يعود الملف الرئاسي إلى الواجهة من جديد ويتحرك قليلاً الجمود القاتل الذي يراوح فيه، وهذه المرة من المنتظر أن يعود الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان من باريس إلى بيروت. وقد تعيد باريس الحركة إلى الملف الشائك الذي لم يعرف بعد طريق الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للبنان، مع أن آلية الدستور واضحة، لكن هناك من يريد الإلتفاف عليه عن طريق أساليب ملتوية، فيما المطلوب واحد وهو النزول إلى مجلس النواب واعتماد الجلسات المتتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
الملف الرئاسي بحسب مصادر مطلعة على الموقف الفرنسي من باريس أخذ الكثير من الوقت ويجب انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، خصوصاً في الظروف التي بمر فيها لبنان والتوترات الحاصلة في الجنوب.
تضيف المصادر لموقع القوات اللبنانية أن باريس تميل إلى الخيار الثالث وهو أفضل الحلول لأنه واضح في ظل التركيبة الحالية لمجلس النواب الذي يتعذر عليه انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن الأمور لا تزال قيد المشاورات داخل اللجنة الخماسية ولو دريان ينتظر الوقت المناسب لتحديد الزيارة.
“القوات” في بكركي
محلياً وبعيداً عن باريس، وفي ظل التهميش الذي يطال المواقع المسيحية والتوازن الذي يتعرض لارتكابات فظيعة، كان التوجه نحو بكركي، وبتكليف من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، زار وفد من تكتل الجمهورية القوية يضم النائبين زياد الحواط ورازي الحاج، ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد ورئيس مصلحة القطاع العام جوزيف عبده، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي وسلّمه مذكرة بالمخالفات والارتكابات الحاصلة في إطار تعميق الخلل الوطني وتجاوز القوانين والأصول.
وفي السياق، يقول مراد لموقعنا، إن “الوفد أطلع الراعي على الارتكابات الخطيرة، والخلل في التوازن الذي نصّ عليه الدستور، ولا سيما ملف تعيينات الجمارك خلافاً لمفهوم العيش المشترك، فضلاً عن موضوع إقفال الدوائر العقارية في محافظة جبل لبنان دون سواها وما يعنيه من اصرار من قبل اهل السلطة على تعميق الخلل لا سيما بحق المكون المسيحي، وهو ما بدا واضحاً من خلال تعطيل الاستحقاق الرئاسي، وإفراغ العديد من المواقع المسيحية الأساسية في الدولة”.
يضيف مراد: “ابدى الراعي تفهماً كبيراً، لأن هذه المسألة لا تتعلق بحزبٍ معين او بقوى سياسية معنية، بل لها علاقة بالنسيج الوطني والحفاظ عليه من الخلل المتمادي، كما وعد الراعي بمتابعة هذه المسائل على اكثر من صعيد، ومن خلال مواقف عدة سيتخذها للإضاءة عليها والتحذير من الارتكابات التي تخل بالتوازن الوطني، وكل ما يستهدف المسيحيين في الدولة”.
الجنوب
على صعيد ما يشهده الجنوب، من يجول في البلدات والقرى الحدودية، يرى بأم العين كيف هي فارغة من سكّانها، بيوت مهجورة، ورقعة الدمار تتسع يوماً بعد يوم لتلتهم معها المساحات التي لا تزال صامدة، لكن إلى متى؟ خصوصاً في ظل دولة مهترئة غير قادرة على إعانة سكان الجنوب.
وفي سياق التفاصيل اليومية التي يعانيها ما تبقى من أهالي الجنوب الذين لم يغادروا قراهم، يؤكدون عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن حركة النزوح كبيرة جداً بعد تصاعد التوترات في المنطقة حيث أصبح بعض البيوت الصامد يستضيف عدداً كبيراً من العائلات التي لم تنزح بعد.
يشير الأهالي إلى أن المعاناة كبيرة جداً ومقومات البقاء معدومة، والواقع الحالي الذي يواجهونه صعب جداً، فالبلدة خلت تماماً من سكانها، وما أصعب أن يترك الإنسان “المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالراحة”.
إلى جانب الأضرار الجسيمة، هناك أضرار مادية كبيرة، فالبعض من أهالي الجنوب، يعمل في قراه، واليوم بات عاطلاً عن العمل، وبلا مأوى، وبلا دعم مالي بحسب ما يقوله أهالي الجنوب.
هناك إجماع لدى أكثرية الأهالي برفضهم القاطع لما يحصل في الجنوب، كونه مأساة لا تؤدي إلى مكاسب حقيقية ولا تجلي إلا الخراب ويدفع ثمنها الأبرياء.
يؤكد الأهالي أنهم لم يتلقوا أي دعم من السلطات وهم متركون لمصيرهم المجهول وكأنهم غير لبنانيين، آملين أن تنتهي التوترات ويعود الجميع إلى منازله، لكن السؤال الأهم الذي يطرحونه، “من سيعيد إعمار المنازل المدمرة، من سيعيد الأمن والأمان إلى قرانا، لا بد لحل دائم كي لا تتكرر المشاهد المأساوية.
مانشيت موقع “القوات”: جهود أميركية لخفض التصعيد جنوباً.. “التيار” يخرج عن طوع “الحز.ب”؟