ضيفي في “Call 2 face” هذا الأسبوع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك.
سر
سر سياسي من غياث يزبك
في بدايات التحضير للانتفاضة الإعلامية السياسية لكسر الهيمنة التي أرستها سوريا على الواقع السياسي والإعلامي بعد العام 1990، بدأنا بالإنتفاضة الإعلامية في المؤسسة التي كنت أديرها وهي الـmtv، ورحنا نسمِّي الأشياء بأسمائها ونواجه السوريين وأزلامهم وكل المنظومة التي كانت تأتمر بدمشق في تلك الفترة.
في أحد الأيام كنت قد كتبت مقدّمة نارية لنشرة الأخبار، وطلب مني البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير زيارته في بكركي ودخلت وأنا أتهيَّب الموقف، فقال لي “يا ابني، على شو متّكل إنت؟ رافع سيف النقمة وطاحش بالإعلام ب هالقوة والصراحة وعم تسمِّي الأشياء بأسمائها، انتبه هودي مجرمين؟”. أجبت: “يا سيّدنا أنا متّكل عليك وع سيدة حريصا، ونحنا عنا دور لازم نلعبو، إنت قول وعظتك الأحد وأنا بكتب كل يوم وبنتكامل مع بعضنا، لأنو الرعية بحاجة تسمع صوت الراعي. سمير جعجع بالحبس ونحنا عم نتعرض لكافة أشكال التنكيل والتعذيب وضرب معنويات الناس وتعويدهم على مفهوم الإحتلال وإنو الحرية حلم خيالي”.
أجاب: “صَلِّب إيدك يا ابني ع وجّك وانتبه لحالك وأنا حدّكم، ولا تخاف من قول الحق”. وهنا رحنا نؤسِّس في الكواليس لمفهوم قرنة شهوان التي أدَّت إلى الحراك السياسي الذي أوصلنا إلى انتفاضة 14 آذار.
ذكرى 14 شباط
*كيف يقرأ غياث يزبك ذكرى 14 شباط بعد الانكسارات والخسارات الكبيرة التي تعرضت لها قوى 14 آذار ما أدى إلى فشل مشروعها؟
لا أريد أن أسلِّم بهذه المعطيات، فـ14 شباط أسَّست لحركة 14 آذار، وبالنسبة إلينا هذا الحلم لم ينكسر وتحوَّل إلى روح تربط بين كل السياديِّين اللبنانيين على مختلف طوائفهم وإن اختلفت بينهم الوسائل.
كما أنني لست مع جلد الذات واعتبار أن ما نشأ من مشروع حرية وسيادة واستقلال ولبنان أولاً بهذه المرحلة تمَّ القضاء عليه، إذ لا يجب أن نُغش. نحن نواجه بصدور عارية وإيمان بالعمل السلمي ومفهوم سيادة الدولة والتسليم لقضائها ودورها وجيشها والقوى الأمنية، مشروعاً انقلابياً سافر الوجه، ينشب أظافره في صدر لبنان، وهو مسلح ولم يتورَّع يوماً عن ارتكاب أفظع الأمور.
هذا الانقلاب اليوم فاقد الحجة. وحركة 14 آذار إن كانت ضمن إطار سياسي موحَّد أو متفرقة، تنطق كلها بلهجة واحدة ومنطق واحد وهو سيادة لبنان، وأعتبر أن هذا هو الانتصار.
لا يجوز قياس الخسارة والربح في الحركات الوطنية الاستقلالية بعمر أو أحلام إنسان يريدها أن تتحقق بيوم أو اثنين، هناك الكثير من العذاب والقهر الذي يتعرض له السياديون والباحثون عن الحرية، وهناك الكثير من المناضلين من أجل الحرية لم يقطفوا ثمرة نضالهم لكن شعوبهم والأجيال التي أتت بعدهم قطفت هذه الثمار، ولست مع التسليم بأن هذه الحركة انكسرت، والدليل وجود القوات وتأثيرها بالسياسة ووقوفها سداً منيعاً بوجه محاولات تغيير وجه لبنان وطمس رسالته.
ليس بيد من يحمل السلاح إلا السلاح. هو فاقد الحجة والإحاطة الشعبية، ونسمع تململ بيئته من التمادي بضرب أسس الدولة والحياة الوطنية المشتركة.
*كيف تنظر القوات اللبنانية إلى عودة الرئيس سعد الحريري؟ وما الرسالة التي سيحملها وفد “القوات” إليه؟
عناوين تيار المستقبل السيادية لا تزال ذاتها، ونتشاطر مع جمهوره وقياداته ولو غابت عن الحالة السياسية اليومية ذات الأحلام، ولو باعدت بيننا بعض الوسائل وبعض الطرق التي نحن نعتقد أن من خلالها نصل إلى لبنان الذي نصبو إليه، لكن حلمنا واحد بلبنان سيد مستقل واتفاق الطائف فيه هو الفيصل.
رسالة وفد القوات هي التمني على الرئيس الحريري أن يكون قد عاد إلى ناسه ولعب دوره في الحياة الوطنية اللبنانية، إن كنا متفقين بشكل كامل أم ثمة اختلافات في بعض الأحيان، وذلك لا يفسد في الودّ قضية.
*هناك نظرة موجودة أنكم طعنتم الحريري؟
لا يمكن تصديق وقراءة بعض الموتورين عبر مواقع التواصل، وهؤلاء غير مطلعين على ما يحدث بالفعل في الأروقة بين القوات والمستقبل، وتأكد للحريري بما لا يحتمل الشك أن القوات لم تطعن به وليست من معشر الطاعنين بالظهر، وكل ما كنا نريده أن يلعب كل دوره ويتقدم كوكبة السياسيين في البلد.
الحرب الدائرة في الجنوب
*تستمر الحرب في الجنوب بقوة خصوصاً مع ازدياد الهجمات الإسرائيلية ما يوحي إلى جدية كبيرة باندلاع الحرب. هل تتوقع توسع الحرب لتطال كل لبنان؟
الكلام الذي نسمعه من جهة “الحز.ب” أنه نحو الاستيعاب والامتصاص، وهذا يطلق يد بنيامين نتنياهو أكثر للتهويل والضغط على لبنان. أرى أن الجو الدولي العام هو باتجاه خلق حالة استقرار في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وإسرائيل لا يتواجد فيها “الحز.ب”، وكل ما يؤدي إلى تطبيق هذه الفكرة بالمفهوم الإسرائيلي سيقوم به نتنياهو وهو بذلك يتوسَّل العنف.
ثمة ورقة أخرى على الطريق، وهي أنهم يريدون منطقة نحو 10 كلم معزولة و”الحز.ب” غبر موجود فيها. وبرأيي نتنياهو يحاول خلق واقع جديد لجعل هذه المنطقة بقوة النار والسلاح إذا لم يتمكن من الوصول إليها بورقة تفاهم على غرار تفاهم نيسان 1996.
وسط هذا اللعب بالحرب لا يمكن الاتكال أنها لعبة منضبطة، فبأي لحظة قد تنزلق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، ولهذا نطالب جدياً بتطبيق الـ1701 كاملاً صيانة وحماية لمشروع الدولة ولبنان.
*يبدو تطبيق القرار 1701 مستحيلاً، كما ثمة معلومات عن اتفاقات جانبية بين واشنطن وطهران. من سيدفع ثمن حرب غزة وتداعياتها فعلياً في لبنان؟
في الصف الأول من المتضررين من أي عملية تقارب بين ايران وأميركا سيدفع الثمن “الحز.ب” والبيئة الشيعية، فإيران تلعب دوراً في خريطة الشرق الأوسط فقط لأن لديها “الحز.ب” على تماس مع الحدود الإسرائيلية، وإذا تعرَّض لما تعرَّضت له حركة. ح سيخسر وتخسر إيران. لذلك تتهيَّب طهران هذا الواقع وتريد التفاوض، وأي عمليه تفاوض ستجري على طلب التخلي وضبضبة “الحز.ب” عن الحدود، و”الحز.ب” سيكون المتضرر من أي اتفاق أميركي إيراني لأن التسوية ستأتي على رأسه.
*ملف رئاسة الجمهورية
*القوى المعارضة متهمة اليوم بعرقلة انتخابات رئاسة الجمهورية إثر رفضها الحوار الذي يطالب به الطرف الآخر، لماذا هذا الرفض بوقت لا حل إلا بالتشاور والاتفاق مع باقي الأطراف؟
من يعطِّل الانتخابات هو من يتنكر لدوره الدستوري الذي يفرض على البرلمان أن يقوم بدوره كهيئة ناخبة، وعلى رئيسه فتح مجلس النواب وإعلان دورات متتالية وصولاً لانتخاب رئيس. فلا يضغطنَّ أحد علينا ويحمّلنا المسؤولية إن لم يقم رئيس المجلس بدوره.
قدَّمنا مرشحين للرئاسة فيما عطّل الفريق الآخر 12 جلسة انتخاب، والدستور يقول بانتخاب رئيس لا بحوارات تسبق انتخابات الرئيس، بحيث يتحوّل دور البرلمان من مفوض من قبل الشعب للقيام بهذا الدور إلى باصم على قرارات داخل البرلمان تتمّ خارجه.
ما نريده ليس تعجيزياً، إذ نطالب بجلسات تشاور ثنائية أو ثلاثية أو رباعية تجري تحت قبة البرلمان وضمن كواليسه وفي القاعة العامة من خلال العصف الفكري والمساعي الإيجابية ونصل عندها الى انتخاب رئيس.
*هل تنتظر رئاسة الجمهورية حرب غزة؟ وهل تتخوفون من نتائج لا تصب بمصلحتكم؟
حرب غزة طارئة فيما نحن منذ سنة و5 أشهر بلا رئيس، وهي حجة إضافية لعملية تعطيل يقوم بها “الحز.ب” ولا يخفي أن هذه العملية لانتظار ما يجري في الإقليم من حراكات، وهم يريدون رئيساً طائعاً وخاضعاً يبصم على قراراتهم.
مهما حدث من اتفاقات ومقايضات إقليمية فذلك لا ينطبق علينا ولا يؤثر فينا ولا نقبل به، ونحن متمسكون بحجمنا النيابي وبدورنا وبتفويضنا الشعبي والتصاقنا بالدستور، و”ما حدا يخيّط بالمسلة الخارجية” ويعتقد أنه قادر على فرض أي نوع من الرؤساء غير السياديِّين على الجمهورية اللبنانية.
اقرأ أيضاً:
يزبك: “الثنائي” يريد إظهار وحدته في العلن لكن نعرف ماذا يُحكى في الصالونات