افتتاحية صحيفة النهار
حملة ديبلوماسية متجددة لتبريد الجبهة الجنوبية
مع ان معالم المحاولة المتقدمة الجارية لاحلال هدنة جديدة او طلائع تسوية لوقف اطلاق النار في غزة لا تزال تشوبها غيوم الشكوك والغموض في امكان نجاحها، فان مناخات ديبلوماسية دولية وتحديدا غربية وعربية تتعامل مع هذه المحاولة بامال عريضة في وجود نافذة تتيح التوصل اليها في وقت غير بعيد. تبعا لذلك، ومن منطلق هذه المناخات التي تتعاطى براغماتية مع الواقع الميداني في #جنوب لبنان حيث ربط “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه.”، ولا يزال يكرر يوميا معادلة الربط هذه ، الوضع على الجبهة الجنوبية بمجريات الحرب في غزة ، لم يعد خافيا ان ثمة رياح “هبة” ديبلوماسية جديدة كثيفة تهب على لبنان بدأت مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين ومرت بوزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون قبل يومين وستستكمل مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الثلثاء، ولعل التطور البارز أيضا قد يكون في زيارة أخرى وشيكة للموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي سيعود مطلع الأسبوع الى تل ابيب وربما بعدها الى بيروت. ومعلوم ان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سيصل الى بيروت يوم الثلثاء المقبل ضمن جولته الأولى على المنطقة بعد تعيينه وزيرا للخارجيّة في حكومة غبريال آتال وستشمل جولته مصر والاردن واسرائيل ورام الله.
ووفق مجمل المعطيات الجدية الثابتة فان زيارات وزراء الخارجية والموفدين الغربيين لا تختلف عن بعضها البعض في أي امر جوهري حيال لبنان اذ يشكل وقف المواجهات الميدانية بين #إسرائيل و”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” على قاعدة الناظم الاممي المتمثل في القرار الدولي 1701 مطلبا دوليا لا تعارض حياله بين أي من المجموعات الدولية حتى تلك المتعارضة في ما بينها حيال الحرب في غزة والوضع في الشرق الأوسط. ومع ان مطلب انسحاب “الحزب” الى شمال الليطاني يبقى النقطة الأساسية في أي طرح لاعادة الأمور الى ما قبل الثامن من تشرين الأول الماضي د، تاريخ بدء المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية غداة عملية “طوفان الأقصى” في غلاف غزة ، فان المعطيات المتوافرة عن “الهبة” الديبلوماسية الراهنة تشير إلى إندفاع الدول التي تتحرك على خطي وقف حرب غزة ووقف المواجهات على الجبهة الجنوبية في لبنان لتوظيف عناصر جديدة حفزتها على التحرك في سباق مع الوقت، اذ ان ميزان الاحتمالات يبدو متوازنا بين السلبي والإيجابي لاحلال هدنة في غزة تتيح في الوقت نفسه الضغط بقوة لوقف المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ولذا تسود انطباعات متجددة في الامال بإمكان ترك الديبلوماسية تلعب دورا فعالا وواسعا حيال الفترة القصيرة الطالعة باعتبارها فترة حاسمة تقاس بالأيام القليلة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتاليا تبين المسارات الجديدة التي ستتجه اليها الأوضاع ومن بينها في لبنان.
باريس
وكان الناطق باسم #الخارجية الفرنسية في عرضه امس عن جولة وزير الخارجية الفرنسي في المنطقة اعرب عن قلقه “بشان الوضع على الحدود بين اسرائيل ولبنان.” وأشار الى “ان الوزير سيشدد خلال جولته مع محاوريه على الحاجة الى ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل.” وحذر مرة اخرى “جميع المراهنين على تصعيد التوترات في المنطقة.” . وقال “كما تعلمون تشعر فرنسا بقلق بالغ ازاء الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل، ونحن ما زلنا ناشطين وسنستمر حتى لا يزداد الوضع سوءا بالنسبة لنا ان الاستقرار الاقليمي هو جزء مهمة من المعادلة،ولا يمكن التوصل الى حل سياسي مستدام اذا لم يكن هناك استقرار اقليمي.”
وقال: خلال زيارته لبنان سيؤكد الوزير ضرورة ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل وسيعبر عن رسالة تدعو الى ضبط النفس لجميع الاطراف لانه من المهم تجنب اي موقف تصعيدي في المنطقة وخاصة في لبنان.” وتابع “لقد اتيحت الفرصة بالفعل لرئيس الجمهورية للاعراب عن ذلك في اوقات سابقة وسيتم التذكير بهذه الرسالة”. واكد “الالتزام بالمحافظة على امن القوات الدولية “اليونيفيل” لضمان ان تتمكن من ممارسة دورها بالكامل”، واضاف ما زلنا نعمل على اساس تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ لتحقيق السلام والامن في هذه المنطقة، وستشكل هذه النقاط “الرسالة التي سيوجهها الوزير الى السلطات اللبنانية خلال زيارته الى بيروت. واوضح ان الوزيرلن يقابل مسؤولين من “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” موضحا ان الحزب على علم بمواقفنا.”
ولكن إسرائيل قابلت هذه المناخات بالمضي في تهديداتها اذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، “إنّ إسرائيل لن توقف إطلاق النار مع “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عند الجبهة الشمالية حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في غزة”. وأضاف خلال جولة على الحدود اللبنانية في جبل الشيخ: “إذا كان الحزب يعتقد أنّه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقف إطلاق النار على لبنان، فهو مخطئ جداً . طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه عودة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، سواء من خلال التسوية أو عسكرياً، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء” .
دعم بريطاني للجيش
تجدر الإشارة الى ان السفارة البريطانية في بيروت وزعت امس بيانا عن زيارة وزير الخارجية البريطاني للبنان تبين من خلاله انه بالإضافة الى لقاءاته التي قام بها في بيروت زار أيضا قاعدة رياق الجوية العسكرية في البقاع حيث “رأى عمل المملكة المتحدة ولبنان معًا بشكل وثيق لتوفير التدريب لأفواج الحدود البرية الأربعة. وأكد من جديد على الشراكة الطويلة الأمد والفخورة مع الجيش اللبناني”.
كما اعلن دعم المملكة المتحدة للجيش اللبناني والذي تجاوز الآن 100 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2009. اذ دعمت المملكة المتحدة حتى الآن بناء 78 برجًا حدوديًّا، وقامت بتوفير 344 سيارة لاند روفر و3450 مجموعة من معدات الوقاية الشخصية للجنديات والجنود في العمليات الحدودية ومئة مركبة دورية مدرعة من طراز لاند روفر وتدريب أكثر من 26.5 ألف فرد من القوات المسلحة اللبنانية في العمليات الحدودية والأمن الداخلي.
كما أعلن وزير الخارجية البريطاني عن تمويل جديد بقيمة 7.35 ملايين جنيه إسترليني من المملكة المتحدة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والصندوق الإنساني في لبنان، الذي يدعم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتوفير الغذاء والماء والمأوى وغيرها من الدعم الأساسي للمجتمعات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء لبنان. وأعلن عن مساهمة بقيمة 2.6 مليون جنيه إسترليني لدعم تعليم الأطفال الأكثر ضعفا من خلال شبكة من المراكز المجتمعية للأطفال الغير ملتحقين بالمدارس كجزء من تمويل الصندوق الائتماني للتربية دعما لقطاع التعليم في لبنان التابع لمنظمة اليونيسف ووزارة التربية والتعليم العالي.
التصعيد الميداني
وسط هذه التحركات والمناخات استمر التصعيد الإسرائيلي جنوبا حيث شن الطيرن الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة على اطراف بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل ملقيا عددا من الصواريخ التي احدث انفجارها دويا تردد صداه في ارجاء منطقة بنت جبيل ـ وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف ومركز طاول الاحياء السكنية في عيترون. ثم شن الطيرن الحربي الاسرائيلي غارة أخرى على أطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما شنّت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدات مروحين وزبقين وجبل بلاط في القطاع الغربي. واستهدف القصف المدفعي الإسرائيليّ أطراف طير حرفا الشمالية، وأطراف وادي حسن مجدلزون .واعلن الجيش الإسرائيلي ان طائراته شنت غارات على “خلية تخريبية وبنى تحتية ومبانٍ عسكرية تابعة لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” وقال ان طائراته أغارت خلال الـ٢٤ ساعة الماضية على مناطق الخيام وكفر قانا وجبل البلاط بجنوب لبنان .
اما “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” فاعلن انه استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة ، ثم اعلن انه “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وأخرها الغارة على التعاونية في بلدة الجبين استهدف مبنى في مستعمرة افيفيم بالأسلحة المناسبة واصابه إصابة مباشرة”.
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
باريس تُحذّر من اندلاع حرب جديدة على الجبهة اللبنانية
إسرائيل تشترط لهدنة الجنوب إنسحاب “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” أولاً
كرّرت أمس بريطانيا بلسان وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط طارق أحمد، إعلانها ضرورة ابتعاد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عن الحدود الجنوبية كجزء من الترتيبات التي يجري إعدادها لنزع فتيل الحرب من الجبهة، وجاء هذا الموقف غداة إعلان مماثل لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته الأخيرة لبيروت. ويشكّل التركيز البريطاني على الجانب الميداني، صدى للتحرك الأميركي المرتقب في اتجاه إسرائيل ولبنان في الأيام المقبلة.
وجاء في تصريح وزير الدولة البريطاني «أنّ المشاورات مستمرة لعودة «الحزب» الى خلف خط الليطاني»، مؤكداً «دعم الجيش اللبناني لحفظ الأمن، ولدفع «الحزب» الى وسط لبنان وشماله».
وكتب كاميرون أمس على حسابه عبر «أكس»: «تعمل المملكة المتحدة على المساعدة في الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومنع أي تصعيد إقليمي ضار». وأضاف: «نحن ندعم الجيش اللبناني، وقمنا بتدريب أكثر من 26.5 ألف جندي لبناني وسنقدم المزيد من المساعدات الإنسانية لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً».
ووزعت سفارة المملكة المتحدة في لبنان بياناً، أشارت فيه الى نتائج زيارة كاميرون يرافقه الوزير أحمد، وجاء فيه: «هي أول زيارة رسمية له كوزير للخارجية، بعد زيارته السابقة كرئيس للوزراء في أيلول 2015، وزيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط كوزير للخارجية. ولفت البيان الى أنّ كاميرون أثار خلال محادثاته «مخاوفه من التوترات المتزايدة على طول حدود لبنان مع إسرائيل، وشدّد على التزام المملكة المتحدة دعم وقف تصعيد العنف».
وفي سياق متصل، نبّه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الى «أنّ وقف الحرب بين إسرائيل و»ح.م.ا.س» في غزة لن ينطبق على الأعمال العدائية المستمرة مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». وقال خلال جولة له أمس على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان: «إذا اعتقد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في (غزة) فإنه سيوقف إطلاق النار وسنتوقف، فهو يرتكب خطأً كبيراً». وأعلن بعد تفقّده قوات من «وحدة جبال الألب» التابعة للجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ: «أقول هنا صراحة: حتى نصل إلى وضع يمكن فيه استعادة الأمن لسكان الشمال، لن نتوقف. عندما نصل إلى هذا من خلال ترتيب [ديبلوماسي] أو وسائل عسكرية، يمكننا أن نكون هادئين». ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن غالانت قوله لجنوده قرب الحدود مع قطاع غزة، «إنّ هناك جنوداً آخرين يتم نشرهم في شمال إسرائيل». وقال: «سيبدأون العمل قريباً جداً جداً».
وأبلغ غالانت الى وفد من سفراء الأمم المتحدة، الذين زاروا إسرائيل برفقة السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إنّ الوقت المتبقي قبل أن تتخذ إسرائيل إجراءات في الحدود الشمالية «يتضاءل باستمرار». وشدّد على «أنّ إسرائيل تفضّل تسوية الأمور ديبلوماسياً، لكنها تعدّ أيضاً للخيار العسكري، في الوقت نفسه».
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع «إنّ احتمال التوصل إلى تسوية سياسية على الحدود الشمالية التي من شأنها أن تدفع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» إلى عمق لبنان، يبلغ حالياً 30%». ووفقاً له، أنّ إسرائيل تواصل إعطاء فرصة للعملية الديبلوماسية، وعلى الرغم من الشكوك، تأمل في تحقيق نتائج إيجابية». وسيصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة هذا الأمر.
ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإنّ الدولة العبرية «تشعر بالقلق إزاء سيناريو يمكن أن يؤدي فيه اتفاق الرهائن مع «ح.م.ا.س، «إلى وقف القتال في غزة، ما يجعل «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه « يوقف إطلاق النار – كما كانت الحال في الصفقة السابقة. في مثل هذه الحالة، ستواجه إسرائيل مشكلة صعبة، لأنها لن تكون قادرة على إعادة السكان النازحين إلى منازلهم دون انسحاب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الى بعد 8-10 كيلومترات على الأقل من الحدود اللبنانية».
لهذا السبب، قال المسؤول الكبير «إنّ على إسرائيل مواصلة عملياتها ضد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حتى في حالة وقف الأعمال العدائية». وقال: «لا يمكننا الوقوع في هذا الفخ ووقف نيراننا، حتى لو فعل «الحزب» ذلك. ولن يوافق السكان على العودة إلى منازلهم ما لم ينسحب «الحزب» من الحدود بشكل كبير».
وفي الإطار الديبلوماسي، أعلنت باريس أمس أنّ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سيبدأ اليوم جولة شرق أوسطية تستمر حتى الثلاثاء، وتتمحور على الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة. وستكون الجولة الأولى للوزير الجديد في المنطقة وستقوده إلى مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة كريستوف لوموان أنّ سيجورنيه خلال جولته سيحذّر من أخطار اشتعال المنطقة «وسينقل رسائل مختلفة بوجوب ضبط النفس»، خصوصاً إلى لبنان «حيث آفاق اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» تثير مخاوف كبيرة لدى المجتمع الدولي».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
بري: توافقت وسفراء «الخماسية» على المجيء برئيس صُنع في لبنان
قال لـ«الشرق الأوسط»: الحوار يفتح الباب لانتخابه في جلسة مفتوحة بدورات متتالية
بيروت : محمد شقير
أكد رئيس المجلس النيابي، نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أنه توافق مع سفراء الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» المعتمدين لدى لبنان، على لبننة الاستحقاق الرئاسي، وأن اللجنة الخماسية المؤلّفة من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا «ما هي إلا مجموعة دعم ومساندة للنواب لتسهيل انتخاب الرئيس، وأن لا مرشح لها ولا تضع فيتو على أي من المرشحين».
ولفت الرئيس بري إلى أن سفراء «الخماسية» لم يتطرقوا خلال اللقاء الأخير معه إلى الخيار الرئاسي الثالث (أي مرشح بديل لمرشحي «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» والمعارضة)، وقال إنه بادلهم بالمثل ولم يطرح عليهم اسم أي مرشح، ولم يعترضوا على دعوته الكتل النيابية للتلاقي والحوار، لعلنا نصل إلى توافق يفتح الباب أمام الدعوة فوراً لعقد جلسة نيابية مفتوحة مع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. وقال الرئيس بري إنه توقف مع السفراء أمام التفاهمات التي كانت وراء التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنية، ورأى أن هناك ضرورة لتوسيعها لعلها تتيح لنا التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان الرئيس بري سأل أمام زواره: «ما الجدوى من إضاعة الوقت واتهامي بتعطيل دور اللجنة (الخماسية) في مساعدة لبنان لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم، طالما أنني قلت بأن اجتماعي مع سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وقطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، ومصر علاء موسى، وفرنسا هيرفيه ماغرو، والولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، اتسم بالإيجابية، وكان واعداً ومفيداً، وهذا ما أكده عدد من السفراء فور انتهاء الاجتماع؟».
وأكد بري، بحسب زواره، أنه اتفق مع سفراء «الخماسية» على ضرورة عدم ربط انتخاب الرئيس بالحرب في غزة وبالمواجهة الدائرة في الجنوب، وأن ما يحصل على جبهتي الجنوب وغزة يجب أن يشكّل حافزاً لنا لانتخاب الرئيس، اليوم قبل الغد، وقال إنهم أيدوا وجهة نظره وأبدوا تجاوباً مع موقفه، خصوصاً لجهة أن التطورات المتسارعة في المنطقة تستدعي الإسراع بانتخابه لجلوس لبنان على الطاولة في حال تقرر طرح صيغ معينة أو تسوية تتطلب منا التمسك بحقوقنا وعدم التفريط بها.
وشدد الرئيس بري على أن لا مجال للمقايضة بين الوضع في الجنوب وانتخاب الرئيس، وقال: «لدينا القرار 1701، ونحن نلتزم به ولا مجال لتعديله، ومن يطالبنا بتطبيقه ما عليه إلا الذهاب إلى إسرائيل والطلب منها بأن تُخلي النقاط التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها، وتُوقف خرقها لأجوائنا براً وبحراً وجواً؛ لأنه لا مجال للتفريط بحدودنا المعترف بها دولياً».
وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، إنه ليس هناك ما يمنع سفراء «الخماسية» من لقاء رؤساء الكتل النيابية؛ لأن هناك ضرورة للتلاقي والتواصل، ويعود لهم تحديد آلية الاتصال، سواء من خلالهم مجتمعين أو منفردين، خصوصاً وأن هناك جملة من العوائق، منها على سبيل المثال، أن السفيرة ليزا جونسون لن تكون في عداد الوفد الذي سيلتقي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، انسجاماً مع العقوبات الأميركية المفروضة عليه، وهذا ما ينسحب أيضاً على عدم مشاركتها في اجتماع السفراء بـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
ورأى المصدر السياسي أن مجرد التوافق على وقف إطلاق النار أو على هدنة في غزة سينعكس على الجبهة المشتعلة في جنوب لبنان بين إسرائيل و«الحزب»، الذي يؤكد التزامه بها، كما تقول مصادر مقربة منه، لا سيما أنه سبق والتزم بالهدنة التي توصّلت إليها حركة «ح.م.ا.س» مع إسرائيل.
وكشف عن أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بانتخاب الرئيس، وهي تحث النواب على الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي والالتزام بتطبيق الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ لبنان، وهذا ما يؤكده ممثلها في «الخماسية»، المستشار في الديوان الملكي نزار العلَولا، ويسعى له سفيرها لدى لبنان وليد بخاري، وهي كانت ولا تزال تصر على عدم تبني أي مرشح لرئاسة الجمهورية أو وضع «فيتو» على مرشح معين، وهذا ما تبلّغه موفد الحزب «التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي» إلى الرياض النائب وائل أبو فاعور.
وقال مصدر بارز في «التقدمي» إن السعودية كانت قالت كلمتها بعدم التدخل في لعبة الأسماء، وأن انتخاب الرئيس يعود إلى النواب اللبنانيين، وأنها تحدد موقفها لاحقاً في ضوء المواصفات التي كانت رسمتها اللجنة «الخماسية»، ويفترض بأن يتمتع بها الرئيس العتيد، إضافة إلى الخطوات الإصلاحية المطلوبة، بوصفها ممراً إجبارياً للانتقال بلبنان إلى مرحلة التعافي المالي والاقتصادي، ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الغموض يطوّق الملفات.. إسرائيل: لن نوقف النار.. هوكشتاين آتٍ لـ”المهمّة الصعبة”
بات الغموض هو الصفة الملازمة للواقع الداخلي المُحاصر بمجموعة ملفات متفجّرة، فلا شيء واضحاً في ما خصّ الملف الاقتصادي وما يلوح في أفقه من أزمات معيشية وحياتية واجتماعية، فيما الملف السياسي الطافح اصلًا بتعقيدات متعدّدة الأشكال والألوان، وألغام مختلفة الأحجام، مسجّى من جديد على مائدة محاولات خارجية يائسة لكسر التعطيل وفتح الباب الرئاسي، نجاحها مرهون بحصول معجزات ترسم نقطة التقاء بين خطوط التناقض الداخلي المتوازية. واما الملف الأمني فقابع فوق برميل بارود، وليس في ذهن أي من اللاعبين بنار الحرب والتصعيد، صورة ولو تقريبية، لما ستؤول اليه في الميدان العسكري المتصاعد على امتداد الجبهة الجنوبية، والى اي اتجاه ستتدحرج كرة النار.
واقع مفخخ
هذا الواقع المفخخ، فرض على اللبنانيّين حالة انتظارية طويلة الأمد، في زوايا القلق والخوف مما يخبئه الآتي من الأيام من أثقال وتداعيات تُضاف إلى معاناتهم المزمنة وتفاقمها؛ انتظروا الموازنة، فإذا بها، وباعتراف صانعيها، مجرّد خزّان لأعباء اضافية على الناس، وراهنوا على استفاقة سياسية تتلقف حراك الوسطاء لإحداث خرق رئاسي، فاصطدموا بلعنة التعطيل المستوطنة في نفوس المكابرين الذين دخلوا الشهر السادس عشر في صراعهم العبثي على حلبة الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية.
هي اللعنة التي تهدّد جهود «اللجنة الخماسية»، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «التقييم الذي خلص إليه مطلعون على تفاصيل حراك «الخماسية» لا يبعث على التفاؤل، ويزرع شكوكاً حول تمكّن اللجنة بخرق في الجدار الرئاسي، حيث انّ الحركة الاستطلاعية التي قام بها سفراء دولها في بيروت أخيراً، عنوانها الأساسي تمنيات تقليدية بحسم الملف الرئاسي، مقرونةً برغبات مكرّرة بتجاوب السياسيين في لبنان مع مصلحة بلدهم، واما في جوهرها فلم تعكس امتلاك «الخماسية» أيّ فكرة حل، او أيّ طرح من عندياتها يمكن أن يُبنى عليه لتحريك الملف الرئاسي الى الأمام».
الخيار الثالث مجدداً
واذا كان سفراء اللجنة، وكما نُقل عنهم، قد أكّدوا على الموقف الواحد لأطراف «الخماسية» من الملف الرئاسي، والـ«لا فيتو» على أيّ مرشّح، وانّ الحل الرئاسي البديهي هو بيد اللبنانيين والتوافق في ما بينهم على رئيس للجمهورية، فإنّ مصادر موثوقة كشفت لـ«الجمهورية» ما يُقال داخل الغرف المغلقة، مشيرة الى انّ حراك اللجنة المتجدّد، ينطلق من قراءة للواقع الرئاسي ومواقف الاطراف منه، ومجريات الجلسات الانتخابية الفاشلة التي عقدها مجلس النواب، وبالتالي فإنّ التوافق الذي تدعو اليه اللجنة «الخماسية»، لا يعني الدخول في حوار واسع للتوافق على سلّة مفتوحة للمرشحين، وخصوصاً انّ ثمّة دعوات سابقة الى هذا الامر كان مصيرها الفشل، بل أنّ جوهر الدعوة الجديدة، هو التوافق على خيارات رئاسية جديدة خارج الأسماء المتداولة، والتي لم يتمكن اي منها من الحصول على اكثرية الفوز في الجلسات الانتخابية، وهو ما سبق للوسيط الفرنسي جان إيف لودريان أن طرحه في زياراته السابقة، من دون أن يوفّق في تسويقه».
المطلوب أفكار «دسمة»
ورداً على سؤال، لم ينفِ مرجع مسؤول أو يؤكّد ما يُقال في موازاة حراك «الخماسية»، إلّا أنّه قال لـ«الجمهورية»: «اثبتت التجربة في كل الملفات الداخلية، وعلى وجه التحديد الملف الرئاسي، استحالة ان تتمكن المكونات السياسية من صياغة حل صُنع في لبنان. وأنا على يقين بأّن أي جهد خارجي، مهما كان شكله او مستواه، لن يتمكن من تغيير شيء في لبنان ما لم يغيّر اللبنانيون ما في انفسهم، وطالما انّ إرادة التعطيل مستوطنة في نفوس البعض، فلا أمل يُرجى من أي حراك».
واكّد المرجع عينه انّه مع انعدام سبل الحل الداخلي، فإنّ صناعة هذا الحل لا يمكن أن تأتي الاّ بناءً على قوة دفع خارجية تفرض ذلك. ومن هنا فإنّ العامل المساعد على إنجاح مهمّة «اللجنة الخماسية»، هو بأن تقدّم طرحاً نوعياً يحقق ما ترمي اليه اللجنة، مستولداً من قراءة جدّية وواقعية للواقع اللبناني، وما احاط الملف الرئاسي منذ بداية ازمة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ودون ذلك نبقى مطرحنا.
اضاف: «سفراء الخماسية اكّدوا انّ لودريان سيحضر الى لبنان، بعد «اجتماع الخماسية» على مستوى رفيع، في واحدة من الدول الأعضاء فيها، لا نعرف ماذا ستبحث اللجنة، ولا ما سيأتي به لودريان. ولكن إن حضر للاستطلاع وحصر مهمّته في البحث في «الخيار الثالث»، فهذا يعني انّه يضرب مهمّته ويحكم عليها بالفشل المسبق، حيث انّه قد سبق له أن حاول في زياراته السابقة، تسويق ما سمّاه «الخيار الثالث»، وفشل في ذلك، وغادر بيروت خالي الوفاض».
وحول زيارة لودريان قال: «حتى الآن لا موعد محدداً لهذه الزيارة، بل لست متيقناً إن كانت ستحصل او لن تحصل. ولكن في أي حال، ما نأمله هو أن تكون هذه الزيارة – إنْ تقرّرت فعلاً – معززة بطروحات نوعية وافكار «دسمة» تساعد فعلاً في فكفكة الشيفرة الرئاسية، لا أن تكون زيارة تستنسخ سابقاتها، وتعاود الدوران في دوامة الاستطلاع وجوجلة المواقف والآراء التي لم تصل الى اي نتيجة. أعتقد انّه ما لم تتوفر تلك الطروحات النوعية، فعلى الأرجح أن يُصرف النظر عنها».
مؤيّدون ومعارضون
ما يجدر ذكره في هذا السياق، هو انّ «الخيار الثالث» يقع على طرفي نقيض بين المكونات السياسية الرئيسية، فهو إن كان من جهة، يلبّي مطلب حزب «القوات اللبنانية»، بإخراج رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية، وكذلك يلبّي مطلب «التيار الوطني الحر» بإخراج فرنجية وقائد الجيش العماد حوزف عون، فإنّه في الجهة المقابلة مرفوض من قبل ثنائي حركة «أمل» و«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وحلفائهما، كونه يناقض توجّههم بدعم ترشيح فرنجية، طالما هو ماضٍ في ترشيح نفسه. وفرنجية اكّد لكل الموفدين وغيرهم ممن يلتقيهم، مضيّه في المعركة الرئاسية إلى آخرها، وليس بوارد الخروج منها.
«الثنائي»: فرنجية اولاً
وفي هذا الإطار، أبلغت مصادر قيادية في ثنائي «امل» والحزب الى «الجمهورية» قولها: «موقفنا لا لبس فيه من البداية، ومحسوم في دعم ترشيح الوزير فرنجية. اي انّ فرنجية يبقى في المقام الاول لدينا حتى يقرّر هو شخصياً ان يغيّر رأيه ويخرج من اللعبة الرئاسية. ولكن معلوماتنا المؤكّدة انّه لن يخرج، ونحن من جهتنا لن نغيّر موقفنا وماضون في دعم نرشيحه. نحن حسمنا موقفنا وحدّدنا مرشحنا، ويبقى على الآخرين أن يحسموا موقفهم ويحدّدوا مرشحيهم، وفي هذه الحالة ننزل الى المجلس بجلسات مفتوحة، وننتخب الرئيس وليربح من يربح. نحن جاهزون، بل على أتمّ الاستعداد للنزول الى المجلس اليوم قبل الغد لننتخب الرئيس، وملتزمون بأن نبقى في الجلسة ونؤمّن نصاب الانعقاد والانتخاب، ما يعني أنّ الكرة ليست في ملعبنا بل هي في ملعب الآخرين».
واشنطن تستعجل الرئيس
في سياق متصل، شدّدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال لقائها الوفد النيابي اللبناني الذي ضمّ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب والنواب الان عون، نعمة افرام، ياسين ياسين واسعد درغام، على «ضرورة ان يسعى اللبنانيون إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال بناء الدولة كما العمل على تحييد شبح الحرب الشاملة عن لبنان».
وأشارت ليف الى انّ «اللجنة الخماسية تسعى لمساعدة لبنان لإيجاد حل لأزمته السياسية، لكن لا يمكنها ان تحلّ مكان اللبنانيين في التوصل الى حل داخلي والتفاهم في ما بينهم»، مؤكّدة «انّ الحل في نهاية المطاف هو من مسوؤلية اللبنانيين انفسهم».
الميدان الجنوبي
على الخط الجنوبي، توتر ملحوظ على امتداد الجنهة من رأس الناقورة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تواصلت خلاله الاعتداءات الاسرائيلية بالغارات الجوية والقصف المدفعي على العديد من المناطق والبلدات اللبنانية المحاذية للحدود الدولية، وفي مقابل ذلك، تصعيد ملحوظ في عمليات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ضدّ مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات.
وفي موازاة ذلك، تتوالى التحذيرات الدولية من انزلاق الوضع في الجنوب الى حرب واسعة في اي لحظة، ربطاً بتصاعد العمليات الحربية، والتهديدات المتتالية التي يطلقها المستويان الأمني والسياسي في اسرائيل، والتي تنذر بأنّ الحرب باتت فعلياً قاب قوسين او أدنى. وتوازي ذلك تقاطعات الخبراء العسكريين وتحليلات المعلّقين على استبعاد خيار الحرب ضدّ لبنان، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تتسارع فيها الجهود لصياغة هدنة طويلة الأمد في غزة، حيث انّ هذه التقاطعات تتفق على اعتبار انّ الجبهة الجنوبية هي انعكاس صريح لجبهة غزة، فإن تصاعدت الحرب في غزة تصاعدت على جبهة لبنان، وإن تراجعت تتراجع تلقائياً في لبنان، وهو ما نشهده في الفترة الاخيرة.
وفي موازاة ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية»، انّ خيار الحرب، ورغم التهديدات الاسرائيلية، يبقى أبعد الاحتمالات، جراء المانع الاميركي لهذه الحرب، واسرائيل لا تستطيع تجاوز الموقف الاميركي، والإقدام على اي خطوة من شأنها الإضرار بالمصالح الاميركية، او ارباك السعي الاميركي الى خلق واقع مستقر في منطقة الحدود ارتكازاً الى القرار 1701، عبر المهمّة الحساسة لتحقيق هذه الغاية، التي اناطتها الادارة الاميركية بكبير المستشارين آموس هوكشتاين، الذي سيزور المنطقة في وقت ليس بعيداً وربما خلال ايام قليلة، في سياق المهمّة الصعبة التي بدأها في ما خصّ الحدود البرية ومنطقة عمل القرار 1701.
لا انسحاب
وفيما تغلّب المصادر الديبلوماسية عينها خيار الحل الديبلوماسي على الخيار الحربي ربطاً بالتهديدات الاسرائيلية، مشيرة الى انّ آلية هذا الحل ستُبنى خلال النقاشات التي سيجريها هوكشتاين مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، أكّدت مصادر رسمية لبنانية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية» انّ «الطرح الاسرائيلي بانسحاب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الى شمال الليطاني، او لبضعة كيلومترات هو من سابع المستحيلات التي تسعى اسرائيل الى تحقيقها بالديبلوماسية، ولبنان التزامه ثابت ونهائي وكلّي بالقرار 1701، ولا يمكن ان يقبل بأي طرح او ترتيبات من شأنها ان تمسّ سيادته، او تأتي على حساب ابناء المنطقة الجنوبية».
وقال مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»: «واشنطن تدعم الطرح الاسرائيلي وتسعى الى تمريره تحت عنوان «حلّ يمكّن المدنيين من العودة الى بيوتهم على جانبي الحدود».
ورداً على سؤال حول احتمال ان تمارس واشنطن ضغوطاً على لبنان لتمرير هذا الحل، قال: «إنّ الحل للمنطقة الحدودية بسيط وليس معقّداً على الاطلاق، ويرتكز على التطبيق الكلي للقرار 1701، وخصوصاً من جانب اسرائيل، وإلزامها بتطبيق هذا القرار مسؤولية الاميركيين بالتحديد. واما في ما خصّ الوضع الأمني، فالامر بيد اسرائيل وحدها، فعندما توقف العدوان واطلاق النار في غزة، تعود الحياة بشكل تلقائي الى طبيعتها في المنطقة الحدودية على نحو ما كانت عليه قبل 7 تشرين الاول من العام الماضي».
وفي السياق نفسه، يأتي تأكيد مصادر قيادية في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لـ«الجمهورية» انّه «يُخطئ من يعتقد انّ في إمكان اسرائيل ان تفرض واقعاً جديداً في منطقة الجنوب، تحت ستار القرار 1701 او غيره، وكما سبق واكّد الامين العام السيّد حسن نصرالله، فإنّ «الحزب» يرفض اي بحث في ما خصّ منطقة الحدود او ما يتصل بالقرار 1701 قبل أن توقف اسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان».
المشهد الاسرائيلي
في الجانب الاسرائيلي، نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله:» إنّ فرصة التوصل إلى تسوية سياسية تُبعد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عن الحدود بين لبنان وإسرائيل، تبلغ حالياً 30%، وإنّ إسرائيل مستمرة في إعطاء الفرصة للتحرّك السياسي، كما أنّها تأمل بالوصول إلى نتائج رغم الشكوك».
وكشفت الصحيفة أنّ «هوكشتاين سيصلُ إلى إسرائيل الأسبوع المقبل من أجل مواصلة الجهود المرتبطة بالتسوية السياسية»، مشيرة الى «أنّ تل أبيب تخشى في الوقت نفسه من سيناريو خطير بالنسبة لها ويتمثل بوقف «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» القتال عند الجبهة توازياً مع إتفاق الهدنة المرتقب بين «ح.م.ا.س» وإسرائيل، وذلك من دون إنسحابه مسافة 8 إلى 10 كيلومترات على الأقل عن الحدود».
وبحسب الصحيفة، فإنّ «توقف القتال عند الجبهة من دون حصول ذلك الإنسحاب، سيجعل إسرائيل غير قادرة على إعادة سكان المستوطنات إلى منازلهم، وهو الأمر الذي يمثل مشكلة صعبة بالنسبة لتل أبيب. وإزاء هذه المشهدية، قال المسؤول الإسرائيلي إنّه يجب على تل أبيب أن تواصل عملياتها ضدّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حتى لو توقف إطلاق النار في حال التوصل إلى هدنة مع «ح.م.ا.س».
وأضاف: «يجب ألاّ نوافق على الدخول في فخ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ووقف اطلاق النار حتى لو فعل الأخير ذلك. السكان لن يوافقوا على العودة إلى منازلهم إذا لم ينسحب «الحزب» بشكل كبير من خط السياج. كذلك، لن يتمّ إقرار متى سنوقف إطلاق النار، ويجب ألاّ نتوقف تحت أي ظرف من الظروف حتى يتمّ الوصول إلى اتفاق».
واعترف المسؤول الكبير بأنّه على الرغم من التوترات في الشمال وتبادل إطلاق النار، إلاّ أنّ الجانبين لا يريدان الحرب، أي «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وإسرائيل»، وأردف: «كدليل على ذلك، كما يقول، أظهر كل من الجيش الإسرائيلي و«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» 5% فقط من قدراتهما في الأشهر الأخيرة».
الى ذلك، نقلت صحيفة «اسرائيل هيوم» عن وزير الأمن الاسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قوله: «إنّّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، «لن يُخاطر بحرب في الشمال». اضاف: «نتنياهو، سيسعى بدلاً من ذلك، الى تسوية ديبلوماسية تشتري الهدوء لفترة محدودة في الشمال، ويتوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية من أجل إرثه، ثمّ يعتزل».
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته إحدى الوحدات العسكرية عند الحدود الشمالية مع لبنان «إنّ تل أبيب لن توقف إطلاق النار عند الحدود مع لبنان ضدّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حتى لو توقف إطلاق النار في غزة».
اضاف: «خطأ كبير أن يعتقد «الحزب» أنّ إسرائيل ستتوقف عن إطلاق النار عليه في حال توقفت حرب غزة. أنا أقول هنا بكل صراحة، طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن أن يعيش فيه سكان المستوطنات بأمان، لن نتوقف عن إطلاق النار».
وأشار غالانت إلى انّ إسرائيل تقوم بجهود مهمّة في الشمال من بينها المساعي السياسية التي تهدف لتمكين سكان المستوطنات المحاذية للبنان من العودة إلى منازلهم بأمان.
وأوضح غالانت أنّ «الجيش الإسرائيلي متأهّب وعلى مستوى جهوزية عالية على طول القطاع الشمالي، وتحديداً في مواجهة الجولان وجنوب لبنان»، وأردف: «القوات في حالة تأهّب قصوى ومستعدة على نطاق واسع.. أنوف الطائرات موجّهة شمالاً تحسباً لأي حادث قد يحصل».
150 دولاراً «فريش»
مالياً، وكما كتبت «الجمهورية» امس، صدر التعميم المتعلق بدفع 150 دولاراً «فريش»، للمودع، وبتوحيد سعر الصرف على اساس السعر الحقيقي 89500 ليرة. على ان يُنشر هذا التعميم اليوم السبت.
يُشار الى أنّ سعر صرف السحوبات بالدولار سيبقى حالياً على اساس 15 الف ليرة، الى حين صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.
علماً انّ الحكومة تتوجّه عبر وزارة المال لإصدار قرار بشأن تحديد سعر السحوبات، بعد اعلان المصارف عن عجزها المضي بصرف السحوبات على أساس تعميم المركزي.
***********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«مغامرة منصوري»: وقف النهب وتثبيت حق المودع بالدولار
ضغوطات مطلبية قد ترجئ مجلس الوزراء.. وضغوطات غربية تربط مصير ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه «بح.م.ا.س»
بالتزامن مع الجهود القائمة لوقف متدرج للحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة، عبر مدخل ما بات يعرف بـ «صفقة التبادل»، والتي يتولاها الجانب الاميركي بالتنسيق مع كل من مصر وقطر ودول عربية أخرى، بقيت الساحة الدبلوماسية هي متاحة لدبلوماسيين اوروبيين وأميركيين لالتقاط الفرصة المؤاتية لتحويل أي هدنة أو حالة استرخاء أمني الى هدنة او وقف للنار، ليس على جبهة غزة، بل على سائر الجبهات المترابطة والمساندة، وهو ما عبّر عنه نائب الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أن لا مكان لأي امر قبل وقف العدوان على غزة، في اشارة اعتراضية وبقوة، على الضغوط الغربية الجارية لربط مصير الحزب، لجهة جبهة الجنوب بمصير حركة ح.م.ا.س، بعد انتهاء حرب غزة.
وغادر وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون بيروت بالتأكيد على النقاط التي اثارها خلال اجتماعاته مع كل من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وبالاشارة الى الحاجة الى ترسيم جديد للحدود اللبنانية للتأكد من التوافق عليه، والتشديد على اقناع الحزب بمغادرة جنوب الليطاني، على ان تحل هناك قوات لبنانية بعد تعزيز وزيادة عديد الجيش اللبناني المفترض انتشاره وهناك (14 الف عسكري).
ويأتي الاسبوع المقبل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سجورنيه الى بيروت في سياق مهمة التهدئة في الجنوب، وربما يكون الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عرَّج الى العاصمة اللبنانية بعد زيارة اسرائيل بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في الشرق الاوسط.
واوضح مصدر في الخارجية الفرنسية ان تطبيق القرار 1701 والذي بعضه يتوقف على اليونيفيل، ابرز ما يبحثه وزير الخارجية الفرنسي.
وقال المصدر ان الوزير الفرنسي سيشدد على ضرورة ايجاد حل دبلوماسي بين لبنان واسرائيل.
ووسط الحركة الدبلوماسية الفرنسية باتجا لبنان، يعاود مجلس الوزراء جلساته، الخميس المقبل، بجدول اعمال متراكم (60 بنداً وأكثر) فضلا عن بنود الحوافز الانتاجية المقترحة لموظفي القطاع العام ومتقاعدين من مدنيين وعسكريين.
ورفضت رابطة موظفي الادارة العامة ما يتردد عن اضافة 3 او اربع رواتب (على الاساس)، مطالبة تبني اقتراح رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي لجهة رفع الزيادات الى 8 اضعاف خاصة بالنسبة للموظفين الصغار، ليصبح الحد الادنى (13 مليون+ 20 مليون= 33 مليون دون احتساب بدل النقل).
ويخشى ان تؤدي هذه الضغوطات المطلبية الى ارجاء عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.
وفي الاطار التوظيفي دعت رابطة اساتذة التعليم الثانوي الزملاء (ملاك، متعاقدين، متقاعدين، مستعان بهم) إلى الاستعداد لأي تحرك مقبل، لنحصل حقوقنا موحدين، ونكمل مسيرة التعليم بأمان معيشي وحياة كريمة».
وطالب بـ الاسراع في اقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة تحاكي الواقع المأساوي، وتجابه التضخم المالي والنقدي، وخصوصا أن كل جبايات الدولة أصبحت على دولار السوق أما رواتب الموظفين بقيت على حسابات غير منطقية، على أن تشمل هذه السلسلة كل مسميات القطاع التعليمي- التربوي (ملاك، متقاعد).
-رفض بعض بنود التعديلات الضريبية في الفصل الثالث من الموازنة التي تحمل المواطن العبء الكبير من الضرائب المفروضة عليه.
-التوازن بين الراتب الأساسي للموظف والزيادات عليه، وبين الضرائب؛ فلا يعقل أن يزاد الراتب 7 مرات في حين أن الضريبة قد زادت أكثر من 60 مرة.
– تصحيح أجر ساعة التعاقد (المتعاقد والمستعان بهم)، والعمل على ضمانهم أسوة بالزملاء الأساتذة الملاك.
المركزي يحسم
واستبق المصرف المركزي قرارات الحكومة، في حال انعقد مجلس الوزراء، والذي اجتمع مجلس المركزي امس برئاسة الحاكم بالانابة وسيم منصوري واستمر 8 ساعات القرار لجهة حسم التوجه الى اصدار تعميم بديل للتعميم 151، ورقمة سيكون 166، ويقضي بالتزام المصارف بدفع 150دولارا اميركيا شهرياً لكل مودع، تدفع مناصفة بين جمعية المصارف والمصرف المركزي.
ووحد منصوري سعر الصرف، الذي يمكن ان تأخذ به المصارف بـ89500 ل.ل، على ان يختفي سعر سحب اموال المودعين على سعر 15000 ل.ل بعد صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.
وحسب اوساط المركزي، فإن المصارف القادرة على الاستمرار، والعاجزة، لا يمكن لها ان تحجز مكاناً في جمعية المصارف العاملة.
لكن المصرف المركزي، حسب اوساطه، متمسك بمساعدة المصارف لاعادة التوازن، واطلاق عملية القطاع والاستدانة بالدولار.
وقالت مصادر المودعين ان تعاميم منصوري ستكون اشبه بمغامرة لوقف النهب وتثبيت حق المودع، باستعادة وديعته بالدولار الأميركي.
شعبياً، أثار عدم صدور قانون الموازنة العامة بلبلة في معظم إدارات ومؤسسات الدولة ولاسيما منها التي تتقاضى الرسوم والضرائب على اساسها، وتريث البعض منها بتقاضي الرسوم المتوجبة بانتظار نشر قانون الموازنة بالجريدة الرسمية، بينما تبين ان هناك التباسا في بعض الأرقام الواردة بالقانون، يجري التأكد من مطابقتها لما تم التصويت عليه من قبل النواب في الجلسات الاخيرة للمجلس النيابي.
ونيابياً ايضاً، يستعد تكتل الجمهورية القوية لتقديم طعن ببعض بنود الموازنة، بعد صدوره في الجريدة الرسمية.
الخماسية
على صعيد تحرك الخماسية، أعربت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير النيابية لـ «اللواء» عن اعتقادها أن ما سُرِّب لجهة فشل مسعى اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي بعد لقاء سفرائها مع الرئيس بري لا يتطابق مع الواقع. وقالت إن المعطيات التي أحاطت بهذا اللقاء اكدت أنه كان جيدا من حيث الشكل والمضمون وإن الجانبين ابديا ارتياحهما خلاله.
وذكرت المصادر بأنه خلافا لما نقل لم يتم التطرق إلى أسماء أو تبادل أي اسم.
وفي السياق نفسه ،سألت أوساط سياسية عن توقيت الحديث عن هذا الفشل وما الهدف من الإشارة إلى هذا المناخ وهل فعلا بات الملف الرئاسي في خبر كان، الأمر الذي ينتظر إجوبة في الأيام المقبلة من المعنيين.
وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عن أي مناخ قطعي في هذا الملف قبل أن يصدر أي توضيح من المعنيين.
الوضع الجنوبي
تستمر الاعتداءات الجوية والمدفعية من العدو الاسرائيلي على قرى وبلدات الجنوب اللبناني حيث اسفرت الاعتدات عن حصيلة جديدة من البيوت المدمرة والاحراج المحروقة بفعل القنابل الفوسفورية، بدورها ردت المقاومة على هذه الاعتداءات مستهدفة مراكز جيش العدو ومستعمراته بصواريخ بركان محققة اصابات مباشرة فيها.
وأكدت المقاومة الاسلامية، انه تم استهداف موقع رويسات العلم وانتشار لجيش الاحتلال الاسرائيلي في محيطه بالاسلحة الصاروخية، كما استهدفت المقاومة جبل الباطل، وردت مدفعية الاحتلال بقصف بلدة عيترون.
واستمر وزير دفاع العدو الإسرائيلي يوآف غالانت، بتصريحاته الاستفزازية.
وخلال جولة على الحدود اللبنانية في جبل الشيخ، أضاف غالانت: «إذا كان ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يعتقد أنّه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقف إطلاق النار على لبنان، فهو مخطئ جداً».
وقال: «طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه عودة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، سواء من خلال التسوية أو عسكرياً، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
حلّ الدولتين يعود بقوة… ونتنياهو عالق بين وزرائه والضغط العالمي
المفاوضات بشأن القرار 1701 لن تحصل قبل وقف العدوان على غزة
مصرف لبنان يطلق اليوم التعميم 166 بديلاً للـ151: 150 دولاراً بالشهر
فوضى شاملة تشهدها الساحة اللبنانية من جوانبها السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية. ففي ظلّ استمرار العدوان «الإسرائيلي» على الجنوب اللبناني مع ما يُشكّله هذا الأمر من ضغط على لبنان والذي كان يفرض توحيد المواقف من معظم الملفات السياسية والاقتصادية، ها هي بوادر تباعد سياسي كبير تلوح في الأفق قد تأخذ منحّى تصعيديا بعد الهدنة قيد الدرس بين العدو الإسرائيلي من جهة والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى. وتتخوّف مصادر سياسية من أن ينسحب هذا التصعيد على الشارع المحقون سياسيًا واقتصاديًا، إلا أن مصدرا أمنيا رفض الكشف عن اسمه قال لجريدة «الديار» إن الجيش والقوى الأمنية والأجهزة الأمنية جاهزة لصد أي عمل مُخلّ بالأمن وسيكون الردّ حاسمًا نظرًا إلى حساسية المرحلة.
الفوضى السياسية تتجلّى في التشدّد في المواقف الذي أعربت عنه كلٌ من المعارضة والموالاة حيث يتمسّك كل فريقٍ بمرشحه الرئاسي وهو ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي – بحسب مصادر صحافية – إلى إعلام اللجنة الخماسية بأن أي دعوة لانتخاب رئيس بجلسات متتالية مشروط بحوار بين الأفرقاء، وهو أمر ترفضه المعارضة بشكلٍ حازم مما يؤدّي إلى الاستنتاج أننا أمام مرحلة صعبة شبيهة بمراحل العقد الأول من هذه الألفية، قد يكون إطارها السبب من مخاوف أمنية واضطرابات في الشارع ما دام التمسك بالمواقف هو سيدّ الموقف وما دام الخطاب الإعلامي عالي السقف.
المُجتمع الدولي والعربي المُنهمك – كلٌ لأسبابه الخاصة – بالبحث عن اتفاق هدنة بين «إسرائيل» والفصائل الفلسطينية، كثّف من حركته في لبنان. فقد برزت أوّل من أمس زيارة وزير الخارجية البريطانية دايفيد كاميرون الذي عقد لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، تناول فيها الهدنة بين الفصائل الفلسطينية و «إسرائيل» وإمكانية انسحابها على لبنان مع تطبيق للقرار 1701. وتقول المصادر ان الرئيس برّي شدّد في لقائه مع كاميرون تمسّك لبنان بالقرار 1701 الواجب تطبيقه من قبل الطرفين وليس فقط من قبل لبنان.
إلا أن هذه الهدنة لن تُبصر النور إلا بعد وقف العدوان على غزّة بحسب ما اشترطت حركة ح.م.ا.س وهو ما أبلغته إلى الجانب القطري والجانب المصري الذيّن يقومان بدور الوساطة. كما أن الهدّنة مع لبنان لن تُبصر النور أيضًا إلا بوقف هذا العدوان بحسب عميد متقاعد قال فيها أن شهداء المقاومة اللبنانية ستذهب سدى إذا توقّف القتال في لبنان الذي هدفه في الأساس التخفيف من معاناة غزّة.
عمليًا تضّغط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من أجل إقرار هدّنة في غزّة، لما في ذلك من إراحة للمرشّح بايدن على أبواب الإنتخابات الرئاسية الأميركية. إلا أن نتنياهو ليس متحمّسًا لأسباب خاصة به وهي المُحاسبة السياسية التي سيتلقاها وللضغط الذي يُمارسه وزراء حكومة الحرب عليه حيث أشارت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو ناشد البارحة وزراءه عدم الخروج من الحكومة وقال لهم إن ذلك سيضر بوحدة الجانب الإسرائيلي. وإذا أعلن نتنياهو أنه مستعدّ لتبادل الأسرى مع ح.م.ا.س، إلا أن الأخيرة ترفض رفضًا قاطعًا أي وقف لإطلاق النار ما لم يكن هناك من وقف شامل للعدوان على غزّة.
وهنا تبرز المخاطر بحسب بعض المراقبين الذي يروّن في هذا الأمر حلقة مُفرغة إذ لم يتنازل أي طرف عن موقفه حيث ان الأمر سينتهي بتراجع الطرف الأكثر خسارة وبالتالي الموافقة على هدنة. هذا الأمر دفع بالرئيس الأميركي إلى الإستحصال على إذن لضرب مواقع داخل إيران وهو ما وصفه المراقبون بالهروب إلى الأمام لأن أي إشتباك مع إيران لن يكون نزّهة، والأهمّ أن هذا الأمر قدّ يُشعل حربا إقليمية رفضت بريطانيا المشاركة فيها عبر بيان قالت فيه انها لن تُشارك بضربات في الداخل الإيراني. لذا يتوقّع المراقبون إرتفاع نسبة الضربات على ال.ح.و.ث.ي.ي.ن بمشاركة أوروبية أكبر خصوصًا بعد تصريح رئيس الإتحاد بأن الهجمات ال.ح.و.ث.ي.ة تخطّت البعد التجاري وأصبحت تُهدّد الأمن والسلام في المنطقة. على هذا الصعيد، شنّت البارحة القوات البريطانية والأميركية سبع غارات على منطقة الجر بمديرية عبس في محافظة حجّة شمالي غربي اليمن.
في هذا الوقت، أكد وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أن إيران لا تسعى لتوسيع دائرة الحرب وأن عمل الدوّل يجب أن يكون حول الوقف الفوري للحرب في غزّة والتوجّه نحو حلّ سياسي لأزمة غزّة والضفّة، مُضيفًا إلى أن تصاعد التوترات في منطقة غرب آسيا والقلق بشأن استمرار النهج المسبب للتوتر لبعض اللاعبين من خارج المنطقة.
إلى هذا كشفت وكالة «رويترز» أن المملكة العربية السعودية مُستعدة لقبول التزام سياسي من قبل «إسرائيل» بإقامة دولة فلسطينية كشرط من أجل إبرام اتفاقية دفاعية مع واشنطن، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومن أجل خلق مساحة للمناورة في المحادثات حول الاعتراف بـ «إسرائيل»، وإعادة الاتفاق الأميركي إلى مساره. وبحسب الوكالة أخبر المسؤولون السعوديون نظراءهم الأميركيين، أنّ الرياض لن تصر على أن تتخذ «إسرائيل» خطوات ملموسة لإنشاء دولة فلسطينية، وستقبل بدلاً من ذلك، التزاما سياسيا لإقامة دولة فلسطينية ضمن سياسة حل الدولتين. وهو ما عبر عنه الرئيس الأميركي الذي تحدّث عن حل الدولتين ضمن حل الأزمة القائمة، حتى ان بريطانيا صرّحت أنها بدأت مسارًا للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
هذا الجوّ الإقليمي – الدوّلي المُتوتّر يُلقي بظلاله على الساحة الداخلية اللبنانية حيث ان الحراك الدولي المُستجد حول موضوع الرئاسة أعاد إلى الواجهة ضرورة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة أصيلة لمواجهات التحدّيات، لن يلقّى صدًى إيجابيًا بحسب المراقبين بحكم أن التوتّر الإقليمي – الدوّلي وما له من تشعّبات داخلية لن يسمح بتمرير هذا الإستحقاق إلا من باب كلُ بحسب مصلحته. وبالتالي فإن الفوضى السياسية والفراغ الذي بدأ ينهش مؤسسات الدولة وإدارتها، سيؤدّي حكمًا إلى ضرب الدولة وإضعافها داخليًا وخارجيًا.
الفوضى شملت أيضًا الشق الإقتصادي، حيث تعجز الحكومة عن استعادة السيطرة على الوضع الإداري والإقتصادي. فقد أكّد «تجمع موظفي الإدارة العامة» في بيان إستمرار الإضراب نظرًا إلى عدم تلبية مطالبه من قبل الحكومة. وجاء في البيان أن «مطلب التجمّع الأساسي هو تصحيح شامل للرواتب عبر إعداد سلسلة رتب ورواتب عادلة وموحدة ومنصِفة لكل القطاع العام إضافةً الى تصحيح التعويضات العائلية وكافة التقديمات التعليمية والاجتماعية وخصوصاً الصحية من طبابة ودواء واستشفاء».
عجز الحكومة عن أخذ قرار في ما يخصّ توحيد سعر الصرف، إنسحب على المصرف المركزي الذي عدّل التعميم 151 الى 166 عبر إعطاء المودع 150 دولارًا أميركيًا كاش شهريًّا، مع الإبقاء على سعر 15 ألف ليرة لسحب مبلغ فوق الـ 150 دولارا أميركيا. وسيتمّ تمويل كلفة هذا التعميم المُقدّرة بـ 250 مليون دولار أميركي من مصرف لبنان والمصارف بالتساوي. وبحسب معلومات «الديار» يُعقد اليوم في الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، إجتماعًا في مصرف لبنان بين حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ورؤساء مجالس إدارة المصارف، حيث من المتوقّع أن يتمّ البحث في آلية تطبيق التعميم الجديد بالإضافة إلى موضوع توحيد سعر الصرف وتداعياته على المصارف. وبحسب معلومات تداولها الإعلام فإن الحكومة في صدد تحديد سعر صرف السّحوبات بما ينسجم مع الواقع المالي وقدرات المصارف على الدّفع، لتجنّب انهيار القطاع وخسارة أموال المودعين.
إلى هذا تراجعت السلطة السياسية أما ضغط شركات استيراد المحروقات وأقرّت أن الضريبة المُستحدثة على الدعم الذي قدّمه مصرف لبنان بطلبٍ من حكومة الرئيس حسان دياب هو على الأرباح وليس على الإيرادات، وهو ما دفع إلى تراجع شركات إستيراد المحروقات عن عدم تسليم المحروقات إلى المحطّات. المسار الذي اتبعته هذه الشركات، بدأت بتطبيقه قطاعات أخرى مثل قطاع الأفران وشركات الإستيراد عامّة والتي هددت بالإضراب في حال تمّ فرض ضرائب عليها.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
خلافات داخلية إسرائيلية تؤخّر وقف النار.. وتهديد جديد للبنان
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إنّ إسرائيل لن توقف إطلاق النار مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عند الجبهة الشمالية حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في غزة.
وخلال جولة على الحدود اللبنانية في جبل الشيخ، أضاف غالانت: «إذا كان الحزب يعتقد أنّه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقف إطلاق النار على لبنان، فهو مخطئ جداً».
وتابع: «طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه عودة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، سواء من خلال التسوية أو عسكرياً، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء».
تظاهرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين
حزب المعسكر يلوح بمغادرة الحكومة إذا رفض نتانياهو صفقة التبادل
نظم العشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة مظاهرة جديدة للمطالبة بإبرام صفقة تفضي لإطلاق سراحهم، في حين قال حزب المعسكر بقيادة بيني غانتس إنه سينسحب من حكومة بنيامين نتنياهو إذا رفض إتمام الصفقة لاعتبارات سياسية أو أعلن عن إقامة حكم عسكري في غزة.
وجاءت المظاهرة بالتزامن مع انعقاد اجتماع لمجلس الحرب وآخر للمجلس الوزاري المصغر، لبحث صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س)، وذلك للمطالبة بإبرام صفقة بشكل عاجل من دون تأخير.
ورفع المشاركون صور الأسرى وشعارات تطالب الحكومة بإعادة أبنائهم. كما أغلق المحتجون شارع بيغن المؤدي إلى مدخل مقر وزارة الدفاع والأمن.
ملامح الصفقة
ومن جهتها، قالت مصادر إسرائيلية إن مجلس الحرب ينتظر رد حركة ح.م.ا.س على الصفقة المقترحة لتبادل الأسرى.
في هذه الأثناء، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو -خلال زيارة لجرحى الجيش- بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر الكامل.
وفي السياق، نقلت هآرتس عن مسؤول في حزب المعسكر الرسمي قوله “إذا أعلن نتانياهو عن حكم عسكري في غزة فسننسحب من الحكومة الإسرائيلية”.
وشدد المسؤول على أن الحزب سيغادر الحكومة إذا توصل لانطباع بأن نتنياهو يرفض صفقة الأسرى لاعتبارات سياسية.