ضيفي في “قهوتك كيف” هذا الأسبوع الإعلامي يزبك وهبي.
*يزبك وهبي قهوتك كيف؟
لا أشرب القهوة. كثر يسألونني “قهوتك كيف؟” وقالوا لي منذ بدأت بالصحافة منذ 34 سنة، أنه مع الوقت إثر السهر ليلاً للعمل في الإذاعة أو التلفزيون ستشرب القهوة والدخان. غير أن ذلك لم يحصل، لا أشرب لا قهوة ولا دخان وأفضّل المياه.
*5 أسئلة سريعة:
-الرصانة أو القلب المفتوح؟
أنا مع الرصانة وأؤمن بها بالأخبار. على الإعلامي أن يكون رصيناً ومثقفاً ومتابعاً. لست مع فتح قلبنا أمام كل الناس، إنما مع الرصانة والجدية والوقار لأنها تتلازم مع الأخبار.
-الدقة أو ترك الأمور للحظ؟
لا أترك الأمور للحظ إنما أؤمن به، وأشكر الله أنني إلى حد ما أعتبر نفسي محظوظاً. أنا شخص مع الدقة وهي إلى جانب المصداقية أساس بالإعلام، كانت كذلك في الإعلام التقليدي المعروف، لكن اليوم ما أحوجنا إليهما في زمن الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل. هما يبقيان الأساس، وكلّما تراجعا كلّما تراجع إعلامنا.
-الزواج الأبدي أو زواج قيد الاتفاق؟
أنا مع الزواج الأبدي طبعاً وهو اتفاق بين الطرفين ويجب أن يستمر برضى الطرفين. أنا أشكر الله، أكثر من راضٍ بحياتي مع زوجتي.
-الضعف أو فائض القوة؟
لا أختار أيّاً منهما. أنا مع القوة الناعمة، القوة الهادفة، القوة المعتدلة. لا أؤمن بفائض القوة، علينا أن نكون متساوين في هذه الحياة.
ليس هناك من ضعيف في هذا الزمن، يمكن للإنسان ان يكون متمكناً، أن يطوّر قدراته، ومهما تقدّم بالسن يستمر بالتدرّب ويتعزّز بالفكر والثقافة والمعرفة.
-المراسل أو المذيع؟
أنا مذيع وأنا مراسل، لكنني أميل بشكل بسيط إلى مذيع الأخبار لأني حملت هذا الشغف منذ صغري وحقّقت هذا الحلم. علماً أن العمل الإعلامي الفعلي يكون من خلال المراسل بشكل أكبر.
دخلت إلى الإعلام كمذيع ومحرر في إذاعة صوت لبنان، وأنا درست العلوم السياسية لا الصحافة إنما أعشق الصحافة والإعلام والسياسة.
*يزبك وهبي إسم لامع وكبير بعالم الإعلام وصاحب مسيرة مشرقة. شو نقطة التحول بمسيرتك المهنية؟
للصراحة انتقالي من الإذاعي للتلفزيون هو ما جعلني أُعرف أكثر. عملت في الإذاعة لمدة 6 سنوات ودخلت التلفزيون، لكنني لم أتخلَّ عنها وعملت 8 سنوات إضافية في الإذاعة إلى جانب التلفزيون.
بعد 14 سنة تركت إذاعة صوت لبنان، وكنت بدأت في الـLBC ولاحقاً في MTV، بعدها أصبحت مراسلاً من جديد منذ 14 سنة للقسم العربي لـ”صوت أميركا”. من هنا لا نقطة تحول إلا انتقالي من الإذاعة إلى التلفزيون لأن ذلك عزّز معرفة الناس لي.
*يزبك وهبي متزوج من الإعلامية بولين فاضل وبتجمعكم مسيرة طويلة مرقتوا فيها بكتير تحديات. كيف بتوصف علاقتك فيها اليوم؟
علاقتي بزوجتي بولين جيدة جداً، ولو لم تكن صحافية وإعلامية ما كانت تفهّمت طبيعة عملي إذ أعمل جداً بين الإعلام والتعليم الجامعي، وفترات حضوري في البيت مع العائلة قليلة. من هنا، لبولين الدور الأساسي بالتربية وإدارة البيت وتفهم وضعي.
*خدنا معك إلى طفولة يزبك وهبي. شو الذكرى الأجمل وشو الجرح يلي علَّم فيك؟
طفولتي كانت جميلة جداً في ضيعتي القليعات في كسروان. نشأت في عائلة متواضعة جداً تعمل بالزراعة، و”أنا بحب كتير الأرض، حبَّيتها من ورا والدي”، كما أحب الإعلام والسياسة علماً أن أحداً من عائلتي لم يكن إعلامياً أو مسيَّساً، غير أن والدتي كانت تحب متابعة الأخبار وربما أثَّر ذلك علي، لكنني لم أنخرط بأيّ حزب نتيجة الحرب، علماً أنني أؤيّد العمل الحزبي والتنافس الحزبي الديمقراطي.
الجرح الذي علَّم بي، الحرب، إذ تدمَّر منزلي واحترق و”راحت ذكرياتي” وأصبت بجروح بإحدى القذائف، وأشكر الله أننا نهضنا من جديد وعلينا نسيان الماضي والتعلم منه.
*يزبك وهبي والد لين ورالف. مين بيشبهك أكتر بالشخصية؟
لا شك أن أولادي أخذوا مني أموراً وكذلك من والدتهم. رالف تأثَّر بنا ودرس الإعلام، علماً أنني لم أوجّهه نحو الإعلام إنما قلت له “تخصص بما تحب”. رالف مثقف ومتابع مثلي أنا، لا يكتفي بمصدر واحد وهو ما أشجعه عليه دائماً إذ يجب أن يكون لديه رأي لكن تكوينه يكون بعد الإطلاع على معظم الآراء. الجانب الثقافي لدى لين مهم جداً وهي تريد أن تدرس العلاقات الدولية وعلوم سياسية مثل تخصصي.
*بخلاف كتار، عندك إصرار دائم تنقل خبرتك عبر التعليم. شو سر هالرسالة؟
بدأت بالتعليم منذ 19 سنة وأحب هذه المسيرة، وحتى قبل دخولي التعليم الجامعي كنت أساعد من يرسلونهم من جامعاتهم للتدريب في الإذاعة أو التلفزيون وهم من أخبروا جامعاتهم عن مساعدتي لهم، وبهذا الشكل طُلب منّي أن أكون أستاذاً جامعياً لأنني لم اقدِّم سيرة عملي إلى أي جامعة إنما الجامعات كانت تطلبني نتيجة استفادة طلابها.
أعلِّم حالياً في 4 جامعات، اللويزة، الكسليك، اليسوعية والأنطونية، وأعتبر هذا الأمر مهنة ورسالة في آن واحد كالإعلام تحديداً. سعيد بهذا المجال وأنقل خبرتي وتجربة حياتي للطلاب ومرَّ نحو 2500 طالب وطالبة في صفوفي حتى الآن.
*إعلامي صاعد بتتوقعلو مستقبل كتير كبير؟
زميلتي وتلميذتي ماريلين صليبي وهي مذيعة في الـLBCI، وتشارك بالإعداد في برنامج الزميل ماريو عبود وتعمل عملاً صحافياً آخر، وهي كذلك معنا في قسم المندوبين في الـLBCI وأتوقع لها مستقبلاً ناجحاً.
كما أتوقع مستقبلاً ناجحاً للزميل رامي نصار في الـMTV وهو أثبت جدارته خلال 3 سنوات في مجال الإعلام، وأتوقع له الاستمرار قدماً أكثر وأكثر إذ لديه خلفية جيدة جداً وهو مثقف.
من أبرز طلابي الخرّيجين، أوجّه تحية أيضاً لجان نخول لأنه بمجاله أكثر من مميز.
*كيف بيرتاح يزبك وهبي اليوم من عجقة الحياة؟
“برتاح من عجقة الحياة بس أطلع على ضيعتي القليعات، أمشي بالطبيعة، أقعد شوي بجنينتي بين الشجرات. أنا بحب كتير لبنان، بحب كتير الطبيعة وبحب أعمل جولات سياحية بلبنان وتحديداً بالقرى اللبنانية وتحديداً التعمق بتاريخ لبنان وتراث لبنان. هيدي الجولات بتريّحلي نفسيتي وبتعطيني طاقة حتى كمِّل شغلي”.
*شو أكبر تحدّي بحياتك؟
أكبر تحدّي بحياتي الإستمرارية، أن أبقى قادراً على العطاء، إذ بعد 34 سنة بالإعلام تعبت قليلاً إنما بعد الأزمة المالية التي أصابت الجميع وطالتني بقوة، وجدت نفسي مجبراً على التأسيس من جديد لأكمل مسيرتي، لكنني أشكر الله أنني مرتاح بعملي “الحمدلله الصحة منيحة” وعليَّ الاستمرار.