على الرغم من كل ما يمر به لبنان، شرع مجلس النواب مشروع قانون الموازنة لعام 2024 كما عدّلته لجنة المال و الموازنة، بشكل مفصّل على أن يعقد مجلس النواب جلسات لمناقشة القانون والتصويت عليه
وأتت خطوت المناقشة والتصويت على الموازنة في ظل سجالٍ واسع حول العديد من النقاط القانونية والدستورية أبرزها “دستورية الموازنة بدون رئيس جمهورية” أي أنه كيف يعقد المجلس جلسة “الموازنة” في ظل غياب رئيس لـ”لبنان”، إضافة الى إشكالية أخرى حول إمكانية الاتجاه نحو وضع موازنة للبنان بدون قطع حساب مما شكل بحد ذاته نقطة قانونية تضاف الى السجال الواسع في البلاد.
وعقدت اليوم جلسة لمجلس النواب للتناقش حول الموازنة المطروحة،
وخلال كلمة له قبل الدخول الى المجلس قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان إن: “مشروع الموازنة المطروح من الحكومة عبارة عن ورقة فيها أرقام غير دقيقة وسنفنّد في تكتل الجمهورية القوية كل هذه المواضيع المتعلقة بالموازنة”
وتطرق النائب جورج عدوان خلال جلسة مناقشة مشروع الموازنة 2024الى العديد من النقاط أهمها:
-نحن اليوم نناقش موازنة 2024، لكن أي نقاش جدي لا يستقيم من دون إستقرار يريده كل اللبنانيين يتيح إستعادة الدولة مقوماتها، وعن أي إستقرار نتكلم وقرار الحرب والسلم خارج مؤسسات الدولة والبعض يربط مصلحة لبنان بمحور خارجي، والبعض الآخر ينتظر الخارج ليؤمن لنا رئيساً للجمهورية
-لا نريد أن نربط مستقبلنا إلا بمصلحة وطننا أولاً وأخيراً ونحن لا نريد الخارج أيً كان الخارج أن يقرر عنا في رئاسة الجمهورية.. فهل هم أدرى منا في مصلحة لبنان؟
ونحن نريد أن تستعيد الدولة والدولة وحدها قرار الحرب والسلم، وبخلاف ذلك لا فائدة لموازنات وإصلاحات وقرارات تبقى كلها في مهب الريح
-كيف نقارب الموازنة اليوم بالطرق التقليدية وكأننا لم نشهد انهياراً نقدياً ومالياً واقتصادياً، وكأنه لم تحصل سرقة العصر في لبنان؟
– حصلت سرقة العصر في لبنان، وهناك منظومة طويلة عريضة تتشارك مع حاكم المصرف المركزي السابق رياض سلامة المسؤولية فيما حصل… في كل الدول تحصل محاكمات ومحاسبة، إنما في لبنان لم يحصل أي شيء، بل أكثر يحضر سلامة جنازة أخيه بمواكبة أمنية من عشرات رجال الأمن.
-هناك مشكلة كبيرة في القضاء يجب معالجتها ولم نرَ إحالة أي قاضٍ على التفتيش في ملفّ رياض سلامة
-غير صحيح أننا ننتظر قانون استقلالية القضاء في لبنان حتى نقوم بالمحاسبة والإصلاحات، إنما المشكلة “خلقية” موجودة في القضاء ولا يحلها قانون
-ندرس الموازنة والاستقرار مهدد أمنياً واقتصادياً ومالياً وكيانياً بوجود ما يفوق المليونين سوري أي 33% من المقيمين، وحتى اليوم الحكومة لم تقم بأي خطوة جدية باتجاه معالجة هذا الموضوع، تطبيقاً لمذكرة التفاهم الموقعة سنة 2003 بين الأمن العام ومفوضية اللاجئين والتي تؤكد أن لبنان ليس بلد لجوء، فيما تحاول بعض الدول إبقاءهم في لبنان خدمة لمصالحها
-ندرس مشروع موازنة من دون يكون هناك قطع حساب وطبعاً لم تنجز الحسابات ضمن المهلة المحددة، وأرقام الموازنة تغيرت حتى اللحظة الأخيرة، فيما وزارة المالية عاجزة عن تقديم أرقام مدققة ونهائية عن إيرادات ونفقات موازنات 2021 و2022 و2023، والأدهى والأخطر أن وزارة المال لا تملك الأرقام لأنها توقفت عن إدخالها منذ عام 2019 على النظام المالي للوزارة
-هذه الموازنة تعتبر استمراراً للموازنات السابقة ولا تحمل أي استثمارات أو اصلاح ضريبي حقيقي، وتشكل الضريبة فيها على الدخل والأرباح ورؤوس الأموال اكثر من7.2% مقابل 67% من السلع على الخدمات والرسوم على التجارة والجمارك وضريبة على القيمة المضافة ورسوم الاستهلاك، بمعنى آخر 67% تصيب عموم الناس ونسبة قليلة من المقتدرين