افتتاحية صحيفة النهار
آلية فرنسية – أميركية لوقف زحف الحرب الى لبنان
في ما يعكس جدية المخاوف الغربية من احتمال قيام إسرائيل باشعال حرب واسعة على لبنان، تقدمت الجهود الفرنسية والأميركية المبذولة لمنع قيام بقعة توتر وتفجر جديدة في الشرق الأوسط على كل التطورات المحلية بما فيها الاهتزازات الاجتماعية والمالية العائدة بقوة الى أولويات اللبنانيين سواء في الملف التربوي ام في ملف “الشعوذات” المالية المهينة للمودعين تحت شعار العمل لاعادة حقوقهم.
وفي اطارالسباق بين المساعي الديبلوماسية والتصعيد الميداني، افادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين انه بعدما كشف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان فرنسا والولايات المتحدة تعملان معا للسعي لتجنب توسيع تصعيد الحرب من غزة الى لبنان، أوضحت مصادر فرنسية متابعة للموضوع لـ”النهار” ان هذا العمل يتم عبر التنسيق الكامل بين مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا السفيرة ان كلير لوجاندر والمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين من اجل العمل على قيام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بخطوات متزامنة في اتجاه أساسي هو احترام قرار مجلس الامن ١٧٠١ الذي ينتهك حاليا من كلا الجهتين الإسرائيلية و”الحزب” معا، وأيضا من اللبنانيين الذين لا ينفذون واجباتهم. فباريس تطلب من “الحزب” ان يترك الخط الأزرق ويتراجع لاسباب براغماتية لان الحزب يقصف إسرائيل بصواريخه بعمق عشرة كيلومترات واذا تراجع بمقدار هذه المسافة عندئذ لن يصيب القصف الصاروخي داخل إسرائيل. ثم هناك مشكلة مهمة هي نشر الصواريخ في جنوب الليطاني فينبغي ان يتوقف فورا القصف بالصواريخ نحو داخل إسرائيل. كما ان باريس تطالب إسرائيل بعدم خرق السيادة اللبنانية وان تتوقف عن انتهاك الأراضي اللبنانية. كما تطلب باريس من إسرائيل ولبنان احترام مهمة اليونيفيل وإعادة اطلاق الآلية الثلاثية التي تتيح إدارة الاحداث على طول الخط الأزرق بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني كما تطالب الجيش اللبناني بان ينتشر جنوب الليطاني رغم ان فرنسا مدركة ان الجيش اللبناني غير قادر على المواجهة مع “الحزب”، ولكنها مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني لانتشاره على الأقل جزئيا جنوب الليطاني. وتطالب باريس “الحزب” بحزم ان يتيح لـ”اليونيفيل” القيام بدوريات في القرى دون التعرض لجنود قوات حفظ السلام . واللافت ان باريس ترى ان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب #ميقاتي اخطأ عندما ربط وقف اطلاق النار في الجنوب اللبناني بوقف القتال في غزة اذ تبنى حجة “الحزب” اذ على رئيس الحكومة اللبناني ان يلعب دوره ويهتم بأمن لبنان وهي مدركة لقيوده وتحترمها، ولكنها تعتبر انه ينبغي ان يكون امن لبنان الأولوية لديه على ان ينعكس ذلك في خطابه العلني ليظهر ضرورة متطلبات امن البلد، ولا يمكن “الحزب” ان يضع لبنان واللبنانيين في خطر بسبب الازمة بين ح.م.ا.س وإسرائيل. وترى باريس انه ينبغي ان تترافق الجهود الاميركية الفرنسية مع التزام لبناني فاذا استمر “الحزب” بقصفه ورئيس الحكومة اللبناني في تصريحاته بهذا الشكل، فالاعتقاد في باريس ان إسرائيل ستشن عندئذ هجوما على لبنان ولذا تحذر فرنسا الجانب اللبناني من تقليل احتمال نية إسرائيل بالهجوم على لبنان.
اما في شأن مهمة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الموكلة اليه من الرئيس ايمانويل ماكرون فحسب باريس هو مستمر في هذه المهمة المحصورة في دفع الأطراف اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية وهوحاليا في السعودية للتنسيق مع المسوؤلين في المملكة ومع دول اخرى .
تصعيد التهديدات والغارات
في أي حال تأتي هذه المعطيات وسط تصعيد لافت للغارات الإسرائيلية على المناطق الحدودية الجنوبية امس فيما أوردت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، أنّ إسرائيل هدّدت بتصعيد قتالها مع “الحزب” إن لم يتمّ الاتفاق خلال أسابيع”. وقال المسؤولون المطّلعون على المحادثات للصحيفة إنّ إسرائيل كانت تتطلع إلى نهاية الشّهر الجاري كهدفٍ للتوصل إلى اتفاق. ولم يحدّد الإسرائيليون “موعداً نهائياً صارماً” لتصعيد حملتهم العسكرية ضدّ الحزب، حسبما صرح مسؤولٌ أميركيٌّ كبير للصّحيفة المذكورة، لكنّه أقرّ بأنّ نافذة المفاوضات تضيق.
وأطلقَ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تهديداً جديداً ضدّ “الحزب”، معلناً أن إسرائيل ستعيد الأمن إلى المنطقة الحدودية مع لبنان من خلال العمل العسكري إن لم يتم التوصل إلى إتفاقٍ ديبلوماسي. وفي تصريحٍ له خلال زيارته اللواء الثامن في الجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية، قال غالانت: “أقدر أنه طالما إستمر القتال في غزة، فسيكون هناك قتالٌ في الشمال عند الحدود مع لبنان، ولن نقبل أن يدوم هذا الأمر لفترات طويلة”. وتابع: “إن لم يتم التوصل إلى إتفاق يحترم فيه الحزب حق السكان في العيش هنا بأمان، فسنضطر لفرض الأمن بالقوّة”.
وبدأ التصعيد امس مع غارات للطيران الحربي الإسرائيلي على جبل بلاط بالقرب من رامية، ثم استهدف نقطة في عيتا الشعب بعدد من الصواريخ كما استهدفت المدفعية بعدد من القذائف اطراف حولا وخلة الرخمة وأطراف الضهيرة. ثم شن الطيران الاسرائيلي غارتين على كفركلا واستهدفت المدفعية الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل وتعرضت اطراف بلدتي رامية وبيت ليف لقصف مدفعي. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات متتالية، وقام بتنفيذ 12 غارة جوية كما قام بشن غارات عنيفة استهدفت جبل بلاط واحراج بلدة رامية وخلة وردة عند اطراف عيتا الشعب والقت الطائرات المغيرة عددا كبيرا من الصواريخ من نوع جو ارض احدثت اضرارا بيئية واسعة في المنطقة المستهدفة من الاحراج، حيث أتلفت مساحات واسعة من الأشجار، وتعرضت وادي ابو غبرة عند الاطراف الجنوبية لبلدة كفرصير في قضاء النبطية، لسقوط قذيفتين مدفعيتين. واشارت إذاعة الجيش الاسرائيلي الى اعتراض طائرة مسيرة من لبنان في منطقة عكا دون تفعيل صفارات الإنذار.
في المقابل، اعلن “الحزب” انه استهدف انتشاراً للجنود الإسرائيليين بين موقعي السماقة والرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان كما استهدف انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط قاعدة خربة ماعر بصاروخ بركان وتجمعا ثالثا للجنود في جبل نذر .
المعارضة والحكومة
اما في التداعيات الداخلية للوضع المتدهور على الحدود الجنوبية فاستمر تصاعد الانتقادات من جهة المعارضة لموقف الحكومة ورئيسها. وأعرب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال استقباله سفير المملكة المتحدة هاميش كويل عن “أسفه حيال موقف حكومة تصريف الأعمال التي، بدل أن تقوم بواجباتها لتحقيق مصالح لبنان وشعبه، سلّمت القرار إلى فريق وأفسحت له المجال في تحويل البلد إلى ساحة للقتال وورقة من أوراق البيع والشراء على طاولة الإقليم المشتعل”.
وتوجهت كتلة “تجدد” إلى الرئيس ميقاتي بان “الاعتراض على مواقفك التي قدمت فيها الغطاء من موقعك كرئيس ل#مجلس الوزراء لمعادلة وحدة الساحات، ليس مزايدة بل تصويب وتنبيه لخطورة التماهي مع مشروع تحويل لبنان مرة جديدة الى ساحة مقايضة لمشروع الممانعة”. وأضافت “أن المطلوب أن تكلف الجيش بتسلم مسؤولية الحدود وفقاً للدستور، وأن تعلن الالتزام ب#القرار 1701 دون التباس ودون ربط ملف لبنان بالحرب على غزة. بهذا يا دولة الرئيس تكون قد استعدت القرار السيادي الذي جاهرت بعدم امتلاك حكومتك له ونزعت الشرعية عن أي توجه قد يعرض لبنان للحرب، وواجهت التهديدات الاسرائيلية للبنان”.
على صعيد آخر دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة قبل ظهر يومي الأربعاء والخميس الواقعين في 24 و25 كانون الثاني الجاري وكذلك مساء اليومين المذكورين لدرس وإقرار مشروع الموازنة العامة عن العام 2024.
***************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تحذيرات لميقاتي من تسليمه “الحزب” قرار الشرعية
“الخماسية” توحّد مواقفها والمواصفات وتسعى إلى فصل الرئاسة عن غزة
تتواصل التهديدات الإسرائيلية بأنّ تتجه نحو الحرب المواجهات الدائرة جنوباً بين الدولة العبرية و»الحزب». وفي المقابل، يستمر «الحزب» في إعلان تمسّكه بربط لبنان بحرب غزة. وبين هذين الحدّين، علمت «نداء الوطن» أنّ اللجنة الخماسية العربية والدولية تعمل على إنقاذ الاستحقاق الرئاسي الذي استحق في نهاية تشرين الأول عام 2022، ولم ينجز حتى الآن.
ووفق مصادر من التقوا أخيراً السفير السعودي وليد البخاري، فإن الأخير أظهر رغبة بلاده في التشاور مع الأطراف اللبنانية لتحريك الجمود الرئاسي.
وفي المعلومات، أنّ البخاري أوضح أنّ الهدف من اجتماع اللجنة الخماسية هو توحيد الموقف على مواصفات الرئيس وعدم تكرار التجربة الفرنسية، أي لا يجوز أن يتحدث أي طرف بلغة مختلفة عن الآخر. وأكد البخاري أنه بعد توحيد مواصفات الرئيس ينتقل البحث في مرحلة لاحقة الى الأسماء التي تنطبق عليها المواصفات. وشدّد على أنّ المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الضغط لاتمام الاستحقاق الرئاسي، حيث ستعمل اللجنة الخماسية على فصل مسار الرئاسة اللبنانية عن حرب غزة.
هذا على الصعيد الديبلوماسي، أما على المستوى الميداني، فنسب الإعلام الإسرائيلي أمس الى وزير الدفاع يوآف غالانت قوله: «طالما استمر القتال في الجنوب، سيكون هناك قتال في الشمال»، لكنه استدرك خلال جولة على الحدود اللبنانية: «لكننا لن نقبل هذا الواقع لفترة طويلة. ستأتي لحظة إذا لم نتوصل فيها إلى اتفاق ديبلوماسي يحترم فيه «الحزب « حق السكان في العيش هنا في أمان، فسيتعيّن علينا ضمان الأمن بالقوة».
في المقابل، صرح نائب الأمين العام لـ»الحزب» الشيخ نعيم قاسم بأنه «يجب أن يعلم العدو أنّ جهوزية «الحزب» عالية جداً. فنحن نجهّز على أساس أنه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية. وجهوزيتنا لصدّ العدوان لا بداية ولا نهاية لها. وهو يعلم أننا أهل الجهاد والشهادة. وإذا تقدمنا فلا نرجع إلى الوراء. ودائماً نحن متقدمون في العمل المقاوم».
وسط هذا التراشق الناري والسياسي بين اسرائيل و»الحزب»، حذّرت القوى السيادية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من مغبة الاستمرار في سياسة التنازل عن قرار الشرعية في السلم والحرب لمصلحة «الحزب»، ما يعني إبقاء لبنان ورقة في تصرف المحور الذي تتزعمه إيران تبيعها متى شاءت لتشتري مقابلها المكاسب التي تعني نهاية لبنان.
وفي هذا الإطار، دعا «لقاء الجمهورية» الى «الامتناع عن ربط الاستحقاقات والمصالح اللبنانية من أي نوع ومستوى كانت بإنهاء الحرب على غزة «، وذلك في بيان أصدره بعد اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان.
ودعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حكومة تصريف الأعمال الى عدم التفريط بورقة لبنان لمصلحة فريق الممانعة.
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تراجع وتيرة عمليات «الحزب» العسكرية في جنوب لبنان… وخسائره
وسط قوة نارية إسرائيلية وتقديرات بحسابات إقليمية
بيروت: نذير رضا
تراجعت وتيرة عمليات «الحزب» ضد الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة عن الوتيرة التي كان شهدها الميدان قبل أسبوعين، في مقابل قوة نارية كبيرة تستخدمها القوات الإسرائيلية، يتخطى عددها العشرين غارة يومياً بالطائرات الحربية، عدا عن القصف المدفعي المتواصل وغارات المسيرات، فضلاً عن تفعيل منظومات التجسس والمراقبة الجوية القائمة على الطائرات المسيرة.
وتراوحت عمليات الحزب منذ مطلع الأسبوع الحالي، بين 5 عمليات في أقل تقدير، وثماني عمليات في أقصاه، خلافاً للفترة الماضية التي كانت تشهد عدداً كبيراً من العمليات العسكرية تصل إلى 20 عملية في اليوم الواحد، وهو ما أدى أيضاً إلى تقلص الخسائر البشرية خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث لم ينعَ الحزب في الأسبوع الأخير إلا مقاتلاً واحداً، بينما أعلنت «ح.م.ا.س» عن مقتل أحد مقاتليها، فيما أعلن تنظيم «كتائب العز الإسلامية» عن 3 قتلى يوم الأحد الماضي.
وبمعزل عن المتغيرات الميدانية، يعطي العميد المتقاعد والباحث السياسي والعسكري خالد حمادة هذا المؤشر بعداً إقليمياً، إذ أعرب عن اعتقاده بوجود رابط دائم بين وتيرة العمليات في جنوب لبنان والمشهد الإقليمي، موضحاً أنه عندما دخل «الحزب» المناوشات مع إسرائيل «كانت هناك جبهة واحدة مفتوحة في غزة، وكان الحزب، ومن خلفه إيران، يريد التسويق بأنه شريك بما يجري، وأنه فعلاً يساند العمليات في غزة، بالرغم من عدم انسجام وتيرة العمليات مع ما هو مطلوب لدعم غزة».
وأضاف حمادة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «التوترات أخذت مدى بالبحر الأحمر لم تكن تتوقعه طهران، التي كانت تعتقد أن واشنطن ستتعايش مع هذه الضربات الحوثية وستستوعب ما يقومون به بالبحر الأحمر، فتتمكن إيران من تلميع صورتها في مواجهة السفن الإسرائيلية والإيحاء بأنها جزء من الصراع الدائر بغزة»، في حين «لم تكن الردود الأميركية متوقعة، ما اضطر طهران للذهاب إلى الأمام بالقصف في أربيل وسوريا وباكستان تحت حجج غير مفهومة، ما جعل الصراع مفتوحاً على أكثر من جبهة، وأصبحت التحديات التي تواجهها إيران والميادين التي توجد فيها، تتصدر المشهد بما يتخطى المناوشات العابرة للحدود».
ورأى حمادة أن «هذا الموقف يستلزم عقلنة بالجنوب، تحسباً لأن يتطور الموقف بما لا تستطيع إيران مجاراته أو إعطاءه ما يستلزمه، وبالتالي ربما ذلك ستنعكس نتيجته الميدانية سلبا على إيران ولا تكون من مصلحتها»، لذلك يرى أن «هذه الوتيرة المنخفضة من العمليات مستمدة من كل هذا التوتر المتنقل، وهذا يستلزم أن يكون هناك نوع من الهدوء وتخفيف التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل، منعا لأن يتطور الموقف بما لا تستطيع القيادة الإيرانية استيعابه والتعامل معه».
نوعية لا كمية
ولا يعلن الحزب في بياناته المتتالية، تفاصيل عن الأهداف التي يستهدفها، وغالباً ما تقتصر البيانات على الإعلان عن «استهداف الموقع بالأسلحة المناسبة»، أو «استهداف تجمع لجنود العدو في محيط الموقع». ووفق الصيغتين، أعلن الحزب يوم الخميس عن خمس عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، و5 عمليات أخرى يوم الأربعاء، و6 عمليات يوم الثلاثاء، وثماني عمليات يوم الاثنين على سبيل المثال، في تراجع واضح لعدد العمليات بعد تصعيد كبير قبل عشرة أيام، تمثل في قصف منشآت عسكرية إسرائيلية بعيدة رداً على اغتيال قيادي في الحزب، واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لـ«ح.م.ا.س» صالح العاروري.
وقلّلت مصادر ميدانية قريبة من بيئة الحزب من أثر تلك المؤشرات الميدانية، نافية أن تكون «ناتجة عن تراجع». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن وتيرة العمليات «لا تُقاس بالعدد بل بالنوعية»، وتضيف أن مقاتلي الحزب «يطلقون النيران على الأهداف متى وُجدت، خصوصاً بعد مغادرة الإسرائيليين مواقعهم الثابتة، وتحولهم إلى مواقع بديلة في محيط المواقع أو في البيوت السكنية، وتخليهم عن الآليات والدبابات». وتشير إلى أن مقاتلي الحزب «موجودون في الميدان، ويطلقون النار على أي هدف إسرائيلي أمامهم، ويكثفون المراقبة كما الاستهدافات المتواصلة، رغم المسيرات الإسرائيلية التي لا تفارق سماء المنطقة، والمخاطر المترتبة على نشاطها بالنسبة للمقاتلين».
وأعلن «الحزب» حتى مساء الجمعة، عن تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية، من بينها نقطة انتشار لجنود إسرائيليين بين موقعي السماقة والرمثا في مزارع شبعا اللبنانية بصاروخ «بركان»، حسب بيان الحزب، علماً أن هذا الصاروخ يحمل رأساً حربياً يتراوح بين 300 و500 كيلوغرام، ويتمتع بقدرة تدميرية كبيرة، ويطلق عن مسافات قصيرة. كما قال إنه استهدف انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط قاعدة «خربة ماعر» بصاروخ بركان وأصابه بشكل مباشر، فضلاً عن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية.
ولم يعلن الحزب، أو أي جهة أخرى في لبنان، مسؤوليته عن إطلاق مسيرة باتجاه عكا، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه تم «رصد طائرة من دون طيار عبرت من لبنان في المجال البحري (بمنطقة عكا) شمالي البلاد، وتم اعتراض الهدف باستخدام نظام القبة الحديدية». وأضاف أن «الطائرات المقاتلة هاجمت مواقع إطلاق، ومباني عسكرية، وبنية تحتية تابعة لمنظمة الحزب في منطقة رامية بجنوب لبنان».
قوة نارية إسرائيلية
وفي مؤشر على تصاعد وتيرة القوة النارية التي تعتمدها إسرائيل، أحصت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية «قيام الطيران الإسرائيلي بتنفيذ 12 غارة جوية» صباح الجمعة، استهدفت جبل بلاط، وأحراج بلدة رامية، وخلة وردة عند أطراف عيتا الشعب. وذكرت الوكالة أن «الطائرات المغيرة ألقت عددا كبيرا من الصواريخ من نوع جوّ – أرض». وبالتزامن، نفذت المسيرات 6 غارات بالصواريخ على المنطقة الواقعة بين بلدات الطيري وكونين وبيت ياحون في قضاء بنت جبيل. كما دمر القصف الإسرائيلي منزلاً في كفركلا، وتضررت منازل أخرى في محيطه.
ضغط إسرائيلي
ويتواصل تبادل إطلاق النار وسط تعثر الحل الدبلوماسي لإنهاء القتال، فيما تظاهر عشرات من سكان شمال إسرائيل وبينهم سكان تم إجلاؤهم من البلدات الحدودية قرب صفد، وطالبوا الحكومة بوضع حل يسمح بعودتهم إلى بيوتهم.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه تحدث مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وإنه أبلغه بأن «إسرائيل ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمن، ونقترب من نقطة الحسم في الموضوع». وكرر غالانت القول إن «إسرائيل تفضل تنفيذ ذلك من خلال تسوية، لكن في موازاة ذلك هي مستعدة لتنفيذ هذا الأمر من خلال قوة عسكرية»، في تهديد مباشر لـ«الحزب».
***************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل ترفع وتيرة التصعيد والتهديد.. مشاورات مكثفة بين الخماسية.. ولودريان آتٍ
الصورة ذاتها؛ في الداخل جمود سياسي كامل ينتظر من يحرّكه، وفي الجنوب اعمال حربية تُبقي المنطقة الحدودية فوق فوهة بركان. وفي موازاتها رصد دولي لمجريات حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل، وارتدادات الاصوات التي بدأت ترتفع، ويعكسها الإعلام الاسرائيلي، وخصوصاً من بعض اطراف مجلس الحرب الاسرائيلي ضدّ رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، حول فشل هذه الحرب في القضاء على حركة «ح.م.ا.س» وإعادة الأسرى الاسرائيليين، في ظلّ مقولة تتبنّاها مستويات أمنية وكذلك سياسية اسرائيلية، بأنّ اعادة هؤلاء الأسرى صعبة في ظل استمرار الحرب. بل يتمّ ذلك عبر صفقة، ويتوازى ذلك مع انتقادات متتالية لنتنياهو واتهامه بأنّه يماطل لكسب الوقت والهروب من المسؤولية.
الأمور ماشية..
في لبنان، لا احد يعلم «كيف ماشية الأمور» في ظل الخواء الضارب في كلّ مفاصل البلد، وكيف لبلد بهذا الوضع المشلّخ، وبهذه العتمة السياسية الحالكة، وبهذا الانقسام العميق، وبهذا العداء المتبادل بين مكوناته، وبهذا الاستزلام للخارج، وبهذا الفشل المتتالي منذ سنوات طويلة في وضع البلد على سكة الإنفراج، أن يستمر ويبقى قادراً على الصمود حتى الآن امام عواصف الداخل والخارج. هذه هي بكل بساطة، صورة بلد «مفكّك مع وقف التنفيذ».
على أنّ في هذه العتمة، شعّت ومضة نور، حيث قُرعت الكنائس في لبنان أجراسها، تزامناً مع رفع موزاييك القديس شربل في بازيليك مار بطرس في الفاتيكان. وهذه اللوحة العملاقة التي تمّ تكريسها قبل نحو شهر من قِبل البابا فرنسيس، رُفعت في البازيليك من سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن بالتعاون مع الرهبانية اللبنانية المارونية، على ان تلي رفع اللوحة قداديس احتفالية للمناسبة. وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قد دعا في قداس الأحد الماضي، إلى وقفة صلاة وشكر وابتهال إلى الله، لكي بشفاعة القدّيس شربل يمنح لبنان الإستقرار والسلام، ويحقّق أمنيات البابا فرنسيس الذي سمح بهذه المبادرة وشجّعها. وطلب الى المطارنة، تكليف كهنة الرعايا ولجان الأوقاف بقرع الأجراس في جميع الكنائس بالتزامن مع رفع موزاييك القدّيس شربل، ولمدّة خمس دقائق.
جلسة الموازنة
سياسياً، لا يوجد خبر يركن اليه في الداخل، سوى تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة نيابية عامة يومي الاربعاء والخميس المقبلين ليلاً نهاراً، لدرس وإقرار مشروع موازنة العام 2024. التي تجمع آراء الخبراء في المال والاقتصاد انّها لا ترقى الى مستوى الأزمة، ولا توفّر فرص انتعاش اقتصادي ومالي، وطمأنة للبنانيين.. وكان رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان قد اشار الى انّ اللجنة قاربت المشروع المرسل بعناية شديدة، عملت من خلالها على التخفيف من الكارثة، ومنع الاستدانة وفتح الحسابات في مصرف لبنان، مشيراً الى ان ليس في الموازنة سعر صرف واحد، انما هناك 3 اسعار صرف. وقال: «اننا الغينا الضرائب المستحدثة وعملنا على تحسين عدد من الضرائب ووحّدنا المعايير»، داعياً الحكومة الى ان تقوم بورشة ضريبية شاملة، فزيادة الضرائب من دون خطط متوازنة غير مجدية.
واما في موازاة الدعوة الى جلسة الموازنة، فلا يعدو اكثر من نشاط روتيني، اقصاه استقبالات ولقاءات مراجعات، وفي موازاته توترات وتشنجات على كل الخطوط، فيما الأوساط السياسية المعنية بالملفات والأولويات تنتظر ما قيل عن أنّ حراكات خارجية ستنطلق في اتجاه لبنان لإعادة تحريك الملف الرئاسي، الاّ انّ هذه الاوساط تغفل عنصراً اساسياً وهو انّ هذه الحراكات ليست مؤكّدة حتى الآن.
تباين حول العشاء
وفي سياق رئاسي متصل، ما زالت ارتدادات العشاء الذي جمع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بالرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، قبل ايام قليلة، طافية على السطح الداخلي. وفيما حرصت اوساط الجانبين على تأكيد الجو العائلي للقاء، وفصله عن الاسحقاق الرئاسي، اكّدت مصادر «اشتراكية» لـ«الجمهورية»، وجوب الابتعاد عن المبالغة في القراءات، وحصرت اللقاء في بعده العائلي، وكذلك في نطاق الانفتاح وضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بما يساهم في خلق مناخات ايجابية بعيداً من التشنجات التي توتر البلد».
وسألت «الجمهورية» مسؤولاً كبيراً صديقاً للجانبين عن هذا التقارب والالفة التي بدأت تغمر الطرفين في هذه المرحلة، فقال: «وهل تريدون غير ذلك، معلوماتي تؤكّد انّ اللقاء كان ممتازاً، والجانبان اعربا عن ارتياح ظاهر، ويجب الاّ ننسى انّهما من بيتين سياسيين عريقين».
ورداً على سؤال عمّا اذا كان هذا العشاء يحمل معه بداية تحول في موقف جنبلاط في اتجاه دعم ترشيح الوزير فرنجية، قال المسؤول عينه: «صدقاً لا معلومات لديّ، ولكن اقول بكل صراحة هذا ما اتمناه».
المعارضة: إرباك
على انّ الصورة في ما يُسمّى «المقلب السيادي»، لا يشوبها ارتياح، وعكست ذلك مصادر معارضة بقولها لـ«الجمهورية»: «لا نعوّل على مواقف متذبذبة وغير ثابتة (في اشارة الى موقف جنبلاط)، ولا على لقاءات ايّاً كان شكلها، بل نعوّل فقط على موقفنا الثابت بمنع ايصال مرشح الممانعة الى رئاسة الجمهورية».
التكتل: تعنينا الرئاسة
وفضّلت مصادر «تكتل لبنان القوي» عدم التعليق، وقالت: «ما يعنينا هو التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية توافقي يعبّر بالدرجة الاولى عن ارادة المسيحيين».
ولكن ماذا لو تمّ التوافق على اي من المرشحين المعروفين، قالت المصادر: «الامر كما نراه مستبعد، فلا توجد امكانية لذلك». مذكّرة في هذا السياق بكلام سابق لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، المح فيه الى انّ الاسماء المرشحة ليست توافقية، مؤكّداً ان لا فرصة لوصولهم الى رئاسة الجمهورية.
المهم هو النصاب
ولكن على اهمية اللقاءات التي تُعقد بين بعض الاطراف السياسية، فإنّ مصادر سياسية مسؤولة، تؤكّد أنّ الأمر الوحيد المهمّ في ما خصّ الانتخابات الرئاسية، حول توفير نصاب الانعقاد والانتخاب، اي 86 نائباً، وقالت: «حتى ولو توافق من يلتقون من بعضهم البعض، الّا أنّ النصاب ما زال في خبر كان. ولنكن واقعيين، كرة النصاب بيد الجانب المسيحي، اي بيد «التيار الوطني الحر»، وحزب «القوات اللبنانية» معاً، او بيد طرف منهما. وما خلا ذلك تخبيص خارج الصحن».
التصعيد متواصل
ميدانياً، التصعيد سيّد الموقف على الحدود الجنوبية، حيث تكثفت الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية عبر سلسلة من الغارات الجوية استهدفت العديد من البلدات، مترافقة مع قصف مدفعي عنيف طال العديد من القرى المحاذية للخط الحدودي. فيما واصل «الحزب» عملياته ضدّ المواقع الاسرائيلية. ولاسيما في محيط قاعدة خربة ماعر، وموقع السماقة – الرمثا، وجبل نذر.
والبارز امس، اطلاق مسيّرة في اتجاه العمق الاسرائيلي بلغت اجواء حيفا، حيث اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي أنّ «أنظمة الجيش الاسرائيلي رصدت قطعة جوية مسيّرة اجتازت من لبنان نحو المجال الجوي الاسرائيلي فوق البحر شمال البلاد، حيث تمكنت القبة الحديدية من اعتراض الهدف بنجاح».
وذكر الاعلام الاسرائيلي «انّ الطائرة من دون طيار التي أُطلقت من لبنان وصلت إلى خليج حيفا وكانت في طريقها نحو مصنع أمني في هكريوت»، وفيما اكّد محللون اسرائيليون «انّ على اسرائيل أن تبحث عن طرق بديلة لاعتراض الطائرات من دون طيار التي يرسلها «الحزب»، فالحرب قد طالت وتكلفة إطلاق صاروخ من القبة الحديدية عالية جداً». ونقل عن رئيسة بلدية حيفا قولها:» إذا اندلعت حرب مع «الحزب» ستدفع حيفا ثمناً باهظاً ونحن لا نتحدث عن 1400 قتيل وإنما عن آلاف كثيرة وأضعاف الأضعاف».
تهديد جديد
في هذه الأجواء، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، قولهم: إنّ «إسرائيل هدّدت بتصعيد قتالها مع «الحزب» إن لم يوجد اتفاق خلال أسابيع».
وفي السياق ذاته، اكّد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن، انّ اسرائيل تفضّل إعادة السكان إلى الشمال عبر تسوية، ومستعدون أيضاً للقيام بذلك عبر القوة العسكرية». وقال: «اسرائيل ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان ونقترب من اتخاذ القرار».
وفي كلام سابق، قال غالانت: «إنّ هناك تطورات خطيرة تحتّم على إسرائيل الانجرار نحو الحرب على حدودها الشمالية لضمان عودة السكان إلى بيوتهم».
تحذير من الحرب
على انّ هذا التصعيد، يُقابل بتحذير من مخاطر الحرب، وجاء ذلك على لسان الوزير في مجلس الحرب الاسرائيلي رئيس الاركان الاسرائيلي السابق غادي آيزنكوت، الذي اعلن انّه وزعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس، وهو أيضاً رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي، منعوا إسرائيل من شن هجوم استباقي على «الحزب» في لبنان في الأيام التي تلت هجمات 7 أكتوبر القاتلة».
واشار الى انّه «في 11 تشرين الاول، كانت إسرائيل على وشك ضرب «الحزب»، لكنه تمكّن مع غانتس من إقناع المسؤولين في مجلس الحرب بالتأجيل». وقال: «أعتقد أنّ وجودنا هناك مَنَع إسرائيل من ارتكاب خطأ استراتيجي فادح. لو تمّ اتخاذ قرار بمهاجمة لبنان، لكنا قد حققنا رؤية يحيى السنوار الاستراتيجية لإشعال حرب إقليمية فورية. وكنا سنجلب على الفور المحور بأكمله في سوريا والعراق وإيران مع «ح.م.ا.س»، التي سببت لنا أكبر ضرر منذ إنشاء الدولة، لتصبح ساحة ثانوية».
واما الوضع على الحدود، فتعكسه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية في تقرير اشارت فيه الى انّ «الحقيقة المؤلمة هي أنّ منطقة الجليل لا تبدو كالمنطقة المزدهرة كما كانت في السابق، بل كمنطقة حرب، وليس من المعلوم من يسيطر عليها. وقائد فرقة الجليل شاي كلابر هو الرجل الذي يعيش ويتنفس الكابوس الكبير المتمثل في غزو قوة الرضوان لمنطقة الجليل».
«الحزب»: اسرائيل تهول
الى ذلك، أكّد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد انّ «العدوّ الصهيوني غير جاهز للحرب أمام ما أعدّت له المقاومة في لبنان».
رعد الذي كان يتحدث في احتفال تأبيني في الصرفند، رأى انّه «عندما يلوّح العدو في شنّ الحرب وهو قد فشل في تحقيق أهدافه في غزة، فهو يهوّل ولا يستطيع أن يفعل ما يهوّل به، وستبقى يدُ المقاومة هي العليا». وقال: «العدو الذي مارس توحّشه وأفرَط في عدوانيّته ضدّ المدنيين في غزة كان مرجّحاً أن يميل ميلةً باتجاه لبنان، فلمّا رأى جهوزيتنا أصبح يحسب للمسألة ألف حساب».
***************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الاحتلال يفاتح واشنطن بـ«عملية واسعة».. والحزب يتوعد بالصفعة الكبرى!
برّي مستعد لدعوة المجلس إذا انعقدت الخماسية.. وتباينات بين سليم والقيادة حول تعيينات المحكمة العسكرية
كما كان يقال، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. كل الوقائع في الميدان والسياسة، تشير الى ان ما يجري في الجنوب ارتفع الى مستوى متقدم، سواء عبر آليات التهديدات على لسان المسؤولين العسكريين الاسرائيليين، او عبر القنوات الدبلوماسية، وحتى الاعلامية، في ضوء التحولات النوعية في تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة، والضربات الموجعة، التي ترددت اصداؤها في سماء حيفا ليل امس، عبر اعتراض صاروخ كان يستهدف هدفاً حيوياً في المنطقة الشمالية الاسرائيلية.
وحذرت اسرائيل في رسالة لواشنطن من شن عمل عسكري اذا لم تبعد قوة الرضوان عن الحدود مع اسرائيل.
مجلس الوزراء
حكومياً، لم يعرف ما اذا كان مجلس الوزراء سيعقد جلسة له الثلاثاء او الجمعة من الاسبوع المقبل، أم ان الجلسة ستتأجل، ليس فقط لانشغال الحكومة والوزراء في جلسات مناقشة الموازنة، بل ربما، وحسب مصدر وزاري بسبب عدم الجاهزية لبتّ اي من المواضيع، لا سيما الزيادة التي هي قيد الانجاز على رواتب الموظفين في القطاع العام، ومعاشات المتقاعدين من مدنيين وعسكريين.
تباين حول التعيينات العسكرية
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه في الوقت الذي لم تتبلور فيه مسألة تعيينات رئيس الأركان في الجيش اللبناني والمجلس العسكري وإمكانية أقرارها داخل الحكومة بعيدا عن موافقة وزير الدفاع موريس سليم، فإن أوساط عسكرية قالت ان للوزير دورا أساسيا فيها. وفي هذا الموضوع، فهم أن هناك موقفا مبدئيا بالنسبة إلى تمسك المرجعيات الروحية والقيادات السياسية بعدم التعيين في ظل الشغور الرئاسي وإن ما من تبدل في هذا الموقف على الإطلاق.
أما بالنسبة إلى ملف تعيين الضباط المستشارين لدى المحاكم العسكرية فإن المصادر المطلعة تحدثت عن قيام وزير الدفاع بواجباته لجهة الموافقة على الاسماء المقترحة للهيئات الأساسية الاحتياطية للمحكمة العسكرية ولجنة التحقيقيشار، في حين أنه طلب من قيادة الجيش إعادة النظر في أسماء الضباط المقترحين في محكمة التمييز العسكرية والقضاة العسكريين المنفردين في المناطق بعدما تبين أن من بينهم لا يملكون اجازات الحقوق.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه في امكان المحكمة العسكرية الانعقاد بغض النظر عن موقف الوزير القانوني بشأن أسماء محكمة التمييز ولفتت إلى أن دور القضاء والمحكمة احقاق الحق ، ومن هنا لا يجوز أن يمتنع الضباط القضاة لدى المحكمة العسكرية ولجنة التحقيق عن تنفيذ قرار تعيينهم وممارسة مهامهم.
جلسات الموازنة
وفي السياق التشريعي، دعا رئيس المجلس النيابي الى جلسة تشريعية عامة تعقد الاربعاء (24 ك2) والخميس (25 ك2) صباحاً ومساء لدرس واقرار مشروع موازنة العام 2024.
تحرك الخماسية
ونقلت بعض الاوساط معلومات عن ان سفراء دول اللجنة الخماسية يتجهون لعقد اجتماع لهم في بيروت، يسبق اجتماع اللجنة في احدى العواصم المعنية في المنطقة (ولم تشأ الاوساط الجزم بالعاصمة التي تستضيف اجتماع الخماسية).
وفهم ان الرئيس بري ابلغ سفراء الخماسية الذين التقاهم، لا سيما السفير الفرنسي ماغرو والسفير القطري انه يشجع التحرك ويدعم حراك الخماسية.
ونقل نواب تكتل الاعتدال الوطني عن بري قوله انه ابلغهم انه سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، اذا حصلت تفاهمات على مستوى اللجنة الخماسية ولو عند الواحدة ليلاً.
يشار الى ان عضو الكتلة النائب وليد البعريني، نقل عن السفير بخاري ان «ممثلي اللجنة الخماسية بصدد عقد لقاء قريب لتصويب البوصلة باتجاه الإتفاق على تحرك فعَّال في موضوع الاستحقاق الرئاسي».
ولم يُعرف بعد تماماً موقف «الثنائي الشيعي» من الطروحات السائدة، مع ان البعض يرجح ان يكون الحزب يفضّل عدم البحث بأيٍّ من الملفات الداخلية قبل وقف حرب غزة، واعادة الهدوء الى جبهة الجنوب.
ويتوجه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، الذي زار عين التينة امس، الثلثاء الى نيويورك لتمثيل لبنان في اجتماعات تعقد هناك، ومن الممكن ان يلتقي وزراء او ممثلي اعضاء اللجنة الخماسية للبحث في وضع الجنوب، وانتخابات الرئاسة.
تحرك المودعين
وفي اول تحرك من نوعه، امام المصرف المركزي، بعد انتهاء ولاية الحاكم السابق رياض سلامة، نظمت جمعية «صرخة المودعين» اعتصاماً امام مصرف لبنان، وسط مواكبة امنية للجيش اللبناني وعناصر من قوى الامن، وجرى احراق الاطارات والمفرقعات النارية.
وندد المعتصمون بالسياسات المصرفية، مع اعلان رفضهم للمشاريع المطروحة من قبل الحكومة في ما خص اموال المودعين، مطالبين برد اموالهم فورية ودون تباطؤ.
وكشف بعض المصادر ان منصوري يستعد لاعلان تصوّره لممعالجة قضية المودعين، في بيان يصدر عنه الاربعاء (بالتزامن مع بدء انعقاد جلسات المناقشة)، ويقضي بالسماح لكل مودع، بسحب 150 دولاراً أميركياً من ودائعه شهرياً.
الوضع الميداني
ولم تتوقف الغارات الاسرائيلية عند أطراف راميا وعيتا الشعب والطيري وكونين وبيت ياحون مع اعادة تأكيد وزير الدفاع الاسرائيلي ان على جيشه الاستعداد لتدهور الوضع الامني على الحدود مع لبنان.
ولم يعبأ الحزب بالتهديدات الاسرائيلية، إذ قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بأن «العدو غير جاهز للحرب امام ما اعدته له المقاومة».
ورأى نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان الحل للاستقرار هو بايقاف العدوان، وهذا الحل يبدأ من غزة وليس من لبنان، وكشف من طلب منا ان نتوقف قلنا لهم نحن قمنا بالمساندة وردة الفعل، قولوا لمن بدأ ان يتوقف حتى يتوقف كل ما نتج عن هذا العدوان، معتبرا ان الاسرائيلي لن يستطيع ان يقوم بعدوان واسع من دون ان يتلقى الصفعة القوية التي تلقنه درساً حقيقياً.
والقت الطائرات المغيرة (14 غارة) عددا من الصواريخ من نوع جو ارض احدثت اضراراً بيئية واسعة في المنطقة المستهدفة من الاحراج حيث أتلفت مساحات واسعة من الاشجار.
كما نفذ طيران العدو الحربي قرابة الثالثة والنصف عدوانا جويا حيث شن غارة إستهدفت اطراف بلدة عيترون ملقيا صاروخين جو- ارض على المنطقة المستهدفة.
وتعرضت منذ الثالثة الا ثلثا من عصر امس اطراف بلدات شيحين وحولا وميس الجبل لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض العدو الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا «انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي بين موقعي السماقة والرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان وأصيب إصابة مباشرة».
وأعلنت في بيان ثان: استهدفنا بعد ظهر أمس الجمعة انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط قاعدة خربة ماعر بصاروخ بركان.
لكن القناة 130 الاسرائيلية ذكرت ان اسرائيل تتحضر لحرب مع الحزب، مستدلة على ذلك بما اسمته «طرود الغذاء»، لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، اذا اندلعت الحرب مع الحزب .
***************************************
افتتاحية صحيفة الديار
تباين اميركي ــ «اسرائيلي» لا يتعدى الكلام وواشنطن لم تقم باي اجراء عملي
لا انتخابات رئاسية رغم اللجنة الخماسية والوطني الحر: لم ننتخب رئيسا بزمن السلم فكيف بأيام الحرب – نور نعمة
اصبحت الجبهة الجنوبية اللبنانية اشبه بمنطقة بركانية قد تفجرها شرارة واحدة لتتحول الى حرب شاملة بين الحزب والعدو الاسرائيلي بين لحظة واخرى خاصة ان وتيرة المعارك تزداد حدة يوما بعد يوم. ورغم تحضير الجيش «الاسرائيلي» للحرب الكبرى بمعزل اذا كان سيخوضها او لا انما يقوم جيش الاحتلال باجراءات عسكرية شمال فلسطين المحتلة بطريقة لا تلفت الانظار لعدم حصول ردة فعل دولية ضده، فان الحزب من جهة اخرى اظهر جهوزية تامة لحرب بلا حدود وفعالية عالية في قتال جيش العدو وضربه مواقع حساسة تابعة له احدثت مفاجأة لدى حكومة الحرب «الاسرائيلية» نظرا لنوعية الصواريخ التي تملكها المقاومة وقدرتها على استهداف مراكز للعدو اعتبرها الاخير بعيدة المنال عن قوة الحزب العسكرية.
وفي الوقت ذاته، تختلف المواقف بين الوزراء في حكومة الحرب «الاسرائيلية» فمن جهة هناك الوزراء المتطرفين الذين يطالبون باستمرار الحرب على غزة وايضا بشن حرب كبرى على لبنان ومن جهة اخرى هناك اعضاء في مجلس الحرب «الاسرائيلي» على غرار رئيس اركان الجيش «الاسرائيلي» السابق غادي ايزنكوت الذي يعتبر ان الاتفاق مع ح.م.ا.س وحده الذي قد يضمن اطلاق سراح الرهائن قائلا: «انه على «اسرائيل» ان تسأل نفسها كيف ستستمر مع قيادة فشلت تماما» حسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية. اضف على ذلك، هناك شخصيات «اسرائيلية» مسؤولة عن مدن في فلسطين المحتلة مثل رئيس بلدية حيفا الذي تكلم عن الواقع المرير الذي سيصيب هذه المدينة في حال اندلعت حرب مع الحزب مشيرا الى ان المدينة ستدفع ثمنا باهظا. وتابع: «نحن لا نتكلم عن 1200 قتيل وانما عن آلاف كثيرة واضعاف الاضعاف». وهذا الكلام ينسحب على عدة مدن محتلة اذا حصلت الحرب الكبرى وشنت المقاومة هجوما واسعا على العدو.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان الحقيقة المؤلمة هي ان منطقة الجليل لا تبدو كالمنطقة المزدهرة كما كانت في السابق، بل كمنطقة حرب وليس من المعلوم من يسيطر عليها.
بموازاة ذلك، ومع تخطي العدوان الاسرائيلي على غزة المئة يوم اضافة الى 75 سنة من الاحتلال لفلسطين والتنكيل بشعبها، يعلن نتنياهو باستمرار انه ماضٍ في حربه على غزة رغم عدم تحقيق جيش الاحتلال اي انجاز عسكري. ولكن الحرب في غزة من وجهة النظر «الاسرائيلية» لا تقتصر فقط على مواجهة عسكرية مع المقاومة الفلسطينية، فالدولة العبرية تستند ايضا على استهداف المدنيين العزل وقتل الاطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات بحيث اضحى ذلك نهجا «اسرائيليا» وحشيا بامتياز لم ير العالم برمته مثيلا له. اما المقاومون الفلسطينيون فيسطرون بطولات ملحمية في وجه جيش العدو الاسرائيلي ويكبدونه يوميا خسائر في صفوف جنوده وايضا في آلياته. هذا الواقع يزيد في ضرب اسطورة الجيش الذي لا يقهر لا بل يظهر اكثر فاكثر هشاشة هذا الجيش في المواجهة مع كتائب القسام وسرايا القدس. والفيديوهات التي تنشرها المقاومة الفلسطينية في استهداف الجيش «الاسرائيلي» تؤكد فشل عمليته البرية وعدم انتصاره على المقاومين الفلسطينيين وتثبت صمود ح.م.ا.س والجهاد الاسلامي وفصائل فلسطينية اخرى في قطاع غزة فضلا عن انها تحبط المشاريع الخبيثة التي تريد تهجير الغزاويين من ارضهم.
وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة «معاريف» العبرية الى انه مثلما كان لدى الجيش «الاسرائيلي» تقدير استخباراتي خاطئ حول حجم الانفاق في قطاع غزة، يبدو كذلك الامر في ما يتعلق بالتقدير الاستخباراتي لعدد الصواريخ الموجودة في القطاع والتي تمتلكها الفصائل الفلسطينية.
ولكن اضحى واضحا ان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لديه حسابات مختلفة وهي خوض حرب طويلة الامد مهما كان ثمنها على جيشه وخير دليل على ذلك انه رفض كل الاقتراحات التي عرضت على حكومة العدو من دول عربية لوضع حد لهذه الحرب المدمرة.
واول عرض عملي قدمته السعودية وفقا لشبكة «ان بي سي نيوز الاميركية» حيث طرح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن اثناء زيارته الاخيرة للرياض بالتطبيع بين السعودية و«اسرائيل» ضمن اتفاقية تعيد بناء غزة تحت شرط اقامة دولة فلسطينية ولكن نتنياهو رفض ذلك رفضا قاطعا.
اما حاليا ، فتقول المعلومات ان عدة دول عربية في طور اعداد مبادرة لوقف حرب غزة انما لم تكتمل ملامحها بعد ليتم التداول بها مع حكومة «اسرائيل» او للبحث ببنودها. ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل حكومة نتنياهو المتطرفة تقبل في قاموسها انهاء الحرب على غزة الا اذا طرأ تغيير على هذه الحكومة؟ وهل ترضى حكومة الحرب السفاحة التي تفتقد لاي رادع قانوني او انساني ان توقف عدوانها على القطاع وح.م.ا.س لا تزال صامدة بوجه جيشها وتكبده الخسائر في الارواح والعتاد؟
امتعاض الادارة الاميركية من «اسرائيل» حول حرب غزة لا يتعدى التعبير بالكلام
اعلامياً، يزداد التباين بين الادارة الاميركية وحكومة «اسرائيل» حيال مقاربة حرب غزة ولكنه في الحقيقة لم يتعد الكلام الفارغ. والحال انه على ارض الواقع، لم تتخذ واشنطن أي اجراء عملي يظهر امتعاضها من سياسة الدولة العبرية التي تعتمدها في حربها على غزة لا بل تواصل الولايات المتحدة الاميركية تزويد «اسرائيل» بالاسلحة التي تطلبها.
وصحيح ان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن اوضح لرئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو انه لا حل عسكريا بشأن مصير ح.م.ا.س ولكن هذا الامر لم يردع نتنياهو من اعلان استمرار الحرب على قطاع غزة لوقت طويل واظهار تصميمه علنا على تصفية ح.م.ا.س.
الحزب يكبد المستوطنات خسائر مالية واقتصادية كبيرة
بالعودة الى الحرب الحاصلة في الجنوب اللبناني وشمال فلسطين المحتلة،واضافة الى الخسائر العسكرية التي تصيب جيش الاحتلال، كبد الحزب بقصفه للمستوطنات خسائر مالية كبيرة من ناحية الزراعة وتحديدا التفاح والاوفوكادو والكيوي بما ان صواريخ الحزب شلت قدرة المستوطنين على حصاد زراعتهم وبالتالي منيوا بخسارة مالية تقدر بملايين الشيكل. وعليه، دعا عدد كبير من المزارعين «الاسرائيليين» لعقد جلسة طارئة لمجلس الفواكه للبحث في التداعيات السلبية التي اتلفت موسم الحصاد في المستوطنات ومطالبة دولتهم بالتعويض عن الخسائر.
مصادر مقربة من التيار الوطني الحر: الحزب بدعمه لغزة يحمي لبنان
بدورها، قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر لـ«الديار» انه حتى اللحظة لم يحسم التيار موقفه حيال مشاركته او مقاطعة جلسة الموازنة التي ستعقد الاسبوع المقبل علما ان التيار الوطني الحر عامة يرفض حضور اي جلسة تشريعية بغياب رئيس للجمهورية. والنقاش حاصل حول جلسة الموازنة لناحية ان كانت هذه الجلسة طارئة وضرورية فضلا ان التيار يريد معرفة جدول اعمال الجلسة التشريعية المقبلة والاطلاع على الموازنة وتقييمها اذا كانت موازنة جيدة ام لا ليتخذ في النهاية قراره في المشاركة او عدمه.
اما عن الملف الرئاسي، فقد لفتت هذه المصادر الى ان الجمود لا يزال سيد الموقف في هذا الاطار علما ان المعلومات تقول ان الموفد القطري سيزور بيروت قريبا للبحث في الانتخابات الرئاسية كما ان اللجنة الخماسية جددت اهتمامها بضرورة انتخاب رئيس ولكن حتى الساعة لا شيء ملموسا رئاسيا. واعتبرت ان اليوم الكلمة للميدان حيث انه في زمن السلم لم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس للجمهورية فكيف اذا اليوم يعيش جنوب لبنان حربا بوجه العدو الاسرائيلي. واشارت هذه المصادر الى ان البعض في زمن الحرب والازمات يسعى الى الاستفادة من هكذا وضع لسد الثغرات واستخدام الضغط امام المجتمع الدولي لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لعدم ترك لبنان بلا رأس.
وحول الحرب الحاصلة في جنوب لبنان، ايدت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر بمشروعية الحزب في المقاومة وفي الدفاع عن ارض لبنان وسيادته. واضافت ان الحزب لا يشن هذه الحرب جنوبا فقط لاسناد غزة بل ايضا لحماية لبنان لان العدو الاسرائيلي لو وضع كل جيشه في غزة واحتلها فسيكون الهدف التالي حتما لبنان ومقاومته. وعليه، لا بد للحزب ان يستهدف العدو الاسرائيلي ويضعف مناعته وقوته في شمال فلسطين المحتلة دفاعا عن لبنان. وفي الوقت ذاته، اعربت هذه المصادر عن رفضها لاستخدام الاراضي اللبنانية من قبل اي طرف لاغراض واهداف غير لبنانية.
القوات اللبنانية:الموازنة متعلقة ببنيان الدولة ولذلك سنشارك في الجلسة
من جهتها، رأت القوات اللبنانية ان هناك مسائل تفوق التشريع ولا تعدها في هذا السياق بل تعتبرها متعلقة بالامن القومي على غرار التمديد العسكري او مرتبطة بالامن المالي للبنان. واشار مسؤول بارز في القوات اللبنانية للديار الى ان الموازنة لها علاقة ببنيان الدولة وتؤمن الاستقرار المالي وسط انهيار اقتصادي يشهده لبنان ولذلك من هذا المنطلق ستشارك القوات اللبنانية بنوابها في جلسة الموازنة الذي دعا اليها الرئيس نبيه بري الاسبوع المقبل.
وردا على سؤال اذا كان هناك حراك رئاسي، اعربت القوات اللبنانية عن خيبتها في استمرار الشغور الرئاسي حيث املت القوات ان تنسحب الية التمديد العسكري على الانتخابات الرئاسية ولكن للاسف هذا الامر لم يحصل. والحال ان القوات اللبنانية علقت امال كبيرة على مواصلة التواصل الثنائي وراء الكواليس ان يتفعل وان نستفيد من ديناميكية التمديد العسكري لاسقاطها على الملف الرئاسي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية ولكن الشغور الرئاسي لا يزال هو السائد ولا نزال ندور في حلقة مفرغة.
اما عن الحرب الدائرة في جنوب لبنان، رأت القوات اللبنانية ان موقف الحكومة الرسمي يجب ان يتمايز عن موقف الحزب ولا يجب ان تكون في حالة تماه مع الحزب.
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الحوثيون يصعّدون وإسرائيل الغارقة في غزة تهدّد لبنان بعمل عسكري كبير
في اليوم ١٠٥ للحرب تصاعدت حدة الهجمات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والتي تركزت على وسط القطاع ومدينة خان يونس جنوبا، في الوقت الذي عادت فيه تلك القوات لتنفذ عملية توغل برية في المناطق الجنوبية الغربية والشمالية لمدينة غزة، بعد أن انسحبت منها قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، وأوقعت تلك الهجمات عشرات الشهداء والمصابين.
وعادت آليات كثيرة لجيش الاحتلال وتوغلت في عدة مناطق في جنوب غرب مدينة غزة، حيث وصلت الآليات إلى منطقة “مربع أنصار”، بعد أن قطعت مسافة بعيدة من مناطق تمركزها جنوب المدينة، على أطراف حي تل الهوا، للوصول إلى هذه المنطقة.
كما تقدمت آليات الاحتلال من المنطقة الشمالية باتجاه مستشفى الرنتيسي، الواقع في حي النصر، والذي تعرض سابقا لهجوم بري عنيف.
وطالت عملية التوغل أيضا منطقة تل الهوا جنوب غزة، حيث حاصرت قوات الاحتلال عدة مراكز إيواء تؤوي آلاف النازحين.
وقال سكان من منطقة مربع أنصار ، إن عملية التوغل استبقت بغارات جوية على شكل “أحزمة نارية” ضربت المنطقة بعنف، وأدت إلى تدمير العديد من المباني، وأكدوا أنهم سمعوا في المحيط بعد تلك الغارات أصوات عربات الإسعاف
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س) الجمعة، أنها قتلت جنودا إسرائيليين ودمرت دبابات، في وقت تحتدم فيه المعارك في عدة محاور بقطاع غزة.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها قنصوا جنديين إسرائيليين ببندقية “الغول” شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وأنهم دمروا3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بعبوات شواظ شرق مدينة خان يونس أيضا.
وفي المنطقة نفسها، استهدف مقاتلو القسام دبابة ميركافا أخرى، بجوارها جنديان، بقذيفة الياسين 105، ما أدى لتدميرها ومقتلهما، بحسب ما ورد في أحد البيانات.
وفي محاور الاشتباكات بمدينة غزة، قالت الكتائب إنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في حي الزيتون وأوقعت أفرادها بن قتيل وجريح، كما استهدفت مبنى تحصن به جنود الاحتلال في حي الشيخ رضوان وأطلقت النار على جندي قربه وأصابته مباشرة.
وفي عملية منفصلة، استهدف مقاتلوها مبنى تحصنت فيه قوات خاصة إسرائيلية واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة، كما استهدفوا دبابة بالقذائف المضادة للدروع جنوب غرب مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، استهدف مقاتلو الكتائب دبابة من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105، وقنصوا جنديا ببندقية الغول، كما قصفوا حشودا لقوات الاحتلال المتوغلة شمال شرق مخيم البريج بقذائف الهاون، وفق ما ورد في بيانات منفصلة.
وفي شمالي القطاع، أكد الجناح العسكري لح.م.ا.س أنه استهدف قوة إسرائيلية شرق جباليا وفجر عبوة شواظ في قوة أخرى ما أسفر عن سقوط أفرادها بين قتيل وجريح.
بدورها، بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، صورا لاستهداف مقاتليها حشودا عسكرية إسرائيلية شرق البريج.
معارك محتدمة
وأعلن الجيش الإٍسرائيلي إصابة 19 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق مقتل جندي من لواء غفعاتي متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين، وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك بجنوب قطاع غزة.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإٍسرائيلي هرتسي هليفي إن الجيش يقوم بتسريح بعض من قوات الاحتياط، بسبب حالة التوتر القائمة بين ميدان القتال ومتطلبات الحياة العادية، مشيرا إلى أنه سيتم استدعاؤهم مجددا.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي دمر 16 أو 17 من بين 24 كتيبة قتالية لح.م.ا.س في غزة، لكنه قال إن “تطهير” القطاع من مسلحي الحركة سيحتاج إلى أشهر عديدة أخرى.
12 مجزرة في 24 ساعة
في موازاة ذلك قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات، راح ضحيتها خلال الساعات الـ24 الماضية 142 شهيدا و278 مصابا، وذلك استمرارا لعدوانه على القطاع لليوم 105.
وأضافت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
غالانت لأوستن: أهداف الحرب لم تتغير ونقترب من الحسم في ملف جبهة لبنان
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الوزير يوآف غالانت ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، الخميس، تطورات الحرب في غزة وملف المحتجزين الإسرائيليين وكذلك الوضع على الحدود مع لبنان.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن غالانت أخبر أوستن أن “أهداف الحرب لم تتغير”، وأن إسرائيل مصممة على الاستمرار حتى تحقيقها.
يأتي هذا في ظل ضغوط داخلية وخارجية على تل أبيب بسبب عدم تحقيق الأهداف المعلنة للحرب -التي تستمر لليوم الـ105- وهي القضاء على حركة ح.م.ا.س وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وفي ما يتعلق بجبهة لبنان، نقلت القناة الـ13 عن وزير الدفاع قوله إن إسرائيل ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم وتقترب من نقطة الحسم في هذا الشأن، وفق تعبيره، وذلك في إشارة إلى عشرات آلاف الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود في ظل هجمات الحزب اللبناني.
وقال غالانت لنظيره الأميركي “نفضل إعادة السكان إلى الشمال عبر تسوية، ومستعدون أيضا للقيام بذلك عبر القوة العسكرية”.