لا تزال التوترات مستمرة جنوباً خاصة مع استمرار الصراع في غزة، واعتبار “جنوب لبنان” جبهة مساندة ودعم لغزة، وعلى ما يبدو أن أجواء الداخل اللبناني تعكس توتراً سياسياً ومواقف تعتبر الأولى من نوعها على مستوى “التحالفات الإستراتيجية”. فعكس الأيام الأخير لشباط، إن الشهر الشهير يفجر قدراته على المستوى السياسي، فجدودنا لقبوه بـ”شباط اللّباط” وهذا ما يظهر مؤخراً في العلاقة بين كل من التيار والحز.ب، اذ أن المواقف المنسجمة بين رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بما يخص “وحدة الساحات” وموقفهم من توترات الجنوب تنذر بطلاق “الأحبة” السياسي، لا بل تسلط الضوء على شيخوخة “اتفاق مار مخايل” وعلى احتمالية التنصل من مفاعيله في ظل تقلبات شباط السياسية على المستوى الداخلي.
في هذا السياق، وفي خطوة نوعية على مستوى الساحة السياسية، وجه “التيار الوطني الحر” انتقادات للأحداث التي نفذها “الحز.ب” على الحدود الجنوبية في الثامن من تشرين الثاني الماضي. وهذا الانتقاد تلاه تعليق من مؤسس “التيار”، ميشال عون، ورئيسه الحالي جبران باسيل.
رأى المحللون في هذا التحول بموقف الحليف السياسي لـ”الحز.ب” تغييراً ملحوظاً عن “التفاهم” الموقع بين الطرفين في السادس من شباط 2006. اذ صرح عون في مقابلة بأن “لبنان ليس مرتبطاً بغزة بمعاهدة دفاع، وأن الجامعة العربية هي من يجب أن تكون مسؤولة عن ربط الجبهات”. موضحاً موقفه من خلال هذه التصريحات حول “الخطأ الإستراتيجي” في خطوة “الحز.ب” حليفه التاريخي.
من جانبه، صرح باسيل في مؤتمر صحفي أمس بأن “لبنان لا يجب أن يتحمل مسؤولية تحرير فلسطين”، مؤكداً أن “هذا يقع على عاتق الفلسطينيين”. وأضاف أنهم “ضد فكرة وحدة الساحات وربط لبنان بجبهات أخرى، وخاصةً ربط وقف الحرب في الجنوب بوقف الحرب في غزة” وتأتي هذه المواقف كنقيض واضح لمواقف “الحز.ب” وتمسك “الممانعة” بالسياسات التي يتبعها جنوباً.
يتناقض موقف “التيار” مع موقف “الحز.ب”، الذي ما زال يعلن عن فتح جبهة الجنوب دعماً لغزة، ويربط “الحز.ب” انتهاء الصراع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بانتهاء الصراع في غزة.
تأتي هذه المواقف لتشكل وضعاً سياسياً “فريداً” خاصة على أبواب الإستحقاق الرئاسي والمطالب المتتالية لعقد جلسات إنتخابية، في ظل الشغور الرئاسي الذي يشهده لبنان مع كل ما تمر به البلاد من أزمات إقتصادية وإجتماعية وأمنية.
اقرأ أيضاً: لقاء اللجنة الخماسية.. رئاسة الجمهورية “أساس” وهدفٌ “مستعجل”