتانياهو بشأن حرب إسرائيل وح.م.ا.س، وكذلك “رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي النظر في المقترحات الأميركية لغزة ما بعد الحرب، أكثر وضوحاً منذ زيارة بلينكن لإسرائيل”، وفقاً لعدد من كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية.

وقال المسؤولون الذين تحدثوا لـ”إن بي سي نيوز”، إن “وزير الخارجية الأميركي عاد إلى واشنطن، بعد أن رفض نتانياهو جميع طلبات الإدارة، باستثناء طلب واحد، هو التفاهم على أن إسرائيل لن تهاجم ح.ز.ب.ا.ل.ل.ه في لبنان”.

وأكد بلينكن أنه “لا يمكن القضاء على حماس من خلال العمليات العسكرية وحدها، وأن فشل القادة الإسرائيليين في إدراك ذلك سيؤدي إلى إعادة التاريخ لنفسه”، وفق ما قال مسؤول أميركي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” دون الكشف عن هويته، مؤكداً تفاصيل تقرير “إن بي سي نيوز”.

وفي هذا السياق، قال العديد من كبار المسؤولين الأميركيين لـ “إن بي سي نيوز”، إن “نتانياهو لن يبقى هناك إلى الأبد”.

وكان تقرير سابق لموقع “أكسيوس” الأميركي، قد كشف أن آخر اتصال هاتفي جميع الرئيس الأميركي برئيس الوزراء الإسرائيلي كان يوم 23 كانون الاول الماضي، عندما أغلق بايدن الهاتف قائلا:ً “هذه المحادثة انتهت”. وكان ذلك بعد رفض نتانياهو طلباً بالإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.

وزار بايدن إسرائيل في تشرين الاول الماضي لدعمها في الحرب في غزة، كما تحدث هاتفياً مراراً مع نتانياهو.

واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته ح.م.ا.س على إسرائيل في 7 تشربن الاول، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية إسرائيلية.

 

في المقابل، أعلنت إسرائيل الحرب بهدف “القضاء على ح.م.ا.س”، وشنت غارات جوية مدمرة على قطاع غزة ترافقت بتدخل بري واسع النطاق بدأ 27 تشرين الاول، مما أسفر عن وقوع 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.​

المصدر:
الحرة

خبر عاجل