العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتسم بنهج حذر وتركيز على الحفاظ على علاقة “مستقرة وقابلة للتوقع”، على الرغم من التوترات الأساسية والخلافات حول عدة قضايا عالمية. في عهد إدارة بايدن، كان هناك تركيز على العقوبات التقليدية والخطوات الدبلوماسية في التعامل مع روسيا. يعكس هذا النهج استراتيجية لإدارة العلاقات مع روسيا مع تحويل الجهود الأميركية الأساسية نحو مواجهة تهديدات عالمية أخرى يُنظر إليها على أنها أكبر، مثل الصين. تسعى إدارة بايدن إلى الحفاظ على توازن، بهدف تحقيق الاستقرار في العلاقات دون تصعيد التوترات، خاصةً في مجالات مثل الحرب الإلكترونية وتدخلات الانتخابات. تتضمن هذه الاستراتيجية استخدام العقوبات والضغوط الدبلوماسية لمعالجة الأنشطة الروسية التي تقوض المصالح الأمريكية، مع الحفاظ على قنوات مفتوحة للتعاون المحتمل في التحديات المشتركة مثل تغير المناخ.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من حالة التوتر في العلاقات مع واشنطن، وخاصةً بشأن أوكرانيا، أشار بوتين إلى أنه “يتمتع بعلاقة عمل جيدة مع بايدن”. كما أعرب الكرملين عن “اهتمامه بإمكانية عقد قمة ثانية بين الزعيمين، مما يشير إلى استعداد للحوار وإيجاد أرضية مشتركة في بعض القضايا، على الرغم من المنافسة الجيوسياسية الشاملة وتباين المصالح الوطنية”.
في خضم مسلسل التصريحات النارية المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجنون”، وذلك خلال حفل لجمع التبرعات الأربعاء في كاليفورنيا.
وألقى بايدن كلمة مقتضبة خلال المناسبة التي أقيمت في سان فرانسيسكو وحضرها مجموعة صغيرة من الإعلاميين، وصف بايدن الرئيس الروسي بكلمة نابية، وأضاف: “لدينا مجنون مثل هذا الرجل بوتين، وآخرين غيره، حيث علينا دائما أن نخشى من اندلاع نزاع نووي، لكن التهديد الوجودي للبشرية هو المناخ”.
ويأتي استخدام بايدن هذه النعوت القوية بحق بوتين في أعقاب مناسبات أخرى وصفه فيها بأنه “سفاح” و”مجرم حرب”، خاصة بعد غزوه أوكرانيا.
وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة ستعلن الجمعة عن حزمة عقوبات صارمة جديدة ضد روسيا بسبب وفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني في السجن.
وكان بايدن قد سُمع يشتم أحد صحافيي شبكة “فوكس نيوز” Fox News ويصفه بكلمة نابية في زلة لسان أمام ميكروفون مفتوح في كانون الثاني عام 2022.
وفي وقت سابق اعترف بايدن بأن الولايات المتحدة ليست لديها معلومات حول أسباب وفاة نافالني. ومع ذلك، ألقى بايدن باللوم فعليا على القيادة الروسية فيما حدث.
ودعت وزارة الخارجية الروسية الجمعة الماضي، الولايات المتحدة لإظهار ضبط النفس وانتظار نتائج الفحص الطبي حول وفاة نافالني.
وكانت إدارة السجون الروسية قد أعلنت وفاة المعارض أليكسي نافالني، يوم الجمعة الماضي، في السجن فور عودته من فسحة دورية في ساحة السجن، وأن التحقيق لا يزال مستمرا.