لا تزال وتيرة العنف مرتفعة في حرب غزة خاصة مع وصول الجيش الإسرائيلي الى محاصرة رفح بعد انهاء عملية شمال غزة وجنوبه وحصار مدينة خان يونس. ولا تزال المفاوضات مستمرة للتوصل الى حل دبلوماسي يؤدي الى هدنة ووقف لإطلاق النار في القطاع وهذا ما حدث لعدة أيام في غزة خلال شهر تشرين الثاني الماضي. ولا تزال “الهدنة” موضوع تجاذب على الصعيد الدولي خاصة بعد اعتراض اميركا على طرح الجزائر.
في هذا السياق، وبعدما ان صرحت الولايات المتحدة عن استعدادها لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد اقتراح الجزائر الداعي لوقف “فوري” للنيران، يبدو الآن أنها غيرت موقفها، حيث سيتم التصويت على هذا الاقتراح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء. اقترحت الولايات المتحدة بدورها مشروع قرار ينادي بوقف مؤقت للنيران في غزة، محذرة من خطر التوغل البري الإسرائيلي في رفح، وهي المنطقة التي اتخذها الآلاف من النازحين الفلسطينيين ملجأ خلال الصراع العنيف.
وفقا لمسودة القرار، تطالب واشنطن بـ”وقف مؤقت لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن”، وهو ما يخالف رغبات غالبية أعضاء مجلس الأمن الذين يطالبون بوقف “فوري” لإطلاق النار. تناولت شبكة “سي أن أن” هذا التطور اليوم الثلاثاء.
يتضمن مشروع القرار أيضاً تحذيراً من تداعيات الهجوم البري الإسرائيلي على رفح، مشيراً إلى أنه “قد يؤدي إلى المزيد من الأضرار للمدنيين واستمرار نزوحهم، بما في ذلك احتمال انتقالهم إلى دول مجاورة، مما قد يؤثر سلباً على السلام والأمن الإقليميين”.
تثير هذه التغييرات في الموقف الأميركي تساؤلات حول العوامل التي أدت إلى هذا التحول.
إذ اعتبر بعض المراقبين أنه “يأتي للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتعنت في مواقفه، سواء من جهة اجتياح رفح أو الاعتراف بدولة فلسطينية أو وقف الحرب”، ما أدى مؤخراً لاشتعال الخلافات بينه وبين واشنطن الحليف الأوثق لبلاده.
بينما رأى آخرون، ألا تغير كبيراً في موقف واشنطن، لاسيما أن القرار يدعو إلى وقف النار “في أقرب وقت ممكن”، وهي عبارة مطاطة، وحمالة أوجه.
في حين اعتبر البعض أن “الرئيس الأميركي، جو بايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض، تدارك تراجع شعبيته بين صفوف الشباب الديمقراطي جراء تعامله ومقاربته للحرب”، وفق آخر استطلاعات الرأي، وبدأ يبدي تغييراً تجاه الحرب، منتقداً بشكل أكبر مقاربة نتنياهو.
وقف فوري
وكان مشروع القرار الجزائري طالب في المقابل، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، لأسباب إنسانية. وجدّد المطالبة بأن تمتثل جميع الأطراف بدقة لالتزاماتها فيما يتعلق بحماية المدنيين.
كما رفض التهجير القسري للسكان للفلسطينيين، ويطالب بوقف كل الانتهاكات وجميع الأعمال العدائية ضد المدنيين. وجدد التأكيد على الالتزام الثابت لدى المجلس برؤية حل الدولتين.
كذلك شدد على “أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية. ويطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
إلا أن واشنطن هددت سابقاً باستخدام حق النقض ضد هذا المشروع، كما حدث خلال عمليات تصويت سابقة في منتصف تشرين الأول الماضي، وأوائل كانون الاول على الرغم من الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة.