عبد اللهيان.. “غليان في لبنان أمن في إيران”

حجم الخط

عبد اللهيان ـ لبنان

ليست جديدة ولا مستجدة أطماع الطامعين بلبنان الوطن، وليست غريبة او مستغربة الأسباب والمغريات التي تثير شهوة هؤلاء وتفتح شهية لصوص الأرض وهاتكي العرض المتربصين شرًا بالوطنيين المدافعين عن كيان لبنان، المتفرّد عن محيطه والمتمرّد على ظلامته وظلمه، والرافض لكل الاحتلالات المغلفة والمقنعة بالتاريخ والجغرافيا والقومية وحتى بالدين بالأصالة الخارجية كالسورية أو الإيرانية أو بالوكالة المحلية اللبنانية.

“نحن نعتبر أن أمن لبنان من أمن إيران والمنطقة”. وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في 9 شباط 2024.

ايقظ كلام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم عيد مار مارون تحديدًا، ذاكرة الإستهدافات التي عاشها اللبنانيون بشكل عام والمسيحيون بشكل خاص والموارنة بشكل أخص، كما أيقظ لديهم ما عاشوه وعانوه واختبروه من دعاة ومدّعي ومستوردي الأفكار، أكانت عربية بعثية أو قومية سورية أو حتى أممية، ومحاولات فرضها بالقوة ليستحضروه اليوم مع محاولة فرض نموذج الجمهورية الإسلامية في إيران، على لبنان المنفتح المتعدد الثقافات والديانات وبلد الحريات تحت غطاء وغلاف وذريعة وحدة الأمن، التي روّج لها عبد اللهيان.

أثار مضمون ما قاله وزير الخارجية الإيراني، ردات فعل رافضة شبيهة ومطابقة لردات الفعل التي أتت بعد ما قاله رئيس النظام السوري الراحل حافظ الاسد في 16 تشرين الثاني 1986 عن “أن كل شبر في لبنان، هو تمامًا ككل شبر في أرض سوريا. إننا شعب واحد ومن أمة واحدة. هكذا خلقنا الله، هكذا هو التاريخ وهكذا هي الجغرافيا”.

نفس ردة الفعل بنفس قوة الرفض عبّر عنها اللبنانيون عندما قرأوا في تاريخ 5 آذار 1987 في صحيفة “النهار”، ما ورد على لسان وكيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، الرئيس الحالي للمكتب السياسي في “الحزب” السيّد ابراهيم أمين السيّد عندما قال: “نحن لا نقول: إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران”.

كما كرر النظام السوري وأتباعه في لبنان اطروحاتهم الدفاعية التبريرية التاريخية والجغرافية الامنية والسياسية لاحتلال لبنان واستمرار هذا الاحتلال، هكذا يفعل النظام في إيران وتابعه اللبناني، وقد سبق لعبد اللهيان أن قال نفس الكلام عندما كان نائبًا لوزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية لصحيفة “الجمهورية” بتاريخ 19 حزيران 2012: “أمن المنطقة ولبنان هو من أمن إيران”.

دفاعًا عن إيران باستعمال وتعريض لبنان يقول الأمين العام لـ”الحزب” في 31 أيار 2019: “أي هجوم على طهران لن يبقى عند حدود إيران”، ويقول أيضًا في 3 تشرين الثاني 2023: “يهددونا بضرب إيران”… ليهدد الأميركيين والفرنسيين في حال اعتُدي على إيران بتكرار أزمات الرهائن والاعتداء على السفارة الأميركية ومقر المارينز ومقر الوحدة الفرنسية في الثمانيات بقوله”: ومن هزمكم في لبنان في الثمانينات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم أولادهم وعائلاتهم اليوم”.

يبقى أن وحدة الأمن التي طرحها عبد اللهيان سقطت تمامًا كما تهاوت قبلها وحدة الساحات، إذ أن انفلات الوضع أمنيًا وصولًا الى نقطة الغليان في غزة والعراق واليمن وسوريا ولبنان وانطلاقًا من أن أمن لبنان والمنطقة هو من أمن إيران، لم ينعكس الا بردًا وسلامًا وهدوءًا واستقرارًا في إيران، وبالنسبة لاجترار تجارب الاحتلال السابقة على الساحة اللبنانية، لا بد من تذكير المحتلين ـ المحاولين الجدد ووكلائهم، بما أطلقه رئيس الجمهورية القوية بشير الجميل في يوم الوعد، بتاريخ 22 تشرين الثاني 1980: “نحن الثابتون في لبنان والشرق، غيرنا يأتي حينًا ويذهب حينًا آخر. صحيح ان امتداد وجودنا ليس مستقرًا جغرافيًا، لكن وجودنا في حد ذاته دائم الاستقرار. نحن قديسو هذا الشرق وشياطينه، نحن صليبه وحربته، نحن نوره وناره، قادرون على إحراقه إن أحرقوا اصابعنا، وقادرون على إنارته إن تركونا على حريتنا”.​

اقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل