تعتبر علاقة الكويت وبريطانيا من العلاقات التاريخية والاستراتيجية المهمة في الشرق الأوسط. تعود جذور هذه العلاقة إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت الكويت تحت الحماية البريطانية منذ عام 1899 وحتى استقلالها في عام 1961. خلال فترة الحماية، كانت بريطانيا تسيطر على السياسة الخارجية للكويت مقابل توفير الحماية العسكرية.
بعد استقلال الكويت، استمرت العلاقات بين البلدين في مجالات متعددة مثل التجارة، الاستثمار، التعليم، والتعاون العسكري. الكويت تعد مستثمراً كبيراً في الاقتصاد البريطاني، وهناك العديد من الشركات البريطانية التي تعمل في الكويت. كما أن هناك تبادل ثقافي وتعليمي بين البلدين، حيث يسافر العديد من الطلاب الكويتيين للدراسة في المملكة المتحدة.
في المجال السياسي والدبلوماسي، تتشارك الكويت وبريطانيا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ويوجد تنسيق مستمر بينهما في العديد من المحافل الدولية.
في هذا السياق، أعرب نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح عن “اعتزاز دولة الكويت بالروابط التاريخية التي تجمعها بالمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا مؤكدا حرص قيادتي البلدين على تنمية وتوطيد التعاون والتنسيق بما يعكس مستوى العلاقات بين البلدين”.
جاء ذلك في تصريح للشيخ جراح الصباح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الاجتماع الوزاري للدورة العشرين لمجموعة التوجيه المشتركة الكويتية البريطانية الذي عقد في وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء برئاسته عن الجانب الكويتي وعن الجانب البريطاني وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد.
أكد الشيخ جراح الصباح على “الأهمية الخاصة للاتفاق المبرم بين الطرفين الكويتي والبريطاني بشأن جعل عام 2024 عاماً للشراكة بين البلدين، وذلك تزامناً مع الذكرى الـ125 لتوقيع الاتفاقية الأنجلو-كويتية في 1899. هذا الاتفاق يعزز من أهمية الاجتماعات التي تجمع بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بأعمال مجموعة التوجيه المشتركة، التي تلعب دوراً فعالاً ومؤثراً في تعزيز العلاقات الثنائية وتحويل الاتفاقيات المبرمة إلى نتائج ملموسة تخدم مصالح البلدين”.
وذكر الشيخ جراح أن “الطرفين قد خصصوا الأيام الماضية لمناقشة عدة موضوعات حيوية تشمل مجالات التعاون الاقتصادي، الدفاعي، الأمني، الصحي، الثقافي، العلمي، القضائي، الأمن السيبراني والتعاون الإنمائي، مشيراً إلى التقدم المحرز في هذه المجالات”.
أعرب أيضاً عن “تفاؤله بشأن الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين وزراء الخارجية المقرر عقدها خلال العام الجاري، والتي من شأنها تعزيز الروابط التاريخية بين الكويت وبريطانيا”.
وأبدى ترحيبه بإطلاق الجانب البريطاني لنظام تصريح السفر الإلكتروني (ETA) في فبراير، والذي سيسهم في تيسير وصول المواطنين الكويتيين إلى المملكة المتحدة بشكل غير مسبوق.
اقرأ أيضاً: وزير خارجية بريطانيا: ندعم حل الدولتين وهو المسار الصحيح