مر على غياب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن الساحة اللبنانية عامين، وحتى اللحظة لا تزال التكهنات والتوقعات السياسية تتكلم عن عودة “الحريري” الى الساحة اللبنانية والى الميدان السياسي في خضم المعارك التي يشهدها حالياً مع غياب رئيس فعال للجمهورية. وتعتبر عودة الحريري الحالية بمناسبة ذكرى ا.غ.ت.ي.ا.ل والده الرئيس ا.ل.ش.ه.ي.د رفيق الحريري تحمل العديد من المعاني السياسية. وقد ترافق وصوله مساءً مع وصول مسيرة شعبية داعمة له الى محيط بيت الوسط، حاملة اعلام تيار «المستقبل» مع هتافات مؤيدة له ولعودته النهائية الى لبنان. وسوف تكون دارة الحريري اليوم الأربعاء مفتوحة امام الزوار والوفود من مختلف المناطق.
وعند الواحدة من بعد ظهر اليوم سيكون موعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وستكون لسعد الحريري وقفة على الضريح مع العائلة والمقرّبين، وسط حشد شعبي كبير تحت عنوان “تعوا ننزل ليرجع”، سيبدأ بالتوافد إعتباراً من التاسعة من صباح اليوم الى الضريح، وسيشمل الحضور أيضاً شخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية لوضع اكاليل الزهر، ومن المرتقب ان تكون له كلمة في بيت الوسط ودردشة مع الصحافيين.
وكشفت مصادر سياسية لجريدة “اللواء” ان “سعد الحريري، يرفض في لقاءاته الاعلان عن انهاء قراره ،الذي اتخذه منذ عامين بتعليق عمله السياسي، بالرغم من ان طبيعة حركته واستقبالاته منذ عودته قبل ايام ،تؤشر إلى انتهاجه مرحلة جديدة مختلفة كليا عن سلوكيات فترة تعليق عمله السياسي، وتوجهه لاستئناف مسيرته في الحياة السياسية بلبنان، ولكن يبدو أنه سيأخذ حيزا من الوقت، بانتظار اتضاح مسار التطورات بالمنطقة، والحرب على غزّة، والتي قد ينتج عنها تسوية إقليمية ودولية، ولبنان سيكون من ضمنها، أكان بخصوص الترتيبات الامنية على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، او بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، لافتة الى ان تحركات دبلوماسية متواصلة بين عواصم القرار ، لاسيما واشنطن وباريس والقاهرة والدوحة، لاتمام التسوية السياسية مع الاسرائيليين والدول المعنية”.
واعربت المصادر عن “اعتقادها بأن الحركة السياسية والاعلامية ومحاولة الحشد الشعبي في ذكرى ا.غ.ت.ي.ا.ل الرئيس ا.ل.ش.ه.ي.د رفيق الحريري اليوم، هدفها، اولاً شد العصب الشعبي المؤيد للحريري بعد مرحلة من التراخ بفعل وجوده في الخارج وبعيداً عن سدة السلطة، وثانياً، التأكيد بأن الحريري هو الزعيم السنيّ الاول في لبنان وان ما افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة ، لم يفرز قيادات بديلة ، وانما نوابا عاديين، بالرغم من عدم ترشحه وخوضه للانتخابات المذكورة وغيابه بالخارج، والثالث بعث رسالة مهمة ان لا بديل عن زعامته والدليل على ذلك، بقاء الساحة السنيّة فارغة من الزعامات “.
وتلفت مصادر “الأنباء” إلى أن “ق.ت.ل.ة رفيق الحريري الذين أرادوا مع ا.غ.ت.ي.ا.ل.ه إنهاء دوره الريادي في الداخل والخارج، وأرادوا فرملة التطوّر الذي كان يُحاول الحريري إرساءه لا زالوا يسعون لإفشال لبنان وإغراقه بالأزمات الداخلية والخارجية، وذلك لأنهم لا يُريدون لبيروت استعادة دورها، وهذا ما يجب أن يتنبّه له معرقلو الاستحقاقات، وبطليعتها انتخابات رئاسة الجمهورية”.
وبحسب مصادر مقربة من صحيفة “الديار” ان “الحريري أبلغ فريقه بأنه سيغادر ولن يبقى في البلد”، الامر الذي رأت فيه المصادر السياسية المتابعة لما يجري في هذا الإطار، بأنّ “ساعة عودته لم تحن بعد، طالما لم تغيّر المملكة العربية السعودية موقفها منه، معتبرة بأنّ زيارته هذه السنة لإحياء ذكرى والده أكدت مدى شعبيته، اي أتت ضمن محاولة جسّ نبض للعودة حين تسمح الظروف السياسية”.