خاص ـ رفيق الحريري والمعركة المستمرة.. شعلة ثورة الأرز لا تنطفئ

حجم الخط

رفيق الحريري

19 عاماً مرّت على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في انفجار بنحو 2000 طن من المتفجرات زلزل بيروت التي أحبّها حتى العشق. زلزال أراد القتلة المجرمون الذين سمّتهم المحكمة الدولية لأجل لبنان ومن يقف خلفهم، أن يكون قتلاً بشعاً ليس فقط للرئيس رفيق الحريري بل للبنان الذي قُتل من أجله. لكن خاب ظنهم مع بزوغ شمس ثورة الأرز و14 آذار التي حطّمت أحلامهم بالسيطرة على لبنان وإبقائه تحت الاحتلال، فانتفض الشعب وأطلق انتفاضة الاستقلال وكانت ثورة الأرز و14 آذار الباقية في وجدان اللبنانيين، وتتجسّد يومياً في نضالهم المستمر بوجه القابضين على لبنان اليوم.

يمكر الماكرون الخبيثون ويقعون في حبائل مكرهم وخبثهم، ويفجّر اغتيال رفيق الحريري ثورة الغضب الجارف، ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال ويشعل شعلة 14 آذار المجيدة التي لم تنطفئ حتى يومنا هذا على الرغم من مسلسل الاغتيالات. والمعركة مستمرة وكذلك التضحيات لأجل تحقيق لبنان الذي أحبّه رفيق الحريري، ومعركة اليوم بمواجهة الاحتلال الجديد هي الابنة الشرعية واستمرار لـ14 آذار وثورة الأرز التي لا تموت.

المحلل السياسي علي حمادة يلفت، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “الذكرى الـ19 لاغتيال الحريري، تحلّ اليوم ونحن في خضم المعركة التي بدأت مع مسلسل الاغتيالات منذ الأول من تشرين الأول العام 2004 بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، والذروة كانت بالاغتيال المزلزل الذي استهدف الرئيس الحريري، ثم توالى مسلسل الاغتيالات والغزوات والصراع الكبير السياسي”.

حمادة يؤكد، أن “اللبنانيين حققوا إنجازات بالمواجهة طوال الفترة الماضية. وإذا ما أضفنا اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى نضالات مختلف اللبنانيين من القوى السياسية والشعبية والمجتمع المدني، وكل الذين ناضلوا طوال أعوام في تلك المرحلة، يمكن أن نقول إن دماء رفيق الحريري إضافة إلى النضالات على مدى عقدين أثمرت بإخراج الوصاية السورية من لبنان في 26 نيسان العام 2005″، منوّهاً إلى أن “المعركة لم تنته بإخراج النظام السوري إذ حلَّ مكانه نوع آخر ومختلف من الاحتلالات وهو الاحتلال الإيراني بواسطة أياد لبنانية، أي “الحز.ب” الذي نصَّب نفسه وريثاً شرعياً للوصاية الاحتلالية السورية”.

كما يشدد، على أن “ما يجدر قوله حول كل ما يحكى عن أن 14 آذار وثورة الأرز فشلت، إن هذا الكلام غير صحيح. 14 آذار نقطة مضيئة في تاريخ لبنان ورغبة في الاستقلال وهي استقلال حقيقي. طبعاً لم تُنجز كل ما أرادت أن تنجزه، لكن روح وتوجهات وأفكار ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال و14 آذار انغرست في وعي اللبنانيين إلى أبد الآبدين، وليس صحيحاً كل من يريد أن يجلد 14 آذار وثورة الأرز بأنها كانت لحظة ثم مضت”.

يضيف: “هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. ثورة الأرز و14 آذار لم تكن لحظة، بل لا تزال حتى يومنا هذا شعلة نستنير بها، فوق الأحزاب والقوى والطوائف والمناطق، لأن 14 آذار نضال مستمر ولا يزال حتى الآن. وبالرغم من كل التشكيك الذي يحاول البعض أن يزرعه، ثورة الأرز راسخة في عمق وجدان اللبنانيين”.

أضف إلى ذلك، “نحن الآن في خضم معركة كبيرة حول الكيان والخيارات الكبرى للبلد”، يقول حمادة، مؤكداً أن” كل ما يحصل اليوم من صراع سياسي، ومن دفاع عن الدولة والدستور والصيغة والميثاق والقرار الحر المستقل السيادي في لبنان، هو جزء من 14 آذار وثورة الأرز. كل هذه المعركة الدائرة اليوم التي تقودها القوى السيادية في لبنان هي الابنة الشرعية لثورة الأرز ولـ14 آذار، والابنة الشرعية لمرحلة انفجار الغضب الشعبي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

“لذلك، رفيق الحريري ورفاقه وسائر الشهداء السياديين في البلد وصولاً إلى لقمان سليم، هؤلاء غرسوا غرسة ووردة الحرية، وهذه الوردة لا تزال ماثلة أمامنا، ولا نزال نحملها ونسير بها بمواجهة القوى الظلامية التي تحاول أن تستبع لبنان. والتاريخ يشهد أن كل الاحتلالات إلى زوال، ولبنان الحرية والسيادة وكرامة الإنسان باقٍ إلى الأبد”، يختم حمادة.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل