افتتاحية صحيفة النهار
الحريري هنا… أسبوع استثنائي لـ 14 شباط
انه أسبوع 14 شباط وإحياء الذكرى الـ19 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 بتفخيخ موكبه بطن ونصف طن من المتفجرات على يد خلية من “ح.ز.ب ا.ل.ل.ه” دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واحدا من أفرادها.
قرابة الثامنة مساء امس وصل الرئيس #سعد الحريري الى بيت الوسط في بيروت للمشاركة في ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ظهر الأربعاء المقبل. وصول الحريري كان ايذاناً بالأسبوع الاستثنائي اذ منذ البارحة بدأ العد العكسي لترقب وصوله باعتبار ان عودته لتقدم المشاركين في احياء ذكرى والده تشكل هذه السنة حدثا اكثر من اعتيادي نظرا الى الاستعدادات الواسعة التي اطلقها “#تيار المستقبل” وانصاره، ويتولى تنفيذها في سائر المناطق اللبنانية لحشد كبير عند ضريح الرئيس الحريري ورفاقه في وسط بيروت الأربعاء. والحشد يتجاوز الذكرى الكبيرة بذاتها لمناداة زعيم التيار، الرئيس سعد الحريري وحضه على انهاء قرار تعليق العمل السياسي الذي اتخذه والتزمه قبل عامين. هذا الأسبوع، اقله في الأيام الثلاثة المقبلة الفاصلة عن يوم الذكرى يفترض ان يطغى عليه الحدث الحريري وترقب ما سيكون وما سيتبين من عودة سعد الحريري التي سبقها كم ضخم من التقديرات والتوقعات والتفسيرات والاجتهادات فيما الدقة الموضوعية تقتضي القول ان كل ذلك سيبقى رهن القرار الذي يملكه وحده الحريري وما اذا كان يتجه الى اعلان شيء ما. وفي معلومات “النهار” ان عدد المراجعين والمتصلين من السياسين لحجز مواعيد مع الرئيس الحريري شكل بذاته مؤشرا مهما للغاية حيال الظروف السياسية والشعبية التي تحوط عودته هذه السنة بحيث ستطلق محطة الرابع عشر من شباط الرسائل الداخلية والخارجية في كل الاتجاهات حيال حالة شبه اجماعية تتمسك بعودة الحريري الى الحياة الوطنية والسياسية من أبوابها العريضة .
واما الجانب الاخر من المشهد الداخلي فيبقي الأعصاب والأنظار مشدودة الى الجبهة الجنوبية المشتعلة والتي اكتسب التصعيد الخطير فيها وعبرها في الأيام الأخيرة دلالات مثيرة للقلق الشديد.
اذ انه بعد يومين فقط من تنفيذ اول محاولة اغتيال بمسيرة #إسرائيلية في قلب مدينة النبطية منذ حرب تموز 2006، سجلت السبت اول عملية اغتيال واستهداف إسرائيلية مماثلة في بلدة جدرا التي تقع في إقليم الخروب أي عند ساحل الشوف الجنوبي. بذلك تكون الرسائل الحربية الإسرائيلية توغلت أوسع مما يتصل بنطاق المواجهات الميدانية . فـ”ح.ز.ب ا.ل.ل.ه” كان اعلن للمرة الأولى إطلاق صليات صاروخية كثيفة نحو المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتل فيما ضربت إسرائيل تباعا في النبطية وجدرا. هذا الواقع المحتدم رسم الكثير من علامات الشكوك المتعاظمة عن المفارقة التي جعلت وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن يكرر من بيروت الحديث عن ترجيحه حلاً سياسياً في غزة وان يمضي بعيدا في استفزاز الأكثرية الساحقة من اللبنانيين بان ينصب نفسه ناطقا باسم طهران وبيروت ولو تحدث عن رغبة البلدين بعدم اتساع الحرب. وعلى وقع الغارات الاسرائيلية في العمق اللبناني بدا لبنان بين فكي كماشة من شأنهما تكريس استباحته منصة إقليمية، سواء بتصعيد وتهويل إسرائيلي بالحرب، او بتوظيف واستثمار إيراني تلويحا بورقتي التسوية مع اميركا او التصعيد ضد #نتنياهو من بيروت. وهو ما تراءى من كلام عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن في بيروت من ان “إيران ولبنان يؤكدان أنّ الحرب ليست الحل ونحن لم نكن نتطلع إلى توسيع نطاقها” مكملا بذلك أطروحته القائلة “نحن نعتبر ان أمن لبنان من أمن ايران والمنطقة”. وشدّد على أنّه “يتعيّن على الجميع محاولة إيجاد حلّ سياسي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن”. وإذ اعتبر ان “نتنياهو يسعى إلى أخذ البيت الأبيض رهينة له وعلى البيت الأبيض أن يختار إما أن يبقى رهينة لنتنياهو أو أن يذهب إلى الحل السياسي”، هدد بان “أي خطوة تتخذها إسرائيل نحو هجوم واسع النطاق على لبنان سيكون اليوم الأخير لنتنياهو”.
وعلق الرئيس ميشال سليمان على كلام عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن بقوله” بكل صراحة، من الضروري توضيح المقصود من تحذير عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن اسرائيل “من اتخاذ اي خطوات نحو حرب شاملة على لبنان قائلاً ان ذلك سيكون اليوم الاخير لنتنياهو؟ فاللبناني آخر همه مصير نتنياهو وكل صهيوني هو نتنياهو. هم اللبناني هو ضحايا هذه الحرب اذا شنت والدمار الذي سيلحق بالبلد”.
اما في الجانب الميداني فمضت إسرائيل في اطلاق التهديدات اذ أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي امس نقل واحدة من أكبر الفرق العسكرية من قطاع غزة إلى مشارف الحدود اللبنانية. وأشارت الى أن رئيس هيئة الأركان قرر نقل الفرقة المدرعة 98 من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان”.
وبعد يومين طبعهما تصعيد واسع تجاوز الحدود المعتادة للمواجهات، أفادت معلومات عن نجاة فرق الإسعاف في جمعية الرسالة والصليب الأحمر اللبناني باعجوبة بعدما إستهدف طيران اسرائيلي تحركاتهم بعدد من القذائف، أثناء مرورهم بمكان غارة استهدفت بلدة شيحين. كذلك استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية صيدلية عند مدخل بلدة الجبين. كما حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض في أجواء البترون وكسروان وإقليم التفاح وطرابلس ونفذ الطيران الحربي غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح وعلى علو متوسط.
ونعت حركة “أمل” اثنين من مقاتليها هما حسن علي فروخ ومحمد ربيع المصري “اللذين إستشهدا أثناء قيامهما بواجبهما الوطني والجهادي دفاعا عن لبنان والجنوب”. ومن جانبه أعلن “ح.ز.ب ا.ل.ل.ه” امس انه استهدف تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا ومزارع شبعا وتجمعًا للجنود الإسرائيليين في مثلث الطيحات والتجهيزات التجسسية في موقع العباد وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وتجمعًا للجنود الإسرائيليين في جبل نذر.
الراعي وميقاتي والانتقادات
وسط هذه التطورات، تصاعدت الحملة على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقب تعيين مجلس الوزراء اللواء حسان عودة رئيسا جديدا لأركان الجيش ما عدته جهات مسيحية عدة مخالفة دستورية. وفي عظته امس من مستشفى الكرنتينا الحكومي في اليوم العالمي للمريض جدد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي انتقاده للمخالفات الدستورية وقال” كفى مخالفات للدستور قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة، وكلّها مدانة ومرفوضة. فابدؤوا أوّلًا بانتخاب رئيس للدولة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات. وبما أنّه لا توجد سلطة غير الدستور توجب على المجلس النيابي رئيسًا ونوّابًا، انتخاب الرئيس خلال شهرين قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وبما أن الدستور حاليا هو معطّل عمدًا، فإنّا نتوجّه إلى ضميرهم الوطنيّ، رئيسًا وأعضاء، لعلّ وخز الضمير يستحثّهم”.
وفيما لفتت حملة عنيفة شنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على ميقاتي اصدر المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ردا لفت فيه الى ان “عددا من السياسيين والصحافيين انبرى الى شن حملة على القرار واتهام رئيس مجلس الوزراء والحكومة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية والانقلاب على اتفاق الطائف. كما اطلق البعض خياله لسيناريوات مزعومة عن تواصل بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس”. وقال :” لم يستشر الرئيس ميقاتي رئيس مجلس شورى الدولة بشأن مسالة التعيين، ولم يحصل اي تواصل بينهما بشإن هذا الملف او غيره، وبالتالي فان كل ما يقال خلاف ذلك عبارة عن تحليلات وتلفيقات معروفة الاتجاهات . ولقد كان رئيس مجلس الوزراء واضحا في مقاربة هذا الملف لدى عرضه على مجلس الوزراء، حيث شرح الاسباب الموجبة للقرار وضرورته لضمان استقرار مؤسسة الجيش، بعدما امتنع وزير الدفاع عن القيام بواجبه في هذا الملف. واذا كان القرار لا يعجب البعض، فهناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، كما ان الحكومة سوف ترضخ لاي قرار قضائي قد يصدر في هذا الصدد في حال تقديم اي طعن، وهذا ما صرح به رئيس مجلس الوزراء في جلسة التعيين، مجددا تمسكه باتفاق الطائف وما يتضمنه من صلاحيات وروحية يشدد دولته على التمسك بها. إن الحملات الاعلامية الممجوجة التي تشن على رئيس مجلس الوزراء والحكومة في هذا الموضوع تفتقد الى الصدقية والحجة، وهدفها العراضات الاعلامية، بما يثبت ان البعض يفتش عن حيثية مستقلة او ينصّب نفسه وصيّا وقيّما على عمل الوزراء والوزارات وعلى حقوق الطائفة التي ينتمي اليها”.
***************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
برّي أثار مع الوزير الإيراني التعويض على القرى المدمّرة
“تطمينات” عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن لا تُطمئِن: إمتَصّوا الضربات فيما نُحاور واشنطن
لم تحمل «التطمينات» التي نقلها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن الى بيروت ما أراده من ورائها. فغداة اللقاءات الرسمية والحزبية التي عقدها في العاصمة اللبنانية يومي الجمعة والسبت الماضيين، علمت «نداء الوطن» أنّ كبار المسؤولين أعربوا عن تخوّفهم من الحرب التي تتوعد بها إسرائيل وما زالت احتمالاتها قائمة. وبحسب تعبير أحد المسؤولين: «يجب ألّا نسقط من الحسبان أننا إزاء سلطة في إسرائيل على رأسها بنيامين نتنياهو الذي يتشدّد حيال غزة ولبنان معاً». أما أحد المراجع الأمنية فقال: «هناك من يروّج أنّ خيار اللاحرب هو مئة في المئة. فهل يعقل ذلك؟ إنّ المنطق يقول إننا يجب أن نستعد لاحتمال الحرب ولو بلغت نسبة وقوعها 10 في المئة».
وفي هذا السياق، أوضح مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ «الهدف الرئيسي من زيارة عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن لبيروت هو «لقاء الأمين العام لـ»ح.ز.ب ا.ل.ل.ه» حسن نص.ر.ا.ل.ل.ه لينقل اليه رسالة إيرانية من رأس الهرم القيادي في إيران، أي المرشد الأعلى علي خامنئي، وتالياً لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري على مدى ساعتين، وكان بري هو الأكثر تدخلاً في الحديث».
وكشف المصدر عن أنّ «فحوى الرسالة الإيرانية خلاصتها، أنّ أمور طهران «ماشية» مع واشنطن، ونحن متفقون مع الإدارة الأميركية على عدم توسيع الحرب وعدم تحويلها الى حرب اقليمية، وعلى «الحزب» أن يستمر في «امتصاص» الضربات الإسرائيلية الموجعة، وعدم الذهاب الى ردّ يريده نتنياهو لكي يفتح الحرب الشاملة، حينها ستكون الولايات المتحدة مرغمة على الانجرار للوقوف معه».
وقال المصدر إنّ «الإيراني يريد من «الحزب» أن يتحمل الخسائر مهما كانت باهظة، وأنّ الضمانة الأميركية هي أنه اذا تورّط نتنياهو في حرب واسعة، فهذا سيعني سريعاً سقوط حكومته، وبالتالي سقوطه، وفي هذا الموقف تحوّل جذري في التوجّهات الإيرانية التي كانت ترفع شعار زوال إسرائيل وصارت اليوم ترفع شعار سقوط نتنياهو».
وأوضح المصدر أنّ «المحادثات في عين التينة أثيرت خلالها نقطة مركزية وهي الدمار الكبير في قرى وبلدات حافة الشريط، والتي تتراوح التقديرات حول كلفة إعادة إعمارها بين من يقدّرها بـ 500 مليون دولار ومن يرفعها الى مليار و200 مليون دولار حتى الآن، وهذا يشكّل هماً أساسياً عند بري الذي يريد العودة سريعاً، ومعها إنطلاق عملية إعادة الإعمار، مع الأخذ في الاعتبار أنه لن تتقدم دول لمساعدة لبنان، كما حصل في أعقاب حرب 2006، وبالتالي على إيران أن تتصدى لواجباتها في هذا الشأن».
وتابع المصدر أن «عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن كان ايجابياً جداً في مسألة إعادة الإعمار، من دون إعلان صريح، في انتظار ما ستؤول اليه الأمور عند انتهاء الحرب التي يُعمل على إنهائها بوقف اطلاق النار قبل الدخول في شهر رمضان».
على صعيد آخر، علمت «نداء الوطن» أنّ «وفداً قيادياً رفيع المستوى من حركة «ح.م.ا.س» زار بيروت الأسبوع المنصرم والتقى نص.ر.ا.ل.ل.ه، بغية استمزاج رأيه في الأوراق المتبادلة حول صفقة وقف النار في غزة. فكان جواب نص.ر.ا.ل.ل.ه واضحاً، وهو: «قرروا ما تجدونه يصبّ في مصلحتكم ونحن معكم في أي قرار تتخذونه». ولفت المصدر الى «التقاطع بين الجانبين على أولوية وقف إطلاق النار حتى لو كلف الأمر بعض التنازلات».
وفي سياق متصل، يقول زوار قائد الجيش العماد جوزاف عون «إنّ الاختراق الإسرائيلي كبير للبنان. وآخر الأمثلة هو القائد الميداني في «ح.ز.ب ا.ل.ل.ه» وسام الطويل، الذي قضى بزرع عبوة متفجرة قرب منزله في خربة سلم، ثم جرى تفجيرها من الجو لدى خروجه».
كذلك نقل الزوار أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ الى المسؤولين اللبنانيين «أنّ الانسحاب من مزارع شبعا لا يندرج ضمن العرض الموضوع أمام لبنان». و»أنّ قوات «اليونيفيل» أبلغت الى لبنان أخيراً نقلاً عن الإسرائيليين أنّ مدينة النبطية صارت في دائرة الاستهداف». ولا ينفي قائد الجيش «وجود تنسيق أمني مع «ح.ز.ب ا.ل.ل.هه» ونقاش مستمر بينهما حول كيفية الحؤول دون توسيع رقعة الحرب».
الى ذلك، تتحدث المعلومات عن إلقاء القبض حديثاً على خمس خلايا (من العراق وسوريا) بخلفية «د.ا.ع.ش.ي.ة». (راجع ص 2)
****************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تصعيد اسرائيلي واكب زيارة عبد ال.ل.ه.ي.ا.ن.. وجمود ينتظر “الخماسية”
في انتظار استقبال مزيد من الموفدين الدوليين لا شيء متوقعاً هذا الاسبوع على مستوى الاستحقاقات الداخلية، فيما تحل بعد غد ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما يتوقّع أن تشهده من مواقف قد تحمل مؤشرات على الآتي من تطورات في شأن هذه الاستحقاقات، وقد وصل الرئيس سعد الحريري مساء امس الى بيروت استعداداً لإحياء هذه الذكرى. في وقت غادر وزير الخارجية الايراني الى بلاده عن طريق سوريا متحدثاً عن حل يجري اعداده ومحذّراً من محاولات اسرائيلية الى إجهاضه سواء بالتهديد باجتياح رفح جنوب قطاع غزة او جنوب الليطاني على الجبهة الجنوبية اللبنانية.
في ظل جمود المساعي إن لم يكن فشلها في تهدئة الوضع على جبهة الجنوب، متزامناً مع الجمود على جبهة الاستحقاق الرئاسي إنتظاراً لحراك جديد للجنة الخماسية سواء على مستوى اجتماع لممثليها في الخارج او على مستوى حركة سفرائها في بيروت فرادى او مجتمعين في اتجاه القوى السياسية خلال الاسبوع الحالي والمقبل، تصاعدت المواجهات جنوباً بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اليومين الماضيين، وبلغت حداً خطيراً يُنذر بتوسع المواجهة خصوصاً بعد الغارة الاسرائيلية على بلدة جدرا في منطقة اقليم الخروب الشوفية الواقعة على عمق 60 كيلومتراً من الحدود الجنوبية.
امّا على مستوى حركة الموفدين فكان البارز زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين اميرعبدا.ل.ل.ه.ي.ان لبيروت، حيث التقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب والامين العام لـ«ح.ز.ب. ال.ل.ه» السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه وعدداً من قادة الفصائل الفلسطينية، قبل ان يغادر امس الى دمشق حيث استقبله الرئيس السوري ب.ش.ا.ر الاسد.
وفي معلومات «الجمهورية» ان عبد ال.ل.ه.ي.ا.ن نقلَ الى الذين التقاهم اجواء المفاوضات الجارية حول وضع غزة وصفقة تبادل الاسرى، مشيراً الى احتمالات ايجابية لتحقيق حل سياسي. واكد ان ايران لا ترغب التصعيد في المنطقة، لكنه حذّر من استمرار الحرب، واكد ان حركة «ح.م.ا.س» قادرة على الصمود لمدة طويلة، موضحا ان بلاده تدعم الموقف اللبناني بتطبيق شامل للقرار الدولي ١٧٠١ مثلما يطلب لبنان.
وقد شدد عبداللهيان بعد لقائه ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه. على أن «في كل مبادرة سياسية، يتعيّن اعتبار دور الشعب الفلسطيني وإجماع القيادات والمجموعات الفلسطينية، الركيزة الأساسية». فيما أكد ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه خلال اللقاء أنّ «الجيش الاسرائيلي يعيش في أزمة استراتيجية، ولم يحقق أيّاً من أهدافه في الميدان»، مشيرا الى أنّ «المقاومة باتت تشكل عنصراً مهماً في المعادلات الإقليمية ولا شك في أن انتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة «أمر حتمي».
امّا ميقاتي فوصف الأوضاع في المنطقة «بالمتغيرة والمعقدة»، مشددا على «أهمية قضية غزة وفلسطين، وعلى ضرورة استمرار الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة». وأضاف: «إننا نتطلّع إلى السلام والاستقرار في المنطقة، ويجب بذل الجهود لإنهاء الحرب على غزة وإزالة خطر توسيع نطاق الحرب في المنطقة».
ميقاتي – الراعي
في مجال آخر، وفي جلسة صباحية عقدت في السرايا الحكومية السبت برئاسة ميقاتي، أقرّت الحكومة مرسوم المعاملات الإلكترونية والمعاملات الشخصية، وكلّفت وزير المهجّرين متابعة ملف النازحين ورفع تقرير لمجلس الوزراء. ووافق مجلس الوزراء على رفع بدل النقل للقطاع الخاص إلى 450 ألف ليرة لبنانية.
وفي مداخلته خلال الجلسة رد ميقاتي على مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس مار مارون حول «الدويكا»، وصلاحيات رئيس الجمهورية. فقال: «هناك موضوع يثير لديّ الحساسية المفرطة، ويتعلق بالحديث الذي يتم تداوله عن الاستئثار بإدارة البلد والدويكا وما الى ذلك من كلام لا يمتّ الى الحقيقة بصلة. وفي هذا المجال اكرر القول إنني غير راغب في أخد دور أحد أو الحلول مكان أحد، وعندما يكون هناك فراغ فالعتب واللوم يجب ان يوجّه الى من يتسبّب بهذا الفراغ لا على من يسعى لإدارة البلد لمنع التأثير السلبي للفراغ. نحن نكرر الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، واذا كنّا نتولى اليوم صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره كحَكم بين جميع اللبنانيين، فحينما يشعر أحد أن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما، فليلفت النظر الى ذلك على طاولة مجلس الوزراء بعيداً عن المنطق الطائفي البغيض، لأنّ الاساس ان نتحدث بعضنا مع بعض ونتوصّل الى الحلول المرجوّة لما فيه خير جميع اللبنانيين لا طائفة وحدها، او فريقاً بمفرده».
ورد المكتب الاعلامي لميقاتي امس على الحملة التي يتعرض لها منذ صدر قرار مجلس الوزراء بتعيين اللواء حسان عودة رئيساً لأركان الجيش، «حيث انبرى عدد من السياسيين والصحافيين الى شن حملة على القرار واتهام رئيس مجلس الوزراء والحكومة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية والانقلاب على اتفاق الطائف».
واوضح المكتب في بيانه ان ميقاتي «لم يَستشر رئيس مجلس شورى الدولة في شأن مسألة التعيين، ولم يحصل اي تواصل بينهما بشأن هذا الملف او غيره». وقال: «لقد كان ميقاتي واضحاً في مقاربة هذا الملف لدى عرضه على مجلس الوزراء، حيث شرح الاسباب الموجبة للقرار وضرورته لضمان استقرار مؤسسة الجيش، بعدما امتنع معالي وزير الدفاع عن القيام بواجبه في هذا الملف. وكان ضروريا ان يقوم مجلس الوزراء، بما له من سلطة جامِعة، باتخاذ القرار المناسب. واذا كان القرار لا يعجب البعض، فهناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، كما انّ الحكومة سوف ترضخ لأيّ قرار قضائي قد يصدر في هذا الصدد في حال تقديم اي طعن».
وشدد البيان على «ان الحملات الاعلامية الممجوجة التي تشن على ميقاتي والحكومة في هذا الموضوع تفتقد الى الصدقية والحجة، وهدفها العراضات الاعلامية، بما يثبت ان البعض يفتش عن حيثية مستقلة او ينصّب نفسه وصيّاً وقيّماً على عمل الوزراء والوزارات وعلى حقوق الطائفة التي ينتمي اليها».
الراعي
وكان البطريرك الراعي قد طالب المسؤولين اللبنانيّين بـ«القيام بواجباتهم تجاه المرضى والمستشفيات والمستوصفات ودور المسنّين ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصّة». وأكّد، في عظة الأحد في مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي لمناسبة «اليوم العالمي للمريض العالمي»، أنّ «هؤلاء المسؤولين لم يستطيعوا إتمام ما يترتّب عليهم من واجبات، مثل دعم الدّواء أوّلًا، إيفاء الديون المتوجّبة لهذه المؤسّسات، وإخراج البلاد من أزماتها المميتة، من خلال انتخاب رئيس للجمهوريّة، الذي هو مدخل وحيد وأساسي لحلّ الأزمة السياسيّة المتسبّبة بالأزمات الأخرى الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والتّجاريّة».
وتوجّه البطريرك الرّاعي إليهم بالقول: «كفى مخالفات للدستور، ومخالفات قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو سياسيّة»، مشدّدًا على أنّ «كلّ هذه المصالح مُدانة ومرفوضة، فابدأوا أوّلًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات». واعتبر أنّ «الدستور معطّل عمدًا، ونتوجّه إلى الضّمير الوطني لرئيس وأعضاء المجلس النيابي، لعلّ وخزّ الضّمير يستحثّهم».
عودة
من جهته، لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في قداس الاحد امس، إلى «أنّنا منذ عقود لا نرى سوى من يستبيح سيادة الوطن ويجعله مطيّةً، إمّا لمطامعه أو لجهات تستغلّه لمصالحها، حتّى أصبح ورقة مساومة في يد الأقوياء يستعملونها لما يناسبهم. كما نرى مَن يُسخّر خيرات الوطن لخيره، أو من يستبيح كرامة أبنائه لغايات، ومن يغتال مفكّريه وأحراره، ومن يقحمه في حروب رغم إرادة معظم أبنائه». وشدد على «أنّنا بحاجة إلى رئيس يتولّى مع حكومته بناء المؤسّسات، وتعيين الأكفّاء في مراكز القيادة، من دون محاباة أو محسوبيّة، لكي يقوم كلّ مسؤول بواجبه من أجل المصلحة العامّة».
بوصعب
وكان كلام ميقاتي وتعيين مجلس الوزراء رئيساً لاركان الجيش من دون موافقة وزير الدفاع وفي ظل شغور رئاسة الجمهورية، قد أثار ردود فعل عنيفة ابرزها من نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، الذي قال بعد زيارته رئيس المجلس نبيه بري: «أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جداً لرئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، والأخطر منه الصلاحيات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول «بعض الوزراء» لأنه أكيد لا يتصرف بالطريقة نفسها مع جميع الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير غازي زعيتر هو وزير الدفاع هل كنت تصرّفت معه بهذه الطريقة؟ وأنا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا الى هذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة أنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا اليوم ونحن صدقنا، ولكنه يوجّه رسائل في اتجاه المرجعيات الدينية ليقول لها أنا أقف على خاطرك في بعض الأمور، ولكنه يقف على خاطرها في بعض الأمور الثانوية، أما الأمور السياسية الأساسية مثل الاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء طبعاً، فإنه يُمعن في موضوع التعدي على صلاحيات كهذه. واضاف: ان ما يقوم به (رئيس الحكومة) هو نسف لدستور «الطائف»، وهو سيتحمل مسؤوليته، وهذه سابقة خطيرة ما سبق لأحد أن تصرّف مثلما يتصرف هو، وهذا استفزاز لشارع طويل عريض. أنا لا أتكلم أبداً من منطق طائفي أو مذهبي، ولكن أرى ردات الفعل. ونصيحتي لرئيس الحكومة انه اذا تواصل مع المرجعيات الدينية فليس هذا معناه أنه أصبح لديه رضى أو غطاء لكي يتصرف، لأن حتى المرجعيات الدينية لا تقبل بالتصرف الذي حصل في الحكومة وبهذا الشكل».
جنبلاط
في غضون ذلك أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط تضامنه مع موسكو في مواجهة توسّع حلف «الناتو» باتجاه روسيا، مؤكدا أهمية احترام اتفاقات مينسك.
وقال جنبلاط في حديث لبرنامج «نيوزميكر» انه «من النقاط التي جرى النقاش حولها مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هي أنّ كذبة كبيرة خرجت من أوساط غربية مفادها حلّ الدولتين، وكان موقفي واضحا وتطابقَ مع موقف لافروف».
وردا على سؤال، أجاب جنبلاط: «نريد ونوافق على تطبيق القرار 1701، لكن لا يكون هذا التطبيق إلّا بالاتفاق بين «ح.ز.ب. ال.ل.ه» والقوى اللبنانية، ومن خلال الدولة، وتعزيز الجيش اللبناني كي يملأ الفراغ في هذه المنطقة، شرط أن نطبق الأمور نفسها على إسرائيل». واضاف: «ح.ز.ب. ال.ل.ه والجمهورية الإسلامية ليسا في وارد توسيع الحرب، لكن علينا أن نسأل الفريق الآخر، أيّ إسرائيل وكلّ من يدعمها، الغرب والولايات المتحدة بالتحديد».
وعن سؤال حول عدم توسّع «ح.ز.ب. ال.ل.ه» في الحرب من أجل تسهيل وصول سليمان فرنجية إلى بعبدا؟ أجاب جنبلاط: «لم أسمع بهذا الموضوع، وليس بأمر يعنيني، كوني أتحدث كمراقب من بعيد، وما يقرره اللقاء الديموقراطي والقوى السياسية بالتوافق. هذا شأنهم وليس شأني». ولفت إلى أن «العلاقة إيجابية مع «ح.ز.ب. ال.ل.ه» ومع كل فصيل لبناني أو غير لبناني يقاوم إسرائيل». وتابع: «موقفي واحد وثابت وهو محاولة عدم استدراج لبنان لحرب واسعة، وتطبيق القرار 1701، والعودة إلى قرار الهدنة من قِبل جميع الفرقاء ما يوفّر الكثير على لبنان». وأضاف: «نتمنى أن يتوصّل دور الدول العربية مع روسيا وأمير كا إلى وقف إطلاق للنار في غزة لدى الأمم المتحدة».
وشدد على أن «اللقاء الإيراني ـ السعودي إيجابي إذ خفف من التشنج الإيراني – السعودي، ونتمنى أن ينتج علاقات أفضل تنسحب من اليمن إلى لبنان».
مؤتمر ميونيخ للأمن
على صعيد آخر، علمت «الجمهورية» أن ميقاتي يستعد للتوجه الى ميونيخ بعد غد الأربعاء على رأس وفد يضم اليه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعدداً من المستشارين للمشاركة في اعمال «مؤتمر ميونيخ للأمن والتعاون» بنسخته الواحدة والستين منذ انطلاقته العام 1963، والمخصّص هذه السنة للبحث في الأزمات الدولية في ضوء ما يجري من أحداث في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان وتداعياتها امتدادا الى البحر الأحمر واليمن وفي سوريا والعراق. بالإضافة الى ملفات دولية كبرى مختلفة منها ترددات الحرب في اوكرانيا بعدما كان مخصصا العام الماضي لهذه الازمة وتداعياتها المختلفة، ذلك انّ المؤتمر الذي سبقه كان منشغلاً بالترتيبات العسكرية الروسية التي كانت جارية في محيط أوكرانيا بعد ضَم جزيرة القرم الى روسيا قبَيل إعلان الحرب عليها بعد أيام قليلة من انتهاء أعمال المؤتمر.
وسيتناول المؤتمر ايضا قضايا أخرى تعني الأمن والسلام الدوليين، ومنها ما يتصل بقضايا المناخ والعلاقات بين الغرب والشرق والمواجهات المحتملة في بحر الصين، إضافة الى ما يَعوق إمدادات الطاقة في العالم في ضوء العقوبات المفروضة على بعض الدول ولا سيما منها تلك التي طاوَلت إنتاج روسيا وإيران من صادراتها من النفط والغاز والمشتقات النفطية وما تسبّبت به أحداث البحر الأحمر من اعاقة للتجارة الدولية.
تحضيرات حكومية
وعليه، فإنّ غياب رئيس الحكومة حتى نهاية الاسبوع يلغي احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء سيبقى موعدها رهن الترتيبات التي ستُتخَذ لتلبية ما يمكن توفيره من مطالب موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين وفي الوزارات والمؤسسات العامة والمتقاعدين.
وعلى خلفية إرجاء الحكومة البت بهذه الزيادات، من المقرر ان تستضيف السرايا الحكومية ووزارة المال هذا الأسبوع سلسلة اجتماعات مع ممثلين عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والمتقاعدين بمشاركة من يرغب من الوزراء، وفق ما اعلن رئيس الحكومة في مستهل جلسة مجلس الوزراء السبت الماضي مع الوعد بإمكان التوصّل الى حلول تنصف جميع العاملين في القطاع العام عسكريين ومدنيين والمتقاعدين ايضاً.
وكما بات معروفاً فإن هناك مجموعة اقتراحات بوشر البحث فيها ودفعت عددا من الهيئات الادارية والمتقاعدين العسكريين الى تعليق تحركاتهم الاعتراضية.
تصعيد الجنوب
على الجبهة الجنوبية لم يوقِف العدو الاسرائيلي اعتداءاته العنيفة على لبنان، واستهدف يوم السبت عمق المناطق اللبنانية خارج الجنوب بغارة على بلدة جدرا في اقليم الخروب القريبة من صيدا متجاوزاً كل الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، ما ادى الى سقوط شهيدين. كذلك استهدف بلدتي الناقورة وحولا ما ادى الى سقود ثلاثة شهداء احدهم في الناقورة واثنان في حولا، وهما العسكري في قوى الأمن الداخلي علي محمد نمر مهدي، وموظف البلدية حسين موسى ابراهيم بالإضافة إلى جرح 7 آخرين.
وحول الغارة على بلدة جدرا، فقد استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة في البلدة ادّعى العدو انه كان فيها احد مسؤولي حركة «ح.م.ا.س.»، ما أدى الى سقوط الاصابات التي تضاربت المعلومات حول عددهم بين اثنين وثلاثة واربعة. لكن رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي قال لقناة «الميادين»: «ان أحد شهداء القصف لبناني وشهيد آخر سوري يدعى م. ع». واكد «أن الاعتداء الذي طاولَ بلدة جدرا هو اعتداء على كل لبنان، واسرائيل هي عدو يستهدف كل لبنان». أما الجرحى فهم «ع. ن» وهو عسكري مصاب بإصابة طفيفة تمّ نقله إلى مستشفى سبلين، و ع.غ نقل من مستشفى سبلين الى الرسول الاعظم، بالإضافة إلى س.ع سائق السيارة المستهدفة، وهو فلسطيني.
ونقلت وكالة «رويتر» عن أربعة مصادر امنية قولها ان «شخصية فلسطينية قريبة من «ح.م.ا.س» نجَت من غارة إسرائيلية على سيارة في منطقة جدرا، على بعد نحو 60 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية، الا انها اسفرت عن مقتل 3 آخرين». وقال «مصدر إسرائيلي» لقناة «سكاي نيوز عربية»: ان باسل صالح الذي نجا من الاغتيال في جدرا مسؤول عن التجنيد لمصلحة حركة «ح.م.ا.س».
لكن «المقاومة الا.س.ل.ا.م.ي.ة» نعت «الشهيد المجاهد خليل محمد علي فارس «حمزة» مواليد عام 1969 من بلدة عيترون في جنوب لبنان وسكان بلدة جدرا في جبل لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس». اما الشهيد السوري فقد صادف مروره على دراجة نارية قرب السيارة اثناء الغارة.
ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية القصف الذي طالَ بلدة جدرا بـ»عملية القتل والتصفية غير العادية».
واستمرت المواجهات طوال نهار امس، فشَنّ الطيران الحربي الاسرائيلي فجراً غارة على وادي «الدلافة» في بلدة حولا. وسجل صباحاً قصفٌ مدفعي استهدف منطقة «البرج» في أطراف بلدة كفرشوبا، بينما قصفت دبابة ميركافا محيط الحارة الشمالية لبلدة كفركلا.
وظهراً، وصلَ تحليق الطيران الحربيّ الاسرائيلي على علو مرتفع الى اجواء مناطق البترون وكسروان وإقليم التفاح وطرابلس وبعلبك والهرمل، في خرقٍ مُتمادٍ للسيادة اللبنانية. ونفّذ منذ العاشرة والنصف صباحاً غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح على علو متوسط.
وقرابة الثانية بعد الظهر أغار على منطقة بين بنت جبيل ويارون في القطاع الأوسط، ثم اغار على بلدة شيحين حيث افادت المعلومات عن سقوط شهيدين، وعلى جبل بلاط واطراف بيت ليف ويارون. فيما استهدف قصفٌ مدفعي اطراف الناقورة وعلما الشعب وشيحين والجبين وطير حرفا وكفرحمام.
ونفذت المقاومة عددا من العمليات، جاء كالآتي: تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وإطلاق صواريخ في اتجاه موقع الرمثا في مزارع شبعا المحتلة و»المنارة» و»يفتاح›» في الجليل الأعلى. وأعلنت قناة 12 العبرية مساء عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان في اتجاه مستوطنة «المنارة» في إصبع الجليل.
كذلك استهدفت المقاومة تجمعاً للجنود الإسرائيليين في مثلث الطيحات والتجهيزات التجسسية في موقع العباد وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وتجمعاً للجنود في جبل نذر.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية امس انه «ليس هناك مفر لإسرائيل من الحرب مع «ح.ز.ب. ال.ل.ه». وقالت: «لن يكون أمام الجيش الإسرائيلي مخرج من الحرب مع « ح.ز.ب. ال.ل.ه»، وأن الحرب هي السبيل الوحيد لإعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم». واضافت: «انّ الحرب بين «ح.ز.ب. ال.ل.ه» والجيش الإسرائيلي مجرد مسألة وقت».
***************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن يفاجئ اللبنانيين بدعوته لانتخاب الرئيس بمنأى عن «الخماسية»
أكد أن إيران شريكة في التسوية و«ح.م.ا.س» تصنّع سلاحها محلياً
بيروت: محمد شقير
تعددت الرسائل السياسية التي أطلقها وزير خارجية إيران حسين أمير عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن من بيروت، في زيارته الثالثة للبنان منذ اجتياح حركة «ح.م.ا.س» للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن غلاف غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتوخى منها إعلام حلفائه في لبنان بأن طهران منخرطة في الجهود الدولية والعربية الرامية إلى إيجاد حل يبدأ من وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع أن قرار وقفها كان ولا يزال بيد الولايات المتحدة الأميركية، محذّراً، في الوقت نفسه، تل أبيب من جنوحها نحو اجتياح رفح لما يترتب على مغامرتها من تداعيات عسكرية وسياسية من شأنها أن تهدد الاستقرار في المنطقة.
تعدد الرسائل
فوزير الخارجية الإيرانية، وإن كان لا يتطلع إلى توسيع نطاق الحرب وتمدُّدها نحو جنوب لبنان، شملت محادثاته التي أجراها في بيروت رئيسا المجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وأمين عام «ح.ز.ب ا.ل.ل.ه» حسن نصر الله، وقادة حركتي «ح.م.ا.س» و«الج.ه.ا.د. الإسلامي» في لبنان.
وبقيت المحادثات، كما يقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط»، تحت سقف ضرورة إعطاء فرصة لتمرير التسوية على قاعدة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، كاشفاً في الوقت نفسه، ونقلاً عن عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن، أن المراسلات بين طهران وواشنطن لم تنقطع، لا بل ارتفعت وتيرتها لمنع توسعة الحرب، ومؤكداً أن سلطنة عُمان تتولى رعايتها، ويشارك فيها من حين إلى آخر سفير سويسرا لدى إيران ومسؤولون من دولة قطر.
ولعل تعدُّد الرسائل التي أطلقها عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن، وإن كانت قوبلت بتصعيد عسكري من قبل تل أبيب تجاوزت فيه الخطوط الحمر في استهدافها لمسؤول التجنيد في «ح.م.ا.س» في الضفة الغربية باسل الصالح في بلدة جدرا، من دون أن تتمكن من اغتياله، علماً أن هذه البلدة تبعد عن منطقة جنوب الليطاني نحو 37 كيلومتراً وعن بيروت 25 كيلومتراً.
استدراج «ح.ز.ب ا.ل.ل.ه»
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في «الثنائي الشيعي» («ح.ز.ب ا.ل.ل.ه» وحركة «أمل») بأن تل أبيب اتخذت قرارها بتجاوز الخطوط الحمر في استهدافها لمناطق لا تقع ضمن منطقة جنوب الليطاني، في محاولة لاستدراج «ح.ز.ب ا.ل.ل.ه» نحو توسعة الحرب. وهذا ما لفت إليه عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن في لقاءاته مع نصر الله والقيادات الفلسطينية، داعياً إلى ضبط النفس لتفويت الفرصة على رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يصر على التصعيد جنوباً لتمرير رسالة للدول التي تضغط عليه لمنعه من توسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية.
ولفتت المصادر في «الثنائي الشيعي» إلى أن فريق الحرب في إسرائيل أراد إعلام المجتمع الدولي بأنه لن يرضخ للضغوط ما لم يوفّر له الضمانات المطلوبة ليبقى على قيد الحياة، بالمفهوم السياسي للكلمة. وقالت إن استهداف جدرا الواقعة على تخوم بيروت الإدارية لا يتعلق بمحاولة اغتيال المسؤول في «ح.م.ا.س» فحسب، وإنما يتخطاه لتوسعة الحرب جنوباً.
استراتيجية جديدة
وكشفت أن المسؤولين في غرفة العمليات المشتركة التابعة لـ«محور الممانعةّ» بدأوا، تحت إشراف نصر الله، البحث عن إعداد استراتيجية جديدة لوضع حد لتجاوز إسرائيل للخطوط الحمر، على أن تبقى تحت السيطرة، وإن كانوا يتخوّفون من تحويلها منطقة جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة أسوة بالمنطقة الواقعة في شمال فلسطين المحتلة، مما يسمح لها بإقحام الجنوب بمغامرة عسكرية ليست محسوبة. وقالت إن الاستراتيجية المدرجة على جدول أعمال محور الممانعة فوجئت بمبادرة تل أبيب إلى خرق قواعد الاشتباك في العمق، وكانت تراهن، من وجهة نظر محور الممانعة، على أن التوصل إلى هدنة مديدة في غزة سينسحب على جنوب لبنان.
ونقلت المصادر نفسها عن عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن قوله إن تل أبيب لن تتمكن من السيطرة على غزة، وأن لدى «ح.م.ا.س» و «الج.ه.ا.د. الإسلامي» ومعها الفصائل الفلسطينية القدرة على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي لأشهر مديدة، كون هؤلاء مجتمعين لا يعوزهم السلاح والذخائر على أنواعها، وكانوا قد أمّنوا مزيداً من الاحتياط من خلال المصانع التي أنشأوها لتصنيع الصواريخ والقذائف، ولديهم من الاكتفاء الذاتي ما لا يسمح لإسرائيل بالإطباق على غزة.
تماسك الممانعة
وأكدت أن زيارة عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن تهدف بالدرجة الأولى إلى شدشدة الوضع وتحصينه، وأن لقاءاته التي جاءت من خارج جدول أعماله غير الرسمي تأتي في سياق توجيه رسالة لتل أبيب، ولمن يهمهم الأمر، بأن محور الممانعة باقٍ على تماسكه، وأن طهران لن تتخلى عنه وستكون له كلمة الفصل في حال أن المنطقة سائرة نحو إيجاد تسوية. ورأت أن اجتماعه بنصر الله طبيعي، وإن كان الأخير على تواصل شبه يومي بمركز القرار في طهران.
لكن الرسائل السياسية التي أطلقها عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن لم تكن محصورة بالشق الإقليمي لجهة إعلان حالة الاستنفار السياسي والعسكري لكبح جماح نتنياهو وتفويت الفرصة عليه لتوسعة الحرب جنوباً، برغم ما تبلّغه لبنان من تحذيرات دولية وإقليمية بعدم الانجرار إلى ملعب فريق الحرب الذي يقوده اليمين الإسرائيلي المتطرف لاستدراج «ح.ز.ب ا.ل.ل.ه» للدخول في حرب، لن تقتصر على الجنوب وإنما ستتمدد إلى مناطق أخرى، وهذا ما أراده من خلال استهدافه بلدة جدرا الجبلية، وإنما أراد عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن أن يتناول فيها جملة من أبرز القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية والتي لا زالت عالقة تفتقد إلى الحلول وتشكّل مادة خلافية، ومن أبرزها إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزُّم.
انتخابات الرئيس
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر رسمية رفيعة أن عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن تطرق إلى انتخاب الرئيس ودعا إلى لبننته، على أن يكون انتخابه نقطة توافق بين الكتل النيابية بمنأى عن أي تدخّل خارجي.
وبكلام آخر، فإن عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن أراد أن يعيد كرة انتخاب الرئيس إلى حضن اللبنانيين، وأن طهران تؤيد ما يتوافقون عليه، وذلك في إشارة إلى أن طهران توكل أمرها في هذا الخصوص إلى محور الممانعة ومن خلاله إلى «الثنائي الشيعي».
وأكدت أن وزير الخارجية الإيرانية توقّف أمام ضرورة انتخاب الرئيس من زاوية، كما تقول المصادر نفسها، أن إيران حريصة على الاستقرار في لبنان، وضرورة تضافر الجهود للحفاظ على التهدئة كشرط للتصدي للأطماع الإسرائيلية في ظل استمرار احتلالها لأجزاء من جنوب لبنان.
لكن الجهات الرسمية أبدت قلقها حيال دعوة عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن للبننة انتخاب الرئيس على خلفية قوله، بلا مواربة، بأن اللجنة «الخماسية» التي تضم في عدادها ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر منقسمة على نفسها، وأن من الأفضل أن يُترك انتخابه للبرلمان اللبناني، لعله يتوافق على مرشح يكون ترجمة لتلاقي الكتل النيابية حول اسم معين.
واعتبرت الجهات الرسمية أن ربط عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن انتخاب الرئيس بتوافق لبناني- لبناني ما هو إلا مقدمة تدفع بالدول المعنية بانتخابه للالتفات نحو طهران طلباً لمساعدتها، وأن مجرد تطرقه للانقسام بداخل «الخماسية» يعني حكماً، من وجهة نظر المعارضة، بأنها تصر على حجز مقعد لها بإلحاقها بـ«الخماسية» ولو بطريقة غير مباشرة.
أمن لبنان من أمن إيران
إلا أن جهات رسمية معنية، كما علمت «الشرق الأوسط»، لم تكن مرتاحة حيال ما أعلنه عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن من مطار رفيق الحريري الدولي، وفور وصوله إلى بيروت، بأن أمن لبنان من أمن إيران، خصوصاً وأنه كرر موقفه في بعض اللقاءات، أكانت رسمية أو سياسية، من دون أن يستفيض في تسليط الضوء على ما يقصده من قوله هذا.
حتى أنها وإن كانت تتجنّب تظهير موقفها للعلن، فهي لم تكن مرتاحة لربط الأمن اللبناني بأمن إيران، باعتبار أن مثل هذا الربط سيكون موضع قلق يتخطى الداخل إلى الخارج ويثير ريبة المجتمع الدولي، خوفاً من أن يكون ما أعلنه مقدّمة لإلحاق لبنان بمحور الممانعة، إلا إذا كان يقصد من إطلاقه لموقفه تفجير قنبلة صوتية لن يكون لها من مفاعيل أمنية.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن دعا إلى تطبيق القرار الدولي 1701 بوصفه الناظم الوحيد لتحديد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية من دون أن يخوض في التفاصيل.
***************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تخبُّط إسرائيل جنوباً يرفع من مخاطر انهيار كامل لقواعد الاشتباك
ميقاتي يردّ على شكوى أبوصعب لبرّي: نسيِّر أمور البلاد والعباد.. والحريري في بيروت
تسابق التطورات الميدانية الجنوبية المتغيرات الحاصلة في الوضعين السياسي والاقتصادي، على وقع احتدام المواقف الداخلية، واستعار الحملة على الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، على خلفية تعيين رئيس جديد لأركان الجيش اللبناني، لمنع الوقوع في اي فراغ عندما تنتهي الولاية المهلة لقائد الجيش العماد جوزاف عون، بعد 11 شهراً، ولم ينتخب رئيس للجمهورية، الامر الذي استدعى ردا من رئيس الحكومة.
ولا ينفصل كلا الوضعين الأمني والعسكري جنوباً وامتداداً الى مناطق خارج قواعد الاشتباك المعروفة عما يجري في المنطقة، سواء في ما خص ما تسميه ادارة الحرب في اسرائيل بالاستعداد لاقتحام مدينة رفح عند الحدود المصرية، وتداعيات ذلك على مجمل الاوضاع في المنطقة، بما في ذلك تعليق العمل بمعاهدة السلام بين مصر واسرائيل،أولجهة العودة الى تحريك ملف المفاوضات مع الاجتماع المرتقب غدا الثلثاء في القاهرة بين رؤساء مخابرات مصر واسرائيل والولايات المتحدة وقطر، استكمالاً للاجتماع الذي عقد في باريس قبل اسبوعين ونيف، بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبدا.ل.ل.ه.ي.ا.ن، والذي كشف عن مفاوضات مع الولايات المتحدة، بهدف خفض التوترات في المنطقة، والبحث عن حل سياسي للازمات المتفجرة، بما في ذلك الحرب في غزة.
سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تراجع الاهتمام بالملف الرئاسي في هذه الفترة مرده إلى انتظار مساعي التهدئة على جبهتي غزة والجنوب. ورأت ان الاسيوع الراهن من شأنه تقدبم اجوبة بشأن مصير هذه المساعي، وفي هذا الوقت لم يشهد الملف الرئاسي أي حراك جديد، على أن المواقف السياسية المحلية تتركز على ذكرى الرابع عشر من شباط.
وفي هذا السياق، قالت ان الأنظار تتجه إلى كلمة الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده وما يمكن أن تتضمن من إشارات حول الواقع السياسي الراهن.
إلى ذلك استبعدت المصادر أن تمر تعيينات المجلس العسكري كخطوة تالية بعد تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش اللبناني، وأشارت إلى أن التيار الوطني الحر الذي لم يبد امتنانه لهذا الإجراء يواصل الحملة على رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي بدوره يعقد لقاءات قبل تحديد موعد مجلس الوزارة لبحث مطالب القطاع العام والعسكريين المتقاعدين وإمكانية صدور سلة واحدة بشأن الرواتب والامور المادية المتصلة بهم.
عودة الحريري
وكان الرئيس سعد الحريري وصل الى بيروت مساء امس للمشاركة في احياء ذكرى استشهاد والده الـ19.
وسيمضي الحريري عدة ايام في لبنان، يلتقي خلالها الرئيس بري وشخصيات اخرى فضلا عن كوادر تيار «المستقبل».
وكان موضوع تعيين رئيس للاركان في الجلسة الاخيرة (السبت الماضي) لمجلس الوزراء موضع تجاذب بالغ الحساسية بين السراي والتيار الوطني الحر.
هجوم أبو صعب واعتراض عند بري
واختار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب منبر عين التينة، ليشن حملة على الرئيس نجيب ميقاتي، كاشفا انه سجّل اعتراضا عند الرئيس بري، وسأله: اذا قبل وزراؤه ان يكون في هذه الحكومة التي تأخذ هكذا قرارات وهي حكومة تصريف اعمال وتهتم بالشؤون الضيقة من تصريف الاعمال، متمنيا عليه ان يكون الضامن للمستقبل في غياب رئيس الجمهورية و«السلطة» التي تحصل على الصلاحيات.
وقال ابو صعب: أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جداً من قبل رئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، والأخطر منه الصلاحيات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول بعض الوزراء لأنه أكيد لا يتصرف بنفس الطريقة مع كل الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير زعيتر هو وزير الدفاع كنت تصرفت معه بهذه الطريقة؟ وانا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا لهذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة بأنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا ونحن صدقنا، ولكنه يرسل رسائل باتجاه المرجعيات الدينية ليقول لهم أنا أقف على خاطركم ببعض الأمور، ولكنه يقف على خاطرهم في بعض الأمور الثانوية، أما الأمور السياسية الأساسية مثل التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء طبعاً يمعن في موضوع التعدي على هكذا صلاحيات».
.. وميقاتي يرد
ورد الرئيس ميقاتي على الحملات التي تستهدفه لجهة مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية بعد تعيين رئيس جديد للاركان، ان الحكومة تقوم بتسيير امور الدولة والعباد، فيما سواها يمتنع عن القيام بواجبه في انتخاب رئيس جديد لاعادة الانتظام الكامل لعمل المؤسسات الدستورية.
واشار الى ان تعيين رئيس للاركان جاء بعد امتناع وزير الدفاع عن القيام بواجبه، وكان ضروريا ان يقوم مجلس الوزراء بما له من سلطة جامعة باتخاذ القرار المناسب.
واستدرك قائلاً: من لم يعجبه التعيين، هناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، والحكومة سوف ترضخ لأي قرار قد يصدر في هذا الصدد، مجددا تمسكه باتفاق الطائف، وما يتضمنه من صلاحيات وروحية.
وفي تصعيد جديد، في مناسبة عيد مار مارون رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اننا «امام عملية اقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بدءا من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، واقفال القصر الجمهوري والعودة الى ممارسة حكم الترويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول.
ورحب المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى باهتمام الدول الشقيقة والصديقة، المتمثلة باللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على الخروج من دوامة الدوران في الفراغ الرئاسي، معربا عن امله في ان تثمر حلا قريبا للخروج من النفق المظلم، معربا عن قلقه الشديد من استمرار تعسر وتعثر انتخاب رئيس للجمهورية لا تستقيم من دونه الحياة السياسية، وتتعرض الحياة الوطنية الى المزيد من مخاطر التصدع والانهيار.. مؤكدا على مسؤولية المجلس بانتخاب الرئيس، داعيا الى احترام الآلية الدستورية.
حدّ أدنى وزيادات «العام» تنتظر
معيشياً، رفع مجلس الوزراء في جلسة السبت الحد الادنى للنقل في القطاع الخاص الى 450 الف ليرة لبنانية.
وتطرق رئيس الحكومة الى موضوع التعويضات للعاملين في القطاع العام والعسكريين وبدل الانتاجية للموظفين في القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين، قائلاً: «بالامس عقدت سلسلة اجتماعات مالية، تبين من خلالها استمرار وجود تفاوت ببن العاملين في القطاع العام والعسكريين،ولذلك طلبت التريث في استكمال درس هذا الملف الى حين مراجعة الارقام كلها. وستعقد اجتماعات الاسبوع المقبل مع ممثلين عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والمتقاعدين بمشاركة من يرغب من الوزراء. وبنتيجة الاتصالات ايضا مع مصرف لبنان تم التمني بالتريث في بت هذا الملف الى حين مراجعة كل الارقام، منعا لحصول اي تأثير سلبي على الاستقرار في سعر الصرف».
وأعرب تجمع «موظفي الادارة العامة» انه تفاجأ بتأجيل اصدار المرسوم المتعلق بالزيادات على الرواتب كحد أدنى وتعديل ايام الحضور مقابل بدل من المحروقات.
مشددا على مطالبته الحكومة بالإلتزام بوعدها بما يخص المفعول الرجعي وأن يطبق على كامل الزيادة وعدم التملص والتورية بالكلام. ويؤكد التجمع، بأن الإدارة العامة جسم واحد ويرفض تخصيص أي إدارة بتقديمات خاصة، وانطلاقاً من هذا المبدأ، يطالب تجمع موظفي الإدارة العامة الحكومة، بأن تشمل الزيادة كل العاملين في المؤسسات العامة ذات الطابع الإداري ولا سيما تعاونية موظفي الدولة».
ومحذراً من خطوات تصعيدية بالاشتراك مع المتقاعدين، الذين حضر قسم منهم الى رياض الصلح احتجاجا على التباطؤ في اقرار الزيادات على معاشات التقاعد المنهارة يوما بعد يوم.
العدوان المتفجِّر جنوباً
ميدانياً، وعشية اطلالة الامين العام لح.ز.ب ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر. الله غدا في يوم الجرحى، مضى العدو الاسرائيلي قدماً في ارتكاب المجازر ضد الامنين في بلدة حولا الحدودية، حيث ذهب شهيدان وبعض الجرحى، كما سجلت عملية عدوانية، شنتها مسيرة على سيارات مدنية في بلدة جدرا، ادت الى سقوط شهيد لح.ز.ب ا.ل.ل.ه واصابة آخرين بين شهيد وجريح.
وحسب تقرير كشف عنه موقع (Calcalist) الجمعة الماضي، ان حرب الشمال اذا وقعت ستكون اكثر تدميرا ودموية مما تتوقعه اسرائيل.
وكشف التقرير: «ستبدأ الحرب متعددة الجبهات من الشمال بإطلاق ح.ز.ب ا.ل.ل.ه صواريخ ضخمة ومدمرة في كل مكان تقريباً في إسرائيل».
وستكون عمليات الإطلاق ضخمة، وستشمل صواريخ غير دقيقة، وأخرى دقيقة بعيدة المدى. سيركز ح.ز.ب ا.ل.ل.ه جهوده من وقت لآخر، ويطلق وابلاً هائلاً من الصواريخ على خليةٍ ميدانية واحدة: قاعدة مهمة للجيش الإسرائيلي أو مدينة في دان غوش. وسوف يستمر إطلاق النار يوماً بعد يوم، حتى اليوم الأخير من الحرب.
واشارت هيئة البث الاسرائيلي الى ان القوة المحسوبة من قطاع غزة ستنقل للانتشار عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وكانت المقاومة الاسلامية اعلنت عن سلسلة استهدافات لمواقع العدو في جبل نذر وحدب عيتا وراميا وزبدين في مزارع شبعا، وكذلك استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.
وامس نعت حركة «امل» شهيدين جديدين، ليرتفع عدد شهداء الحركة، الى ثمانية، فيما اصبح عدد الشهداء الذين سقطوا باستهداف جامع بلدة حولا اثنين.
***************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
نتنياهو يستعدّ لاقتحام رفح… ح.م.ا.س: نسف لمفاوضات التبادل
«إسرائيل» تقتل 2 من أسراها وتصيب 8 آخرين بإصابات خطيرة
حراك خجول مُرتقب لـ«الخماسيّة»… لا انتخابات رئاسيّة في الأمد القريب – بولا مراد
لا يزال السباق بين التصعيد العسكري والهدنة على أوجه في قطاع غزة. فمع تراجع زخم مفاوضات الهدنة التي يتم العمل دوليا، على ان تدخل حيز التنفيذ في شهر رمضان في الـ١١ من الشهر المقبل، تكثف حكومة العدو الاسرائيلي استعداداتها لشن حملة عسكرية برية على مدينة رفح، رغم كل التحذيرات الدولية من التداعيات الانسانية الكبرى لعملية مماثلة في مدينة تأوي اكثر من مليون ونصف مليون نازح.
ساعات حاسمة
وأشار رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو، في مقابلة عبر قناة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، الى أن «الجيش الإسرائيلي سيضمن ممرا آمنا للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة». ورأى أن «أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك ح.م.ا.س هناك». وأضاف نتانياهو: «النصر في متناول اليد، سنفعل ذلك، سنسيطر على آخر كتائب ح.م.ا.س الإره.ا.ب.ي.ة وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي».
بالمقابل، حذّر قيادي في حركة ح.م.ا.س «إسرائيل» من أن «أي عملية عسكرية قد تشنّها على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، ستؤدي الى نسف مفاوضات التبادل بين الرهائن «الإسرائيليين» والمعتقلين الفلسطينيين». وأعلنت كتائب القسام- الجناح العسكري لح.م.ا.س، أن «القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع خلال الـ96 ساعة الأخيرة، أدى إلى مقتل 2 من الأسرى وأصاب 8 آخرين إصابات خطيرة».
واشارت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» الى ان «الساعات المقبلة حاسمة، كما ان احتمالات اجتياح رفح حاليا تتقدم على احتمال الهدنة»، لافتة الى ان «الامور ليست مجمدة بما يتعلق بالمفاوضات لكنها متعثرة، خاصة في ظل التصعيد «الاسرائيلي» الميداني، كما مواقف نتنياهو الاخيرة التي استدعت موقفا حازما من ح.م.ا.س بما يتعلق بمصير عملية التبادل». واضافت: «نتنياهو كان يعتقد انه قادر على تحرير الاسرى بعمليات امنية خاطفة، او من خلال هدنة محدودة، الا انه وبعدما ايقن ان ح.م.ا.س تربط عملية اخلاء سبيلهم بوقف نهائي لاطلاق النار، بات واضحا ان الاولوية بالنسبة له ليست لهذا الملف، انما لاستكمال حربه على ح.م.ا.س معتقدا بذلك انه قادر على تفادي سقوطه المدوي سياسيا».
ونبهت المصادر من ان «اجتياح رفح لن يمر مرور الكرام، فالضغط الديبلوماسي الذي يمارس اليوم لتفادي هذا السيناريو، سيتحول لضغط عسكري من قبل محور المقاومة الذي لن يقبل الرضوخ لاسقاط ح.م.ا.س».
وكان جيش الاحتلال وسع يوم امس الاحد نطاق غاراته على القطاع، مما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد 3 مرضى، بسبب منع الاحتلال إدخال الأوكسجين إلى مستشفى الأمل منذ أسبوع.
وأعلنت كتائب القسام عن استهداف دبابتين وسط معارك جنوب غرب حي الزيتون، في حين أعلنت سرايا القدس قصف تجمع لجنود الاحتلال وآليات غرب خان يونس، وتزامن ذلك مع تأكيد رئيس أركان «الجيش الإسرائيلي» أن القتال في خان يونس ليس قريبا من نهايته.
تركيز على الاغتيالات
لبنانيا، تراجعت الى حد ما وتيرة المواجهات بين ح.ز.ب ا.ل.ل.ه والعدو الاسرائيلي امس الاحد. وقطع رئيس تكتّل «نواب بعلبك الهرمل» النّائب حسين الحاج حسن الطريق على اي جهود دولية جديدة لـ «التحييد الساحة اللبنانية»، فقا»: «لا نقاش في أي أمر يتعلق بالحدود اللبنانية الجنوبية، إلا عند وقف العدوان على غزة».
وقالت المصادر الواسعة الاطلاع ان «احتمال شن «اسرائيل» هجوما كبيرا على لبنان ليس احتمالا متقدما، خاصة اذا اتُخذ قرار اجتياح رفح»، مرجحة «تركيز العدو في المرحلة الراهنة على عمليات الاغتيال التي تطال على حد سواء قياديين في ح.م.ا.س وح.ز.ب ا.ل.ل.ه».
ميدانيا، استهدفت طائرة مسيّرة معادية صيدلية عند مدخل بلدة الجبين، فيما استهدفها العدو بقذائف المدفعية. كذلك شنت الطائرات الحربية المعادية غارة على شيحين مستهدفة منزلاً في البلدة ومتسببة بإصابات، وغارات على راميا ومروحين كما جبل بلاط وبلدتي يارون وشيحين. اما القصف المدفعي فطال أطراف بلدة كفرحمام والناقورة وعلما الشعب.
بالمقابل، استهدفت المقاومة تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم، وفي تلال كفرشوبا اللبنانية، وتجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مثلث الطيحات، وآخر في جبل نذر، محققة اصابات مباشرة.
كذلك تم استهداف التجهيزات التجسسية في موقع العباد، كما موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
نفس طويل
سياسيا، يُرتقب ان يعاود سفراء «اللجنة الخماسية» المعنية بالشأن اللبناني حراكهم، وان بشكل خجول خلال الايام القليلة المقبلة. اذ تقول مصادر معنية بالملف لـ «الديار» انه وصل اللجنة جو مفاده ان «نفس الثنائي الشيعي طويل جدا» لجهة التمسك بمرشحه رئيس تيار»المردة» سليمان فرنجية، وان اي اقتراح دولي يتحدث عن مرشح ثالث لن يلقى تجاوبا من قبل «الثنائي»، الذي يعتبر ان الاولوية اليوم للعمل في الميدان، لا لتقديم التنازلات في السياسة».
وتشير المصادر انه رغم حراك الموفدين باتجاه لبنان لجس نبض المسؤلين حول الاستحقاق الرئاسي، الا ان لا انتخابات رئاسيّة في الأمد القريب.
في هذا الوقت، حاول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استيعاب الحملة الكبيرة بوجهه، على خلفية تعيين اللواء حسان عودة رئيساً للأركان، واعتبار قسم كبير من المسيحيين ان في ذلك تعديا على صلاحيات رئيس الجمهورية. فاصدر المكتب الاعلامي لميقاتي امس بيانا اعتبر فيه ان القرار يأتي لـ»ضمان استقرار مؤسسة الجيش، بعدما امتنع معالي وزير الدفاع عن القيام بواجبه في هذا الملف»، معتبرا انه «كان ضروريا ان يقوم مجلس الوزراء، بما له من سلطة جامعة باتخاذ القرار المناسب».
واضاف: «واذا كان القرار لا يعجب البعض، فهناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، كما ان الحكومة سوف ترضخ لاي قرار قضائي قد يصدر في هذا الصدد في حال تقديم اي طعن».
من جهته، سأل عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبد الله في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، «لماذا كل هذا التهجم والتجريح بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي منذ جلسة تعيين رئيس الاركان؟ جوقة متنوعة ومتنقلة تتسابق في البكاء على الدستور والصلاحيات والادوار»؟ وشدد على انه «ليس الآن وقت السجالات والمناظرات وتسجيل المواقف الشعبوية والغرائزية. بعد جدرا، العدو استباح كل الوطن، والوقت لتمتين الوحدة الداخلية».
***************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ميقاتي للبطريرك: «خللي جماعتك ينتخبو رئيس »
ازدحم المشهدان السياسي والامني خلال عطلة نهاية الاسبوع بالتطورات الدراماتيكية، لا سيما مع توسع رقعة الاستهدافات الاسرائيلية التي بلغت العمق اللبناني وتحديدا اقليم الخروب عبر غارة شنتها مسيرة اسرائيلية على سيارة في بلدة جدرا، ما أدى الى سقوط شهداء وجرحى تفاوتت المعلومات حول هويتهم بين من افاد انهم من ح.ز.ب ا.ل.ل.ه ومن اعتبر انهم من حركة ح.م.ا.س. الا ان اسرائيل افادت ان هدف العملية كان قياديا كبيرا من حركة ح.م.ا.س في لبنان.
اما في السياسة فملأ الساحة وزير خارجية ايران حسين امير عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن بمواقف تتصل بالوضعين اللبناني والفلسطيني، مشيرا الى ان التطورات الفلسطينية تبدو متجهة نحو حل سياسي، فيما اكد استمرار دعم ايران للبنان والمقاومة.
عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن
فعلى وقع الغارات الاسرائيلية في العمق اللبناني اجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن محادثات في بيروت مع كبار المسؤولين، بدأها من السراي شملت ايضا الأمين العام لـ”ح.ز.ب ا.ل.ل.ه” السيد حسن ن.ص.ر.الله وممثلين عن فصائل فلسطينية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وحذر عبد ا.ل.ل.ه.ي.ا.ن اسرائيل من ان توسيع عدوانها على لبنان سيكون اليوم الاخير لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
مجلس الوزراء
في مجال آخر، وفي جلسة صباحية عقدت في السراي الحكومي برئاسة ميقاتي، أقرّت الحكومة مرسوم المعاملات الإلكترونية والمعاملات الشخصية، وكلّفت وزير المهجّرين بمتابعة ملف النازحين ورفع تقرير لمجلس الوزراء. ووافق مجلس الوزراء، على رفع بدل النقل للقطاع الخاص إلى 450 ألف ليرة لبنانية.
ميقاتي يردّ على البطريرك
بعد الجلسة تحدث وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي فقال: في مستهل الجلسة تحدث دولته فقال: بداية نهنئ اللبنانيين جميعا والموارنة خصوصاً بمناسبة عيد مار مارون شفيع لبنان. هناك موضوع يثير لدي الحساسية المفرطة، ويتعلق بالحديث الذي يتم تداوله عن الاستئثار بادارة البلد والدويكا وما الى ذلك من كلام لا يمت الى الحقيقة بصلة. وفي هذا المجال اكرر القول إنني غير راغب في أخد دور أحد أو الحلول مكان أحد، وعندما يكون هناك فراغ فالعتب واللوم يجب ان يوجه الى من يتسبب بهذا الفراغ لا على من يسعى لادارة البلد لمنع التأثير السلبي للفراغ. نحن نكرر الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، واذا كنا نتولى اليوم صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره كحكم بين جميع اللبنانيين، فحينما يشعر أحد أن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما، فلنلفت النظر الى ذلك على طاولة مجلس الوزراء، بعيداً عن المنطق الطائفي البغيض، لان الاساس ان نتحدث مع بعضنا البعض ونتوصل الى الحلول المرجوة لما فيه خير جميع اللبنانيين لا طائفة وحدها، او فريقاً بمفرده”.
وتطرق رئيس الحكومة الى موضوع التعويضات للعاملين في القطاع العام والعسكريين وبدل الانتاجية للموظفين في القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين، قائلاً: “بالامس عقدت سلسلة اجتماعات مالية، تبين من خلالها استمرار وجود تفاوت بين العاملين في القطاع العام والعسكريين، ولذلك طلبت التريث في استكمال درس هذا الملف الى حين مراجعة الارقام كلها. وستعقد اجتماعات الاسبوع المقبل مع ممثلين عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والمتقاعدين بمشاركة من يرغب من الوزراء. وبنتيجة الاتصالات ايضا مع مصرف لبنان تم التمني بالتريث في بت هذا الملف الى حين مراجعة كل الارقام، منعا لحصول اي تأثير سلبي على الاستقرار في سعر الصرف”. وفي موضوع السيول الجارفة التي حلّت بمناطق عكار ووادي خالد اعطى دولة الرئيس التوجيهات اللازمة بهذا الخصوص.
ثم باشر المجلس بدراسة جدول الاعمال واقر معظم البنود المدرجة عليه وابرزها: اقرار مرسوم المعاملات الالكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي، بما يشكل حجر الاساس للحكومة الرقمية، وسيمكّن ذلك من انجاز خطوات مهمة باتجاه الاصلاح المؤسساتي ومكافحة الفساد. اما في موضوع النازحين السوريين فقد استمع المجلس الى وزير المهجرين وكلفه متابعة الجهود المبذولة من قبله ورفع تقرير بالموضوع الى مجلس الوزراء. كذلك، اقر المجلس رفع بدل النقل في القطاع الخاص من 250 الف ليرة يوميا الى 450 الف ليرة.
ثم باشر المجلس بدراسة جدول الاعمال واقر معظم البنود المدرجة عليه وابرزها: اقرار مرسوم المعاملات الالكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي، بما يشكل حجر الاساس للحكومة الرقمية، وسيمكّن ذلك من انجاز خطوات مهمة باتجاه الاصلاح المؤسساتي ومكافحة الفساد. اما في موضوع النازحين السوريي فقد استمع المجلس الى وزير المهجرين وكلفه متابعة الجهود المبذولة من قبله ورفع تقرير بالموضوع الى مجلس الوزراء. كذلك، اقر المجلس رفع بدل النقل في القطاع الخاص من 250 الف ليرة يوميا الى 450 الف ليرة.
وردا على سؤال قال: هناك حرص لدى الحكومة على تأمين العدالة بين مختلف فئات الادارة العامة والعسكريين والمتقاعدين في موضوع زيادات الانتاجية او بدل غلاء المعيشة. في الادارة هناك حوالى 8 الاف موظف وفي الاسلاك العسكرية 120 الفا وهناك ما يفوق الـ100 الف متقاعد. اذن نحن نتحدث عن ارقام كبيرة، واي خطأ في الحساب قد يؤدي الى عدم استقرار سعر الصرف، ولا يؤدي الغاية المنشودة. لذلك ومنعا لعدم الوقوع بما وقعنا به سابقا عن طريق اقرار سلسلة الرتب والرواتب وما ادى ذلك الى مصائب، ولمزيد من الدرس تم التريث في اتخاذ القرار، على ان ينظر الى الموضوع الاسبوع المقبل.
وقال: “لقد حدد مصرف لبنان سقفا للانفاق وطلب من الحكومة عدم تجاوزه وهو بحدود 8300 مليار ليرة لبنانية شهريا”. وعن موضوع الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة قال: “لم يجهز بعد الملف، وهذا الموضوع سيعلن عن التوجه بشأنه قريبا”.