اتخذ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مواقف متعددة ومعقدة تجاه حلف الناتو خلال فترة رئاسته. في إحدى تصريحاته الأخيرة، زعم ترامب أن “دول الناتو أنفقت مليارات ومليارات الدولارات” على دفاعاتها بعد أن هدد بعدم حماية أوروبا في حال تعرضها لهجوم. وذلك في سياق نقده لاعتماد الدول الأوروبية على واشنطن بشكل كبير فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حاول في السابق مجاراة ترامب من دون أن يفلح، فعبر الشهر الماضي بطريقة أكثر دبلوماسية حيال احتمال فوز الرئيس الجمهوري السابق في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. إذ أوضح أنه يتقبل أي اسم يختاره الناس لرئاستهم، وفق ما نقل “أكسيوس”.
الخوف الأكبر
يساور القلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خاصةً بسبب مواقف حلفاء الجمهوري دونالد ترامب في الكونغرس، الذين كانوا يعيقون المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا. ترامب نفسه، الذي كان مرشحاً جمهورياً، زعم مراراً وتكراراً أنه يمكنه إنهاء النزاع الروسي الأوكراني في غضون 24 ساعة، دون توضيح كيفية تحقيق ذلك.
ترامب أيضاً أعرب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصفه بأنه ذكي. هذا يثير تساؤلات حول موقفه تجاه كييف، خاصةً وأن الولايات المتحدة قد قدمت لأوكرانيا مساعدات عسكرية تجاوزت 60 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في شباط 2022. يتساءل البعض، إذا كان ترامب قد رفض الدفاع عن حلفاء الناتو الذين لم يدفعوا مستحقاتهم، ماذا سيفعل بالنسبة لكييف؟
في تجمع انتخابي بساوث كارولاينا، تحدث ترامب عن تجربته مع أعضاء الناتو، مشيراً إلى موقف حدث مع زعيم دولة عضو في الناتو خلال اجتماع سابق. ذكر الرئيس السابق أنه “رد بصراحة على سؤال هذا الزعيم حول ما إذا كانت أميركا ستحميهم في حال لم يدفعوا التزاماتهم المالية للحلف”، قائلاً إنه “لن يحميهم وقد يشجع الروس على اتخاذ أي إجراء يريدونه”.
ويذكر أن، دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق، أعلن ترشحه لفترة رئاسية ثانية غير متتالية في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024. وقد أعلن هذا الترشح في 15 تشرين الثاني 2022. وخلال حملته، ركز ترامب على توسيع سلطات الحكومة الفيدرالية بشكل كبير، خاصةً الفرع التنفيذي، وذلك من خلال دعمه لـ”مشروع 2025″ الذي يدعو إلى إعادة تطبيق نظام الجوائز الجاكسوني واستدعاء الجيش إلى الشوارع الأميركية فوراً باستخدام قانون العصيان المدني لعام 1807، وتوجيه وزارة العدل لملاحقة الأعداء السياسيين المحليين.
اقرأ أيضاً: بعد شمال القطاع و”خان يونس”.. رفح ميدانٌ للمعركة في غزة