يواصل ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان تعقيده، خصوصاً مع مواصلة فريق الممانعة تعنّته ورفضه البحث بخيارات أخرى. ومع الحديث عن فصل الاستحقاق الرئاسي عن الميدان، هل سنشهد ولادة قريبة للرئيس؟
مصادر سياسية مطلعة على ملف الاستحقاق الرئاسي توضح أن اللجنة الخماسية بكل مكوناتها ومن ضمنها الدولة الفرنسية لم تتوقف مساعيها لإنتاج انتخابات رئاسية في لبنان، ولكن حرب غزة طغت على ملف الاستحقاق الرئاسي وباتت اهتمامات هذه الدول لجم الحرب وعدم تمدّدها، ولكن على الرغم من هذا التركيز لم تترك الاهتمام بملف الاستحقاق الرئاسي، ولكن في الوقت عينه هذه الدول وصلت إلى مكان رأت ان تأثيرها معدوم في هذا السياق، لذلك لا حلّ لديها إلا بالدبلوماسية كون الممانعة متمسّكة بموقفها وهو “إما مرشّحي إما الشغور”، وأدت حرب غزة إلى تمسّك هذا الفريق أكثر بمرشحه لأنه يخسر على مستوى المنطقة.
وتشير المصادر في حديث عبر موقع “القوات” إلى أنه أمام غياب وسائل الضغط، أكثر ما يمكن فعله هو من خلال الزيارات المكوكية التي تقوم بها والموقف السياسي، فلا شك بأن فرنسا والمملكة العربية السعودية تهتمان بانتخاب رئيس للجمهورية، ولا شك بأنه يجب أن يكون هناك سلطة تنفيذية كاملة الأوصاف خصوصاً في فترة خطيرة مثل هذه المرحلة، تتطلب وجود سلطة تنفيذية متكاملة انسجاماً مع تطورات المرحلة المقبلة، ولأن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل البقاء على ما هو عليه، يبقى أمر اساسي بأن تنتقل الممانعة إلى الخيار الثالث، وعندما تنتقل إلى هذا الخيار، يبدأ البحث فيه.
وتسأل المصادر: “الممانعة باتت بجو الانتقال للخيار الثالث؟”، وترى المصادر أن موقف الممانعة بات أقرب من الانتقال إلى الخيار الثالث كونه لم يعد يصرّ كما في السابق على مرشّحه، فهل بدأت الممانعة بالقيام بقراءة الوضعية الخارجية وتذهب باتجاه وجود رئيس للجمهورية وسلطة تنفيذية قبل انتهاء الحرب؟”.
وتضيف المصادر: “لا شك بأننا نرى مجدداً حراك فرنسي وسعودي وقطري باتجاه إنتاج رئيس ولكن يبقى الحاجز الأساس والمعطل الرئيس للاستحقاق الرئاسي هو محور الممانعة”.