الرهائن والخسائر.. نتنياهو أسير “الضغوط والأزمات”

حجم الخط

حرب غزة 2023 شكلت فصلاً هاماً في التاريخ الحديث للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، اذ شهدت هذه الفترة أحداثاً مأساوية وتحديات كبيرة للطرفين المتورطين. واحدة من الجوانب الهامة التي تأثرت بشكل كبير خلال هذه الصراعات هي مسألة الرهائن والخسائر التي تكبدتها إسرائيل. اذ تعتبر قضية الرهائن أحد المظاهر الأليمة للحروب والنزاعات، حيث يعاني المدنيون الأبرياء من آثارها المدمرة. في حرب غزة، تم تسجيل خسائر كبيرة في الصفوف الإسرائيلية، وخاصة في ملف الرهائن الذي أصبح محوراً حساساً في التفاوض والتسوية.

في هذا السياق، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديات معقدة بعد أكثر من 100 يوم من إعلانه الحرب على غزة رداً على هجوم شنته حركة ح.م.ا.س على إسرائيل تسبب في مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون.

وطالت الانتقادات نتانياهو بسبب سقوط نحو 25 ألف قتيل فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء، فيما لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحرير الرهائن أو القضاء على قيادات الحركة،

هذا الواقع صعد من الاحتجاجات في إسرائيل حيث ارتفعت أصوات تطالب الحكومة باستعادة الرهائن الذين قتل عدد منهم خلال عمليات عسكرية في القطاع.

ويقول تقرير لصحيفة “الغارديان” إنه “مع تزايد الخسائر العسكرية الإسرائيلية في غزة إضافة لملف الرهائن، يجد نتانياهو نفسه أمام معضلة”، حيث  “تراجعت شعبيته وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو سيخسر نصف مقاعده في انتخابات فورية لصالح معارضة وسطية متجددة”.

ويشير التقرير إلى أن “الناخبين لم ينسوا الإخفاقات الصارخة التي سمحت لحماس بمهاجمة جنوب إسرائيل من غزة في السابع من تشرين الأول”.

وتنقل الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية إشارتها إلى “تجدد المعارضة لنتنياهو، وأصبح أقارب الرهائن الذين ما زالوا في غزة أكثر صخباً، وفي الأيام الأخيرة أغلقوا طريقاً سريعاً وعطلوا جلسة استماع للجنة في البرلمان”.

والأسبوع الماضي، أشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون حاليون وسابقون إلى أن “عقد صفقة مع حماس سيكون السبيل الوحيد لإعادة الرهائن إلى إسرائيل بأمان”.

ومع ذلك، واصل رئيس نتانياهو الحديث عن القضاء على حماس في غزة وإعادة الرهائن.

والسبت، دعا المتظاهرون في مسيرات في تل أبيب والقدس وقيسارية، بالقرب من مسكن نتانياهو الخاص، الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وتوصلت إسرائيل وحماس إلى وقف إطلاق النار في تشرين الثاني استمر مدة أسبوع، بمساعدة قطر ومصر. وسمح الاتفاق بالإفراج عن حوالي 100 رهينة و240 معتقلا وسجينا فلسطينيا كان تحتجزهم إسرائيل، لكن الجهود المبذولة لتأمين صفقة أخرى من هذا القبيل لم تحقق تقدماً واضحاً.

قال نتانياهو الاثنين لممثلي عائلات الرهائن إنه “لا يوجد اقتراح حقيقي من حماس، لكن إسرائيل قدمت عرضها الخاص، من دون الخوض في تفاصيله”، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.

 

المصدر:
الحرة

خبر عاجل